تورط أمريكا في الانقلاب الفاشل

نشر المقال فى 19 يوليو 2016

يصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته بن علي يلدرم في كل ظهور لهما منذ بداية المحاولة الانقلابية الفاشلة على الإشارة بشكل مباشر إلى فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية على أن جماعته هي التي خططت ودبرت الانقلاب وعلى أميركا أن تسلم غولن لتركيا..
قراءتي للإلحاح على ذكر بنسلفانيا والولايات المتحدة من قبل أردوغان وبن علي يلدرم أنها رسالة مباشرة ليس من أجل غولن ولكن إشارة إلى تورط الولايات المتحدة في المحاولة الانقلابية الفاشلة، ويبدو ذلك واضحا من رد الفعل الأميركي المرتبك والمضطرب حيث أكد أردوغان على قيام تركيا بتسليم الولايات المتحدة أكثر من طلب مدعما بالوثائق على تورط غولن في المحاولة الأولى التي وقعت في عام 2013 إلا أن الولايات المتحدة نفت تسلمها أي طلب مما يعني أن أحد الطرفين كاذب، كما أن علامات الاستفهام تحيط بغولن المقيم منذ العام 1999 في الولايات المتحدة.
شواهد عديدة تشير بأصابع الاتهام للولايات المتحدة منها الرسالة التي صدرت عن السفارة الأميركية مساء 15 يوليو والتي وصفت المحاولة الانقلابية «بالانتفاضة التركية» والأخطر من ذلك أن الطائرات التركية التي أقلعت من عدة قواعد جوية يتواجد بها عشرات من الطيارين والضباط الأميركان الذين يقومون بالتدريب ولاشك أن كل عمليات تسليح الطائرات والقيام بالطلعات الجوية جرت أمام هؤلاء أو بعلمهم مما يعني مشاركتهم ولو بشكل سلبي في الأمر لاسيما الطائرات المقاتلة التي أقلعت من قاعدة «أكينجي» حيث قامت 16 مقاتلة نفاثة من هذه القاعدة بضرب مقر البرلمان وملاحقة طائرة الرئيس أردوغان في الوقت الذي يوجد بها عشرات الضباط الأميركان الذين يقومون بدورات تدريبية للأتراك، وهذا أمر يلقي بعشرات من علامات الاستفهام على الدور الأميركي، في نفس اليوم أعلنت الولايات المتحدة إيقاف عملياتها من قاعدة إنجرليك التي ثبت أن قائدها التركي هو أحد المتورطين الأساسيين في المحاولة الانقلابية، ولاشك أن التحقيقات سوف تكشف الكثير من التفاصيل عن هذه التساؤلات وعن طبيعة التورط الأميركي في الأمر، ومن يعد لقراءة تعبيرات وتصريحات أردوغان عن الولايات المتحدة يدرك أن الأمر أكبر من مجرد طلب تسليم لغولن وإنما هو اتهام مبطن للولايات المتحدة بالتورط في المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ولم تكن أيدي المخابرات المركزية الأميركية الـ سي آي إيه بعيدة عن معظم أو كل الانقلابات العسكرية التي وقعت في أعقاب الحرب العالمية الثانية في المنطقة العربية أو ما يعرف في الشرق الأوسط بشكل عام كذلك الانقلابات التي جرت في تركيا من قبل، بل كان التخطيط يجرى في الولايات المتحدة والتنفيذ يجرى على يد حفنة من الضباط المقامرين مع منظومة مدنية على الأرض، فهل يكون فشل الانقلاب في تركيا دافعا للولايات المتحدة لأن تكف عن ممارسة لعبة الانقلابات العسكرية القذرة وتترك للشعوب أن تختار من يحكمها؟

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

فتح الله غولن والكيان الموازي

التالي

حوارات في شوارع اسطنبول

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share