تهديدات ترامب الفارغة لإيران

نُشر المقال فى 5 فبراير 2017

هلل الكثيرون للهجوم الذي شنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس 2فبراير عبر تويتر ضد إيران ومما قال فيه «لقد تم وضع إيران رسميا تحت المراقبة بعد إطلاقها صاروخا باليستيا»، وحول الاتقاق النووي الذي لعبت إدارة أوباما دورا كبيرا في إبرامه مع إيران قال ترامب «إيران كانت في مراحلها الأخيرة وعلى وشك الانهيار إلى أن جاءت الولايات المتحدة ووفرت لها خط الحياة على شكل الاتفاق الإيراني: 150 مليار دولار «ثم أضاف منتقدا إيران فيما يتعلق بسلوكها في العراق قائلا في تغريدة أخرى «إن إيران تسيطر بشكل سريع على المزيد والمزيد من العراق، حتى بعد أن أهدرت الولايات المتحدة ثلاثة ترليونات دولار» هناك.
وقد أكمل مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فيلن الهجوم على إيران من خلال تصريحات أدلى بها في البيت الأبيض حيث انتقد إدارة أوباما علي ما قامت به بخصوص الاتفاق مع إيران كما اتهم إيران بدعم الحوثيين في اليمن.
لكن رغم هذه التهديدات ورغم إعلان الولايات المتحدة بعد هذه التصريحات فرض الحظر على كيانات إيرانية اتهمتها بدعم الإرهاب فإن لي قراءة أخرى حول الموقف الأميركي من إيران خلاصته أن تهديدات ترامب وإدارته وكل ما سوف يقومون به لن يتجاوز وضع إيران في المكان الذي كانت فيه قبل الاتفاق النووي هذا في حالة تنفيذ التهديدات، ولو عدنا للوراء لنفهم الصورة بشكل أعمق سنجد أن تهديدات إدارة ترامب لإيران ليست جديدة فالتهديدات نفسها وبنفس العبارات أطلقها رونالد ريجان وجورج بوش الأب والابن وحتى أوباما نفسه، كما أن العلاقات الأميركية الإيرانية تراوح مكانها منذ عودة آية الله الخميني من باريس ليقود الثورة تحت رعاية الولايات المتحدة نفسها التي ضحت بشرطي الخليج وعميل أميركا الأول في المنطقة آنذاك شاه إيران محمد رضا بهلوي لترعى قيام دولة الملالي حتى تكون الخاصرة التي تؤرق أهل السنة في المنطقة وتشكل الخطر الداهم أمام قيام أي نظام إسلامي سني يستقل بالمنطقة عن القرار الأميركي وإلا فهل يمكن لدولتين يعلنان كل هذه العداوة كل ضد الأخرى ولا يطلق أحدهما على الآخر طلقة واحدة بل إن ما أهدته أميركا لإيران من دول إسلامية مثل العراق وسوريا واليمن هو أكبر من أحلام الملالي، وإلا ماهو تفسير الأميركيين لتعاون القوات الإيرانية مع الأميركية في العراق؟، فلم يكن إسقاط النظام السني بها وتسليمها للإيرانيين بل كان مخططا يجري على قدم وساق، وكانت الوفود السرية تأتي وتذهب لترتيب كثير من الملفات تحت ذريعة الملف النووي لكن ما كان يجري هو أن الولايات المتحدة تريد محاصرة المارد السني بدولة الملالي التي وصل الأمر بكثير من قادتها إلى التفاخر بإسقاط أربع عواصم عربية والدور على الخامسة ألم يكن كل هذا برعاية أميركية؟!!
ما سيقوم به ترامب مهما أرغي وأزبد هو «قرصة ودن» لإيران ليس أكثر والأيام بيننا.

رابط المقال

Total
0
Shares
السابق
جوني عبده

جوني عبده ج14 : زيارة بشير الجميل لواشنطن..ومخاوف من استهدافه

التالي

أوروبا والخوف من تهديدات من ترامب

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share