التحالف الثلاثي لتشويه صورة الإسلام في العالم

التحالف الثلاثي ضد الإسلام، حقيقته وأهدافه وممارساته وأدواته لتشويه صورة الإسلام في الغرب، هو ما يكشفه المفكر والباحث الفرنسي فرانسوا بورغا، في حواره مع أحمد منصور في حلقة برنامج بلا حدود التي جرى بثها في 11/ 8 / 1999.
فرانسو بورغا

التحالف الثلاثي ضد الإسلام، حقيقته وأهدافه وممارساته وأدواته لتشويه صورة الإسلام في الغرب، هو ما يكشفه المفكر والباحث الفرنسي فرانسوا بورغا، في حواره مع أحمد منصور في حلقة برنامج بلا حدود التي جرى بثها في 11/ 8 / 1999.

وقال بورغا إن حرص الغرب على محاربة الإسلام ينبع من عقدة الخوف الفطري، من الإسلام كبديل حضاري ومنافس للهيمنة الغربية، وتحدث عن الإرث التاريخي والكراهية بين الإسلام والغرب، ودور الحكومات العربية في تشويه الإسلام، ودعم التخوف الغربي منه..

نص حوار فرانسوا بورغا عن التحالف الثلاثي لتشويه صورة الإسلام في العالم

أحمد منصور: الآن هذه الصورة السلبية.. هذه الصعوبة الموجودة في العلاقة، هذا البعد التاريخي حتى القريب الذي أشرت إليه في نظرتكم لنا حينما كنا نقع تحت احتلالكم، ونظرتكم لنا الآن بعد تغير الظروف بشكل يعني مظهري على الأقل، ما هي الأسباب التي جعلت هذه الصورة السلبية في ذهن المواطن الغربي؟ ما هي العوامل التي أوصلت هذه الصورة السلبية عن الإنسان المسلم؟

تحالف دولي ثلاثي

د. فرانسوا بورجا: أفتكر أن سمعة المسلمين الآن في الغرب هي نتيجة تحالف دولي ثلاثي، أولاً: كما ذكرت.. كما أشرت إليه الإسلام يمثل الثقافة المنافسة لسيطرة لهيمنة الغرب في فترة يعني تتقدم الأمور، تتغير ميزان القوى بين المجتمعات الإسلامية والمجتمعات الغربية أولاً، فهناك العامل الغربي، الخوف الفطري عن المنافسة الثقافية، والسياسية، والاقتصادية أمام العالم الثالث.

أحمد منصور: مع هذا الضعف الذي يعيشه المسلمون؟

د. فرانسوا بورجا: مع هذا الضعف الذي يعيشه المسلمون، لأن هناك شعور عند الغربيين أن فترة الهيمنة والسيطرة الشاملة انتهت..

أحمد منصور [مقاطعاً]: عند الغربيين؟!

د. فرانسوا بورجا: عند الغربيين.. هذا.

أحمد منصور: يعني أنتم الآن تخافون، أو تخشون من عملية انهيار رغم هذه القوة التي تظهرون بها؟

د. فرانسوا بورجا: أفتكر أن هذا الشعور موجود عند العقلية الغربية الآن.

أحمد منصور: طب، ما هي العوامل التي تدفعكم إلى هذا الشعور، وأنتم تملكون عوامل القوة والسيطرة؟

د. فرانسوا بورجا: هنا أتحدث عن تصورات.

الهيمنة الغربية الشاملة انتهت

أحمد منصور: تصورات!

د. فرانسوا بورجا: لا أتحدث عن الوضع العلمي، لكن هناك مرور من الزمان، ولا شك أن داخل العقلية الغربية الآن الشعور أن فترة السيطرة الشاملة.. الهيمنة الشاملة انتهت، حتى ولو كانت هذه السيطرة أقوى مما كانت في الماضي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني في ظل النظام العالمي تظهر وكأنها الأقوى الآن.

د. فرانسوا بورجا [مستأنفاً]: خاصة بعد اختفاء الاتحاد السوفيتي لا شك.. تمام، العامل الأول..

الأنظمة الحاكمة

أحمد منصور [مقاطعاً]: قلت لي قوة ثلاثية!

د. فرانسوا بورجا [مستأنفاً]: العامل الأول الخوف الغربي الطبيعي العادي في فترة انتقالية بين الإمبريالية الشاملة، ونوع من عودة الثقافات الأخرى، ثم هناك مصالح بعض الأنظمة الحاكمة في هذه المنطقة، أفتكر أن سمعة الإسلام يعتمد على شعل [شغل] كل من يستفيد من خوف الغرب أمام الوجه السودا.. الأسود من الإسلام، كل من يستطيع أن يستغل خوف الغربيين كي يحصل على مساعدات الحكومات الغربية، ينتمي إلى هذا التحالف، فما أقصده أن عدد..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني أنت تقصد أيضاً هنا أن..

د. فرانسوا بورجا [مستأنفاً]: أن عدد لا بأس به من الحكومات..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الحكومات.. الإسلامية؟

د. فرانسوا بورجا [مستأنفاً]: الإسلامية تستغل.. تستفيد من..

أحمد منصور[مقاطعاً]: من الخوف الغربي أيضاً.

د. فرانسوا بورجا[مستأنفاً]: الخوف الغربي عن الإسلام.. في كثير لماذا؟ لأن من الواضح، من المعروف، ومن المعترف به أن الجيل الجديد من القوة السياسية المعارضة للأنظمة الحاكمة الآن في العالم العربي، إنها جيل الحركة الإسلامية أكثر مما تنتمي إلى..

أحمد منصور [مقاطعاً]: السياسات أو.. الثقافات..

د. فرانسوا بورجا [مستأنفاً]: الجيل..

أحمد منصور [مقاطعاً]: السابق.

د. فرانسوا بورجا [مستأنفاً]: الجيل العلمانيين، أو الناصريين، أو البحثيين [البعثيين] تمام، في كثير من.. كلما نركز على فترة معينة، على حالة معينة نجد نوع من التنسيق بين مصالح عدد لا بأس به من الأنظمة الحاكمة والمصالح الغربية، الذي كلاهما تستغل خوف المواطن الغربي أو جهل المواطن الغربي عن الإسلام..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني أنت الآن أنت الآن -عفواً- هنا إلى جوار الخوف الموجود لدى الغرب، أنت بتعتبر إن بعض الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي تتعاون في تشويه صورة الصحوة الإسلامية لدى المواطن الغربي.

د. فرانسوا بورجا: لا شك.. لا شك.

الحركات المتطرفة

أحمد منصور [مستأنفاً]: من أجل تدعيم -دعم- الأنظمة الغربية؟

د. فرانسوا بورجا: من أجل الحصول على دعم مالي إعلامي سياسي من الحكومات الغربية، هذا أفتكر مفتاح لتحليل الكثير من الـ.. من الـ.. من العمليات الإعلامية والسياسية في هذه المنطقة، ثم العامل الثالث هناك طبعاً هامش متطرف متشدد داخل الحركة الإسلامية، و(قلما) يحتاج الجمهور الغربي إلى تصريحات استفزازية، ونحن في مدينة لندن نجدها، نجدها، نجد تلك التصريحات الاستفزازية التي تخوِّف الجمهور الغربي، التي تحدد يعني حدود الدولة الإسلامية القادمة في بريطانيا مثلاً، أو -يعني- تساعد استغلال الخوف الغربي أمام قوى سياسية لا يعرفها -في الحقيقة- ليس له معرفة علمية عنها.

فهناك إذا نمر إلى عمق الموضوع أنا أقول لك إن السمعة السيئة للقوى السياسية المرتبطة للإسلام، وكذلك للإسلام ككل -الآن- في العالم الغربي هي نتيجة تحالف ثلاثي بين مصالح الغرب، مصالح عدد لا بأس به من الأنظمة الحاكمة في هذه المنطقة، والهامش المتشدد المتطرف من الحركة الإسلامية.

أحمد منصور: هذا الهامش المتشدد المتطرف من الحركة الإسلامية هل ترى أنه يتصرف بتلقائية، أم أنه يُوظَّف أيضاً بشكل غير مباشر من قبل وسائل الإعلام الغربية، من قبل -ربما- استخبارات في بعض الدول الغربية، من قبل النظام الغربي نفسه، من أجل أن يُتمِّم هذا المثلث الذي تشير عليه، ومن أجل أن يساعد الغرب في تحقيق أهدافه؟

د. فرانسوا بورجا: مشكلة الهامش المتطرف للحركة الإسلامية، ليس وجودها علشان .. لأن في كل مجتمع، في كل حركة سياسية تجد هامش متطرف متشدد، المشكلة أن أسلوب أو آليات الأنظمة الحاكمة، أو المؤسسات العربية الآن لا تتيح للهامش المتطرف موقفها، وهي الموقف الهامشي، يُعطي الفرصة للمتشددين أن يلعب دوره التي لا يلعبه القوى المعتدلة.

أحمد منصور [مقاطعاً]: نعم.. نعم.

د. فرانسوا بورجا [مستأنفاً]: مفتاح آخر بالنسبة لتحليل دور المتشددين داخل الحركة الإسلامية..

أحمد منصور: يعني ضغط .. ضغط الحكومات العربية في بعض المناطق هي التي تساعد على عملية التطرف والتشدد.

د. فرانسوا بورجا: كثير كثير من الأنظمة الحاكمة لا تخافون عن المتشددين..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لا يخافون من المتشددين؟

د. فرانسوا بورجا [مستأنفاً]: لأ، تخافون عن صناديق الانتخاب الحرة، تخافون عن المعتدلين أكثر مما تخافون عن المتشددين.

أحمد منصور: رغم أن الآخرين يحملون.. رغم أن الآخرين يحملون السلاح؟!

د. فرانسوا بورجا: المتشددين.. المتشددين لا يخافون عنهم، عشان ميزان

القوى –في كثير من الأحيان- لصالح الأنظمة الحاكمة، المتشددين تعطي مبررات للأنظمة الحاكمة كي يمنع المعتدلين من المشاركة السياسية السلمية، وأفتكر ليس هناك شيء نادر هامشي في المنظر، في الساحة السياسية العربية، بل هذا نوع من مفتاح تحليل الوضع في كثير من بلدان هذه المنطقة، أن لا يوجد مساحة للتعامل، للمنافسة السياسية السلمية، وعدد لا بأس به من الأنظمة الحاكمة تستغل وجود المتطرفين كي يمنعون المعتدلين من المشاركة السلمية الفعلية..

أحمد منصور: لكن اسمح لي، اسمح لي بروفيسور بورجا، أنتم أيضاً أنظمتكم، حكوماتكم أيضاً تدعم هذا الأمر، وتساعد عليه، وهي أيضاً تعمل على إيجاد هؤلاء المتشددين، ليكونوا تكئة لتشويه صورة الإسلام؟

د. فرانسوا بورجا: أنا قلت لك هناك تحالف، فلا شك أن دور وسائل الإعلام، والمؤسسات السياسية –أحياناً- يستغل هذه المتشددين كمبرر لتخويف الناس من القوى السياسية أكثر معتدلة.

محاور الحوار مع فرانسوا بورغا

00:00 الصورة السلبية عن المسلمين.
0:330 التحالف الدولي الثلاثي ضد المسلمين.
01:58 أسباب خوف الغرب من الإسلام ؟
03:00 دور الأنظمة العربية في استدعاء الخوف من الإسلام.
05:38 الحركات المتطرفة.
07:04 توظيف الاستخبارات الغربية للمتطرفين.
08:43 النظم العربية لا تخاف من التطرف لكن من صندوق الانتخابات.

Total
0
Shares
السابق
كواليس مع أحمد منصور

أحمد ياسين يتوقع زوال إسرائيل

التالي
الفريق الشاذلي

خدعة المآذن العالية..وضعها الشاذلي..وأدت لهزيمة إسرائيل

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share