رسائل بوتين المهينة للإيرانيين فى سوريا

نشر المقال فى 22 يونيو 2016

الصور الضاحكة للسياسيين في المقابلات والزيارات الرسمية لا تعكس أبدا ما يجري وراء الكواليس، ومشكلة بعض الأنظمة المصطنعة أو التي تعيش علي التنفس الصناعي بالدعم الأميركي أو الروسي أنها تعتقد في بعض الأحيان أنها أنظمة حقيقية تملك قرارها واستقلاليتها، ولا تعلم هذه الأنظمة أن من يتحكم في مصائرها يرفع في بعض الأحيان أنابيب الأوكسجين عنها ليعريها أمام العالم ويضعها تحت خطر الموت ليذكرها أنه هو الذي يمدها بالحياة وأنها ليست سوى صنيعته وهذا ما فعله الروس مع الايرانيين ومليشياتهم وعلى رأسها حزب الله ونظام الأسد في سوريا، فخلال الأيام القليلة الماضية أرسل الروس رسائل قاسية للايرانيين الذين عجزوا طوال خمس سنوات من الامدادات بالعتاد والجنود لنظام الأسد من الحفاظ عليه حتى تدخل الروس فبثوا الحياة في النظام الميت وحلفائه، لكن الروس لم يتدخلوا من أجل عيون الأسد والايرانيين وإنما من أجل مصالحهم ومن أهمها قطع أي طريق لأمداد أوروبا بالغاز عبر خطوط الأنابيب سواء من قطر أو من إيران أو من أي طرف آخر لأن سوريا هي الطريق الوحيد لايصال الغاز إلى أوروبا من هذه الدول، ولأن روسيا هي المصدر الرئيسي لبيع الغاز إلى أوروبا فإنها لن تسمح لأي منافس جديد أن يكون له وجود قوي في السوق الأوروبي غيرها، وحينما شعروا أن نظام الأسد على وشك السقوط وأن الايرانيين وحزب الله والمليشيات فشلت في إنقاذه تدخلوا حتى لا يسمحوا بسقوطه، لكن يبدو أن نظام الأسد والايرانيين لم يفهموا هذه الرسالة، لذلك قرر الروس توضيح الرسالة عبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حينما قام بزيارته قبل ايام لسوريا حيث فاجأ الأسد في المكان الذي يختفي فيه، ولم يستطع الأسد أن يخفي صدمته حينما عبر مفاجأة الزيارة والزائر له، ورغم أن وسائل إعلام النظام أخفت عبارات الأسد إلا أن الروس تعمدوا نشرها لايصال رسالتهم أنهم أصحاب اليد العليا في سوريا حتى أن المسمى رئيسا للدولة لا يعرف من الزائر ويبدو أنه لا يجرؤ على السؤال لأنه ليس صاحب السيادة أو القرار، أما الرسالة الثانية في نفس الزيارة فهي قيام شويغو بزيارة قاعدة حميميم الجوية مقر القوات الروسية لتفقد منظومة صواريخ إس 400 وظهوره وحده مع الضباط الروس دون وجود أي ضابط سوري مما يؤكد رسالة السيادة، الرسالة الثالثة هي قطع التغطية الجوية الروسية عن قوات النظام وحزب الله والمليشيات في حلب مما كبدهم خسائر فادحة على أيدي المقاومة السورية وألحق بهم الهزائم مما يؤكد أن رفع التغذية الروسية بالأوكسيجين معناه سقوط النظام بحلفائه الايرانيين وحزب نصر الله والمليشيات… إنهم الروس يعرفون كيف يهينون أزلامهم ويتلاعبون بخدمهم.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

مثنى حارث الضاري : كواليس التحالف الإيراني الأمريكي لتدميرالفلوجة ومدن السنة

التالي

محرقة حزب الله في ريف حلب

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share