بقلم :أحمد منصور
قمت بتغطية الحرب الأفغانية على مدار ثلاث سنوات بين عامي 1987 و 1990 إبان الاحتلال السوفيتي لأفغانستان الذي امتد عشر سنوات بين عامي 1979 إلى 1989 ، وكتبت 4 كتب عن الحرب الأفغانية منها كتاب تحت وابل النيران في أفغانستان، الذي يمكنكم قراءته عبر الرابط:
هذا بخلاف مئات المقالات التي نشرت في كثير من المجلات والصحف العربية آنذاك.
لقد هزمنا لأننا كنا ضحايا أوهامنا
الجنرال بوريس غروموف: قائد القوات السوفيتية في أفغانستان
وأذكر أن من أجمل العبارات التي قرأتها والتي قالها قائد القوات السوفيتية في أفغانستان الجنرال تسكالوف عن هزيمة الجيش السوفيتي -أحد أقوى جيوش العالم- وتكبده خسائر فادحة أمام المجاهدين الأفغان الحفاة البسطاء ذوي الملابس المهترئة، قال -وهو يجر ذيول الخيبة والهزيمة- :”لقد هزمنا لأننا كنا ضحايا أوهامنا”..
بعدها بسنوات معدودة، وفي 15 فبراير 1989، كان الجنرال بوريس غروموف آخر قائد للجيش السوفيتي في أفغانستان، هو آخر جندي يخرج من البلاد، التي كانت مقبرة الاتحاد السوفياتي، الذي زال من الوجود في ديسمبر 1991، أي بعد سنتين ونصف السنة-فقط- من انسحاب قواته من أفغانستان.
حينما أتابع مجريات الحرب في غزة أجد هذه العبارة نفسها تتردد على ألسنة كثير من قادة إسرائيل لاسيّما بعد 7 أكتوبر ، لكن نتنياهو ومجلس الحرب لازال يكابر ويعيش في الأوهام ويجر إسرائيل إلى هزيمة تاريخية غير مسبوقة، لكنه سيكرر نفس العبارة عاجلاً أم آجلا وسوف يرددونها جميعا لتصبح أنشودة الهزيمة : “لقد هزمنا لأننا كنا ضحايا أوهامنا”.. ترقبوا وانتظروا فالتاريخ مليء بالعبر ولكن لمن يعتبر وإن غداً لناظره قريب.
