6 آلاف من داعش يربكون 60 دولة

نشر المقال فى 30 أكتوبر 2016

حجم الدعاية التي بثتها وسائل الإعلام الغربية والحكومة العراقية حول معركة الموصل كانت كبيرة للغاية، حتى إن بعض التصريحات لاسيما التي صدرت عن قيادات الحشد الشعبي التي تضم المليشيا الطائفية الشيعية أظهرتها وكأنها نزهة سيقومون خلالها كما جاء على لسان زعمائهم بذبح أحفاد قتلة الحسين وكأنهم قطيع من الخراف ينتظرون دورهم، وهم بذلك ربما يقصدون الأطفال والنساء والعجائز والمدنيين العزل الذين يزيد عددهم على المليون وربع المليون مدني محاصرين في الموصل ينتظرون مصيرا مجهولا لكن المليشيات الطائفية لا تقصد بالطبع مقاتلي داعش الذين تقدر أعدادهم وفق المصادر الغربية بحوالي ستة آلاف مقاتل بينما يذهب المبالغون بالأرقام إلى حدود العشرة آلاف، وما يؤكد صعوبة المعركة هو أن الحشود التي احتشدت حول المدينة سواء من الجيش العراقي الطائفي أو المليشيات أو القوات الأميركية أو الصحوات أو البشميرجة الكردية والذين تتراوح أعدادهم بين مائة ومائة وخمسين ألفا كلهم شركاء متشاكسون وإن بدوا متماسكين فهدفهم المعلن ربما يكون واحدا لكن لكل مآربه من وراء دخول المدينة وهذه نقطة الضعف الرئيسية أمام التحالف الذي يضم ستين دولة والذي يواجه ستة آلاف مقاتل فقط.
ولأن أشكال هذه المعارك ونوعية المقاتلين فيها تستدعي من خبراء العسكرية أن يكونوا حاضرين لدراستها فإن مسار المعركة حتى الآن يؤكد أن داعش لديها خبراء عسكريون يديرون المعركة ويعتمدون علي نوعية مقاتل مختلفة وعلى أسلحة تقوم على استراتيجية عسكرية عرفت في الحروب القديمة تقوم على تشتيت العدو وإرباكه عبر ضرب المناطق والأماكن الرخوة، وهذا ما قام به مقاتلو داعش من خلال الهجمات المباغتة التي قامت بها بأعداد قليلة منهم على كل من كركوك والرطبة، حيث احتلوا قلب المدينتين وأقاموا مجازر للقوات العراقية بكل منهما، ومن الواضح أنهم استغلوا عنصر المفاجأة والإرباك وضعف التسليح وكذلك ضعف المقاتلين المدافعين عن المدينتين ولم يكن هدفهم احتلال أي منهما بقدر ما كان إرباك القوات وبث الرعب والدمار والقتل وإحراج حكومة بغداد أمام أتباعها وأمام العالم وإثبات عجزها وعدم قدرتها علي حماية ما تحت يدها من مدن أو قوات.
والسؤال هو كيف استطاعت هذه القوات أن تسير المسافات الشاسعة بمواكبها وسياراتها وأسلحتها دون أن ترصدها الأقمار الاصطناعية أو طائرات التحالف؟ هل هو غض طرف الفشل؟ هل هو جزء من استراتيجية وقود المعركة التي يديرها الغرب؟ فعلي الشاشات تبدو الدبابات والآليات والمدرعات التي جاءت بها قوات التحالف وكأنها خرجت للتو من المصانع الأميركية والغربية إلى ساحة المعركة حتى تعمل المصانع هناك وحتى يكون العراقيون وقودا مثل السوريين ويتناثر حكام هذه المركبات في الصحاري كما يتناثر منذ العام 1990 ليكتمل مخطط تمزيق وتقطيع المنطقة.
معركة الموصل لن تكون نزهة والستة آلاف داعشي سيكونون ستة آلاف عربة مفخخة أو قنبلة أو انتحاري وستكون المقتلة عظيمة في الطرف الآخر لأن الدواعش باختصار يقاتلون من أجل الموت بينما الآخرون يقاتلون من أجل الحياة.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

الفضائيات ملهاة الشعوب

التالي

جمهورية الميليشيات العراقية

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share