يناقش السياسي والبرلماني البريطاني جورج غالوي في حواره مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج “بلا حدود”، لماذا تشارك مصر في حصار غزة ؟ وواقعة منع قافلة إنسانية كانت متجهة إلى غزة. .
وانتقد غالوي الحكومة المصرية لمنعها القافلة، مشيرًا إلى أنه كان من الممكن أن يصلوا إلى غزة بسرعة لو سمح لهم بالعبور عبر ميناء دولي بدلاً من منفذ العريش. مشيراً إلى أن الكثير من الدماء أُريقت وأُنفقت الأموال بسبب قرارات الحكومة المصرية. وطلب الإعلامي أحمد منصور من غالوي التفريق في خطابه بين الشعب المصري والحكومة المصرية. غالوي اعتذر وأوضح أن انتقاداته موجهة إلى الحكومة وليس الشعب. .
نص حوار جورج غالوي: لماذا تشارك مصر في حصار غزة ؟
جورج غالوي : قالوا لنا يجب أن نذهب إلى ميناء العريش وذهبنا وطبقنا ما قالوا، انظر إلى المهزلة، انظر إلى الكارثة التي كانت زيارتنا إلى العريش قد أظهرتها، صدقوني لا أحد من المسافرين الأجانب ولا أحد في بلدانهم سينسى كلمة العريش لكن للأسف سيتذكرون المكان للأسباب الخطأ، هو المكان الذي اضطر فيه الكثيرون لقطع آلاف الأميال لحاملي الدواء والغذاء ليتعرضوا للضرب والاعتداء من شرطة مكافحة الشغب بدون سبب، هذا هو المكان الذي وصلنا إليه إلى مطار لا يملك حتى ملصقات الفيز على المطار، انتظرنا سبع ساعات ونصف للتعامل مع 162 شخص، هذه مهزلة، خطة العريش التي قالت حكومة مصر عنها، كلا السيد زكي هو الذي توجه له الاتهامات، نعم أنا أقبل الكلام هو موظف ولكن الفارق بيني وبينه وبيني وبينهم أنا لا أريد أن أشن حربا على مصر، أنا توسلت إلى مصر لكي لا تفعل ذلك، بالضبط لأنني أعرف أن الوضع سينتهي كما هو عليه الآن وأخيرا إذا ما كنت أريد الدعاية لهذه القافلة فإن حكومة مصر هي التي ضمنت لي دعاية أكثر مما كنت أتخيل لأنه لو قافلتنا دخلت بهدوء من العقبة لدخلت وغادرت غزة بدون أي حوادث وبدون أي اهتمام من قبل أي مكان في العالم بدلا من ذلك تحولنا إلى قصة كبيرة من بريطانيا إلى ماليزيا، من الولايات المتحدة إلى ايرلندا، إنه أيضا خطأ حسابات آخر من قبل أولئك الناس الذين حاليا يتحملون مسؤولية حكم شعب مصر العظيم، لكن النقطة المهمة هنا هذه هي القافلة الثالثة، كل قافلة ترافقها مثل هذه الكوارث، في مارس من السلوم في يوليو تموز من القاهرة، أنتم تعلمون ذلك، أنا انتظرت أسابيع مع قافلة من الولايات المتحدة لكي أدخل لمدة 24 ساعة إلى غزة من دون المركبات التي اشتريناها في مصر لكي نستخدمها لحمل الدواء الذي جلبناه، كل قافلة رافقتها هذه الصعوبات، ليس قافلتي أنا فقط، كل قافلة تأتي إلى مصر تعاني هذه المصاعب..
أحمد منصور: لماذا يا جورج؟ لماذا؟
جورج غالوي: نقطة أخرى دعوني أضيف.
أحمد منصور: أضف نقطتك.
جورج غالوي: لأن حكومة مصر هي جزء من الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة ولم ولا مجال لإخفاء ذلك، أنا أمضيت وقتا طويلا دون أن أحاول كشف هذه الأمور، أردت أن ألوم إسرائيل فقط.
مصر و حصار غزة ؟
أحمد منصور: ما مصلحة الحكومة المصرية في ذلك؟
جورج غالوي: حسنا دعني أقل لك إذاً، إنهم يبنون جدارا الآن، جدار عار حول غزة، جدار عار للمساعدة على خنق شعب غزة ولأسباب سياسية، ولماذا؟ لأن شعب فلسطين صوت في انتخابات حرة ونزيهة وهذا أمر المصري المسكين لا يتمتع بمثل هذه الفرصة ولكنهم صوتوا لحزب كل من مصر وإسرائيل وبريطانيا وأميركا لا يحبونهم، في الحقيقة أنا لست شخصيا ممن يدعمون حماس، أنا كنت مع أبو عمار ياسر عرفات طيلة حياتي، لكن الشعب الوحيد الذي له حق اختيار قيادة الشعب الفلسطيني هو الشعب الفلسطيني، ليس مصر ولا إسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا بريطانيا، لهذا السبب هم يخنقون شعب غزة ولهذا العالم كله يعلم أن جدار العار الذي يبنونه ليس هو ما يبنونه وبمساعدة من الولايات المتحدة وقواتها العسكرية لخنق هذا الشعب من خلال إغلاق الأنفاق، إنها حرب عار شاملة لسياسة التواطؤ التي يقومون بها مع إسرائيل لتجويع شعب غزة آملين أن هذا الشعب سيستسلم، لكن تعلم إنني كنت في غزة ثلاث مرات هذا العام، شعب غزة لن يستسلم وكل من يتأمل ذلك سواء كان ذلك في إسرائيل أو أي طرف آخر هم كل من يريد أن يرى أن شعب غزة سيستسلم بسبب الجوع لا يعرف هذا الشعب، لا يعرف هذا الشعب الفلسطيني فهم لن يستسلموا أبدا فقطعوا كل هذا الشوط وقدموا كل هذه التضحيات لن يستسلموا حتى لو حاصرتموهم لمائة عام.
أحمد منصور: جورج، منذ أن وصلتم إلى العريش وحتى خروجكم قبل ساعات منها كانت هناك أشياء كثيرة تدور وراء الكواليس، الكاميرات سجلت بعض الأشياء ولكن بقيت تفاصيل كثيرة للمفاوضات قبل أن يؤدي الأمر إلى الصدام، هل يمكن أن تذكر لي باختصار أهم ما دار وراء الكواليس بينكم وبين السلطات المصرية مما أدى إلى حدوث الصدام الذي وقع يوم أمس والذي كان يمكن تجنبه كما يقول المسؤولون المصريون؟
جورج غالوي: لقد خدعونا.
أحمد منصور: كيف؟
جورج غالوي: توصلوا إلى اتفاق مكتوب معنا لأن حكومة مصر والمفاوضين الأتراك توصلوا إلى وثيقة كلا الطرفين وافقوا عليها وكلا الطرفين وافقوا على هذه الوثيقة التي كانت ستسمح للكل ربما عدا أربع أو خمس مركبات لتعبر عبر رفح ولكن بدلا من ذلك أصدروا أوامر إلينا يوم أمس لإزاحة 58 مركبة، هذا يعني جزءا كبير أكثر من 25% من القافلة هذا كان خداعا، لهذا السبب تركنا العقبة بسبب هذه الاتفاقية المكتوبة الموقعة، وفي الساعات الأخيرة قبل افتراض عبورنا للحدود قالوا لنا ليس الأمر يتعلق بأربع أو خمس مركبات بل 58، حقيقة أنا كنت على وشك أن أمشي على قدمي، حتى في اللحظة الأخيرة أخذوا سيارتي مني، السيارة سيارة قيادة القافلة التي قادت القافلة على مدى 31 يوما صادرتها مصر قبل ساعة ونصف من الآن وأنا كنت أقود السيارة، قالوا لي كلا هذه السيارة لن تذهب إلى غزة، هذا نوع الخداع الذي كانوا يمارسونه، نحن صدقنا وبغباء منا، أنا شخصيا صدقت بمبعوثيهم الذين قالوا لنا إنهم يقومون بكل شيء لتسهيل الأمر بسلاسة لكن في الحقيقة تلك الليلة انتهت بإراقة الدماء وبعظام مكسورة، لذا أنا شخصيا أبدا لن أتفاوض مع أي فرد من حكومة مصر وفي الحقيقة من المستبعد تماما أنني بعدما سأغادر هذا المكان يوم غد ستطأ قدمي أرض مصر أبدا طالما أن جدار العار هذا وسياسة جدار العار هذه تحيط بهذه القضية، نعم حكومة مصر ستفرح بذلك ولكن الناس وكثيرون منهم سيسعدون بالحزن لكن بعد أن قضينا كل هذه الأيام نتطلع في عيون ناس قالوا لي إلى أي مدى أحبوا فلسطين واحترموا عملنا وأرادوا مساعدة غزة ثم خانوننا وأراقوا الدماء وكسروا العظام، أنا شخصيا لن أغفر لهم أبدا،
عرقلة القافلة
أحمد منصور: يعني أنت الآن تتهم الحكومة المصرية أنها عرقلت القافلة بسببك أنت على رأسها وأنه لو هوغو تشافيز أو رئيس جنوب إفريقيا على رأس القوافل القادمة لن يحدث ذلك؟
جورج غالوي: أنا لا أعتقد ذلك ولا أعتقد أن شخصية تحظى بهذه الشعبية في العالم العربي وفي شوارع مصر يربط نفسه بقوافل تحيا فلسطين لإنهاء الحصار، لا أستطيع أن أتخيل أن حكومة مصر سوف توقفها ما لم أكن مخطئا تماما فهذا سيكون خطأ سياسيا فادح الأبعاد، أنا لا أعتقد أنهم يقفون ضد القوافل لأنني أنا على رأسها ولكنهم يستخدمونني كذريعة لذا سأحاول أن أزيل هذه الذريعة وقوافل شريان الحياة سوف تقودها شخصيات بارزة من بلدان أخرى وأنا آمل أن حكومة مصر ستعاملهم بشكل مختلف ولكنني أشك في ذلك لأنني أراقب من شاشات التلفزة كيف أن قوافل مسيرة الحرية يضربون بالعصي وهناك أيادي مشدوعة ترفع في أوجه نساء وفي مدينة عظيمة مثل القاهرة في قلب موسم السياحة يتعرض الناس للضرب ويجبرون على الإقامة في فنادقهم لماذا؟ لأنهم يريدون الوصول إلى فلسطين ويعبرون عن دعمهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني الذي أعطت مصر 120 ألف شهيد، حياة 120 ألف شهيد مصري بذلت من أجل إنقاذ فلسطين وتحريرها والآن حكومة مصر تأمر قواتها الأمنية بأن تضرب بقبضة اليد نساء أوروبيات في وجوههن لأنهم جاؤوا إلى القاهرة ليعبروا عن تضامنهن مع الشعب الفلسطيني، أي ضرب من الجنون هذا؟
السيادة المصرية
أحمد منصور: وزير الخارجية المصري والمسؤولون المصريون يقولون إنهم يدافعون عن السيادة المصرية وإن ما قام به هؤلاء وما قمت به أنت هو انتهاك للسيادة المصرية.
جورج غالوي: نحن ذهبنا إلى العريش كما قالوا وانظر ماذا حدث؟ هم اتهمونني أنني أدخل من النافذة وليس من الباب، ولكن نويبع ميناء دولي كبير، العريش منفذ صغير، العريش هي النافذة ونويبع كانت الباب الذي أردت أن أدخل عبره، لماذا لم يسمحوا لنا؟ إنهم أجبرونا على عدم الذهاب إلى نويبع لأنهم أرادوا أن يتسببوا لنا بأكبر قدر ممكن من المتاعب لأنهم حمقى لهذه الدرجة لم يحسبوا أن النتيجة النهائية ستكون التشهير باسمهم في كل بقاع العالم حتى في بلدهم هم، رغم أنني نصحتهم ودعني أقل لك أنا بعثت برسالة خاصة وشخصية إلى السفارة المصرية وعادة لا أكشف عن أي رسالة سرية وخاصة أبعثها ولن أفعل ذلك هذه الليلة سوى أن أقول وهم يعلمون ذلك فرسالتي عندهم، توسلت إليهم أرجوكم لا ترتكبوا هذا الخطأ أرجوكم لا تفعلوا هذا لأن النتيجة ستضر بسمعة مصر والآن العالم كله يدرك إنني كنت على صواب وهم كانوا على خطأ وقد آن الآن لتغيير وزرائهم وسياسات حكومتهم إذا كانت هذه هي نوعية المشورة والخدمة التي يقدمها وزراء مصر لشعب مصر العظيم.
شريان الحياة 2
أحمد منصور: جورج هناك قصة أخرى للسيارات التي صودرت أو منعت في شريان الحياة2 وربما شريان الحياة1، ما مصير هذه السيارات السابقة وما مصير السيارات التي تقول إنها صودرت هذه المرة؟
جورج غالوي: كل السيارات التي تمت مصادرتها اليوم بما فيها سيارتي الخاصة والتي كنت أريد أن أتبرع بها لشعب غزة للأطباء في غزة حقيقة، كل هذه السيارات قالوا لنا إن علينا أن نذهب ونطلب موافقة من إسرائيل لكي ندخلها إلى غزة، أنا لم أطلب أبدا أي شيء من إسرائيل طيلة حياتي ولا أنوي أن أفعل ذلك الآن..
أحمد منصور (مقاطعا): لماذا يا جورج؟
جورج غالوي: (متابعا): ثانيا، إسرائيل أبدا أبدا لن تسمح بذلك، أنا لا أعترف بإسرائيل طالما أن الشعب الفلسطيني مشتتون في بقاع المعمورة وطالما أن القدس المقدسة والضفة الغربية تحت الاحتلال وأن هذه المدن التي تسمى مستوطنات يتم بناؤها وطالما يبقى شعب غزة تحت الحصار وطالما يتعرض الشعب الفلسطيني للقتل من الجو بسلاح محرم وطالما يتم اغتيال الفلسطينيين في بيوتهم أمام أعين نسائهم وأطفالهم، لا يطلب مني أحد أن أعترف بإسرائيل طالما هذه الأمور تحدث، أنا لم أطلب أبدا ولن أطلب أبدا من إسرائيل، وإسرائيل لن توافق أبدا حتى لو أعطينا السيارات إلى نقاط التفتيش الإسرائيلية اليوم لن تصل إلى غزة أبدا، لذلك رفضنا وبدلا من ذلك سنعيد شحنها مرة أخرى إلى تركيا وبعد ذلك سوف نسلمها لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان على الأقل ستذهب إلى منظمات خيرية ومستشفيات، مدارس فلسطينيين، منظمات خيرية، لن نسمح لهذه الأمور التي أعطاها لنا أناس خيرون طيبون في أيدي هؤلاء المستوطنين المجرمين القتلة الإسرائيليين أبدا أبدا.
حصار غزة
أحمد منصور: جورج كيف سيسجل التاريخ هذه الأيام؟ ثلاثة أعوام مليون ونصف المليون عربي ومسلم محاصرون، الذي يسعى لنجدتهم ويقود القوافل لهم شخص غير مسلم بريطاني اسمه جورج بينما يشارك في حصارهم محمد وأحمد وحسني وجمال وغيرهم من الأسماء الأخرى، كيف سيسجل التاريخ هذه الأيام يا جورج؟
جورج غالوي: غريب حقا عندما تصف الأمر بهذه الطريقة، غريب حقا، وآمل.. وكانت هذه خطتنا من البداية منذ أول قافلة شريان حياة أعلنا أن ما نقوم به أملنا أنه سيكون منطلقا لأعمال أخرى في العالم وفي العالم العربي، تعلمون أن بغداد والقدس هما من أجمل كنوز العالم العربي وكلاهما الآن في أيدي غريبة يفعلون بهما ما يشاؤون، يجعلون شعبيهما يعانون، بغداد محتلة من قبل مئات الآلاف من الجنود الأجانب والقدس محتلة من قبل مئات الآلاف من المستوطنين والجنود الأجانب، والناس المؤمنون لا يستطيعون دخول المدينة المقدسة ليصلوا ويعبدوا الله، غزة تحت الحصار وتجوع، مليون ونصف مليون شخص يعاقبون لأنهم صوتوا في انتخابات حرة ونزيهة لطرف القوى الكبرى وإسرائيل لا تحبه، أمر غريب حقا إن ثلاثمائة مليون عربي حتى الآن لم يستطيعوا مد يد العون لفلسطين! أحمد، آخر مرة كنت هنا التقيت بطفلة صغيرة قالت لي أين هذا العالم العربي العظيم الذي يدرسوننا حوله في المدارس؟ أين هذه الأمة التي يدرسونها لنا في المدارس؟ لماذا يتركوننا هكذا؟ لماذا تركونا لوحدنا لنواجه كل هذا؟ ماذا فعلنا لنستحق كل هذا، أن نترك هكذا لوحدنا؟ الشعب الفلسطيني يستحق من ذلك وكل شخص مؤمن يدرك ذلك في قلبه، كل شخص مؤمن يدرك هذا في أعماق قلبه وقد آن الآوان لنقف من أجل فلسطين.
فهرس موضوعات حوار جورج غالوي
00:00 غالاوي ينقل انتهاكات مصر ضد القافلة، ويرد على اتهاماتها
01:37 رد غالاوي على اتهامات أبو الغيط بأنه لم ينفذ ما تم الاتفاق عليه
04:40 هناك روايتين للقصة، قصة الخارجية المصرية وقصة جورج غالاوي
05:03 غالاوي ينفي القصة المصرية
08:02 غالاوي ينقل “مهزلة” ما حدث مع القافلة في مطار العريش
10:01 هذه القافلة الثالثة التي تتعرض لكارثة مشاركة الحكومة المصرية في الحصار
10:58 لماذا تشارك مصر في حصار غزة؟
13:12 كواليس تعرض القافلة للخداع من السلطات المصرية
16:32 قوافل شريان الحياة لن تتوقف وستأتي من كافة أنحاء العالم
17:18 الوزراء المصريين يسيئون لمصر وشعبها