أحمد ياسين يتوقع زوال إسرائيل

أحمد ياسين يتوقع زوال إسرائيل وأسباب ذلك، هذا هو المحور الأبرز في الحلقة الثالثة من بودكاست كواليس والتي يكشف فيها أحمد منصور أسرار حواره مع الضيف الأوّل لبرنامج شاهد على العصر، الشيخ أحمد ياسين.

يفتح الشيخ قلبه ويطلق لسانه ويتحدث بصراحة عن آرائه تجاه السلطة الفلسطينية وحركة فتح، لكن ردود الفعل على شهادته والمشاكل التي اثارتها -رغم أنه عف اللسان لم يتجاوز في حق أحد- والتي فوجئ بها جعله يطلب وقف بث الحلقات..فماذا كان موقف الجزيرة من طلب الشيخ أحمد ياسين بوقف البث؟ وهل كان أحمد ياسين ينظر للسلطة الفلسطينية على أنها موالية للاحتلال أم أنها جزء من الشعب؟ وما الرابط بين فكر أحمد ياسين وعز الدين القسام؟ هذه المحاور وغيرها يكشفها أحمد منصور في بودكاست كواليس .,

نص بودكاست كواليس : أحمد ياسين يتوقع زوال إسرائيل والمشاكل التي أثارتها شهادته

أحمد طه: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل الخير وحلقة جديدة من كواليس مع أحمد منصور، نواصل معكم في هذه الحلقة كواليس أول شاهد على العصر وأول شهادة على العصر إذا صح التعبير مع الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس. استاذ أحمد أهلا بك معنا من جديد.

أحمد منصور: أهلا بك أخ أحمد و بالإخوة المشاهدين،

اقتناص الشهادة بحيلة مشروعة

أحمد طه: نذكر السادة المشاهدين سريعا أن في الحلقات السابقة تحدثنا على أن الشيخ أحمد ياسين لم يكن مطروحا من الأساس على جدول أعمالك، وفوجئت أنه سيزور الدوحة مع عدد من الدول العربية الأخرى طرحت عليه الأمر وللمفاجأة، حصلت على إجابة بالاستعداد للتسجيل معك في أول شهادة على العصر. ما الذي حدث بعد ذلك؟

أحمد منصور: هناك نقطة مهمة هنا في العمل المهني أنك لا بد أن تكون قناصا إذا أتيحت لك الفرصة أو أتيح لك ضيف ما واستطعت أن تقتنص هذه الفرصة فلا تضيعها لأن الشيخ أحمد ياسين رحمه الله بنفسه قال لي ايه؟ وهل تضمن أن تراني مرة أخرى؟ هذه سمعّت عندي أشعرتني أن إذا كان في يدك صيد ثمين في هذه المهنة فلما تضيعه أو تسوف أو تؤجل هذا الموضوع فهذه كانت من الدروس المهمة التي استفدتها والتي أفادتني في حياتي المهنية بعد ذلك، اقتنص إذا وجدت ضيفا متميزا فقتنص الفرصة ولا تضيعها ولا تؤجلها. فالشيخ بعد ما أعطاني الموافقة وانتزعتها بحيلة مشروعة كما ذكرت في الحلقة الماضية. ركضت إلى إدارة الجزيرة وأبلغت المدير العام أنذاك الأستاذ محمد جاسم العالي. قلت له أبو جاسم الشيخ وافق على التسجيل والأن وبالتالي الخطوة التالية هي أن نقوم بتسجيل الحلقات. الجزيرة في ذلك الوقت لم يكن لدينا فرق للتصوير الخارجي كبيرة كما أصبح الوضع على ما هو عليه الان. الشبكة ماشاء الله ضخمة جدا وفيها كل الإمكانات لكن في البداية في تلك المرحلة بعد سنة ونصف تقريبا من انطلاق الجزيرة كانت لازلت الجزيرة ربما فرق التصوير الخليجي كانت في مهمات خارجية أو شيء من هذا القبيل، فأبو جاسم قال لي دعني أرتب لك قضية التصوير لأن ما عندي مصورين هنا. في ذلك الوقت رتب لي اثنين مصورين من تلفزيون قطر وليس من الجزيرة. وشوف أقدار الله كيف تسري في الناس. واحد من الإثنين المصورين كان زميلنا علي حسن الجابر رحمه الله

أحمد طه: الله يرحمه

علي حسن الجابر

أحمد منصور: علي حسن الجابر في ذلك الوقت كان يعمل في تلفزيون قطر، وعلي حسن الجابر من الشخصيات الفريدة التي التقيت بها في الحياة، إنسان فريد في صفاته، كان خلوقا، دمثا، حييا، خفيض الصوت، يحترم الناس، يسعى في قضاء حوائج الناس، وكان من طيبة نفسه بيني وبينه كنت أقول له دائما ياشيخ علي، لكن أنا عرفت علي حسن الجابر قبل عشر سنوات من هذا التاريخ كنت أغطي الحرب في أفغانستان، وقت ما كنت أغطي الحرب في أفغانستان أبلغوني أن هناك صحفي جاء من تلفزيون قطر لعمل برامج عن اللاجئين الأفغان وكذا وسأل عنك، فلما ذهبت والتقيت به قال أنا علي حسن الجابر وأعمل مصور في تلفزيون قطر، وجئت لتصوير بعض القصص والأشياء عن المهاجرين الأفغان، وهذه كانت بداية معرفتي بعلي حسن الجابر فأبلغني محمد جاسم العلي قال سيكون معك في التصوير علي حسن الجابر وزميل أخر من تلفزيون قطر اسمه مصطفى حسين. التصوير الخارجي يختلف كثيرا عن تصوير الاستوديوهات، وفي ذلك الوقت أعتقد لم أكن عملت أي تصوير خارجي خارج الاستوديو إلا ربما حوار لقاء اليوم مع الرئيس علي عزت بيجوفيتش ربما كنت قد صورته في هذه الفترة، لكن كل ما كنت أقدمه من الشارع والحياة كان يتم داخل الاستديو. التحضير التصوير الخارجي يحتاج تجهيزات خاصة وإعداد خاص وكأنك تنقل استديو مصغر إلى الخارج بكل الإمكانات. جاء معي من الجزيرة  لأن يكون عندك مصورين وكاميرات ويكون عندك المفروض يكون معك مخرج لكن لم يكن معنا مخرج أعتقد في في ذلك الوقت أو ربما لا أذكر ويكون معك إضاءة أيضا ويكون معك فني أو مهندس للصوت. كان مهندس الصوت في ذلك الوقت مهندس يعمل في الجزيرة، كان صديق عزيز اسمه هايك مسكوفيان وهايك كان لبنانيا وكان بديع جدا لأني  في بدايات عملي في الجزيرة حرصت أن أتعلم كل شيء فكان هايك ممن علمني دور الصوت وكيف يتم توصيلات الصوت وشيء من هذا القبيل، فجاؤوا معنا الثلاثة ورحنا نسجل الشيخ أحمد ياسين هنا في مفارقة عجيبة في الحياة يا أخي الذي كان يصور أنت لا تعرف مصائر الناس حينما تلتقي مع أي إنسان أنا لا أعرف الغد بالنسبة لك، وأنت لا تعرف الغد بالنسبة لي، وهي كلها أقدار عند الله سبحانه وتعالى، ولا يدري أي إنسان ماذا تخبئ الأقدار بالنسبة له في هذه اللحظة التاريخية التي كنت أسجل فيها شهادة الشيخ أحمد ياسين على العصر كان هناك شهيد يصور شهيد في علم الله وفي أقدار الله، علي حسن الجابر رحمه الله الذي استشهد في مارس ألفين وإحدى عشر في ليبيا حينما كان يقوم  بعمله وكان رئيس قسم التصوير في قناة الجزيرة والشيخ أحمد ياسين رحمه الله كان هو الضيف الذي يقوم بتصويره، فهنا أقدار الله تلعب دورا عجيبا في حياة الناس أنك ترى مشهدا معينا ثم حينما تنظر له من بعيد بعد ذلك تجد المنظر مختلف بشكل كبير جدا علي حسن الجابر هو قطري ولد في قطر في العام 1955، ومن العجائب أنني كنت دائما أقول له يعني كلما نظرت إليك وتعاملت معك أتعجب كيف واحد مثلك ذهب في السبعينات إلى القاهرة ليدرس التصوير السينمائي.

أحمد طه: مبكر للغاية أن يفكر بهذه الطريقة

أحمد منصور: بالضبط، يعني في السبعينيات درس التصوير السينمائي وكان علي يعشق الكاميرا كما يعشق من يجلس أمام الكاميرا الجلوس أمامها، الكاميرا عجيبة يا أخي الكاميرا هذه عجيبة، نحن نتعامل مع الكاميرا ونعرف كيف نتعامل معها، لكن الذي يجلس خلف الكاميرا أيضا يعشقها ويعرف كيف ينقل الصورة من خلالها إلى الناس، ويبقى جنديا مجهولا لا يعرفه الناس. الناس تعرف المذيع وتعرف الضيوف، لكن لا تعرف من الذي ينقل هذه الصورة، فالذي نقل صورة الشيخ أحمد ياسين وسجلها للتاريخ كان الشهيد علي حسن الجابر رحمه الله.

أحمد طه: الله يرحمه رحمة واسعة

أحمد منصور: علي حسن الجابر من عشق وامتهان للعمل أخذ ماجستير أيضا من معهد الفنون في مصر في التصوير السينمائي وعشق التصوير، وكان أنت تعرف أن الإنسان حينما يترقى في العمل ويكبر في السن الكاميرا يا أخي ثقيلة يعني في ذلك الوقت الكاميرا مع أدواتها وزنها يبلغ خمسة وأربعين كيلوغرام، وأن تحمل خمسة وأربعين كيلو مع المعدات مع الأشياء حتى تحملها على كتفك وتحاول أن تنقل الصورة، هذا أيضا تحتاج إلى عزيمة وتحتاج إلى شغف وتحتاج إلى حب وعشق لهذا الموضوع، وربما هذه فرصة لأعرف الناس بهذا الإنسان الراقي الذي عرفته من قرب حينما استشهد رحمه الله.

أحمد منصور: كثير من الزملاء جاؤوا يعزوني يعني تعجبت أن كثير جايين يعزوني وكأن يعني هناك صلة قربى شديدة بيني وبين علي. وعلي صور معي بعد ذلك حينما انتقل من تلفزيون قطر إلى الجزيرة صور معي أكثر من شاهد على العصر مثل عبد الكريم النحلاوي على سبيل المثال الذي قام بالانقلاب على الوحدة بين مصر وسوريا سجلت معه هنا وعلي رحمه الله هو الذي كان يسجل، فعندما رأيت أكثر من حد يعزيني ليس كزميل يعني عزاؤنا كان جميعا كزملاء ولكن كان البعض يعزيني بحرارة شديدة. فسألت أكثر من واحد فقالوا ما في مجلس تذكر فيه إلا وعلي يتكلم عنك كأخ شقيق له، ويدفع عنك غيبتك ويتحدث عنك بكل ما تحب أن يتحدث به في غيبتك، فسبحان الله لم أكن أعلم هذا، ولم يحدثني علي بهذا أبدا، فشعرت بعدما استشهد كيف كانت مكانتي عنده. وهذا الأمر أثر فيه كثيرا، وكتبت في ذلك الوقت مقالا مطولا عن علي حسن الجابر رحمه الله. فعلي حسن الجابر هو الذي صور الشيخ أحمد ياسين. كانت أيام التصوير كانت من الأيام الطيبة جدا لأننا كنا نجلس مع الشيخ قبل التصوير ونجلس مع الشيخ في أثناء الاستراحة وربما في الحلقة الأخرى، وكان التصوير في ذلك الوقت. الكاميرات كانت تصور على أشرطة بيتا كام كما أعتقد كان اسمها، وكان مدة الشريط سبعة وعشرين دقيقة فقط، فكنا كل حلقة وكنا نصور بكاميراتين يعني لو يرجع المشاهدين يشوفوا الحلقات مرة أخرى سيجدو ان التصوير كان بكاميراتين وليس بثلاث أو أربع كاميرات كما نصور الأن وكما أصبحنا نصور بعد ذلك فكان كل خمسة وعشرين دقيقة يتوقف التصوير لتغيير الأشرطة وكل حلقة كانت تتكون من أربعة أشرطة، ففي أثناء تغيير الأشرطة أتكلم مع الشيخ ندردش مع الشيخ، أضحك مع الشيخ علي قليلا، فكان يعني فرصة المعايشة في أماكن التصوير لا سيما حينما يمتد التصوير لعدة أيام تصنع نوع من العلاقات الإنسانية القريبة بين الفريق وبين الناس وبين الضيف وبين المذيع كذلك، فكانت فرصة التصوير شاهد على العصر مع الشيخ أحمد ياسين هي فرصة أيضا للتقارب مع الرجل حينما عدت إلى سيرة الشهيد عز الدين القسام وجدت أن هناك تطابقا تطابقا كبيرا بينه وبين الشيخ أحمد ياسين في أحمد ياسين في أشياء كثيرة جدا، لكن  لما جئت أدرس سيرة الشيخ أحمد ياسين في ذلك الوقت وجدت بعض الأشياء العجيبة جدا في سير الناس، ومن يتعمق في قراءة السير الذاتية يجد أن أقدار الله سبحانه وتعالى تخلق للناس أشياء يعني تتغير وتتقلب الدنيا بالناس. الشيخ أحمد ياسين يتم صغيرا وهو طفل صغير وترملت أمه عليه وعلى إخوته حتى تربيهم.

أحمد ياسين في الشريعة والحياة

أحمد طه: خمسة أو ستة سنوات على ما أعتقد.

أحمد منصور: نعم، وكان له سبعة من الإخوة أيضا، ليس بالضرورة إذا تعرضت لليتيم صغيرا أنك ستبقى طوال حياتك إنسانا ليس لك حظ في الحياة، بالعكس وجدت كثيرا من عظماء الناس يتيم في صغرهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر يتم في صغره، فالإنسان حينما يتعرض لليتيم ليس بالضرورة أنه سيعيش حياة فقيرة أو بائسة أو الذي يولد فقيرا، ليس معنى ذلك أنه سيبقى فقيرا، أو الذي يولد غنيا، ليس معنى ذلك أنه سيبقى حياته يعيش مترفا، فالدنيا تتقلب بالناس وأقدر الناس عجيبة في هذا الأمر. هذا الشيخ أحمد ياسين لما تنظر في سيرته تجد أشياء عجيبة في مراحل مختلفة لهذه الشخصية التي كتب الله سبحانه وتعالى لها أن تكون لها هذه المكانة بين الناس. مش عايز أتجاوز الحلقة التي سجلتها معه في الشريعة والحياة والتي ظهرت على الهواء في ذلك الوقت، لأن الشريعة والحياة كنت أقدمه في ذلك الوقت وكان يبث على الهواء والحلقة كانت سياسية بامتياز.

الصراع بين فتح وحماس

أحمد طه: 20/4/98

أحمد منصور: بالضبط 20 إبريل 1998. وكان موضوعها كان موضوع يحمل إشكالات كبيرة جدا هو الصراع بين فتح وحماس، لأن في ذلك الوقت بعد توقيع اتفاقات أوسلو أصبح هناك سلطة فلسطينية في العام 1993 تحكم غزة والضفة الغربية، وبالتالي هذه السلطة لها اتفاقات مع إسرائيل. في نفس الوقت حركة حماس ترفع راية الجهاد ضد إسرائيل، فهناك عدم توافق في الرؤية الأن وفي المعاملة بين الطرفين وتحتاج إلى حنكة سياسية وإلى قدرة عالية على التعامل مع هذا الوضع المتأزم. الشيخ أحمد ياسين في هذه الحلقة، وأنا أرجو من المشاهدين أن يعودوا لها لأن في نقطة معينة حينما تنظر إلى التاريخ. بعض الناس يقول لك التاريخ مضى وانتهى، وبالتالي لا بد أن نهتم بالحاضر الذي نعيش فيه. الحاضر الذي نعيش فيه هو نتاج لهذا التاريخ الذي كان أمس وأول أمس وقبل عام عشرة أعوام، عشرين عاما وثلاثين عاما، أنت تعيش الأن في إفرازات التاريخ القريب الذي صنع أو البعيد حتى يعني الأمة العربية كلها تعيش في إفرازات مئة عام الأن من التاريخ. إذا أردت أن تفهم الواقع الذي وصلت إليه الأن فلا بد أن تعود إلى التاريخ لتفهم ما الذي ألت إليه الأمور الأن. إذا تريد أن تفهم ما يجري الأن في فلسطين وقصة حركة حماس لا بد أن تعود لهذه البدايات مع الشيخ أحمد ياسين الذي أسس هذه الحركة لتعرف ما الذي كيف سارت هذه الحركة ووصلت إلى ما وصلت إليه الأن، فمن يريد أن يعرف واقعه وأن يستشرف مستقبله لا بد أن يعود إلى تاريخه حتى يستطيع أن يعرف ويفهم ما الذي أدى إلى ما وصل إليه الأمر الأن. في ذلك الوقت  في العام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين وفي شهر ابريل تحديدا كان هناك إشتباك موجود بين بين فتح وحماس ولكنه كان اشتباكا كل طرف يسيطر على الأوضاع على قدر ما يستطيع. إسرائيل تريد من السلطة الفلسطينية أن تحقق الاتفاقات التي تم الاتفاق عليها وحركة حماس في نفس الوقت تقول أن هناك أن بلادنا محتلة ولا يمكن أن نحرر بلادنا إلا لأن كانت غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت إسرائيل خرجت من غزة في عام 2005 بعد الانتفاضة وبعد هذه الأمور ففي هذه الحلقة الشيخ أحمد ياسين قال رأيه بوضوح في السلطة الفلسطينية. والرأي الذي قاله الشيخ أحمد ياسين في السلطة الفلسطينية إذا عدنا إليه الأن كتاريخ طبعا وكما وصفه الشيخ ستستطيع أن تفهم من خلاله طبيعة العلاقة الذي التي استمرت متأزمة بين فتح وحماس والمفصلة في هذا الموضوع.

أحمد ياسين: نحن لا نقر بأوسلو، نحن لا نقر بما جاء في اتفاق أوسلو الظالم الذي مزق وحدة شعبنا وقضى على انتفاضة شعبنا في الداخل بعد أن كنا صفا واحدا في وجه العدو، ونحن مستمرون في كفاحنا للعدو ومقاومتنا له، فهذا شرطنا الذي نتخذه عندما نقول أننا نتعامل مع هذه السلطة كسلطة واقع على شرط أن يكون لنا حقنا في مقاومة العدو المحتل ما دام هناك احتلال هناك. هذه السلطة الفلسطينية ليست سلطة حرة قائمة بذاتها لأنها سلطة في ضمن سلطة الاحتلال الداخلي الذي يهيمن على شعبنا ووطننا. إذن هي ليست سلطة كاملة لم تأخذ حقها الكامل في الحرية والاستقلال والوجود. هي سلطة ضمن السلطة الإسرائيلية، وهي تنفذ ما فرضته عليه أمريكا وإسرائيل في اتفاق أوسلو من الأمن لإسرائيل والدفاع عن إسرائيل وحدود إسرائيل، فهي الأن تعتقل حوالي ثلاثمئة من أبنائنا والشباب من المقاتلين الذين يقاومون الاحتلال، ولذلك هي الأن في وضع سلطة نائب عن الاحتلال في وجه الشعب الفلسطيني الذي.

أحمد منصور: يعني معنى ذلك أن هذه السلطة ليست معبرة عن أمال وطموحات الشعب الفلسطيني.

أحمد ياسين: الشعب الفلسطيني يريد سلطة تمثل أعماله وأهدافه وأمنه.

أحمد منصور: في هذه الحلقة أيضا التي هي الشريعة والحياة تكلم عن استراتيجية حماس في مقاومة إسرائيل، وهذه من الأشياء المهمة جدا التي نحن مهم أن نفهم فيها لأنها أيضا ستقود إلى ما يمكن أن تصل إليه الأن

أحمد طه: انا لا اريد ان اقطع استرسالك يعني لكن أنا مش فاهم للحقيقة ليه في الشريعة الحياة وهو برنامج ذات طابع ديني تحدثت في هذه الأمور مع الشيخ أحمد ياسين ولماذا كان الشيخ أحمد ياسين في الشريعة والحياة عن السلطة الفلسطينية والاتفاقات مع إسرائيل؟

أحمد منصور: البرنامج اسمه ايه

أحمد طه: الشريعة والحياة

أحمد منصور: ايه الحياة؟ الشريعة، الدين، ايه الحياة، كل ما في الحياة، السياسة وغيرها. فعنوان البرنامج يحمل موضوعاته وفي الشريعة والحياة، ولا أريد أن أخرج عن نطاق الموضوع. كنا نناقش كل شيء يتعلق بالحياة والدين، فالسياسة هي جزء من الحياة ومن الدين والشيخ أحمد ياسين هو رئيس حركة إسلامية، فأنت استضافته كرئيس لحركة إسلامية ليتحدث عن الإشكالات الواقعة في هذا الموضوع، فكان هذا هو وليس هو السياسي الوحيد الذي تم استضافته، وكنا نستضيف مفكرين وسياسيين ونعالج أشياء كثيرة، وإذا أتيحت الفرصة لكي يكون هناك عود على بدء في أي وقت لنتكلم عن كواليس الشريعة والحياة سوف نفصل في هذا.

أحمد طه: سامحني على المقاطعة نعود لما كان ما أثاره الشيخ أحمد ياسين في هذه الحلقة.

صاحب القرار في حماس الجناح السياسي أم العسكري

أحمد منصور: من الأسئلة المهمة جدا التي وجهت للشيخ أحمد ياسين في هذه الحلقة هو من صاحب القرار في حماس الجناح السياسي أم الجناح العسكري؟ طبعا

أحمد منصور: من صاحب القرار في حماس؟ أهل السياسة أم أهل الرصاص؟

أحمد ياسين: أولا لحماس قيادة عسكرية مستقلة لحماس قيادة سياسية مستقلة، مهمة القيادة السياسية أن ترسم الخطوط العامة في المواجهة بما يجب أن يكون ولا يجب أن يكون من نقاتل ولا نقاتل سياسة عامة، والإخوة في الجناح العسكري في كتابة عزالدين القسام في هذا الجناح هم يرسمون الخط الذي يرونه مناسبا لمواجهة المحتل، فهم يختارون الزمان والمكان، والظروف التي تحيط بهم هي التي تعطيهم كيفية الحركة والمقاومة.

أحمد منصور: ومن الأسئلة المهمة التي وضحها الشيخ أحمد ياسين في هذه الحلقة أيضا هو نشأت كتائب عز الدين القسام كيف نشأت الكتائب؟ لأن كما قلت لك مسيرة الشيخ أحمد ياسين ومسيرة حماس لا تستطيع أن تفصلها عن الشيخ عز الدين القسام، ولذلك في الحلقة الماضية تكلمنا عن عز الدين القسام لأن التاريخ كله مرتبط ببعضه بشكل عجيب جدا ولا تستطيع أن تفصل شيئا عن أخر. من الأشياء المهمة التي عالجناها في هذه الحلقة أيضا هو مستقبل إسرائيل. سألت الشيخ أحمد ياسين عن مستقبل إسرائيل وأجاب إجابة رائعة جدا لأنه كان في ذلك الوقت في ذلك الوقت 1998 إسرائيل تحتفل بمرور خمسين عاما على قيامها. وفي ذلك الوقت 1998 وإسرائيل تحتفل بخمسين عاما كانت إسرائيل في زهو مجدها وفي زهو قوتها. لكن الشيخ أحمد ياسين كان له رأي سبق فيه الإسرائيليين بعد ذلك لأنه بعد ذلك بثلاث أو أربع سنوات فقط بدأ الإسرائيليون نزل غلاف مجلة نيوزويك ليتحدث عن مستقبل إسرائيل أنه مستقبل إسرائيل في عليه علامات استفهام. وكان رئيس البرلمان الإسرائيلي إبراهام بورج كتب مقالا في ذلك الوقت عن نهاية إسرائيل نشر في أكثر من عشرين صحيفة ومجلة عالمية في ذلك الوقت الواشنطن بوست، نيويورك تايمز الصحف البريطانية نشرته والمقال هذا هز الدنيا لأن الآن هذا كان رجل يعتبر من مؤسسي دولة إسرائيل يتكلم عن نهاية الدولة، لما الشيخ أحمد ياسين.

أحمد طه: انا اسف بورج هذا ماذا قال وقتها تتذكر هذا المقال

أحمد منصور: طبعا

أحمد طه: معلش بسرعة

زوال إسرائيل

أحمد منصور: أنا سأحيل لكي لا ادخل في تحليل في هذا الموضوع سأحيل المشاهدين  في موضوع إبراهام بورغ إلى حلقة الدكتور عبد الوهاب المسيري التي تناقشنا فيها في هذا الموضوع ولم يتحدث عبد الوهاب المسيري عن ابراهام بورغ فقط، ولكن تحدث عن كبار المؤرخين الإسرائيليين. الحلقة كانت ربما في 2005 أو 2006 سنضع رابطها للمشاهدين حتى يعودوا إلى هذا الموضوع لأن قصة شهادة أحمد ياسين على العصر بعد ذلك كان فيها موضوع نهاية إسرائيل هذا حتى لا نعود له وظلت إلى اليوم لما بدأ الإسرائيليين يتكلموا قبل خمس سنوات عن لعنة العقد الثامن برزت حلقة الشيخ أحمد ياسين مرة أخرى الذي قال فيها إن نهاية إسرائيل 2027 قالها في شاهد على العصر.

أحمد طه: صحيح

أحمد منصور: وحدد التاريخ وقال إنه يرى هذه الرؤيا ويحللها بمنظور قرآني رباني أو باستشفاف قرآني، وقال إن استشفاف القرآن حينما رجع إلى قصة موسى عليه السلام وجد أن الأمم أو الأجيال تتغير كل أربعين سنة لما كتب ربنا التيه على بني إسرائيل أربعين عاما. فالشيخ أحمد ياسين قال الجيل الأول هو جيل 1948 جيل الهزيمة، والجيل الثاني هو جيل الصحوة والجيل الثالث وجيل النصر الذي يأتي بعد أربعين عاما. لكن المفاجأة ليست في ما قاله الشيخ أحمد ياسين، ولكن فيما بدأ الإسرائيليون أنفسهم يتكلمون فيه بعد ذلك عن لعنة العقد الثامن بالنسبة لإسرائيل، فلو ربط هذا بذاك مع حلقة مهمة جدا مش حلقة، هم ثلاث حلقات عملتهم مع الحاخام ديفيد وايز والحاخام ديفيد وايز لو أتينا لكواليس الحلقات التي عملتها معه كانت له طقوس عجيبة في طعامه وشرابه وأكله حينما التقيت به في المرات الثلاث وصار بيني وبين الحاخام الذي هو الناطق الرسمي باسم ناطور كارتا لأنه إحنا بلا حدود أيضا استضفنا كثيرا من اليهود المناوئين للصهيونية مثل نورمان فينكلشتاين استضفته أكثر من مرة، وهناك كواليس لنورمان فينكلشتاين إذا جاء إذا جاءت سوف أتحدث عنها، لكن لا أريد أن أخرج هنا عن الشيخ أحمد ياسين

أحمد طه: بعد طوفان الأقصى هذا الجزء المتعلق بمستقبل إسرائيل الذي تحدث فيه الشيخ أحمد ياسين معك في إحدى حلقات شاهد على العصر كان الأكثر رواجا في لحظة ما، تحديدا بعد طوفان الأقصى أكثر انتشر انتشار كبير على وسائل التواصل الاجتماعي. مرة أخرى بالطبع.

أحمد ياسين: أنا أقول أن إسرائيل قامت على الظلم والاغتصاب، وكل كيان يقوم على الظلم والاغتصاب مصيره الدمار.

أحمد منصور: حتى لو يملك القوة التي تؤهله للبقاء.

أحمد ياسين: القوة لا تدوم. قلت أن القوة في العالم لا تدوم لأحد، الطفل يبدأ طفل ثم مراهق ثم الشباب ثم كهل ثم الشيخ خلاص تلك الدول تلك عمر الدول تبدأ وتبدأ وتبدأ تنتهي للاندثار ليس هناك فائدة.

أحمد منصور: وفي أي مرحلة إسرائيل الان.

أحمد ياسين: أنا أقول أن إسرائيل بائدة إن شاء الله في القرن القادم في الربع الأول منه وبالتحديد أنا أقول 2027 تكون إسرائيل غير موجودة.

أحمد منصور: لماذا هذا التاريخ؟

أحمد ياسين: لأنني أؤمن بالقرآن الكريم والقرآن حدثنا أن الأجيال تتغير كل أربعين سنة. في الأربعين الأولى كانت نكبة في الأربعين الثانية بدأت عنا انتفاضة ومواجهة تحدي وقتال وقنابل. في الأربعين الثالثة تكون النهاية إن شاء الله تعالى.

أحمد منصور: يعني هذا تقييم من

أحمد ياسين: هذا استشفاف قرآني

أحمد منصور: استشفاف قرآني

أحمد ياسين: ربنا لما فرض على بني إسرائيل التيه في سيناء أربعين عام لماذا؟ ليغير الجيل المريض التعبان ويأخذ جيل مقاتل وجيلنا الأولاني النكبة راح طلع جيل الحصار والقنابل والأجيال القادمة وجيل التحرير إن شاء الله تعالى.

أحمد منصور: وهنا في نقطة مهمة جدا، أنا كما قلت لك وأنت تدرس سير الناس قف دائما عند أفكارهم لأن في ناس في مسيرة حياتها تجد أفكارها تذهب من اليسار إلى اليمين ثم يصحح ثم يعدل ثم يبدل لكن لما جئت لسيرة عزالدين القسام وجدت أن الرجل يسير كما قلت لك دائما يركز في طريقه وطريقه واضح وعقيدته واضحة ورؤيته لمستقبل حياته ولأسلوبه في الحياة واحد. الشيخ أحمد ياسين لما تيجي تنظر في حياته تجده ماشي بنفس هذه الطريقة. رجل واضح الرؤية محدد الطريق يسير على نهج واحد لا يغيره ليه؟ الناس التي تغير وتبدل في الحياة عادة ما تكون تتبع أفكار يعني من الأفكار الموجودة بين الناس، لكن حينما يتبع شخص أفكار واضحة عنده دينية ربانية تكون عقدته عقيدة واضحة جدا ويمشي في طريق واضح، فلما تيجي تنظر في حياة وسير الناس بالذات وأنا أتابع وأنت تتابع شاهد على العصر مع الضيوف وتتابع سير الناس بشكل عام، تجد أن الشخص الذي لديه عقيدة واضحة أيا كانت تلك العقيدة تجده لا يغير ولا يبدل، ويعني يضحي حتى بنفسه في سبيل عقيدته، فهنا القصة القصة التي تتعلق بالشيخ أحمد ياسين إذا وجدته يتكلم عن مستقبل الدولة العبرية في الشريعة والحياة ستجد نفس الكلام بيقول في شاهد على العصر ستجد نفس الكلام بيقول في حوارات كلها بعد ذلك رؤية واضحة محددة. أجمل ما في حلقة الشريعة والحياة بالنسبة للشيخ أحمد ياسين هو فلسفته للحياة ونظرته لها، انا سأضعها للمشاهدين كاملة

أمنية الشيخ أحمد ياسين

أحمد طه: أعطينا ملمح يعني

أحمد منصور: الشيخ أحمد ياسين قال أنا أحب الحياة بل أعشقها. وأحب الخير للناس وأحب من يحب الحياة شوف كثير من الناس يقول لك لا، الحياة هذه معبر للاخرة وأنا كذا ويعيش الزهد الكاذب في الحياة، لكن الإنسان خلق ليعمر الكون ويعمر، أقول لك عندما تفهم رسالتك في الحياة ستعلق كل شيء تقوم به في الحياة فيما يرضي الله طبعا.

أحمد طه: نعم

أحمد منصور: وتعشق الحياة يا أخي أنت خلقت خلقك الله حتى تعمر الكون وحتى تحب الحياة وأن تجعلها مزرعة لأخرى في حسب العقيدة التي يتكلم فيها. لكن شوف الرجل وهو يتكلم عن فلسفته في الحياة والله ما يعني سمعت أحدا يتكلم بهذه الفلسفة العميقة في الحياة مثل ما تكلم بها الشيخ أحمد ياسين، ولذلك أقول لك أنا لا أريد أن أفسد المعنى الجميل الذي قاله، ولذلك سوف نترك هذه للمشاهدين حتى يستمتعوا بمفهوم الشيخ أحمد ياسين للحياة.

أحمد ياسين: أنا أحب الحياة جدا وأحب كل ما خلق الله على الأرض، وأحب الحياة لي ولغيري من الناس، ولا أكره الحياة ولا أحسد أحدا على ما أعطاه الله. وأقبل ما قسم الله لي، ولكنني أرفض الذل وأرفض الخضوع والعدوان على نفسي أحب العدل وأقيمه ولو على نفسي أقيمه بكل حدة وبكل شدة لا أتخاذل في ذلك أريد الخير لشعبي وأمتي ولكل العالم أنا متفائل دائما أنظر إلى الكوب فأرى الجزء المملوء فيه ولا أرى الفراغ أرى الجزء الجيد  ولا أرى الناقص  لأن ذلك هو الذي أعطاني هذا الوجود الذي لا زلت فيه رغم أني أعانيه منذ خمسة وأربعين عاما من الشلل وأنا أحمد الله أني أملك ثقة في الله سبحانه وتعالى وأملك توكلا كبيرا الله سبحانه وتعالى وأقبل كل ما يصدر من الله في قدره إن كان خيرا شكرت، وإن كان شرا صبرت ورددت ذلك إلى نفسي. ما أصابك من سيئة فمن نفسك وما أصابك من حسنةفمن الله. هذا هو موقفي إن شاء الله.

أحمد طه: نحن في المجال نقول تحت الهوى وتحت الهوى بعيدا عن تسجيل الكاميرات ما ناقشت الشيخ ياسين في أطروحته أن إسرائيل مستقبل إسرائيل وإسرائيل ستنتهي في عام 2027 نحن اليوم نتكلم في عام 2024 يعني بعد ثلاث سنوات هل ناقشته فيها بعد الهواء؟ بعد التسجيل

أحمد منصور: أنا ناقشته فقال لي حاجة مهمة جدا ومن المهم يعني أنا عصرت ذهني حتى استرجاعها أيضا. قلت له قلت له فضيلة الشيخ الان انت قلت حاجة للناس يمكن أن تشوفهم وممكن تخليهم يتواكلوا ان اسرائيل. فقال لي أخ أحمد هذه أمور نسبية وهذا استشفاف قرآني وأنا لا أجزم بشيء ولكن قلت إن شاء الله على أساس أنه أمل لأن يحدث هذا. وقال هناك شيء مهم جدا. الدول تقوم وتضمحل مثلها مثل الإنسان، وحتى هنا قال حتى انا أقول له إسرائيل في ذروة مجدها وقوتها فقال ليس هناك قوي يبقى قويا مدى الحياة، كل قوي يضعف. حتى انت لما تيجي تنظر الأن لحرب هذه الأخيرة أطول حرب في تاريخ إسرائيل. والدولة القوية هذه أمام فئة قليلة من الناس وضعها فتضع الأمور في هذه الموازين وهذه المفاهيم. ما هذه الموازين؟ دائما نقول أن التاريخ هو المدرسة التي يتعلم فيها الناس ليفهموا واقعهم ويستشرف مستقبلهم. وكل معاهد وكليات الدراسات الاستراتيجية في العالم تدرس التاريخ بشكل أساسي وتدرس قيام الأمم وانهيارها بشكل أساسي وعلى فكرة في قيام الأمم وانهيارها. استضفنا في بلا حدود واحد من أعظم المؤرخين الأمريكان وهو بول كنيدي. بول كنيدي يعتبر من أعظم المؤرخين الأمريكان واستضافته مرتين في بلا حدود.

أحمد منصور: له كتاب عظيم جدا اسمه نشوء وسقوط القوى العظمى. هذا الكتاب ترجم إلى أكثر من ستين لغة وترجم إلى العربية أيضا. وفي هذا الكتاب تجد أن نظرة أو تحليل بول كنيدي لنشأة هو عمل ايه في الكتاب جاء على  أخر خمس مئة سنة ونظر في الإمبراطوريات التي قامت والتي سقطت في الخمسمائة سنة الإمبراطورية العثمانية الهنغارية، الألمانية، البريطانية. كل هذه الإمبراطوريات درسها ونظر في عوامل الصعود وعوامل السقوط، وتكاد تكون عوامل الصعود وعوامل السقوط واحدة، ولو جئت تطبقها على ما قاله الشيخ أحمد ياسين ستجد أن هذا هو المفهوم الأساسي أن لكل إنسان بيفهمه كل الدول تمر بمراحل قوة كبيرة جدا، ثم تبدأ مراحل الاضمحلال ومراحل الضعف التي قد تبقى فترة طويلة ودائما وأنت تقرأ في القرآن تنظر في الأيات وتحاول وأنت تنظر فيها لأن القرآن لا تنقضي عجائبه وأنت تنظر فيها تطبقها على الواقع. أنظر دائما حينما تنظر أو تذكر قوله تعالى لسيدنا سليمان أتاه الله ملك ما ينبغي لأحد من بعدي كما دعا وأعطاه الله دعوته التي دعا فيها وسخر له كل شيء “ييَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ، فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ” هو كان مرتكز لكن ميت

أحمد طه: صحيح

أحمد منصور: كذلك هناك أنظمة كثيرة أحمد ميتة لكنها ترتكن على عصا سليمان. حتى إذا جاءت دابة الأرض فأكلت تلك المنسئة سقطت هذه الأنظمة، ولذلك في كثير من الأحيان تجد نظام يظهر ويبدو أخر إمبراطورية من أواخر الإمبراطوريات التي عايشناها أنا وأنت وكل معظم المشاهدين انهيار الإمبراطورية السوفييتية، حتى أن الأمريكان فوجئوا بهذا السقوط المدوي الذي حدث لأن الإمبراطورية السوفييتية ظلت ترتكن على هذه العصا إلى أن جاءت دابة الأرض فأكلت العصا فانهارت. فكثير من الأنظمة مهما كانت قوية وكبيرة لو نظرت لها بمعيار القرآن وبمعيار الأمم، حتى القرآن لما يصور قيام الأمم وانهيارها وأمم سنن تمتعهم وأمم القرون التي أهلكناها من بعد موسى يعني هناك قرون وأمم وحاجات قامت ونامت. هذه طبيعة الحياة وطبيعة البشر لكنها تحتاج إلى صبر، فكذلك فلسفة الشيخ أحمد ياسين ونظرته إلى إسرائيل وإلى مستقبل إسرائيل. ولأن إسرائيل مهما كانت قوية ستنهار وهو كان ينظر لها من عدة أشياء. الشيخ أحمد ياسين في شاهدت على العصر وفي

أحمد طه: الشريعة والحياة.

أحمد منصور: الشريعة والحياة كان ينظر لها من عدة أشياء أولا هذه دولة احتلال ويقول أن كل التشريعات الأرضية والوضعية والربانية والإنسانية تقول أن كل محتل له الحق أن يقاوم الاحتلال ويقول أن الاحتلال قائم على الظلم والظلم لا يستمر، وإذا نظرنا في التاريخ نجد أنه ما من أمة ظالمة استمرت وإما أهلكها الله وإما ظهرت قوة أخرى أهلكتها. فهذه نظرة قرآنية ربانية لهذا الموضوع. ونظرة تاريخية واقعية أيضا للأشياء. فأنت تنظر للأمور وحتى الإسرائيليين أنفسهم الأن بدأوا ينظروا إلى هذا الموضوع وإلى ضعف الدولة. ترى في الخمس سنوات التي سبقت طوفان الأقصى كل لم تستقر حكومة في إسرائيل لعدة أشهر، والسبب أيضا أن الإسرائيليين أنفسهم يشعرون بأنهم دخلوا مرحلة ضعف الدولة. فالكلام الذي قيل في 98 كان يبدو أنه وهم، ويبدو أنه خيال، ويبدو أنه يقود الناس إلى دغدغة المشاعر الإيمانية لديهم دون أن يكون هناك واقع لهذا الموضوع لكن ما الذي تمخض في التاريخ وفي حركة التاريخ بعد ذلك إلى أن وصلنا ولذلك الشهادات شهادات العصر هذه مع كل شهود العصر تكتسب زخمها من أن كثيرا من الأحداث التي نوقشت فيها انظر الى مآلات التاريخ بعدها ومآلات الحاضر وإمكانية ما يمكن ان يحدث في المستقبل

أحمد طه: انا للحقيقة فعلا لا اريد ان اجاملك، لكن تحديدا هذه الشهادة تحديدا هذه الشهادة الذي يجلس ويستمع وانا استمعت لجزء كبير منها قبل الإعداد لهذه الحلقة وكأنك تستمع وكأنها حديث يجري الان وكأن هذه سجلت في هذه اللحظة أنا أعتقد أن كثيرا من شهادات العصر التي قمت بتقديمها للجمهور جزء كبير منها صالح، صالح أن تستمع إليه الأن. عايز أسألك سؤال قبل أن أنسى في هذه النقطة الشيخ أحمد ياسين أثناء تصوير هذه الحلقات لم يعترض على أي سؤال طرحت عليه.

أحمد منصور: إطلاقا.

أحمد طه: نهائيا.

أحمد منصور: إطلاقا لم يعترض بالعكس شوف في شيء عجيب جدا أنا رجعت أيضا رأيت الشهادة مرة أخرى في خلال الفترة اللي فاتت. ومع ازدحام عملي معنديش صبر يعني اقعد وأشوف لكن يا أخي لقتني كأني مسجلها اليوم. فعلا يعني من عجائب هذه الشهادة أن من يرجع إليها ويشاهدها يجدها أنها شهادة صالحة للتاريخ. علما أنا قلت لك في الحلقة الفائتة على استراتيجية اتبعتها بسبب ضعف التحضير حتى المشاهد سيجد تحضيري ضعيف. ملحقتش أحضر وملحقتش يعني أقرأ وملحقتش أعمل فسيجد حاجة عجيبة جدا. نحن كنا نتصور بكامرتين والتصوير بكاميرتين يجعلك أو يجعل المخرج أو المصورين يتحركوا في إطار أن هو لما يحب يغير الكادر التصوير فإما بروح زوم ان او زوم اوت يعني يدخل أو يخرج فإما الكاميرا تكون كاميرتي أنا موجودة خلف الضيف فيقوم يرجع بها أوت ويأخذ ظهر ظهر الضيف عندما أكون أنا أتكلم مثلا والعكس، فستجد لما يكون الشيخ أحمد ياسين يتكلم لحظت كثير لحظت كثير إني أكون جالس أدون من كلامه، المعلومات الجديدة التي يقولها التي سأصنع منها الأسئلة. ودي زي ما قلت لك وأقول لكل الزملاء الإنصات للضيف وتدوين المعلومات منه التي يمكن أن تصنع منها أسئلة يمكن أن تجعلك تسجل حلقات لساعات طويلة رغم أنك كل ما يمكن أن تكون حضرته هو المحاور والمعلومات الرئيسية عن الضيف، لكن مهارة صناعة الأسئلة من الإجابات تعتبر من أروع المهارات المهنية اللي اذا ربنا وفقك فيها في العمل تستطيع أن تبهر المشاهدين وتستخرج معلومات كثيرة من الضيف، وهذه المهارة لا تتحقق إلا بمهارة أخرى هي الإنصات وأنا تكلمت على الإنصات قبل كده وقلت ازي مدربنا ديفيد سايمون قال لنا الإنصات هو أفضل مهارة يمكن أن يتمتع بها المقدم التلفزيوني ليصنع منها حوارا ناجحا مع ضيوفه.

أحمد طه: الشيخ أحمد ياسين في الحلقات هذه تحدث عن السلطة وانتقد الاستراتيجية المتعلقة بالسلام والمفاوضات. تحدث عن نهاية إسرائيل 2027. تحدث أيضا عن فكرة قتل العملاء الفلسطينيين الذين يعملون لصالح الاحتلال الإسرائيلي. للحقيقة كلها كانت شهادة صادمة. السؤال عندما قمتم بعرض هذه الشهادة على الجمهور حلقة تلو الأخرى، أسبوع تلو الأخر، ما الذي حدث؟ ما الذي فجرته هذه الشهادة.

الأزمات التي فجرتها شهادة الشيخ أحمد ياسين

أحمد منصور: لا فجرت أزمات كبيرة شهادة الشيخ أحمد ياسين فجرت أزمات كبيرة. أولا الشيخ رحمه الله من المهم أن تقف عند بعض الأشياء في حياته حتى حينما تطالع شهادته تستطيع أن تفهم العطاء الرباني الذي ربنا يعطيه للناس إذا حرم الله سبحانه وتعالى الإنسان من شيء يعوضه بأشياء. الشيخ أحمد ياسين كان حاد الذاكرة يذكر الأحداث بالتواريخ وقليلا ما كانت تفلت منه التواريخ الحقيقية يعني في كثير من الأحيان حتى الناس الي زينا نعتمد على التدوين، لأن الاعتماد على الذاكرة في التواريخ بالذات ليس دائما تجده عند الإنسان حينما يكبر في السن. حينما سجلت معه كان عمره 62 عاما في سنة 98 وهو استشهد رحمه الله في سنة 2004 في شهر مارس وسأتي لقصة استشهاده لأن يعني فيها خلفية بالنسبة لي أيضا مهمة. الرجل دا من من صغره كان عنده عزيمة عجيبة جدا في كل شيء. خلي بالك هو ربي فقيرا والحرمان الحرمان يصنع رجولة من الإنسان إذا كان لديه التحدي، وإذا كان لديه العزيمة، وإذا كان لديه الإصرار، وإذا كان لديه الشغف وحب الحياة الذي تكلم عنه الشيخ ياسين. الرجل يقول لك أنا ولدت لأحب الحياة ودائما الناس كثير من الناس بالذات الذين يعيشون حياة فيها حرمان تجده يعني علاقته بالحياة فيها أزمة، لكن حينما تفهم الغاية من خلقك وتعيش لها تحول علاقتك بالحياة إلى محبة وعشق.

أحمد منصور: وتحول الحرمان الذي كنت فيه إلى نوع من الرضى ونوع من العطاء الشديد جدا. الطاقة النفسية التي وهبها الله لهذا الرجل عجيبة يا أحمد. التعامل مع الناس يحتاج طاقة نفسية يحتاج قدرة على إنك أنت تعطي الناس من روحك. كل واحد يأتي لك بطاقة سلبية ويريد منك أن تشحن طاقته ونفسيته بالإيجابيات. إذا لم تكن لديك الطاقة الإيجابية العالية التي تفيض بها على الناس فإنت ستكون منهك والناس منهكين وبالتالي ليس عندك طاقة لتتعامل مع الناس. فالشيخ من صغره ومن طفولته كان لديه هذا التحدي. طبعا من المهم أن المشاهدين في الحلقة الأولى من شاهدته على العصر يرجعوا لقصة إصابته. لأن هو أصيب كان مشاغبا ويلعب فوقع وانكسرت، انكسر عنقه كما يقال.

أحمد طه: خمسة عشر، ستة عشر سنة

أحمد منصور: بالضبط، فانكسر عنقه فأصبح جسمه يعني وضعوه في الجبس وهكذا. ولكنه أصبح لا يعني يقول إن أي شيء أي حد يدفشه يقوقعه يعني يوقعه على الأرض، لم يكن لديه طاقة بدنية طاقته البدنية في يعني حينما كسر عنقه أصبح جسده هزيلا وضعيفا، لكنه كان لديه تحدي كبير حتى نجح في الثانوية العامة وتقدم لوظيفة أن يعمل مدرس. فقال إن المسؤول في ذلك الوقت رفض أن يعينه مدرس بسبب ضعف وهزالة جسده. فهذا كان بالنسبة لي شيء يعني هو لم يحبه ولكن بعد ذلك جابوا وشغلوا. النقطة الثانية المهمة هو لم يكن قانعا بالوضع الذي هو فيه. انت الان أي إنسان مريض هزيل يعاني يبقى يدوب  بساند الحياة لكي يكمل. لكن الشيخ أحمد ياسين قرر أن يذهب إلى جامعة عين شمس في القاهرة ويدرس اللغة الإنجليزية في جامعة عين شمس سنة 64، وهذا فيه نوع شوف الإصرار والعزيمة والتحدي في الشخصية. هذه الشخصية التي أسست أكبر حركة مقاومة لإسرائيل بعد ذلك والتي عانت في سجون الإسرائيليين، والتي صنعت تاريخا متميزا أثره واضح في الحاضر وسيظل واضحا في المستقبل، يجب أن ترجع إلى طفولتها ونشأتها لشبابها لكيفية تفكيرها وصياغتها ونظرتها للحياة. لما ذهب إلى مصر في في ذلك الوقت وهذه نقطة تاريخية، نقطة مهمة في تاريخه تعرف على فكر الإخوان المسلمين وعلى جماعة الإخوان المسلمين، فبعد سنة عندما قبض على تنظيم خمسة وستين في مصر الذي كان يقوده سيد قطب.

أحمد منصور: قبض على الشيخ أحمد ياسين لكنهم لم يجدوا أدلة ضده، فرحلوه إلى غزة ولم يكمل. فعندك أول حاجة كيف هذا الرجل وهو في مرحلة شبابه لم يقنع بأنه يبقى مدرس ابتدائي أو أنه يكون مدرس بسيط وإنما ذهب ليكمل تعليمه وللأسف عاد ولم يستطع أن يكمل. النقطة الثانية إن سنة خمسة وستين كانت انطلاقة حركة فتح. حركة فتح كانت التي بعدها عملت اتفاقات أوسلو عندما انطلقت في عام 1965 انطلقت كحركة سياسية مسلحة. الشيخ أحمد ياسين والإخوان في ذلك الوقت في فلسطين كان لهم موقف من حركة فتح رغم أن معظم مؤسسي حركة فتح كما قال لي هاني الحسن، هاني الحسن كان من الشخصيات التي حضرت أسجل معها شاهد على العصر لأنه كان من مؤسسي حركة فتح وعملت معه بلا حدود، وقال لي إن معظم مؤسسي حركة فتح كانوا من الإخوان المسلمين الذين هم رفضوا موقف الإخوان المسلمين الذين رفضوا ان يدخلوا في الجهاد المسلح أنذاك، وراحوا تشاركوا مع ياسر عرفات وقاموا بتأسيس حركة فتح. فهنا أيضا مهم للمشاهد أن يرجع يرى ما رأي الشيخ أحمد ياسين في ذلك الوقت بالنسبة لعدم دخول حركة فتح. في الحلقة الرابعة تكلم الشيخ أحمد ياسين عن بداية الحصول على أول قطعة سلاح لمقاومة الإسرائيليين لأن هنا أيضا يعني هذه من الأشياء المهم أن المشاهد وهو يتابع سيرة هذا الرجل يعرفها.

أحمد طه: كان يقول أن الذي كان يبيع السلاح في الوقت هذا هم أنفسهم الذين كانو ببيعون المخدرات يعني هو نفس الشخص الذي يبيع السلاح هوكان يبيع مخدرات مسألة لم تكن لها علاقة يعني بالمقاومة أنذاك.

أحمد منصور: وإلى الأن حتى هو بعد ذلك قال أنهم كانوا يشتروا السلاح من الجنود الإسرائيليين يعني هو يقول أن الجندي الإسرائيلي أن جنود إسرائيليين كما جاء في شهادته يعني في جنود مدمنين وطبعا حتى أنت بعد طوفان الأقصى في جنود كثير باعوا أسلحتهم وانتشرت طبعا تقارير كثيرة.

أحمد طه: الصحف العبرية تحدثت عن ذلك،

أحمد منصور: صح، فالقصة كلها أنه هو كان يرى دائما أنه كيف يحصل على السلاح بدون يعني يقول أن بعض الجنود كانوا يعطوا الأسلحة مقابل المخدرات بقول بس لم نكن نحن الذين نعطي المخدرات، نحن كنا نعطي السلاح والعملاء نفسهم الذين كانوا يتعاملون مع إسرائيل هم الذين كانوا ينقلوا هذا الموضوع. النقطة هنا المهمة أنه كانت غزة في ذلك الوقت تحت الاحتلال الإسرائيلي. فانت تحت الاحتلال الان. أنا أريد أن أعود لعز الدين القسام. ارجع لسيرة عز الدين القسام حينما تكلمنا عنها في الحلقة الماضية وقلنا لو اتينا ننظر في سيرة عز الدين القسام ولماذا حركة حماس بعد ذلك والشيخ أحمد ياسين وجمعت حماس جاؤوا بعد أكثر من خمسين سنة من استشهاد عز الدين القسام ليطلقوا على الجناح العسكري لهم الجناح العسكري. كتائب الشهيد عز الدين القسام اختيارهم لعز الدين القسام لأن سيرة عز الدين القسام قريبة أيضا من فكرهم وهي الفكر المواجهة الصفرية. وعز الدين القسام كان يرى أن جهاد المحتل لا يتم بالتظاهرات والإضرابات وإنما يتم بالمواجهة والكفاح المسلح. نفس العقيدة حملها أحمد ياسين وحملها مؤسس حماس أن مقاومة الاحتلال لا تأتي بالتظاهرات والإضرابات. طبعا كان هناك إضرابات وكان في كل شيء، لكن لم تكن كافية لتحرك شيئا. وأنت لو جئت تنظر بالتأكيد على هذا لو تنظر إلى حجم وعدد التظاهرات التي قامت منذ طوفان الأقصى وحتى الأن في أنحاء العالم ستجدها بالالاف لكنها لم تغير من الواقع شيء تشكل ضغط، لكن الضغط الأساسي هو لإسرائيل مع حماس.

أحمد منصور: الضغط الأساسي هو في المواجهة العسكرية الي موجودة لإسرائيل مع حماس، وهذا الذي جعل حركة حماس ومؤسسي حماس يلجأوا إلى تأسيس جناح عسكري وإلى أنهم يقضوا قضية المواجهة المسلحة التي هي لا زالت مستمرة حتى اليوم، لكن ميزة شهادة أحمد ياسين أنها تعطي لك البداية كيف كانت وكيف بدأت ببندقية ومسدس ووصلت الأن إلى ما وصلت إليه.

أحمد طه: إلى الياسين مئة وخمسة إلى أخره، لكن حتى لا ننسى الأن الشيخ أحمد ياسين هاجم فتح هاجم السلطة هو كان يهاجم النهج والتوجه بشكل عام هل السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت أو حركة فتح اعترضت على هذا الحوار أم لا؟

​مؤسسو حماس

أحمد منصور: دعني افرق بين شيئين في التوصيف أيضا ما بين إنك تهاجم وإنك تنتقد. هو لم يهاجم هو انتقد. وكان ينسج الكلام الذي يقوله بمشرط كما يقولون ولكن ما فيش فايدة يعني في مفاصلة يا أخي يعني حركة فتح اختارت بعد أوسلو طريق يختلف تماما عن الطريق الذي بدأت فيه في العام 1965 التي هي حماس بدأته بعد ذلك ولكن في عام 1987 حينما أسست حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين تكلم عن المؤسسين الستة لها وكان منهم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والشيخ دخان توفي قريبا أحد المؤسسين وتكلم عن مؤسسي الحركة الستة

أحمد منصور: من هم هؤلاء الذين شاركوا معك في قرار التأسيس في 9أو في 10 ديسمبر 1987؟

أحمد ياسين: الدكتور إبراهيم اليازوري وكان الأستاذ محمد شمعة وأنا من غزة كان الأستاذ عبد الفتاح دخان من المعسكرات الوسطى. كان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي من خانيونس كان المهندس ياسر النشار رفح

أحمد منصور: ثم تكلم بعد ذلك الجناح عن تشكيل الجناح العسكري وبداية الخلايا لأن أحمد ياسين اعتقل مرتين المرة الأولى في 1984 وكان بتهمة حيازة أسلحة وقتل جنود وغيرها. لكن في المرة الثانية التي كانت في سنة 89 كانت تهمته تهمته الأساسية هي العمل على إبادة دولة إسرائيل أو إزالة دولة إسرائيل، فكانت تهمة كبيرة جدا تهمة التي أخذ فيها مؤبد وأخذ فيها خمسة عشر سنة وكان فيها مقتل جنود لكن لم يقدروا أن يثبتوا عليه أثبتوا على الأخرين لأن هنا الخلايا مسكوا الخلايا الأساسية بتاعة حركة حماس التي كانت أسست عزالدين القسام في ذلك الوقت. أنت هنا عندما انتقد الشيخ أحمد ياسين في شاهدته على العصر حركة فتح سمى أسماء وعندما بدأت الشهادة تبث الشيخ أحمد ياسين وهذا الذي كان يخشى منه قادة المكتب السياسي في حماس أن الشيخ يسجل الشهادة، وكانوا يضغطون أن الشيخ لا يسجل ليه؟ الشيخ عنده صراحة عجيبة حتى في نهاية شاهدته قال يعني وأنا أناقشه في الحلقة التي هي على الهواء الذي احضرنا فيها كل من تكلم عنهم الشيخ أحمد ياسين ظهروا في حلقة شاهد على العصر التي عملتها بلا حدود لأنه كان بعض شهود العصر أو معظمهم، كنا نعمل حلقة على الهواء نطرح تساؤلات المشاهدين أو إذا أحدهم تكلموا عنه ويردوا عليه، فكل من تكلم عنهم وتكلم مثلا عن وزير في السلطة الفلسطينية كان اسمه أبو علي شاهين، استضفنا أبو علي شاهين ورد عليه الشيخ أحمد ياسين

أحمد منصور: معي السيد أبو علي شاهين وزير التموين في السلطة الوطنية الفلسطينية مرحبا بك، وقد ورد اسمك في شهادة الشيخ أحمد ياسين أكثر من مرة تفضل الشيخ سعادة الوزير.

الوزير الفلسطيني: الله يمسيكم بالخير.

أحمد منصور: مساكم الله بالخير

الوزير الفلسطيني: الأمة العربية بالخير وشكرا أخ أحمد وشكرا لقناة الجزيرة الفضائية لما قامت به من بث مسجل لأحمد ياسين حيث قدمت حقيقة أحمد ياسين صوت وصورة لمشاهدي الأمة العربية في الوطن العربي وحيثما يمكن لقناتكم الفضائية أن تلتقط. أنا شخصيا سمعت الليلة مجموعة اعتذارات مسلسل من الاعتذارات قدمها أحمد ياسين حسب تعبير الأشقاء في مصر كنت واخد مقلب بأمانة يعني وبدون تهجم وبكل احترام للإخوة المشاهدين لم أكن أتصور أن الشيخ أحمد ياسين كما شاهدتم، وصدقا أنا لم أكن أعلم الشيخ أحمد ياسين بهذه الصورة بهذه الصورة، أتصور يعني لولا ثقتي بالجزيرة لما قلت أنك أخ أحمد أنك عملت أنت والإخوة في الجزيرة مونتاج ما لحديث أحمد ياسين أو عمل ما أنا لا أعرفه ولم أشاهد أحمد ياسين في حياتي، وإني على قناعة تامة بأني لم أفقد شيئا. بصراحة كان عندي صورة أكبر من هذه لأحمد ياسين، وكانت صورة أحمد ياسين عندي كبيرة، وبالمناسبة هذا ليس رأيي، هذا رأي الإخوة العرب الذين شاهدوا أنا على الأقل يعني في قطاع غزة في الضفة الغربية، في الأردن استمعت إلى أراء وفي مصر الصورة المنقولة عندي بهذا الشكل.

أحمد منصور: سعادة الوزير اسمح لي اسمح لي سعادة الوزير اسمح لي سعادة الوزير من حق كل إنسان أن يضع كل شخص في الصورة التي يريدها، أنا الان بصدد ما ذكر عنك من انك كنت تستخدم اساليب تصل الى حد القتل والتصفية في أثناء فترة الصراع بين فتح وحماس، وليس يعني ليس هذا الكلام كلام الشيخ أحمد ياسين وحده وأرجو أن نبقى في إطار هذا الأمر دون تجريح شخصي تفضل

الوزير الفلسطيني: أنا لم أعمد إلى أي تجريح

أحمد منصور: أعتقد ما ذكرته فيه فيه شكل من التعريض الذي أكدت عليك قبل أن أو أكد عليك مساعدي قبل الدخول في الحوار بعدم التعريض الشخصي.

طلب الشيخ أحمد ياسين وقف الحلقات

أحمد منصور: والشيخ أحمد ياسين في ردوده كان عف اللسان وحريصا على الوحدة الفلسطينية عندما بدأت الشهادات تثير زوابع الشيخ أحمد ياسين طلب بعد الحلقة الرابعة من إدارة الجزيرة التوقف عن بثها.

أحمد طه: على صفحات القدس العربي.

أحمد منصور: القدس العربي نشرت في ذلك الوقت تقرير أن الشيخ أحمد ياسين يطالب بوقف بث حلقات شاهد على العصر. وحتى أنا سألت نفس هذا السؤال في حلقة الهواء التي هي بلا حدود عن ردود الفعل على شاهدته على العصر

أحمد منصور: في الصفحة الأولى في صحيفة القدس العربي يوم الأحد 15، 16 مايو أيار. المانشيت الرئيسي للصحيفة كان بأنك تطالب الجزيرة بوقف برنامج شاهد على العصر. يا ترى ما هي الأسباب التي دفعتك إلى المطالبة بإيقاف البرنامج بعد بث ثلاث أو أربع حلقات منه، والتي وصلت إلى حد أن بدأت الصحافة تتكلم بشكل واسع عن هذه الشهادة التي أنت تؤكد أنها شهادة للتاريخ وأنك لن تسعى إلى تغيير التاريخ وإنما أنت تنقله بالرؤية التي رأيته فيها.

أحمد ياسين: يا أخي هذا الكلام صحيح أنا أمضيت حياتي كل حياتي دون أن أطعن في أحد، دون أن أفتح خلاف مع أحد، دون أن أجرح أحد لا أفراد ولا الشخصيات. لكن الردود التي جاءت في الساحة كان المقصود منها تعميق الخلاف في الشارع الفلسطيني وزيادة الصراع، وأنا لا أحب أن يكون ذلك في الشارعنا الفلسطيني، فقلت وطلبت أنه يمكن توقيف الحلقات حتى لا يتسع الخلاف، ونحن في مرحلة نحتاج فيها إلى وحدة الصف ووحدة الخط الجهادي في وجه الأعداء، وهذا طبعا أمر يعني كل واحد يسعى له، لأن الوحدة مطلوبة في الشارع الفلسطيني وفي الشارع الإسلامي. وربما كان التوقيت في غير زمانه لأن أي حلقات تسجل لابد أن يكون لها توقيت، ولا بد أن يكون لها مراجعات، ومع ذلك أحببت أن لا أثير الناس، وأن لا يكون ذلك على مصلحة الوحدة الفلسطينية.

أحمد منصور: الشيخ الذي حركه هو المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا. أنه قال يا أخي أنا تكلمت بصراحة شديدة عما حدث، لكن هناك أناس أحياء وفي عائلات يعني الان خلي بالك لك غزة غزة هي تقوم على تكتلات عائلية. وحدث شيء عجيب جدا في غزة وقت السلطة الفلسطينية أنك كنت في البيت الواحد تجد هذا فتح وهذا حماس في البيت الواحد تجد هذا يعمل في السلطة وهذا منتمي إلى حماس ربما إلى كتائب عز الدين القسام، فهذه الوضعية كانت وضعية صعبة وإشكالية معقدة جدا في الداخل الفلسطيني، ومعالجتها والحديث عنها تحتاج إلى أنك تمشي في حقل من الألغام. فشهادة الشيخ أحمد ياسين كانت حقلا من الألغام. كل خطوة وكل كلمة وكل عبارة وكل جملة يمكن لأي طرف أن يفسرها بالشكل الذي يمكن أن يصنع منها مشكلة أو يأخذها على محمل الحسم. وبالتالي الشهادة عندما وجد الشيخ أحمد ياسين أن هذه الشهادة سببت هذه الإشكالية طالب بوقف بث الشهادة، لكن الجزيرة طبعا لم تكن تستجيب لأن في ناس كثير وبعد ذلك يطالبوا بوقف كذا، لكن الجزيرة لم تكن تستجيب لأن الجزيرة كانت لها عهد مع المشاهد وتعلن عن الأشياء وبالتالي أنت سجلتها وأبديت هذا الاستعداد فاستمرت الشهادة ولم تتوقف، وقلنا من يريد أن يرد على الشيخ أحمد ياسين

أحمد طه: فليتفضل

أحمد منصور: يستطيع أن يرد عليه في حلقة بلا حدود الذي كان مدتها ساعتين، وأتاحت المجال لكل شخصية تكلم عنها الشيخ أحمد ياسين. من يرجع إلى هذه الحلقة سيجد أن كل شخصية تقريبا تكلم عنها الشيخ أحمد ياسين، اتصلنا عليها وطلبنا منها انها ترد

أحمد طه: الشيخ لم يتردد بعد انتهاء بث الحلقات أن يخرج معك في حلقة جديدة، وعلى الهواء مباشرة

أحمد منصور: ده كان حريص عليها

أحمد طه: هو الذي كان حريص عليها

أحمد منصور: طبعا شوف الشيخ كان حريص على الصف الفلسطيني إلى حد كبير، ولما تيجي حتى تنظر لانتقاده للسلطة الفلسطينية يقول دول إخواننا. يعني حتى لما قلت له أن اتفاقات السلطة الفلسطينية تنص على تعاون السلطة الفلسطينية الأمني مع إسرائيل وبالتالي ملاحقتكم أنتم يقول نظرتنا لإسرائيل غير نظرتنا للإخواننا، نظرتنا للسلطة الإسرائيلية غير نظرتنا لإخواننا في السلطة الفلسطينية. فيقول يعني لا بد أن نجد أرضية نتعامل فيها معهم، لم يكن حريصا على الصدام على الإطلاق والشهادة موجودة يعني نحن لا نتقاول بشيء ولكن الشهادة موجودة لكن كما قلت لك في كثير في كثير من الأحيان تجد أن من أمامك يتعامل معك بأسلوب صفري إما أن تكون معي وإما أن تكون ضدي. فالسلطة كانت تنظر لحركة حماس على أنها عائق الأن أمام الاتفاقات الموجودة وحركة حماس تنظر إلى السلطة على أنها موجودة تطبق ما يريده الإسرائيليين فالإشكالية فيها تعقيد شديد جدا لأن فلسطين لا زالت تحت الاحتلال وأراضي 67 لا زالت تحت الاحتلال، وهذا ما تستشهد به حماس في حجتها أنها تقاوم احتلال، وكانت غزة في ذلك الوقت كانت تحت الاحتلال انتبه، غزة في ذلك الوقت كانت تحت الاحتلال وبالتالي ظهرت الانتفاضة الفلسطينية في في 87، بعد فترة قليلة جدا من تأسيس حماس ظهر البيان الأول للانتفاضة والبيان الأول للانتفاضة الشيخ أحمد ياسين رحمه الله هو الذي أملاه على شخص كان بجواره فكتبه وكان البيان الأول للانتفاضة حماس هي التي تبنته، وحماس هي التي قامت بالانتفاضة كاملة في ذلك الوقت الي هيالانتفاضة الأولى انتفاضة الأقصى.

أحمد طه: أنا لا اريد أن أخرج من ردود الأفعال سريعا، هل هناك أحد اعترض على هذه الحلقات بعد بثها؟ يعني هل السلطة الفلسطينية أو فتح اعترضت رسميا على هذه الحلقات لدى أدرت الجزيرة أم لا؟

أحمد منصور: لا أعرف. لم يبلغني أحد ولا أعرف.

أحمد طه: أهم ما كتب عن هذه الشهادة بعد ذلك

أحمد منصور: ليس أهم ما كتب، كتب عن الشهادة كثير

أحمد طه: أهمها.

أحمد منصور: ما هو حسب انتماء من من، لا تنسى أنت في ساحة ملغومة الانتماءات فيها متعددة.

أحمد طه: يعني كتب سلبا وإيجابا

أحمد منصور: طبعا كتب سلبا وإيجابا، وأريد أن أقول لك حاجة الشهادة بعد ذلك صدرت كنا نعمل كتاب اسمه كتاب الجزيرة وكان بالتعاون مع بعض دور النشر في لبنان وكانت الخطة أن طبعا لم يكن هناك انترنت في ذلك الوقت، كنا في البداية وكانت الخطة أن معظم الشهادات هذه أعيد صياغتها وننشرها. تطورت الصياغات حتى الجزء الخامس الذي هو شهادة أحمد بن بيلة، كتبتها على هيئة مذكرات غير ملتزم بنص الحوار، ولكن الوقت لم يسعفني بعد ذلك لاستمر في نشر السلسلة هذه وكتاب الشيخ أحمد ياسين حينما نشرناه طبع عدة طبعات بعد ذلك وهو موجود PDF لمن يريد أن يقرؤوا على أحمد منصور دوت كوم أيضا موجود مجانا للناس لمن يحب أن يقرأه يحتوي على نص الشهادة لأني أصبحت شهادة الشيخ أحمد ياسين هي الوثيقة ترجمت طبعا إلى لغات كثيرة.

أحمد طه: ترجمت

أحمد منصور: طبعا ترجمت وحتى في ناس كانوا يأتوا طلبة ماجستير ودكتوراه يأتوا يتكلموا معنا في أن يأخذوا معلومات أو يأخذوا أشياء ليس من شهادة أحمد ياسين فقط كانت الجزيرة كما قلت لك قبل ذلك وكما قلت في حلقة سابقة أن عشرات ومئات من رسائل الدكتوراه كتبت عن الجزيرة فكانت برامج الجزيرة هي مثار اهتمام كبير جدا ومنها شاهد على العصر

أحمد طه: الشيخ ياسين لم يخرج مع أحد بشكل تلفزيوني إلا معك أنت فقط.

أحمد منصور: لا أعرف، لا أعرف، لا أستطيع طبعا لا أعرف وليس لدي إحصاء يعني دائما دائما في شيء مهم جدا إذا أردت أن تتميز في هذه المهنة حتى لو خرج الضيف مع غيرك مئة مرة، اجعل لخروجه معك بصمة متميزة بحيث تبقى هي التي يرجع إليها الناس. لكن أعتقد لم يخرج الشيخ أحمد ياسين ليدلي بشهادة ومسيرة حياته بشكل منتظم ومتكامل كما كان في شاهد على العصر. كانت الحلقات مرتبة وبقيت هي المرجعية لسيرة الشيخ أحمد ياسين المرئية التي يرويها بنفسه وعلى لسانه، وكل من يريد أن يعود إلى تاريخ حركة حماس لا بد أن يرجع إلى هذه السيرة.

أحمد طه: في بداية الحوار كنت قلت لي ذكرني بشكل خاص بي لحظة استشهاد الشيخ أحمد ياسين في2004 في حاجة محددة تريد أن تقولها

أحمد منصور: أنا كنت في طريقي إلى بغداد الجزيرة في ذكرى مرور سنة على في ذكرى مرور سنة على الاحتلال الأمريكي للعراق قررت الجزيرة أن تعمل إدارة الجزيرة تعمل تغطيات خاصة وكان ذهبنا في عشرين مارس أعتقد كان التاريخ استشهاد الشيخ أحمد ياسين ذهبنا ذهبت أنا كان المفروض أحمد منصور يغطي من الفلوجة ومحمد كريشان يغطي من بغداد وعبد القادر عياض يغطي من كربلاء تقريبا يعني لأن الجزيرة لا تريد فقط للمراسلين التغطية وإنما ترسل عدد من المذيعين الأساسيين ليقوموا بهذه التغطية وهذه طبعا تغطية الفلوجة المشهورة التي قمت بها، لكن وأنا في طريقي إلى لأن السيارة كانت تأخذ كنا نذهب بالسيارة إلى بغداد السيارة كانت تأخذ في حدود ثماني ساعات تقريبا من عمان إلى بغداد، فكنا نتحرك بعد الفجر مباشرة، فأذكر أني قلت للسائق. قلت يا اخي افتح الراديو نسمع نشرة أو شيء. فكان الخبر الأول هو استشهاد الشيخ أحمد ياسين. فظللت يعني يعني ملأ الحزن نفسي فعلا لأن أي حد بتقوم بينك وبينه لحظات من الوداد في فترة ما من حياتك ويظل هذا الوداد يعيش في داخلك في لحظات وداد أخي تنقضي وفي لحظات وداد تدوم وفي مقولة رائعة جدا تقول الحر من راعى وداد لحظة أو انتمى لمن أفاده لفظه. فإذا وجدت أحدا علمك شيئا في الحياة وبقيت ممتنا إليه تبقى هذه تعيش في داخلك. أن فلان علمك شيئا. ولهذا ممتن لكل من علمونا ونحاول. نحن نذكرهم بالخير وندعو لهم. لأنهم لولا الذين تفضلوا عليك ووجهوا لك في الحياة لبقيت في مكانك قابعا محصورا بما توصلت إليه من علم محدود. لكن علمك يزيد ويفيض حينما يمن عليك الأخرون ويسخر لك الله سبحانه على الناس يفيض عليك بهذا الود في الحياة وكلمة الود يعني الله سبحانه وتعالى عبر عنها سيجعل لهم الرحمن ودا، فشوف اذا الله سبحانه وتعالى جعل المعنى الجميل في الوداد الود، فعندما تكون هناك لحظة ود بينك وبين أحد من الناس هذه اللحظة تظل تعيش داخلك إذا جاءك عنه خبر مفرح فرحت له، وإذا جاءك عنه خبر مؤلم أو محزن حزنت عليه لأن لحظة الوداد التي كانت بينك وبينه لا زالت تعيش في داخلك. ففي كثير من الناس لا سيما شهود العصر لأن شهود العصر كانت تقوم بيني وبينهم، بعضهم قامت بيني وبينهم علاقة إنسانية امتدت إلى ما بعد الشهادات، وبعضهم كانت العلاقة مرهونة فقط بالشهادة. فكان لما يأتيني خبر محزن عن أحدهم فعلا كان يحزنني لأنه كان هناك لحظات ود عشتها مع هؤلاء الناس. فالود يجعلك في بعض الأحيان يعني تصل في مرحلة من الحزن وكأن الذي توفي كأنه أحد من أهلك أو من أقربائك أو من أعزائك. لأن أنا أذكر في تلك اللحظة أن الدموع انهمرت من عيني ونظرت. بقيت أنظر إلى باب إلى زجاج السيارة حتى لا يراني السائق وأنا أبكي. رغما عنك. حينما يكون هناك وداد لإنسان يعيش في داخلك وتفاجأ بشيء ربما يكون مؤلما لا تستطيع أن تتحكم في مشاعرك. لأنك في النهاية إنسان والإنسانية والإنسانية يعني تزيد وتنقص في الناس، يعني في ناس عديمة الإنسانية خلقهم الله سبحانه وتعالى بشر وإنساني ولكنهم عديم الإنسانية، وهناك ناس تجد لديهم إنسانية مفعمين بالإنسانية، زاد الله سبحانه وتعالى الإنسانية في نفوسهم وفي قلوبهم بحيث يتأثروا بالأشياء، فإذا من الله عليك.وجعلك. تشعر بهذه الأشياء فهذه من الأشياء التي يمكن أن تجعلك تشعر حينما يأتيك خبر مفرح عن أحد له في نفس ود أن تغمر الفرحة نفسك والبهجة نفسك وحينما يأتيك خبر محزن تجد أن الحزن يغمرك.

أحمد طه: أستاذ أحمد أنا أشكرك شكرا جزيلا. في الحقيقة أريد حتى أن أنوه مشاهدينا الكرام أننا في انتظار أسئلتكم لكن نتمنى أن تكون عن هذه الحلقة والحلقة السابقة الخاصة بي أو الخاصتين بأول شاهد وشهادة على العصر للشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، سنستقبل أي أسئلة سواء كانت مكتوبة على منصات أثير على اليوتيوب وبقية المنصات أو عبر الرقم الذي سيظهر الأن على شاشتنا وهو خاص بالواتس والواتس اب تليغرام، وأيضا نستقبل الأسئلة المصورة ونتمنى منكم ألا تزيد عن نصف دقيقة على الأكثر حتى نستطيع أن نعرض أكبر عدد من الأسئلة، لكن أيضا ما نتمناه عليكم أن تكون كل الأسئلة خاصة بالشاهد الذي ناقشنا وطرحنا الكواليس معه، فهذه المرة نتمنى أن تكون الأسئلة سواء المكتوبة أو المصورة. عن كواليس شهادة الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس. أشكركم شكرا جزيلا. حلقة القادمة ستكون مع كواليس جديدة وشاهد جديد على العصر في كواليس مع أحمد منصور شكرا جزيلا لكم على طيب المتابعة في أمان الله

محاور الحلقة

0:00 البداية

00:55 اقتناص الفرص

21:14 نبوءة بزوال “إسرائيل”

42:15 أزمات إثر الشهادة

50:41 نهج واحد