بوتين يصفع الغرب مراراً

نشر المقال فى 13 اكتوبر 2016

صفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب وفرنسا تحديدا عدة مرات هذا الأسبوع الأول حينما استخدم حق الفيتو في مجلس الأمن ضد المشروع الفرنسي لوقف إطلاق النار في حلب واستمر يمارس جرائم الحرب التي يرتكبها ضد الشعب السوري منذ أكثر من عام بشكل مباشر بطيرانه وقواته على الأرض ومنذ خمس سنوات أو أكثر بدعمه المطلق للنظام الإجرامي الطائفي الذي يحكم دمشق، ثم حول بوتن دعمه إلى احتلال حينما صدق مجلس الدوما قبل أيام على قرار يجعل بقاء القوات الروسية في سوريا دائما والأكثر من ذلك هو تأسيس عدة قواعد عسكرية بحرية وجوية ولوجستية وأن تكون القاعدة العسكرية البحرية في طرطوس مقرا للأسطول الروسي في البحر المتوسط، وبهذا يكون بوتن قد أقام أول قاعدة عسكرية روسية في البحر المتوسط منذ إغلاق القواعد العسكرية الروسية في مصر علي يد السادات قبل أكثر من خمسة وأربعين عاما.
الصفعة الأخرى التي تلقتها فرنسا هي إلغاء بوتن لزيارته التي كانت مقررة لفرنسا في التاسع عشر من الشهر الجاري بعدما رفض أن يتم مناقشة الوضع في سوريا علي جدول أعمال مباحثاته مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الذي أعلن بدوره أن الزيارة لن تكون ذات معني في حالة عدم مناقشة الوضع في سوريا، وهذا يعني تصاعد الأزمة بين البلدين لاسيما حينما ألمحت مصادر فرنسية إلى أن فرنسا قد تلجأ لمحكمة جرائم الحرب في روما لتقديم شكوي ضد بوتن والأسد علي جرائم الحرب التي يرتكبونها ضد الشعب السوري مع تشكيك واسع بإمكانية إقدام فرنسا علي هذه الخطوة، لأن الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا ضالعة في جرائم حرب هنا وهناك من ناحية ومن ناحية أخرى أن بوتن أعطى هيبة وعدم احترام من روسيا للدول الغربية، ورغم عدة مقالات نشرت في الصحف الغربية تحدثت عن إمكانية لجوء الدول الغربية إلى محكمة جرائم الحرب لتقديم بوتن للمحاكمة مثل مقال جوش روجن أول أمس في صحيفة «وول ستريب جورنال» الذي قال فيه إن كلا من بشار الأسد وفلاديمير بوتن سوف يقدمان للمحاكمة مهما طال الزمان على جرائم الحرب التي ارتكباها في سوريا، إلا أن هناك تشكيكا واسعا في إمكانية إقدام الغرب على هذه الخطوة، وقد سألت وزير الدفاع الفرنس السابق جان ماري بوكال عضو لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي عن إمكانية قيام فرنسا بخطوة في اتجاه تقديم بلاغ لمحكمة جرائم الحرب ضد بوتن، فقال إن الأمر مرتبط بتعقيدات كثيرة، وبالفعل فإن الدول الأوروبية لم يلتزم معظمها بتطبيق العقوبات ضد روسيا والتي فرضت بسبب أوكرانيا كما أن بوتن لو قطع الغاز عن أوروبا لتجمد الأوروبيون بردا في الشتاء وهذا ما يشجع بوتن على الاستمرار في جرائمه معتقدا ألا أحد يجرؤ علي محاكمته مهما طال الزمن.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

بعد 35 عاماً .. روسيا تحقق حلمها باحتلال سوريا

التالي

على أبواب حرب عالمية جديدة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share