نكسة 5 يونيو .. حصار قطر ومصالحة إسرائيل

نُشر المقال فى 7 يونيو 2017

«إن قرار عدد من الدول العربية قطع علاقاتها مع قطر بعد اتهامها بدعم الإرهاب يمكن أن يفتح الباب أمام تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب تشارك فيه إسرائيل» هكذا علق وزير الدفاع الصهيوني أفيغدور ليبرمان علي قرار السعودية والإمارات والبحرين ودول أخرى قطعت علاقاتها مع قطر وحصارها براً وبحراً وجواً ومنع مواطنيها من الدخول إليها أو العبور من خلال أجوائها، لكن أخطر ما أشار إليه ليبرمان في خطابه الذي كان يلقيه أمام أعضاء الكنيسيت الإسرائيلي في يوم 5 يونيو وهو الذي يوافق ذكرى مرور خمسين عاماً على هزيمة 5 يونيو عام 1967 هو الربط بين الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة ودعوته لإقامة تحالف للحرب على الإرهاب وقرار الدول الخليجية الثلاث بمقاطعة قطر وحصارها، وقال ليبرمان: «لقد شاهدنا رئيس الولايات المتحدة يزور السعودية، ويتحدث بشكل خاص عن تشكيل تحالف ضد الإرهاب».. وأضاف: «من الواضح للجميع أن ما حدث هو دليل آخر على أنه حتى الدول العربية تفهم أن الخطر الحقيقي علي المنطقة بأكملها ليس إسرائيل ولا اليهود ولا الصهيونية بل الإرهاب».. وبعدما منح إسرائيل أكبر نظام إرهابي في العالم صك البراءة من الإرهاب ألقى الكرة في ملعب السعودية والدول التي قاطعت وحاصرت قطر، قائلاً: «إن دولة إسرائيل متفتحة على التعاون والكرة الآن في ملعب الطرف الآخر».
لم تمض ساعات على دعوة ليبرمان حتى تم تلقف الكرة وظهر على شاشة القناة الإسرائيلية الثانية للمرة الأولى عبر سكايب من جدة مع عبدالحميد حكيم، مدير معهد أبحاث الشرق الأوسط في جدة، وتناولت المقابلة موضوع قطع السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر وأكد حكيم في أول لقاء تليفزيوني مع سعودي من داخل السعودية مع تليفزيون إسرائيلي على ما كان سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة قد ذكره عدة مرات في لقاءاته بالأميركان والصهاينة في الولايات المتحدة، وهو بناء شرق أوسط جديد تصبح فيه إسرائيل جزءاً فاعلاً فيه بعيداً عن الكراهية والعنف، ومن المؤكد أن حكيم الذي ظهر على شاشة التليفزيون الإسرائيلي في نفس اليوم التي قطعت فيه السعودية علاقاتها مع قطر وفرضت عليها الحصار قد أخذ موافقة من سلطة عليا في البلاد لتكون هذه بداية الصلح والتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي ستكون صفقة جزر تيران وصنافير جزءاً منه، وكذلك الصفقة التي وقعها ترامب مع السعودية والتي ستكون لمصانع السلاح الإسرائيلية أرباح هائلة منها من خلال مشاركتها في تصنيع بعض الأسلحة التي تتعاون فيها إسرائيل مع الولايات المتحدة، لذلك لم تعترض إسرائيل على الصفقة وهكذا سيكون 5 يونيو 2017 يوم هزيمة أخرى وعار في تاريخ العرب الذين اجتمعوا على دولة قطر، لأن كل تهمها أنها تقف إلى جوار حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تتصدى للعدو الصهيوني وأنها سمحت للمظلومين من بعض الأنظمة المستبدة بأن يقيموا على أرضها.
يوماً بعد يوم يتضح مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يريد أصحابه أن تتحول فيه الدول العربية إلى خدم لدى أميركا وإسرائيل.

رابط المقال

Total
0
Shares
السابق

ملاحقة ليفني .. جرائم لا تسقط بالتقادم

التالي

حركة حماس وحرب الفنادق ؟!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share