دوافع التهديد الإسرائيلي المتكرر باغتيال خالد مشعل !

يكشف خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن الأسباب التي دعت إسرائيل للإعلان – بجرأة – عن عزمها على اغتياله – دون الخوف من العواقب – بعد أشهر قليلة من فشل محاولة اغتياله الأولى في الأردن.
خالد مشعل

يكشف خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن الأسباب التي دعت إسرائيل للإعلان – بجرأة – عن عزمها على اغتياله – دون الخوف من العواقب – بعد أشهر قليلة من فشل محاولة اغتياله الأولى في الأردن.

كما تحدث مشعل عن مآلات الصراع العربي الإسرائيلي وموقف حركة حماس من تسوية أوسلو. وأكد أن حماس تمارس حقاً مشروعاً، أما الكيان الصهيوني فهو يمارس إرهاباً منظماً. وأوضح أن العقلية الصهيونية لا يمكن أن تجنح للسلم، وأن العدوان على الفلسطينيين لن يتوقف إلا بضغط المقاومة .

نص حوار خالد مشعل عن دوافع التهديد الإسرائيلي المتكرر باغتياله

أحمد منصور: من المعلوم أن الموساد الإسرائيلي يحيط عملياته بكتمان شديد وسرية إلا أنه هذه المرة وربما تكون المرة الأولي في تاريخ الموساد -كما يشير بعض المراقبين- التي يعلن فيها عن تحديد هدف معين والسعي لتصفيته في أي مكان خارج مكان سبق له أن حاول فيه تصفيته وفشل.. ما هي -في تصورك- الأسباب التي دفعت الموساد إلى أن يعلن بهذا الوضوح عن اختياركم هدفاً لإحدى عملياته القادمة؟

محاولة اغتيال خالد مشعل

خالد مشعل: الصهاينة اليوم باتوا من الجرأة والوقاحة في ظل الضعف العربي للأسف، باتوا يتجرؤون على الإعلان عن نواياهم بكل صلافة، فضلاً عن أنهم فشلوا في حادثة الاغتيال، ولذلك يريدون أن ينجحوا حيث فشلوا، فلم يعد الأمر سراً، فعملية الموساد الأولى افُتضحت وفشلت، ولذلك هم يريدون أن ينجحوا أو يحاولوا النجاح مرة أخرى من أجل أن يردموا هذه الهوَّة والثغرة التي شُرخت ووُجدت في جدار الموساد الصهيوني، ومن باب رفع المعنويات لدى العاملين في ذلك الجهاز ولدى الشعب الصهيوني، لأن فشلهم في عملية الاغتيال السابقة أدت إلى ضرب معنوياتهم وإلى تحطيم أو شرخ تلك الأسطورة التي تكونت عبر السنوات الماضية حول جهاز الموساد.

تهديدات أرييل شارون

أحمد منصور: لكن أود أن أسألك هناك بعض التقارير أشارت إلى أن وصلتك رسالة شفهية من ارئيل شارون عبر وزير المياه الأردني السيد منذر حدادين وأبلغك بها –شفاهة- قبل أن يعلن شارون عن تعقبك حتى عملية اغتيالك تفيد –أيضاً- بأن الموساد الإسرائيلي لن يتوقف عن متابعتك حتى تصفيتك، ما مدى دقة هذه المعلومات؟ وهل تلقيت –فعلاً- رسالة شفهية من شارون؟

خالد مشعل: يعني نحن في حركة حماس لسنا بحاجة إلى رسائل حتى نعي طبيعة الاستهداف الصهيوني، الخطر قادم في كل لحظة والصهاينة يتحدثون عن تهديداتهم عبر وسائل الإعلام والفضائيات وليسوا بحاجة إلى رسائل، الوزير الأردني منذر حدادين تحدث معي كنصيحة من طرفه ليس أكثر، لكن نحن نعي مخططات العدو جيداً.

احراج الأردن

أحمد منصور: هل.. هل سبَّبت هذه التهديدات أي حرج للأردن لاسيما وأن حدث توتر شديد بين إسرائيل والأردن بعد عملية الاغتيال الأولى؟ وبصفتك أيضاً مواطن تحمل الجنسية الأردنية، هل سببت هذه التهديدات جرحاً للأردن؟

خالد مشعل: بلا شك التهديدات الصهيونية السلوك الصهيوني يحرج ليس الأردن فقط، بل كل الدول العربية والإسلامية، حين يصرح قادة الصهاينة بأنهم يستبيحون البلاد العربية والإسلامية وكل مواطن عربي أو فلسطيني فإنهم بلا شك يحرجون الوضع العربي بصورة عامة، ولذلك نحن نقول ينبغي على كل الدول العربية والإسلامية أن تضع حدَّاً لهذه العربدة الصهيونية، وأن تتخذ من السياسات ومن الموقف، بل أن تبني استراتيجية جديدة من أجل أن تحافظ على المواطن وتحافظ على الأرض، وتحافظ على الأمن والسيادة في هذا الزمن الذي يتصرف فيه الصهاينة دون أي اعتبار لأي بلد حولهم أو بعيداً عنهم.

توقيت التهديدات

أحمد منصور: ما تفسيرك للتوقيت الذي جاءت فيه التهديدات؟ من المعروف أن التهديدات جاءت في أعقاب زيارة قام بها أرئيل شارون إلى الأردن وفي أعقاب زيارة قام بها ولي العهد الأردني الأمير الحسن إلى إسرائيل، هل هذا التهديد مقصود.. الوقت الزمني لعملية التهديد مقصودة في أعقاب هاتين الزيارتين؟

خالد مشعل: يعني أنا أعتقد أن الصهاينة ليسوا بحاجة إلى توقيت مناسب أو غير مناسب، لأن سلوكهم الإرهابي متواصل دائم، في كل لحظة هناك إرهاب، إرهاب في فلسطين المحتلة، إرهاب في الخارج، إرهاب يمس الفلسطينيين، إرهاب يمس العرب والمسلمين، ولذلك ليسوا لا يبحثون عن توقيت مناسب، ومن هنا فإن.. فإنني لا أنظر إلى اعتبار لمسألة التوقيت بقدر ما هو سلوك صهيوني طبيعي دائماً يتجلَّى في كل لحظة.

حركة حماس

أحمد منصور: لكن شارون أكد في تصريحات إلى صحيفة (أيديعوت احرنوت) الإسرائيلية إلى أن السبب أو الدافع الرئيسي وراء هذا التهديد يعود إلى أن حركة حماس تعتبر حركة إرهابية وهي تهدد إسرائيل وتهدد الاستقرار في المنطقة، وبالتالي فعملية تصفية الإرهابيين يجب أن تتم حتى يحدث استقرار في المنطقة، فأنتم الآن أصبحتم مصدر عدم استقرار بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة لعملية السلام القائمة.

خالد مشعل: يعني قالت العرب في القديم: “رمتني بدائها وانسلت”. الصهاينة سدنة الإرهاب الذين يمارسون إرهاب الدولة، الإرهاب المنظم ويستعملون السلاح الكيماوي وتكنولوجيا الإرهاب، الذين يرتكبون كل يوم مجزرة وآخرها ولن تكون الأخيرة مجزرة (ترقوميا) هؤلاء لا.. لا.. لا يحق لهم أن يتحدثوا عن الإرهاب، حماس ليست إرهابية، حماس تمارس حقاً مشروعاً، وفي النهاية –أيضاً- كل فلسطيني يعتبر –في المنظور الصهيوني- إرهابياً يشكل خطراً، المرأة والرجل والسياسي والمجاهد، الجميع يعتبر في المنظور الصهيوني إرهابياً ومصدر خطر على الصهاينة، نحن..

مسيرة أوسلو

أحمد منصور: لكن هناك مسيرة تسوية عفواً

خالد مشعل: نحن لا نتقيد بمعاييرهم ..

أحمد منصور: أبو الوليد..

خالد مشعل: نحن نمارس حقاً مشروعاً ونحن لنا الشرف أنه حماس تمثل هذا الإزعاج لأنها حركة مؤثرة فاعلة قوية فاجأت الكيان الصهيوني في اللحظة التي ظن أنه قد حسم المعركة ضد شعبنا وأمتنا.

أحمد منصور: لكن…

خالد مشعل: لنا الشرف أننا نشكل هذا التحدي أمام المشروع الصهيوني وأمام الاحتلال الذي يمس شعبنا.

أحمد منصور: لكن هناك مسيرة تسوية في المنطقة ومعظم الأطراف دخلت فيها ولازلتم أنتم الطرف الـ… ومع بعض الأطراف الأخرى التي تصر على استمرارية المواجهة، لماذا لا تدخلون في إطار هذه التسوية وفق شروط تضمن أيضاً الحد الأدنى لما تطالبون به؟ لماذا تستمرون في المقاومة رغم أن الكثيرين قد جنحوا للسلم وإسرائيل بدأت تشعر بشكل من الاستقرار؟

خالد مشعل: من الذي جنح للسلم؟ لا أرى جنوحاً لدى الصهاينة للسلم، أرى جنوحاً وتصعيداً لإرهابهم، وأما عملية التسوية فقد حكم أصحابها عليها بالفشل وقال السيد عرفات أنها تلفظ أنفاسها وأولبرايت..

الانحياز الأمريكي للصهاينة

أحمد منصور: لكن هناك تقدم اليوم بعد محاولة روس.

خالد مشعل: لا ليس هناك تقدمَّ وإنما هو بحث في السراب وهناك وعود مخدرة، وكما يرى الجميع الأميركان عاجزون تماماً عن ممارسة ضغط صهيوني، لأنهم قد رهنوا قرارهم الأميركي السياسي لصالح هذه الحفنة الصهيونية، اللوني الصهيوني في أميركا، والأوروبيون عاجزون عن ممارسة دور، ونتنياهو يعلنها صراحة أنه ضد أوسلو، وأنه ضد.. الآن نتنياهو -يا أخي- يحاسب الفلسطينيين على كل صغيرة وكبيرة، ودخل معهم في بحث تفصيلي بنسب مأوية، الآن يقيس المسألة بـ 1% من مساحة الضفة، ويعتبر أن تزحزحه أو إعادة الانتشار عن 1% هي تمثل مساحة كبيرة بحجم تل أبيب، ولذلك هو غير مستعد أن.. أن يساوم على 1% من الضفة، فكيف بكل فلسطين؟! فالمسألة الآن.. أنا أعتقد أن مسيرة التسوية عبثية، غير مجدية، جُربت 6 سنوات منذ مدريد، جربت 4 سنوات منذ.. من أوسلو والسلوك الصهيوني في تصاعد وهم لم.. لم يجنحوا للسلم ولا أعتقد أن العقلية الصهيونية التي لا ترى حرمة لدماء وأرواح وأعراض الأغيار غير اليهود، لا أعتقد أن هذه العقلية الصهيونية يمكن أن تجنح للسلم، ولا يمكن –بالتالي- أن ترحل من فلسطين وأن يتوقف العدوان والاحتلال إلا بضغط المقاومة، وأعتقد أن أي بحث في غير ذلك هو وهم وسراب ومضيعة في الوقت وخسارة، أقول أنا: منذ 4 سنوات هل.. هل التسوية لا أقول أنجزت حقوقاً، هل أوقفت الاستيطان؟ هل أوقفت الاعتقال؟ هل أفرجت عن خمسة آلاف فلسطيني معتقلون في سجون العدو الصهيوني يسامون سوء العذاب؟ هل توقفت..؟

أحمد منصور: هناك مفاوضات جارية من أجل تحقيق هذه المطالب لازالت قائمة ومن الصعب أن تتحقق -كما يقول أنصار السلام- في خلال أيام أو في خلال سنوات قليلة والحرب استمرت بين العرب وإسرائيل 50 عاماً.

ضغوط المقاومة

خالد مشعل: نحن لسنا مستعدين أن نجرب خياراً فاشلاً، أنا أقول -بكل وضوح لكل من يتكلمون عن التسوية والسلام -هل هناك في التاريخ احتلال رحل بلا مقاومة؟ هل هناك شواهد في التاريخ تُدعم أن احتلالاً ليس طبيعياً مثل احتلال الصهيوني، يمكن أن يرحل عن أرض فلسطين بلا مقاومة، بلا جبهة فلسطينية وعربية وإسلامية قوية؟ فلماذا نبحث عن السراب؟ لماذا نجرب خيارات فاشلة؟ وأقول جربناها، والآن الصهاينة لم يتركوا لنا مجالاً للحيرة حتى نلجأ إلى التحليلات والتخمين والاستنتاج، هم يعبرون عن تطلعاتهم ومشروعهم تعبيراً واضحاً صارخاً، فلماذا نريد أن نكون كالنعام ندفن رؤوسنا في الرمال ولا نبصر الحقيقة؟ الحقيقة نراها كل يوم، والموقف الأميركي المنحاز الذي لم يعد هناك موقف أميركي مستقل في.. في سياسته في المنطقة أصبح مختبئاً ومختفياً خلف الموقف الصهيوني، فعلاما يُعوِّل دعاة التسوية خاصة بعد الذي جرى؟

فهرس موضوعات الحوار

(00:00) الموساد الإسرائيلي يكشف عن نيته تصفية خالد مشعل.

(00:24) الأسباب التي دعت الموساد للإفصاح عن نواياه .

(01:37) رسالة منذر حدادين الشفهية من أرييل شارون .

(02:37) هل سبَّبت تهديدات التصفية أي حرج للأردن ؟

(03:45) مغزى توقيت التهديدات.

(04:37) هل تجلب الاغتيالات الاستقرار للمنطقة ؟

(05:54) أسباب رفض حماس مسيرة التسوية؟

(07:33) نتنياهوضد أوسلو.

(08:09) مسيرة عبثية.

(08:33) ضغوط المقاومة .

(09:36) هل رحل احتلال بلا مقاومة ؟

المزيد

Total
0
Shares
السابق
صبرا وشاتيلا

أهوال صابرا وشاتيلا ودور القوات اللبنانية فيها

التالي
بهجت أبو غربية

أيلول الأسود..ونهاية الوجود الفدائي في الأردن

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share