المفكر اليهودي نورمان فينكلشتاين يكشف وسائل إسرائيل في ابتزاز العالم

يستعرض الكاتب اليهودي، نورمان فينكلشتاين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيويورك، والذي عاش أبواه مأساة الهولوكوست في وارسو، يستعرض كتابه (صناعة الهولوكوست) الذي صدر عن دار (فيرسو) في لندن ونيويورك، و الحقائق التي أوردها فيه، وردود الفعل الهائلة التي أحدثها الكتاب في جميع أنحاء العالم
نورمان فينكلشتاين

يستعرض الكاتب اليهودي، نورمان فينكلشتاين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيويورك، والذي عاش أبواه مأساة الهولوكوست في وارسو، يستعرض كتابه (صناعة الهولوكوست) الذي صدر عن دار (فيرسو) في لندن ونيويورك، و الحقائق التي أوردها فيه، وردود الفعل الهائلة التي أحدثها الكتاب في جميع أنحاء العالم.

يقدم الكتاب دراسة جريئة تفضح صناعة (الهولوكوست) والجماعات التي تقف وراءها وأهدافها ووسائل وأساليب اللوبي اليهودي في ابتزاز دول العالم، من خلالها.

نص حورا نورمان فينكلشتاين عن وسائل إسرائيل في ابتزاز العالم

كتاب صناعة الهولوكوست

أحمد منصور :

دكتور فينكلشتاين سؤالي الأول عن الأسباب التي دفعتك إلى كتابة هذا الكتاب في هذا الوقت بالذات.

د.نورمان فينكلشتاين:

أعتقد أنه كان هناك سببان لكتابة هذا الكتاب أولهما وهو السبب المباشر هو أنه طُلب مني أن أستعرض كتابا آخر حول موضوع مشابه لأحد دور النشر في بريطانيا، وبعد الاستعراض فإن أحد الناشرين اقترح علي أن أدخل في عمل مطول، وهذا هو ما خرج بنا إلى هذا الكتاب، وكان ذلك هو السبب الرئيسي ولكن هناك سبب آخر وسبب أكثر عمقا وهو أن والدي اللذين نجيا من المحرقة النازية قد توفيا في عام 1995م، وتصورت أن الوقت مناسب لكي أتحدث بصراحة عن صناعة الهولوكوست، والتي -في رأيي– شوهت وأساءت إلى ذكرى والدي.

الاضطهاد النازي

أحمد منصور:

لكنك سببت غضبا عارما في صفوف المنظمات اليهودية والصهيونية جميعا..

هل كنت تدرك أن كتابك سوف يثير هذا الغضب لديهم؟

د.نورمان فينكلشتاين:

لم يدهشني أن يسبب كل هذا الغضب ضمن المنظمات اليهودية المنظمة لأنهم كانوا الهدف الرئيسي لكتابي، ورغم ذلك فإنني يجب على المرء أن يميز بين غضب المنظمات اليهودية المنظمة من ناحية، ورد فعل الضحايا الفعليين و من نجوا من الاضطهاد النازي، ومن ناحية  أخرى فإنني كنت دائما على اتصال مع العديد من الناجين من الاضطهاد النازي، وكلهم حتى رغم عدم اتفاقهم معي في العديد من القضايا، مثلا الكثير منهم لا يتفقون معي حول آرائي فيما يتعلق بالفلسطينيين، ولكن حتى في اختلافهم معي على هذه القضية فإنهم يدعمونني بشكل كامل في القضايا الحاسمة من أن المحرقة النازية قد استغلت لأسباب ومكاسب سياسية ومالية من قبل اليهود الأمريكيين، ومن ناحية يجب أن أقول أن دأب مؤيدين.. بأن الذين كانوا ضحايا الاضطهاد النازي فيجب أن أؤكد أيضا أن السلطات في –خاصة هيلبرج– كاتب العمل الأساسي حول هذا الموضوع وتدمير اليهودية الأوروبية، قد قدم ثلاث مقابلات حتى الآن حول كتابي أحدهما مع مجلة برازيلية والثاني مع محطة إذاعة سويسرية، والثالثة مع صحيفة ألمانية، وفي كل هذه المقابلات التي أجراها فقد خرج بشكل قوي جدا، دعما قويا.. مقدما دعما قويا لكتابي، وأنه يقول أنه بالغ الدقة، ذلك بالنسبة لفئتين من الناس الذين يعنيهم أو يعنيني أمرهم، فإن الضحايا الفعليين للاضطهاد النازي هو العالم الأكاديمي فإن كتابي قد لاحظ نجاحا في رأيي، أما بالنسبة للأرباح التي حصل عليها المجتمع اليهودي فإنني لا يهمني ما يرونه.

اللوبي اليهودي

أحمد منصور:

متى ظهرت صناعة الهولوكوست؟ وكيف استغلت من قِبل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة تحديدا؟

د.نورمان فينكلشتاين:

يبدو لي أننا يجب أن يكون لدينا منظور تاريخي حول هذا السؤال، لأنه ما لم نضع هذا السؤال في منظوره التاريخي فسيكون.. فلن يكون مفهوما ما حدث بالضبط  فالنقطة الأولى التي يجب أن نثيرها هنا هو أنه فيما بعد المحرقة النازية مباشرة، من خلال ومنذ 1967م لم يكن هناك أي ذكر للمحرقة النازية في الحياة الأمريكية  وقد يكون ذلك مبعث دهشة العديد من مشاهديك الذين كانوا قد يفترضوا أنهم.. اليهود كانوا يتحدثون عن المحرقة منذ نهاية اضطهاد النازي، ولكن هذا ليس  صحيحا فالنقطة الهامة التي يجب أن نفهمها هنا هو أنه مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية فإن الولايات المتحدة دخلت في تحالف مع ألمانيا الغربية أو ألمانيا التي أصبحت في عام 1949م ألمانيا الغربية، وفي تحالف ضد الاتحاد السوفيتي، ولدعم هذا التحالف وتقويته بمن كان عدوا لنا قبل عامين فقط، لكي يدعموا هذا، ويقووا هذا التحالف ودعمه فإن المحرقة النازية كان يجب أن تنسى لأنه إذا ظللنا نذكر بالمحرقة النازية، وحقيقة الأمر هو أن التحالف الذي دخلت فيه الولايات المتحدة مع ألمانيا في عام 1949م كان يعني الدخول في تحالف مع ألمانيا التي بالكاد تخلصت من آثار النازية، وإذا ما أثرنا ذكرى المحرقة النازية فإنك ستكون تقول أن الشعب الأمريكي يتحالف مع نفس الشعب الذي قام بالقضاء في غرف الغاز  على ستة مليون يهودي، لذلك كان يجب أن يمحى المحرقة النازية من الذاكرة لتقوية التحالف. واليهود الأمريكيون الذين كانوا دائما يتلقون الاتهامات من الحكومة الأمريكية انضمت إلى الصفوف، وفي عداء ضد الاتحاد السوفيتي، وانضمت إلى دعم التحالف الأمريكي الألماني.

المحرقة النازية

وتبعا لذلك فإن المحرقة النازية أصبحت من الموضوعات المحرمة في الحياة اليهودية الأمريكية، وأيضا في الحياة الأمريكية بشكل عام. وفي يونيو عام 1967م تغيرت الأمور بشكل جذري، فبعد حرب 1967م دخلت الولايات المتحدة في تحالف إستراتيجي آخر وجديد مع إسرائيل، والنخبة من اليهود الأمريكيين حتى يونيو 1967م لم تكن فقط تلتزم الصمت فيما يتعلق بالمحرقة النازية، ولكن قد يثير ذلك دهشة العديد من مشاهديك، النخبة اليهودية الأمريكية كانت أيضا صامتة فيما يتعلق بإسرائيل، لأنه منذ تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948 وحتى عام 1967 كان اليهود الأمريكيون -النخبة منهم- كان يخشون من أنهم إذا تشبهوا بإسرائيل فإنهم سوف يتهموا بازدواجية الولاء: الولاء للولايات المتحدة والولاء لإسرائيل. قبل يونيو 1967 لم تكن إسرائيل حليفا هاما للولايات المتحدة، وبعد يونيو 1967م عندما أصبحت إسرائيل حليفا هاما للولايات المتحدة فإن نخبة اليهود الأمريكيين احتضنوا إسرائيل، وأصبحوا مناصرين لإسرائيل، وعندما أصبحوا مناصرين لإسرائيل فإنهم –فجأة– أيضا

-اكتشفوا– وسأضع العديد من الخطوط تحت كلمة -اكتشفوا- المحرقة النازية، لأن المحرقة النازية أصبحت أكثر الوسائل الأيديولوجية أو الأسلحة الأيديولوجية المفيدة التي يمكن أن تضع كل نقاد إسرائيل في صفها، وكان رأيي أنها كانت اكتشاف انتهازي –عفوا– كان اكتشافا انتهازيا للمحرقة النازية..

حرب 1967

أحمد منصور:

دكتور فينكلشتاين.. اسمح لي اسمح لي أنت ذكرت هنا معلومات هامة للغاية هو أن حرب العام 1967 وانتصار الإسرائيليين على العرب في تلك الحرب، هو الذي شكل ما عرف بصناعة الهولوكوست، وهناك حقيقة أخرى هامة ذكرتها أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية قبل الحرب –حرب العام 1967– لم تكن بالقوة التي كانت عليها فيما بعد، وهذه أشياء ربما تكون حتى في مفهوم كثير من العرب ليست أشياء واضحة، إذن حرب العام 1967 شكلت مفصل هام في التاريخ اليهودي الحديث، وجعلت اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة يسعى لتأسيس ما عرف باسم صناعة الهولوكوست.. كيف نجح اليهود في استغلال حرب العام 1967م في تأسيس هذه الصناعة؟ وما هي الوسائل التي استخدموها؟

د.نورمان فينكلشتاين:

هذا سؤال له العديد من الجوانب، سأحاول أن أتحدث عن كل جانب منها بشكل مختصر، فالوسيلة الواضحة التي استغلوا فيها المحرقة هو أنهم استخدموها ضد الأنظمة العربية وبهدف تحويل العرب إلى نازيين جدد أي أن مرتكبي المحرقة النازية الألمان تم نسيانهم، وأصبح العرب هم تمثيل للنظام النازي، وبهذا المعنى فإن العدد من الناس قد كتبوا بأنهم بالإشارة إلى الفلسطينيين بأنهم كانوا ضحايا الضحية أي أن الضحايا كانوا ضحية، ضحايا الاضطهاد النازي، ولكن يجب أن نضيف لهذه الصياغة –في رأيي- بأن العرب والفلسطينيين أصبحوا الضحية الثانية للمحرقة النازية لأن المحرقة الآن أصبحت تستخدم ضد العرب والفلسطينيين الذين لا يملكون شيئا، ولا علاقة لهم بالتأكيد بالمحرقة النازية، فأشخاص مثل (أبا إيـبان) يشيرون إلى حدود ما قبل يونيو 1967 بأنها حدود -التي يستخدم فيها عبارة ألمانية– يبرر بها الاحتلال الإسرائيلي للأرضي العربية، بالإضافة إلى ذلك فإن الإسرائيليين واليهود الأمريكيين يستخدمون الادعاء أو المزاعم بأن معاناة اليهود كانت فريدة من نوعها لكي يبرروا عدم التزام إسرائيل بالمقاييس والمعايير الأخلاقية والقانونية الطبيعية، لأن اليهود عانوا بشكل فريد، لذلك فإنهم يجادلون بأنهم ليسوا ملزمين بتنفيذ الالتزامات الطبيعية القانونية بموجب القانون الدولي.

كي نأخذ أكثر القضايا وضوحا، رغم أن قرار الأمم المتحدة 242 نَص على أنه الرجوع إلى حدود..

ابتزاز العالم

أحمد منصور:

دكتور نورمان اسمح لي لا أريد أن أدخل في تفريعات الآن، نحن نريد أن يكون الكلام قدر المستطاع مختصرا ومركزا في المحاور التي نتحدث فيها، وسوف نأتي إلى هذه الأمور تباعا ما هي الأهداف الحقيقة لصناعة الهولوكوست؟

إذا كنت تريد أن تكمل، أرجو أن تكمل باختصار.

د.نورمان فينكلشتاين:

الهدف الأساسي من صناعة الهولوكوست هو تحييد أو إعطاء مناعة لإسرائيل من كل نقد بإثارة اضطهاد النازي لهم، في أثناء الثمانينات فإن المحرقة في ذلك الوقت كانت تستخدم أيضا لإعطاء مناعة لليهود الأمريكيين ضد النقد بعد أن تحركوا إلى أقصي اليمين، وبدءا من التسعينيات –في رأيي– فإن المحرقة تحولت إلى أسلوب للابتزاز بإثارة ذكرى ضحايا الاضطهاد النازي واستغلالها لابتزاز مبالغ طائلة من أوروبا وأوروبا الغربية وأوروبا الوسطى، وحتى أوروبا الشرقية، وفي الوقت الحاضر –كما قلت من قبل- فإنني في رأيي أن المحرقة النازية تستخدم ببساطة للابتزاز المالي.

فهرس موضوعات الحوار

(00:00) أسباب كتابة كتاب صناعة الهولوكوست.

(03:46) متى ظهرت صناعة الهولوكوست .

(04:24) أسباب تجاهل الهولوكست قبل عام 1967.

(08:39) حرب 1967 أعادت اكتشاف الهولوكست.

(09:28) كيف نجح اليهود في استغلال حرب 1967 في تأسيس هذه الصناعة؟

(12:16) ما هي الأهداف الحقيقية لصناعة الهولوكست.

المزيد

Total
0
Shares
السابق
الإعلام الغربي

سقوط الإعلام الغربي

التالي
طوفان الأقصى

سر مخاوف إسرائيل من اقتحام غزة؟

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share