الضوء الأخضر لقتل الشعوب العربية

نُشر المقال فى 29 أغسطس 2017

وضعت القوانين لردع الناس والحكومات عن التجاوز على حقوق الآخرين وحقوق المجتمع، لكن حينما تغيب القوانين تغيب المحاسبة، وحينما تغيب المحاسبة تسود شريعة الغاب التي يأكل القوي فيها الضعيف دون حساب، وهذا ما يجري في العالم العربي الآن، فإسرائيل تمارس القتل لأهل فلسطين وتستخدم الأسلحة المحرمة في حروب متتالية دون حساب ومن ثم فإن لديها ضوءا أخضر لتمارس جرائمها منذ عقود دون أن يرف لها جفن طالما أن الضحايا هم عرب فلسطينيون.
وعلى غرار ما تقوم به إسرائيل ضد شعب فلسطين يقوم نظام الأسد في سوريا منذ ما يزيد على ست سنوات بقتل شعبه دون حساب أو عقاب بل بدعم روسي إيراني وصمت دولي وصل إلى حد إدخال الأسد كأساس لأي تسوية قادمة في سوريا، في نفس الوقت بدأ الأميركان غزوهم للعراق في مارس من العام 2003، ومارسوا قتل الشعب العراقي على نطاق واسع ولم يحاسبهم أحد واستعانوا بالمرتزقة من بلاك ووتر وغيرهم ليواصلوا جرائم القتل بحق الشعب العراقي، ولم يتركوا العراق إلا وقد استخلفوا من بعدهم النظام الطائفي الذي مازال يمارس القتل دون حساب أو عقاب أو قانون رغم مجاهرتهم بالجرائم التي يرتكبونها والتفاخر بتصويرها حتى أن العالم شاهد فظاعات عبر الفيديوهات المصورة لم يشاهدها في أي حروب من قبل، فقد كانت صور النابلم الأميركي في حرب فيتنام كفيلة بإشعال التظاهرات التي أدت في النهاية لإيقاف الحرب، لكن الفظائع التي ترتكب كل يوم لم تكلف أحدا التفكير في التدخل لإيقاف هذه المجازر لأن الضحايا عرب مسلمون، أما اليمن فهي قصة أخرى لأن القتل في اليمن يجري بكل الوسائل لكن أبشع ما يجري هو قتل الأطفال والنساء وحرمانهم من حق الحياة إما بقصف الطائرات أو بالكوليرا وغياب الحساب والعقاب والقوانين الرادعة وهذا كفيل بأن تستمر تلك الحرب المجنونة دون أفق لنهايتها، وكذلك ليبيا حيث يقوم مجرمو الحرب هناك وعلى رأسهم الملقب بالمشير خليفة حفتر بقتل الشعب الليبي تحت رعاية الغرب حيث يستقبل استقبال الرؤساء في إيطاليا وفرنسا تلك الدول التي ظلت عقودا تقتل العرب بأيديها لكنها الآن تمارسه عبر وكلائها من زعماء المليشيات والعصابات والمرتزقة الذين أصبح سوقهم رائجا حيث يمارس المرتزق القتل لمجرد القتل والحصول على المال ممن يدفع، ولم يعد عجبا أن نجد ولي عهد إمارة عربية يشكل جيشا من المرتزقة عبر الرئيس السابق لشركة بلاك ووتر ويجلب شذاذ الآفاق والقتلة المأجورين من أنحاء الأرض ليستخدمهم في جرائم قتل وتصفية وأن يكونوا جيشه ضد شعبه وشعوب الخليج الأخرى المجاورة.
إطلاق يد القتلة وقتل مئات الآلاف من الشعوب العربية وتصفيتهم دون حساب أو عقاب أو قانون لا يجري عبثا، فعملية قتل واحدة في تلك الدول التي ترعى وتدعم جرائم الحرب في بلادنا يستدعي عشرات من رجال القانون والشرطة هناك للبحث عن القاتل ومحاكمته لأن الإنسان لديهم له قيمة، أما الإنسان في العالم العربي فقد فقد قيمته التي أصبحت أقل من استخراج جثته من بين الأنقاض ومواراته الثرى.

رابط المقال

Total
0
Shares
السابق

محرقة السنة في العراق

التالي
غيدو شتاينبرج

غيدو شتاينبرغ : أسباب صمود قطر فى مواجهة الحصار

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share