نشر المقال فى 5 يوليو 2016
لا شيء يوازي تدمير الإنسان في الكون، فكل شيء يدمر يمكن أن يعيد الإنسان بناءه لأن الله خلق الإنسان حتى يعمر الكون، لكن حينما يدمر الإنسان فإن الحياة كلها تدمر معه، وهذا ما يقوم به النظام الانقلابي في مصر منذ ثلاث سنوات، تدمير منظم للانسان المصري بشكل لا يخدم إلا أعداء مصر وأعداء الأمة، فمن بين ما يقرب من ربع مليون مصري تعرضوا للاعتقال خلال السنوات الثلاث الماضية هناك 60 ألفا قابعون في السجون في ظروف أسوأ مما يمكن للأنسان أن يتخيل وفي ظل غياب المعلومات فإن بعض المنظمات ترفع الرقم إلى 120 ألفا، ولأن عدد المعتقلين في زيادة غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث فقد قام النظام الانقلابي في مصر ببناء أكثر ثلاثة عشر سجنا جديدا خلال 3 سنوات ليصبح عدد السجون في مصر 56 سجنا، بعض المنظمات الحقوقية تشير إلى أن عدد الذين قتلوا في السجون أو تحت التعذيب أو جراء الاهمال الطبي في السجون يزيد على 1200 شخص، أما حالات الاختفاء القسري فقد زادت عن 2500 حالة منها 350 حالة أصبحوا في عداد المفقودين ولا توجد أية معلومات عنهم، ولم يكن الأطفال بعيدون عن التدمير حيث بلغ عدد الأطفال الذي اعتقلوا أكثر من 1200 طفل لازال 420 منهم قابعين في السجون، وهي أعداد تفوق أعداد الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، أما عدد المدنيين الذي أحيلوا إلى محاكم عسكرية فإنه يزيد عن 7500 أما عدد الذين حكم عليهم بالاعدام فإنه يزيد عن 1800 منهم أكثر 750 يرتدون بدلة الاعدام الحمراء بعد صدور أحكام نهائية بحقهم، أما تدمير مؤسسات الدولة عبر فصل الآلاف من المعارضين للانقلاب بدءا من أساتذة الجامعات وحتى الموظفين العاديين فهو أمر يفوق كل التوقعات، عدد طلبة الجامعات الذين قتلوا خلال السنوات الماضية كثير منهم قتلوا داخل الحرم الجامعي يزيد علي 250 طالبا بينما لازال خمسة آلاف طالب رهن الأعتقال، أما الذين فصلوا من كلياتهم وكثير منهم في السنوات النهائية فإنه يقدر بالآلاف، وبينما يسمح الانقلابيون لمئات من الاعلاميين المؤيدين للانقلاب بالعمل بحرية فقد قاموا بقتل حوالي عشرة صحفيين واعتقال عشرات بقي منهم أكثر من 60 في السجون بينما فقد أكثر من 800 صحفي وظائفهم وتم إغلاق 10 قنوات تليفزيونية وكثير من الصحف والمؤسسات المعارضة للانقلاب، هذه بعض وليست كل جرائم الأنقلاب فيما يتعلق بتدمير الإنسان المصري وحينما نتحدث عن أكثر من ربع مليون مصري تم تدميرهم خلال ثلاث سنوات نتحدث عن خيرة أبناء مصر من كل التخصصات بدءا من الحرفيين وحتى أساتذة الجامعات وبالتالي فإن السيسي ونظامه حققوا لاسرائيل وأعداء مصر ما لم يكونوا يحلمون به وإذا كان الانقلابيون قد ارتكبوا جرائم لا حصر لها لكن أكبرها هو تدمير الإنسان المصري.