يستعرض الأسير الفلسطيني المحرر وأحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام عبد الحكيم حنيني، تفاصيل محاولة هروب أربعة وعشرين أسيراً من سجن “شطة” الإسرائيلي الحصين في مايو / أيار عام 1998، عبر حفر نفق من الغرفة 16، ودوافع وأسباب تلك المحاولة وكيفية التخطيط والإعداد لها في ظل الإجراءات المشددة بالسجن، وتطرق كذلك إلى أسباب فشلها.
وذكر حنيني أن الأسرى الثلاثة عباس شبانة، وإبراهيم شلش، وسمير أبو حفيظة، الذين تمكنوا من عبور النفق الذي بلغ طوله 25 متراً، تبنوا وحدهم عملية الهروب .
نص حوار عبد الحكيم حنيني عن قصة الهروب الكبير من سجن شطة الإسرائيلي
الهروب الكبير
أحمد منصور:
في شهر مايو عام 1998 وقعت واحدة من أكبر محاولات الهروب من سجون إسرائيل كانت من سجن شطة وكنت أنت في ذلك الوقت المسؤول عن الأسرى .. ممثل الأسرى أمام إدارة السجن كما شاركت أيضا في هذه المحاولة التي شارك فيها تقريبا حوالي 25 من الأسرى.
أولا سجن شطة أنت تنقلت بين سجون كثيرة
عبد الحكيم حنيني :
نعم
موقع سجن شطة
أحمد منصور:
أين يقع سجن شطة؟ وما الذي يختلف به عن السجون الأخرى؟
عبد الحكيم حنيني :
طبعا سجن شطة هو سجن في الأغوار الفلسطينية من حيث أو بالقرب من مدينة بيسان وهو قريب من بحيرة طبرية فلذلك طبيعة الأجواء أجواء الأغوار دائماً فيها الحرارة المرتفعة والرطوبة المرتفعة وكذلك كانت تمتاز زنازين سجن شطة بالحر بالحر الشديد بالصيف وأيضا بالبرد الشديد في الشتاء وكانت ضيقة على الأسرى الموقع الجغرافي طبعا يحده يحد هذا السجن من الغرب جبال الجلبوع وهي جبال تشترك فيها بعض قرى مدينة جنين
لذلك عندما كنا نخرج إلى الساحة ونرى هذه الجبال كانت من أسباب الحث على الهروب أيضاً اللي هي قرب قرب المسافة التي قد نقطعها إذا نجحنا في الهروب للوصول إلى مدينة جنين أو الوصول إلى قضاء جنين من حيث الجغرافيا هذا هو موقع سجن شطة
أحمد منصور:
كم كان عددكم تقريباً في السجن؟
عبد الحكيم حنيني :
من الفصائل المختلفة كأسرى في ذلك السجن ؟ نحن كنا في قسم رقم 11 طبعاً هو سجن ضخم جداً فيه من الأسرى الجنائيين الكثير أمنيين الأسرى السياسيين الأمنيين لم نكن نحن إلا في قسم 11 وقسم خاص كان لأبناء مدينة القدس قسم 6 نحن في قسم أحد 11 تقريباً كنا في تلك الفترة 140 أسيراً
المعظم كان من أبناء حماس في هذا السجن كان لدينا
أحمد منصور:
في الفصائل المختلفة كلها موجودة ؟
عبد الحكيم حنيني :
كان فيه فتح كان في جبهة كان فيه الجبهة الشعبية كان في جهاد إسلامي وكان لنا رفاق من المقاومين والمناضلين أبناء الجولان السوري..
أسباب ودوافع الهروب
أحمد منصور:
في شهر مايو 1998 بدأ الإعداد أو تمت عملية الهروب و بدأ الإعداد قبلها ما الذي دفعكم إلى فكرة الهروب من السجن؟
عبد الحكيم حنيني :
طبعا مفيش سجين لا أظن أن هناك سجين يعاني في السجون الإسرائيلية وأظن في كل سجون العالم إلا ويفكر يومياً كيف يهرب ؟ كيف يمتلك هذه الحرية؟ كيف يخرج من هذه القبور أو من هذا القبر ليعود إلى حريته وإلى حياته من جديد؟ وكأسرى فلسطينيين كل أسير يفكر كيف ؟ صباحاً ومساءاً
كيف يستطيع أن يهرب وقد يستغل أي فرصة أي فرصة للهروب وتاريخ مصلحة السجون هناك يعني عدة عمليات هروب حصلت منها ما نجح ومنها ما لم ينجح
أحمد منصور:
في السجون الإسرائيلية ؟
عبد الحكيم حنيني :
في السجون الإسرائيلية
أحمد منصور:
تذكر بعضها؟
محاولات هروب سابقة
عبد الحكيم حنيني :
يعني أنا أذكر ما نجح مثلاً في الخمسينات هروب شطة معروف نفس السجن الذي نحن كنا فيه كان في هروب من سجن شطة
للفدائيين الفلسطينيين وهربوا في الخمسينات ..في الستينات والتحقوا إلى منظمة التحرير حصل الهروب من هذا السجن
في سجن كفار يونا الأخوين غسان مهداوي وتوفيق الزبن من زنزانة تخيل زنزانة فيها أربعة أفراد استطاعوا أن يحفروا نفق من تحت من تحت الأرض بهدوء ولفترة طويلة حتى خرجوا خارج أسوار السجن كانوا أربعة توفيق وغسان وفؤاد الهوذلي وسامي حسين سامح حسين وفؤاد الهوذلي الذين رفضوا الهروب. كانت أحكامهم يعني لم يتبق لها الكثير بينما الأخوين الأخرين هربوا وهربوا وبالفعل وصلوا بيوتهم وواصلوا دورهم وأهاليهم وبقوا فترة. ثم بعد سنة تم إلقاء القبض على غسان وتم محاكمته من جديد وعقابه من جديد.
أحمد منصور:
أنتم ..فكرة من ؟ أنتم أولاً غرفكم.. كل غرفة كان فيها كم أسير تقريباً؟
عبد الحكيم حنيني :
هي في غرف هذا السجن أو الزنازين يعني كان غرفها 10 أو 8 إلا في غرفة الهروب كانت 16 أسير
أحمد منصور:
أنت كنت فيها معهم ؟
عبد الحكيم حنيني :
لا أنا كنت في غرفة تحدها
الغرفة 16
أحمد منصور:
يعني غرفتين كنتم ؟
عبد الحكيم حنيني :
الخطة كان الهروب لغرفتين ولكن إدخال الغرفة الثانية على الخط كان في اللحظات يعني في الأيام الأخيرة يعني كان العمل والحفر وكل الشغل
في الغرفة التي فيها 16 أسير هنا عندما نقول لماذا فكرنا ؟ فيه نقطة يجب أن نشير إليها غير الحرية وامتلاك الحرية في تلك وهذا ما دفع أبناء فتح
لمشاركتنا في الهروب
أحمد منصور:
يعني فقط لم تكونوا حماس؟
عبد الحكيم حنيني :
نعم كنا… كانت هذه الغرفة غرفة نسميها وطنية مشتركة بين فتح وحماس تم التخطيط والعمل بفصيلين وطنيين حماس وفتح
مهندس الهروب
أحمد منصور:
هل تتذكر أبرز الذين كانوا في الغرفة؟ طبعا يعني عندنا من فتح كان هزاع السعدي .. كان أسامة حنانيا كان هلال جرادات كان سمير أبو حفيظة
أبرز من كان من فتح الذي أذكرهم ومازلت أذكرهم في حماس الذي كان نسميها القوة الضاربة في الحفر وفي العطاء كان عندنا علاء أبو خضر إبراهيم شلش كان عندنا عبد المعين المسلماني ربنا يحفظه كان عندنا عماد عبد الرحيم عباس شبانة عباس شبانة طبعا يعني هو عباس نسميها الفكرة الأولى أو يعني مهندس الفكرة من عباس شبابة حقيقة يعني أو هو وجميل مسك وماجد الجعبة هؤلاء مجموعة من إخواننا من مدينة الخليل
دائماً أينما ذهبوا دائماً يعني التفكير ينصب حول
أحمد منصور:
الهروب
عبد الحكيم حنيني :
الفكرة الأولية جاءت من عباس شبانة من جميل مسك من ماجد الجعبة هؤلاء متخصصين واستطاعوا أن يهربوا عن طريق البوسطة في السجون من سجن عسقلان كان لديهم مجموعة من مناشير الحديد مناشير من سجن لسجن طبعا هذا يعني عمليات تهريب ليست سهلة يعني لها طرقها ولفها
وإخفائها واين تخفيها وآليات الإخفاء فهذا شجعهم طبعاً شجعهم بقوة أن يذهبوا وصول المناشير .
سبب أخر الذي شجعهم أيضا قرب المسافة التي بين سور الغرفة(الزنزانة) التي كانوا فيها والسور الخارجي تقريبا 20 متر أو 22 متر فهذا أيضاً مشجع أيضا النظر أنت ترى السور الخارجي فهذا أيضا يشجع أنك ترى قريب من الحرية نعم ترى الهدف كلما نخرج إلى ساحة السجن نرى الجبال
وأبناء جنين يعني كل الإخوة أبناء فتح معظمهم كانوا من جنين اللي حاولوا الهروب من السجن الذين حاولوا يهربوا معنا فلذلك كانوا يعرفون تلك المنطقة وهذا دار أبو ضعيف وهناك القرية الفلانية وهذا الجبل فكانوا يعرفون المنطقة تماماً يعني وهذا طبعا كان سبب ودافع للتفكير الجدي في الهروب لذلك وقع القرار تشاورنا ووقع القرار يجب أن نبدأ بالحفر ونبدأ بالهروب
خطة الهروب
أحمد منصور:
كيف كانت خطة الهروب؟
عبد الحكيم حنيني :
أول خطوة لازم أن تُفرغ الغرفة من الأحكام الخفيفة ومن أي إنسان متردد متردد لأن هذا فيه ثمن يعني إذا كشفت فيه ثمن فيه عزل فيه ضرب
فيه عقاب فيه كل أنواع العقاب التي يمكن أن يتخيلها الأسير يجب أن يتحملها الإنسان لذلك الأخ الذي نسميه لن يشترك في الهرب مفيش داعي أن يبقى في هذه الغرفة إلا أخ يعني عبد المعين يعني مسلماني ربنا يرضى عنه كان يعني جاداً ومازلت ولن أنسى كلماته أبداً يعني رغم أن حكمه خفيف وهو ابن بيت المقدس ابن القدس كنت أقول له ياعبد المعين أنت يعني لم يتبقى لك شيء ليس هناك داع أن تظل في الغرفة إذا كُشفت ستعاقب كان يقول لي بالكلمة كان يقول لي يا أبو حذيفة أنا أقبل أن أكون رباط في حذاء إنسان يتسبب بالإفراج عن هؤلاء
أحمد منصور:
يا سلام
خلع البلاطة
عبد الحكيم حنيني :
وكان متقن جداً عبد المعين في هروب عسقلان وله تجربته في خلع البلاطة وهي الخطوة الأولى التي يجب أن تتم يعني تحتاج ناس فنانين بمعنى فن في الحفر أنك تخلع البلاطة دون كسرها بدون كسر وهذا يحتاج يعني فن ووقت ويحتاج هدوء هدوء أعصاب
أحمد منصور:
البلاطات كانت كبيرة
عبد الحكيم حنيني :
البلاطة 20 في 20
أحمد منصور:
20 سم في 20 سم
كنتم محتاجين رفع كم بلاطة ؟
عبد الحكيم حنيني :
واحدة
أحمد منصور:
فقط فقط ؟؟
عبد الحكيم حنيني :
وقد تستغرب يعني أنا يوم كنت أقف .. أنا نزلت في النفق يعني ودخلته كنت أستغرب أن هذا ينزل فيه إنسان طبعا هي الفكرة أن أعرض ما في الإنسان كتفيه.. أعرض ما في الإنسان دائما يعني في النفق فهم كانوا يدخلوا النفق بطريقة أنهم يرفعوا أيديهم للأعلى فوق فوق على أخر ما يمكنهم
بضم الكتفين فيصغر الكتف فلذلك المسافة كانت .. 20سم ؟! 20 في 20 كانت تأخذهم يعني أي فتحة 20 في 20 طبعاً ولم نكن نحفر كل البلاطة حتى يعني منتصفها بحيث أنه يستطيع الأسير ينزل فيها.
أحمد منصور:
إبراهيم شلش يقول بعد اجتماعات طويلة متتالية وبسرية تامة عزمنا على بدء حفر النفق في أرضية السجن كنا نعلم بالطبع أن الأمر ليس سهلاً وأننا قد ندفع أرواحناً ثمنا لذلك ولكننا أعلنا التحدي
إبراهيم شلش
عبد الحكيم حنيني :
وبالفعل أعلنا التحدي.. صارت اللقاءات كما وصف أخونا أبو زيد إبراهيم شلش لأنه كان هو رجل النفق كما كنت أسميه أنا أنا يعني هو كان صاحب وكان يلعب كمال جسماني خارج السجن وحافظ على الرياضة باستمرار في السجن وجسده ما شاء الله متين وقوي كان هو رجل هو وعلاء أبو خضر يعني رجال الحفر رقم واحد يعني في التقدم في في حفر النفق
أحمد منصور:
عرفتوا ستحفروا بعمق كم وطول كم ؟
عبد الحكيم حنيني :
نعم هي كانت يعني الخطوة الأولى كانت الخطوة الأولى والشاقة والصعبة خلع البلاطة خلع البلاطة هذه يعني تحتاج حكمه وقوة كما قلت
لذلك حتى لا نتفاجئ وتكون سبب في ضبط الحفر استطعنا أثناء خروج شبابنا الذين كانوا يذهبون لغسل ملابس الأسرى في المغسلة كانت المغسلة في جزء منها مرة في الأسبوع يخرجون لغسل كل الغسيل في المغسلة الضخمة التابعة للسجن داخل أسوار السجن ويعودون أثناء ذهابهم وعودتهم طبعا هم كانوا يعملون معنا أوصيناهم يحرصوا على إحضار بلاطة جديدة ؟ بلاطة جديدة فمن فضل الله حصلنا على البلاطة الآن دور كيف تستطيع أن تخفيها لأنه في أي تفتيش مفاجئ يجدوا بلاطة يأخذها السجانين ويتم معاقبة كل الزنزانة كل الزنزانة فحرصنا بأي طريقة أن نخفي هذه البلاطة فأنا أذكر يومها وضعنا عليها قصدير لفيناها بشكل كويس ووضعناها على الطاولة أمام باب الغرفة ووضعنا عليها الذي نسميه نحن البلاطة الكهربائية
التي نطبخ التي نطبخ عليها الأكل من أجل حماية الحرارة، فقلنا إذا السجانين مسكوا من كل مادة لن نخفف درجة حرارة الطبيخ، ومن فضل الله تعالى ظنوها شقفة خشب وبقيت طوال 77 يوم يعني ..
أحمد منصور:
بقيتم تحفروا 77 يوم ؟؟
عبد الحكيم حنيني :
سبعة وسبعين يوم نعم
أحمد منصور:
أنهينا مترين ونصف من الحفر في عمق الأرض ثم اتجهنا فيه ناحية الجدار بتقدير المسافة من نافذة الغرفة الضيقة ورسم مخطط ذاتي لمعرفة الاتجاه الذي سنحفر فيه وبعد حفر ما يقرب من 7 أمتار عرضيا أنشأنا جسراً من الخشب كي لا يتساقط. كي لا يتساقط التراب فوقنا بسبب وجود شارع تمر عليه الشاحنات يومياً ..
عبد الحكيم حنيني :
صحيح
أحمد منصور:
هذا إبراهيم شلش لكن أنت ستقول لي بالتفصيل الـ 7 متر والتراب اين كنتم تذهبوا به ؟
عبد الحكيم حنيني :
طبعا الشارع .. لفتة صغيرة الشارع كان خلف شباك الزنزانة بالضبط هذا كان يمر منه يومياً شاحنات داخل السجن ليس شارع رئيسي يعني داخل السجن كان بالشرق من قسمنا فيه مصانع مخايط عسكرية للجيش داخل السجن المساجين بيشتغلوا فيها للمساجين الجنائيين اليهود بيعملوا فيها فكان يومياً الشاحنات العسكرية تمر خلفنا فكان الخوف أنه بالفعل هذا النفق من أثر السيارات الشاحنات التي تمر يومياُ أنه ينزل على الشباب لذلك كانت البداية أن ينخفض النفق متر لكن لم نستطيع بعد المتر نزلوا أيضا مترين ونصف ؟ نعم .. أيضاً يعني
أحمد منصور:
أنتم الآن بتطلعوا تراب
أين كنتم تذهبوا به ؟
التخلص من تراب الحفر
عبد الحكيم حنيني :
هنا طبعاً .. هنا قصة أخرى في موضوع التراب التراب كان عندنا داخل القسم مغسلة صغيرة يشتغل عليها أحد أسرى فتح هلال جرادات وهو أسير محرر ومبعد إلى غزة الآن هذا الأسير كان يعمل يومياً في هذه المغسلة داخل القسم في خلف هذه المغسلة اكتشفنا حمام مهجور مرحاض مهجور والمجاري فيه تتجه ليس لداخل القسم ولكن خارج القسم إلى المجاري الرئيسية للسجن. طبعا في تصميم الأقسام مصلحة السجون ماذا تعمل ؟ تجعل المجاري يعني تحت الأرض داخل القسم لكي يسهل في حالات مثل هذه كشفها لأن الأسير إذا أراد أن يذيب التراب فوراً ستتجمع داخل المجاري فيتم هذا الفحص فنحن اعتبرنا وجود تسهيل وجود هذا الحمام المهجور الذي لا يدخله أحد ومغلق و ملحوم بابه بابه باب حديد مغلق نهائياً والمجاري إلى الخارج فهذه كانت فرصة ذهبية. أن نذيب التراب الذي نخرجه في هذا المرحاض
أحمد منصور:
يعني كل التراب تجمعوه و تضعوا عليه ماء وتفضلوا تقلبوه وترموا به إلى المجاري على أنه مخلفات عادية؟
عبد الحكيم حنيني :
نعم في المجاري
أحمد منصور:
لكنه هيسدها في الآخر ؟
عبد الحكيم حنيني :
لا لا التراب ليس مثل الرمل التراب غير الرمل التراب الأحمر أرض شطة أرض حمراء لو رملي كان هيسد ؟ الرمل لا يمشي مع الماء كثير يتجمع
ولكن التراب لأ .. يسير طبعاً هم في الأخير يوم كشفوا التراب كشفوه على بعد 5 كيلو من السجن كمية طبعا نحن في
أحمد منصور:
5كيلو يعني المجاري سارت به مسافات كبيرة !!
عبد الحكيم حنيني :
نعم وجدوه خارج وبعيد يعني عندما تخرج المجاري إلى الواد إلى الوادي على بعد 5 كيلو وجدوا هذا التراب كمية التراب لأننا أذكر أن أول كيس سحبوه الشباب فقدرناه تقدير في الوزن فبدأ الشباب يومياً عد كم كيس يطلعوا كم كيس يطلعوا كان تقديرنا أننا أذبنا 17 طن ونصف تراب
أحمد منصور:
17 طن !!
عبد الحكيم حنيني :
17طن ونصف تراب هذا التقدير النهائي بعد انتهاء النفق أننا أذبنا في المرحاض في المرحاض لذلك عندما تجمع صار مثل كوم كوم من التراب في آخر المجاري على خارج السجن
أحمد منصور:
أنا أريد أن أسألك أيضا عن شيء مهم جداً في حفر الأنفاق الأنفاق تحتاج إلى دعامات حتى الأنفاق الأساسية تكون عبارة عن يعني مواسير دائرية كبيرة يضعوها لكي تبقى دعامات من التربة أنتم كيف رتبتم موضوع الدعامات ؟ طيب التراب تأخذوه وتذيبوه من أين ستأتوا بكمية دعامات
حتى ترتبوا..
عبد الحكيم حنيني :
نحن كنا المسافة الخطيرة اللي كنا خائفين منها اللي هي مسافة مرور السيارات مرور السيارات هذا أكثر شيء طبعا النفق يحتاج أن تمتاز الأرض الطينية الحمراء ليس مثل الرمل أيضا لأن الطينية الحمراء متماسكة يعني ممكن تحفر فيها ولست بحاجة إلى أحياناً ..أنت تحتاج أن تنتبه يعني حسب تقدير الأخ الذي يحفرهذه المسافة تقريباً أول 7 متر التي تكلم عنهم ابراهيم شلش في كتابته هذه كيف استطعنا؟ استطعنا عبر الأخوة الذين يذهبوا على
هذه المغسلة أسبوعياً أن نأتي بلوح خشب بحجة أننا نحتاجه .. هربوه ودخلوه القسم وقطعناه واستطعنا أن
أحمد منصور:
انتم قاعين فين ؟ أنتم في زنزانة في سجن في إسرائيل !
عبد الحكيم حنيني :
نعم ومع ذلك الإرادة قوية الإرادة قوية والإرادة تصنع العجائب أيضا كانت لدينا بعض الطاولات الخشب والطاولات الصغيرة الخشب كسرناها و استخدمناها للسقف واستخدمنا أرجلها كدعائم كدعائم جانبية.
يعني هكذا المسافة التي تمر من فوقها السيارات أصبح لها ..
أحمد منصور:
بالضبط النفق .. النفق كان نصف متر في نصف متر
نصف متر فقط ؟
عبد الحكيم حنيني :
فقط
أحمد منصور:
يعني تدخله حبواً
عبد الحكيم حنيني :
أنت تدخل حبواً حبواً طبعاً
أحمد منصور:
ممكن تختنق فيه ؟
عبد الحكيم حنيني :
ما في مجال ..طبعاً هي يعني المسافة ..يعني في الحديث للأمام في التقدم للنفق الشباب كانوا تضايقوا جداً وأصبح نفكر ماهي الآلية سنتحدث فيها .. كيف نوصل لهم أوكسجين الى الداخل.
أحمد منصور:
أنتم الآن المسافة إلى السور حوالي 22 متر
عبد الحكيم حنيني :
تقريبا نعم
أحمد منصور:
والمفروض أنكم تحفروا أيضاً خارج السور مسافة كم ؟
عبد الحكيم حنيني :
كانت الخطة نحفر 6 أو 7 أمتار نتجاوز فقط نتجاوز الشارع كان خلف السجن مباشرة طبعا كنا عبر الأهالي بطريقة ذكية جعلناهم يصوروا لنا خارج السور صورة فوتوغرافية وأدخلناها وهربناها بطريقة فنية أيضا بحيث أنه أصبح أمامنا عارف إيه في الخارج .. أعرف بالضبط وعارف عايز توصل فين .. لذلك هذا الشارع كان لا بد من تجاوزه كان لا بد أن نحفر ونتجاوز هذا الشارع
أحمد منصور:
طيب الأبراج والحراس ؟
لابد أن تبعد عنهم مسافة كبيرة
عبد الحكيم حنيني :
ليس هناك مجال طبعاً .. ليس هناك مجال تقطع شوط ..من الأكسجين والإرهاق ..لا يستطيع ,,يعني هي أخر أمتار كان
إبراهيم شلش وكان الإخوة الأخرين الذين شاركوا في الحفر لا يستطيعوا يستمروا في الحفر لا يوجد اكسجين يعني
أحمد منصور:
هكذا نحن نقول المسافة كلها تقريباً طول النفق.. في هذه الحالة هيبقى في حدود 40 متر أو خمسة وثلاثين متر ؟
عبد الحكيم حنيني :
فيما لو تم إنهاؤه بشكل نهائي ولكن اضطررنا وهذا سآتي إليه أن نخرج من طرف السور
بدء الهروب من النفق
أحمد منصور:
كيف بدأت عملية الهروب؟
عبد الحكيم حنيني :
خرج أول أخ الذي هو عباس أظن أو عباس
أحمد منصور:
يقول ماذا :
حين وجدنا الفرصة مناسبة خرجنا أنا وإبراهيم والأخ الثالث من الفتحة إلى هواء العالم الخارجي وبحركة خفيفة من المشي السريع تخطينا بضعة أمتار خارج الجدار تحدونا أمنيات على وشك أن تكون واقعاَ
عبد الحكيم حنيني :
بالفعل خرجوا أول اثنين اللي هو عباس وإبراهيم شلش خرجوا وقطعوا الشارع وقعدوا بين أشواك جافة خرج الأخ الآخر سمير أبو حفيضه من إخوانا في فتح هو كان طبعاً .. هم كانوا حفاة وأحذيتهم بأيديهم هو كان يلبس البوت فعند الخروج وفي أخر.. البوت أساس ..لابس بوت البوت عمل صوت في الحٌصمة في الحصى في الحصى اللي على الشارع لم يستيقظ الجندي ولكن الكلاب كلاب الحراسة اللي داخل السور مش خارجه اللي داخل السور
إحساسها عالي إحساسها عالي أنا يعني بأم عيني وأنا أجلس على شباك الزنزانة بدأت تنبح وتعوي بصوت مرتفع جداً وتقفز على السور يعني تخيل كلب يقفز على سور السجن على الباطون يعني ليس على أحد يقفز وعواء ونباح عالي جداً أنا طبعاً سامع كل صوت وكل شيء المراقب الرئيسي
نسميها في البكرة أو في برج المراقبة الرئيسي اتصل على الجندي أيقظه من النوم وكل لحظة الكلاب تعوي أخذ ينظر يمين شمال..قال له لاأرى شيئ
لا أرى شي أنا طبعاً سامع بالحرف ماذا يحكي له يقول له لا يوجد شيء ولا فيه أي حاجة سبه طبعاً قال له طيب لماذا أنت لا تحمل سلاحك ؟
أحمد منصور:
أنت تسمعه طبعاً في جهاز اللاسلكي
عبد الحكيم حنيني :
جهاز اللاسلكي يقول له لماذا أنت لا تحملل سلاحك؟ لماذا لا تحمل الكهرباء لتضوي ؟ ذهب طبعا وتناول سلاحه وجهز السلاح لإطلاق النار
وطال وأخذ الكهرباء بدأ الكشاف يضيئ الكشاف ويتكلم معه وأنا أسمعه لأنه قريب مني في مقابلي بالضبط يقول له لا يوجد شيء لا يوجد شيء
أنا طبعا في هذه اللحظات
أحمد منصور:
أعطيت الإشارة
عبد الحكيم حنيني :
أعطيت الإشارة بعدم خروج أحدا كان الدور واقف على المعتصم موقدي أحد الأسرى المؤبدات طبعاً ماذا قال له المراقب ؟ قال له استمر في تجهيز السلاح أي حركة أطلق النار هناك شيء ما دامت الكلاب تهجم على السور بهذه الطريقة معنى ذلك أن هناك شيئ وقال له أنا سأدور حول السور وأنظر قال أنا أرى فتحة في طرف السور لكن ما فيها أي شيء أنا لا أرى فيها شيئ فقال له خليك جاهز طبعاً عندها أو في هذه اللحظات خلاص لم يستطيعوا أن يتقدموا أي تقدم يطلق عليهم النار فظلوا جالسين في محلهم يعني لف السجان رآهم وكان معه جيب من الجيش العسكري ألقى القبض عليهم ..رجعوا طبعا كل اللي في النفق..
فشل محاولة الهروب
أحمد منصور:
رجعوا إلى أين ؟
عبد الحكيم حنيني :
رجعوا تاني إلى الزنزانة رجعوا إلى الزنازين إلى الغرفتين
أحمد منصور:
بينما نحن نغوص أكثر فأكثر في فرحة قرب التحرر فوجئنا بكلاب بوليسية لمحتنا عن بعد وشرعت تنبح وتتراكض تجاه الجدار وتُرغم الجندي المراقب على النظر إلى الجهة التي كنا نسير فيها وبعدها أضواء ساطعة سُلطت بالقرب منا فرمينا أنفسنا على حقل من العشب وإذا به جاف كالحجارة يُصدر أصواتا تغذي شكوك من لم يستطع الجنود ولم نكد نرفع رؤوسنا حتى لمحناهم يتراكمون حولنا بلمح البصر.
هذا عباس شبانة .. أنا طبعا كل هذا قرأته ولم اعرف أنك كنت جزء من القصة
عبد الحكيم حنيني :
يعني طبعاً هم فوراً شغلوا حالة الطوارئ ونحن سمعناها وبدأنا نرتب حالنا يعني خلاص الأمور قدر الله وما شاء فعل وبذلنا كل ما نستطيع
لا شك كانت يعني تضايقنا ولكن يعني في الأخير يعني صبرنا وتحملنا ..
فهرس موضوعات الحوار
(0:00) الموقع الجغرافي لسجن شطة.
(0:53) عدد السجناء في سجن شطة وتصنيفهم.
(2:46) بدء الإعداد للهروب.
(3:31) محاولات سابقة للهروب من السجون الإسرائيلية.
(4:56) صاحب فكرة الهروب من السجن.
(6:04) أبرز السجناء فى الغرفة 16.
(7:00) الفكرة الأولية للهروب.
(8:37) خطة الهروب.
(9:45) خلع البلاطة الأولى.
(15:10) التخلص من تراب الحفر.
(18:55) توفير الدعامات.
(20:16) تسريب صورة سور السجن.
(21:19) بدء الهروب من السجن.
(22:33) نباح الكلاب.
(24:38) اعتقال الأسرى الثلاثة.