محرقة حزب الله في ريف حلب

نشر المقال فى 23 يونيو 2016

أصبحت ضاحية بيروت الجنوبية وقرى ومدن الجنوب اللبناني على موعد يومي مع النعوش القادمة من محرقة «حزب الله» في سوريا، بعدما أصبح مستنقع الحرب هناك موحلا للحزب وقياداته وجنوده، فرغم أن الحزب يتكتم على أرقام ضحاياه ولا يعلن إلا عن القليل منها إلا أن التقارير الدبلوماسية في العاصمة بيروت تشير إلى أن عدد قتلى الحزب يزيد عن ألف وسبعمائة بينهم كثير من قياداته العسكرية البارزة، ومع انسداد الأفق حول أي احتمالات لنهاية قريبة للحرب التي تحولت إلى محرقة للشعب السوري أولا ثم لجيش النظام وأتباعه ثانيا ثم للغزاة الذين جلبهم الإيرانيون من أصقاع الأرض ليدافعوا عن المراقد حسب زعمهم فتحولت سوريا إلى محرقة لهم فإن الخاسر الأكبر ليس هو النظام الذي سيسقط لا محالة ولكن حزب الله وجنوده لأن العلويين سينسحبون إلى جبال اللاذقية التي كانوا يعيشون فيها طوال القرون الماضية، وسيعود الإيرانيون مع المليشيات التي جلبوها من أصقاع الأرض إلى بلادهم ولن يبقى إلا الحزب وجنوده يتجرعون مرارة الهزيمة والخسائر الفادحة والحصار الاقتصادي الذي بدأ يؤثر على أداء الحزب ومصادر تمويله، فالحاضنة الشيعية الشعبية التي التفت حول الحزب حينما رفع شعار المقاومة بدأت تنكفئ في ظل وصول الخسائر إلى كل بيت في مدن وقرى الجنوب، وفي ظل الخطابات المكررة واللغة الفضفاضة لزعيم الحزب حسن نصر الله التي لا تحمل أي أفق مستقبلي حيث لم يعد يتحدث عن نهاية للحرب أو معالم للنصر الذي كان يتغنى به حينما زج بالآلاف من جنود الحزب في معركة الدفاع عن الأسد.
هزائم النظام السوري والحزب الذي يدعمه والقوات الإيرانية والمليشيات التي جلبتها وصلت إلى حد اعتراف رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال فاليري جيراسيموف بها من خلال تصريحات نشرتها له وكالة إنترفاكس للأنباء يوم الأثنين الماضي قال فيها «إن «الإرهابيين» في سوريا يستعيدون قوتهم وإن الموقف هناك يزداد توترا، وإذا كان قائد الجيش الروسي قد اعترف بالتراجع والهزيمة لجميع شركاء الحلف الدنس في سوريا فلنا أن نتخيل الوضع على الأرض، فنجاح المعارضة السورية في استعادة كثير من المناطق التي خسروها في ريف حلب الجنوبي رغم الدعم الروسي الإيراني الهائل للنظام والمليشيات معناه أن معنويات الحزب ومقاتليه وكذلك مقاتلي المليشيات والإيرانيين والنظام في الحضيض، لأن النعوش لا تصل كل يوم إلى الضاحية وقرى جنوب لبنان فحسب بل تصل كل يوم أيضا إلى طهران، والمقبرة الكبرى التي أقاموها فيها لمن يقتل من جنودهم في سوريا، لقد أشعلوا نار الحرب وهاهم الآن يحترقون بنارها، ويبدوا أن القادم أعظم وأخطر.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

رسائل بوتين المهينة للإيرانيين فى سوريا

التالي
حسن الترابي

حسن الترابي (11) : الخلافات مع البشير والعسكر .. و انتشار الفساد .. وقصة بيوت الأشباح

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share