بقلم :أحمد منصور
الموقف الأوروبي المخزي من دعم الإبادة الإسرائيلية لسكان غزة ليس جديداً، بل هو متجذر في ثقافتهم وأخلاقهم تجاه المسلمين، ولن أعود للحروب الصليبية ولكن فقط سأعود إلى 30 عاماً مضت، حينما قام الصرب والكروات بين مارس 1992 ونوفمبر 1995 بقتل 100 ألف مسلم بوسنوي مدنيين وعسكريين في تطهير عرقي دموي استمر 3 سنوات و 8 أشهر بصمت أو تواطؤ أوروبي.
لقد باركت أوروبا كل جرائم إسرائيل ومنحتها الضوء الأخضر من أول يوم لتبيد كل شيء في غزة، وجاء الزعماء الأوروبيون الواحد تلو الآخر لتقديم الدعم السياسي والعسكري لها.
ولم يوقف الغرب الحرب آنذاك إلا بعدما استوفت أهدافها ثم قاموا بالمساواة بين الجاني والضحية وقسموا البوسنة وأعطوا المسلمين الفتات وحرموا البوسنة والهرسك من أي منفذ على البحر بعدما منحوا الشريط الساحلي بالكامل لكرواتيا، لذلك فإن السلوك الأوروبي الداعم لإسرائيل هو سلوك عنصري طبيعي وجزء من الأخلاق والثقافة الأوروبية، طالما أن الضحايا مسلمين، أما كل ما يروجونه عن حقوق الإنسان والقانون الدولي فهي أكاذيب يستخدمونها لتحقيق أهدافهم.
لقد باركت أوروبا كل جرائم إسرائيل ومنحتها الضوء الأخضر من أول يوم لتبيد كل شيء في غزة، وجاء الزعماء الأوروبيون الواحد تلو الآخر لتقديم الدعم السياسي والعسكري لها، ولعل الموقف الألماني المغالي في دعم إسرائيل سببه نجاح الإسرائيليين في ترويج صناعة الهولوكوست ونجاحهم في ابتزاز ألمانيا وساستها طيلة 70 عاماً والتمكن من مراكز صناعة القرار هناك.
فرئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية الجنسية، تجاوزت حدود مسؤولياتها حينما جاءت لتقدم دعماً مطلقاً لنتنياهو اعترض عليه مفوض السياسة الخارجية، بينما ارتدي المستشار الألماني القلنسوة اليهودية وتصّنع البكاء كأن جده حاخام إسرائيل الأكبر، أما رئيس الوزراء البريطاني فقد جاء ليكمل دور بريطانيا القذر في تأسيس إسرائيل على أطلال فلسطين ودعمها طيلة العقود الماضية.
لقد تخلصت أوروبا من اليهود ولا تريد عودتهم إليها، كما أن إسرائيل مشروع أوروبي صهيوني تدعمه أمريكا ليحقق أهم مصالحهم في قلب العالم الإسلامي وأهمها القضاء على حركة حماس وحركات المقاومة الإسلامية في فلسطين، كذلك دعم الأنظمة العربية الموالية للغرب والحيلولة دون قيام أي نظام حكم ديمقراطي في المنطقة أو السماح بعودة ثورات الربيع العربي أو اندلاعها من جديد.