بعد 35 عاماً .. روسيا تحقق حلمها باحتلال سوريا

نشر المقال فى 12 أكتوبر 2016

بعد تصديق مجلس الدوما الروسي على اتفاقية نشر قوات روسية في سوريا بشكل دائم يمكن الروس من إقامة قواعد عسكرية روسية بحرية وجوية وصاروخية وربما للمشاة أيضا في أنحاء مختلفة من سوريا فقد أصبحت سوريا تحت الاحتلال السوفياتي بشكل رسمي، وهذا يعني أن الحلم الروسي القديم بإقامة قاعدة عسكرية واحدة في سوريا والذي بدأ التفاوض عليه مع الاسد الاب قبل خمسة وثلاثين عاما أصبح واقعا الآن باحتلال كامل ، ويعني أيضا أن حلم روسيا بالتواجد في المياه الدافئة قد أصبح واقعا من خلال تمركز الاسطول السوفياتي في قاعدته العسكرية في طرطوس والتى يستطيع من خلالها أن يخترق قلب الوجود العسكري الاميركي الغربي في المنطقة الذي بدأ منذ إعلان الرئيس الاميركي ايزنهاور عن سياسة ملء الفراغ للامبراطوريتين البريطانية والفرنسية في خمسينيات القرن الماضي وترسخ بعد احتلال صدام حسين للكويت وتمركز القوات الاميركية والغربية في المنطقة بشكل دائم من خلال قواعد عسكرية وتحالفات مع دول المنطقة ، ويعني أيضا أن وضع سوريا الآن هو أشبه بوضع أفغانستان بالنسبة للاحتلال السوفياتي عام 1979 حينما عقد السوفيات اتفاقية مشابهة للاتفاقية التى وقعوها مع نظام الاسد الآن واحتلوا من خلالها أفغانستان ودخلوا في حرب طويلة مع الولايات المتحدة من خلال دعم الولايات المتحدة للمجاهدين الافغان والذي انتهى بهزيمة السوفيات وتفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991 ، لكن الفارق بين الاحتلال السوفياتي لأفغانستان و الاحتلال الروسي لسوريا أن الاحتلال الروسي لسوريا الآن يتم بتواطؤ غربي واتفاق روسي ـ إسرائيلي ، وهذا يعني أن إسرائيل ستزيد أيضا من تحالفها واتفاقاتها العسكرية مع روسيا لتضمن أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا يمكن أن تشكل حماية إضافية للحماية الغربية لها في حالة وجود تغيرات سياسية أو عسكرية في دول جوار إسرائيل العربية التى تعتبر حامية لإسرائيل من خلال الانظمة التى تحكمها الآن ومن خلال اتفاقات السلام الموقعة بينها وبين إسرائيل.
ومع تصويت روسيا في مجلس الامن للمرة الخامسة ضد مشروع قرار ينال من نظام الاسد فإن الحفاظ على نظام الاسد هو جزء من الاستراتيجية الروسية لأي حل سياسي مرتقب في سوريا ، لأن بقاء نظام الاسد هو بقاء الوجود الروسي في سوريا والبحر المتوسط ، وهذا ما سوف تدعمه إسرائيل ايضا ، وهذا سر الغارات الروسية الشرسة على حلب ومناطق مختلفة من سوريا من أجل تهجير السكان وصناعة واقع جغرافي جديد في سوريا يمكن من خلاله التفاوض على المساحة التى يمكن أن تعطى للاسد ونظامه التى ستكون ملعبا للروس أيضا في سوريا الجديدة.
وقد أكد على ذلك نائب وزير الدفاع الروسي نيكولاي بانكوف خلال الجلسة التى عقدتها لجنة الشؤون الدولية في المجلس الفيدرالي الروسي أول أمس الاثنين وأعرب عن قناعاته بأن «روسيا عبر تلك الخطوة لا تعزز قدراتها العسكرية في سوريا فحسب، وإنما في الشرق الاوسط برمته وفي منطقة البحر المتوسط بكاملها».

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

العرب .. نقص المعرفة وتسطيح الوعي

التالي

بوتين يصفع الغرب مراراً

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share