هل صنع جمال عبد الناصر هزيمة 1967 عن قصد؟ هذا ما يتناوله أحمد منصور مع مراد غالب، السفير المصري في الاتحاد السوفيتي، في برنامج شاهد على العصر.
وتأتي أهمية شهادة غالب؛ لأنه هو من أخبر جمال عبد الناصر بموعد حرب يوم 5 يونيو.
عبد الناصر نقل بدوره الرسالة لقياداته العسكرية، وشرح لهم خطة إسرائيل للحرب، لكنه فاجأهم بمطالبتهم بالاستعداد لتلقي الضربة الأولى !! ثم توجيه ضربة رادعة للعدو..لكن الجيش انهار مع الدقائق الأولى للحرب، ودمرت 209 طائرة من أصل 340 من طائراته، وسحقت باقي قواته أثناء الانسحاب.
يتناول غالب في الحوار أوضاع الجبهة الداخلية، والزج بآلاف الفلاحين الأبرياء بجلابيبهم إلى أتون المعركة بلا تدريب، وسيطرة العسكر على الحياة المدنية، وعلاقتهم المشبوهة بالفنانات، وتخبطهم وضعف تأهيلهم وكأنهم أُعدوا للهزيمة
بينما تكمن أهمية إعادة قراءة أحداث هزيمة يونيو ١٩٦٧، من أن حاضرنا العربي لازال إمتداداً لها. إذا لم تتغير الفوضى التي أديرت بها الحرب حتى اللحظة، ولازالت المقدمات التي أفضت للهزيمة الساحقة آنذاك، تؤدي لنفس النتائج، ولا يزال الوضع الجيوإستراتيجي الذي نشأ بعد الهزيمة على ما هو عليه، بينما يخوض الفلسطينيون بمفردهم هذه المرة الحرب مع نفس العدو.
نص حوار مراد غالب: هل صنع عبد الناصر هزيمة 1967 عن قصد؟
أحمد منصور: دي نقطة مهمة الآن حارجع لها، أن عبد الناصر كما تقول وأنت ذكرت هذا في كتابك، حسين الشافعي في شهادته على العصر ألمح إليه بشكل مباشر أنه لم يكن لديه وسيلة للتخلص من عبد الحكيم عامر سوى الدخول في معركة وأن تهزم مصر فيها هزيمة ساحقة حتى تكون هزيمة لهؤلاء ويسترد هو زمام القوات المسلحة والدولة.
مراد غالب: شوف أنا يعني لا، يعني ما عنديش هذه القناعة لأنه دي يعني تآمر يعني مؤامرة ومؤامرة غير محسوبة بتاتا أن أنا أخلي..
أحمد منصور: مش عارف يحكم.
مراد غالب: إزاي؟
أحمد منصور: مش عارف يسيطر على الجيش.
مراد غالب: يقوم يسيب سيناء كلها تحت الاحتلال؟!
أحمد منصور: هو كانت حساباته مختلفة، أنه في خلال يومين ثلاثة دول العالم حتدخل والوضع يتغير.
مراد غالب: ما هو أنا حأقول لك بقى على اللي حصل، فبقول له يعني، ومين يا ريس اللي كان حيخلصك من الانكشارية اللي كانت موجودة؟ فبص لي قوي وقال أنت كنت عارف؟ قلت له طبعا عارف، لأن كل الجيش كان بيجي لي أنا يعني كنت أنا محتك بالجيش احتكاك مباشر باستمرار، وفود عسكرية وفود عسكرية، طلبات طلبات، بروح أقابل وزير الدفاع أطلب منه الطلبات، طبعا أنا محتك بهم كويس قوي وأعرف هذا كويس جدا، وبعدين أنا الحقيقة قلت كلمة يمكن ضايقته هو في هذا، قلت له وأعرف كمان حاجة ثانية يا سيادة الرئيس، أن أنت تعرف أكثر من كده. فهو يعني..
أحمد منصور: كلامك واضح جدا.
مراد غالب: فهو يعني ابتلع هذه.
أحمد منصور: ما يختلفش كثيرا عن اللي أنا قلته، أو اللي حسين الشافعي قاله أو اللي عبد اللطيف البغدادي قاله أو اللي صلاح نصر قاله أو اللي كتير قالوه.
مراد غالب: أنا ما ليش دعوة، أنا بقول لك على اللي حصل معي.
أحمد منصور: يعني حينما قال إننا ننتظر المعركة على أحر من الجمر. كان علشان المعركة تخلصه من هؤلاء الانكشارية كما ذكرت أنت وزي ما هو قال لك أنت كنت عارف.
مراد غالب: آه بص لي قوي كده وقال لي أنت كنت عارف؟ فقلت له طبعا كنت عارف.
أحمد منصور: عبد الناصر حشد..
مراد غالب (مقاطعا): لكن سألته بقى سؤال ألعن من كده.
أحمد منصور: قل لي بقى إيه هو اللي ألعن ده؟ هو في ألعن من كده؟!
مراد غالب: لا في ألعن.
أحمد منصور: قل لي.
مراد غالب: أمال، قلت له يا ريس أنت كنت معتمد على مين في المعركة؟ أنت كنت معتمد على السوفيات؟ طيب ما أنا باعت لك مع حمدي عاشور ودلوقت عرفت القصة..
أحمد منصور: محافظ القاهرة.
مراد غالب: محافظ القاهرة، قلت له ما أنا باعث لك مع حمدي عاشور وبعثت لك كل الجلسات مع كاسيغين، إزاي بقى؟ العجيبة بقى، قال لا إحنا ما كناش معتمدين على السوفيات..
أحمد منصور: خلاف كل ما قاله للآخرين.
مراد غالب: الله، إزاي؟ طيب لما أنت مش معتمد على السوفيات أمال معتمد على مين؟ أنت بتحارب دولة يعني بتسندها الولايات المتحدة الأميركية سند 100% والغرب كله كان معها، يعني الغرب كان في 1956 كان معنا إلى حد ما لكن المرة دي لا، لأن إحنا اقتربنا زي ما قلت، في اليمن من منابع البترول.
مذبحة الأبرياء في 5 يونيو
أحمد منصور: نعم. طيب مائة ألف من قوات الاحتياط المصرية بالجلاليب، كانوا راكبين على المدرعات والأسلحة، ذكرت أنت في كتابك أنهم كانوا في الجلاليب، حشدوا لمعركة بدون تدريب وبدون إعداد وقبل أيام قليلة منها، وكتب وجيه أبو زكي كتابا من أروع الكتب اللي كتبت عن هزيمة 1967 سماه “مذبحة الأبرياء في خمسة يونيو”.
مراد غالب: ما هي مذبحة أبرياء، طبعا، مش بس مذبحة أبرياء، ده العك كما يعني يقول لك في قمته، وده ليه؟ لأن ما فيش إدارة عسكرية وقيادة عسكرية منضبطة ومنظمة، يعني مثلا اللي كان ماسك القيادة في سيناء كان الفريق مرتجي..
أحمد منصور: عبد المحسن مرتجي.
مراد غالب: كانت التعليمات تيجي من فوق عبد المحسن المرتجي مسكين وبتجي مباشرة للألوية اللي فوق واللي تحت وبتاع.
أحمد منصور: عبد اللطيف البغدادي ذهب هو وكمال الدين حسين وحسن إبراهيم وأقاموا في غرفة العمليات مع عبد الحكيم عامر، وعبد اللطيف البغدادي في يومياته كاتب مهازل عن أسلوب إدارة عبد الحكيم عامر للمعركة.
مراد غالب: طبعا، مهازل إيه!
أحمد منصور: قالوا لم يتصل على الإطلاق بقائد الجبهة، للفريق مرتجي على الإطلاق إنما كان يتصل بضباط صغار بالتلفون ويطلب منهم طلبات يعني لا تطلب كأنه فعلا..
مراد غالب: مش بس كده، أشك، أصل اللي حصل لازم نعرف إيه اللي حصل.
أحمد منصور: قل لنا.
مراد غالب: التخطيط الإسرائيلي كان في بقى عملية أساسية اللي هي السرعة المتناهية في الزحف. ليه بقى السرعة المتناهية في الزحف؟ لأنه عبال ما القائد أو اللواء أو العميد أي حد في الحتة دي في مكان ما، هذا المكان بيتغير بسرعة الهجوم الإسرائيلي، فعبال ما بيعمل Report كانت كل حاجة تغيرت، فأنت عمال تروح يعني هجوم عليك سريع جدا.
أحمد منصور: كيف تابعت أنت المعركة في خمسة يونيو من موسكو؟
مراد غالب: يعني أنا ماتابعتهاش من السوفيات الحقيقة.
أحمد منصور: من الذي أبلغك بالخبر الأول عن الحرب؟
مراد غالب: أنا سمعته في الراديو.
أحمد منصور: انطباعك كان إيه؟
مراد غالب: كان انطباعي أنه نحن انتهينا، ده انطباعي، بصراحة. وحتى قلت لبعض..
أحمد منصور: كده انتهينا، من أول دقيقة يعني.
مراد غالب: لبعض أعضاء السفارة، بكرة حتشوفوا الجماعة اللي كانوا بيجوا منفوخين قوي كده وعايزين السفير يروح يقابلهم في المطار وبتاع، حتشوفوهم دلوقت في المعركة. لأن أنا عارفهم، جماعة خاويين من جوه، ما فيش لا روح ولا علم عسكري ولا يعني مش قادر أوصف لك، مش قادر أوصفهم يعني.
صناعة الهزيمة
أحمد منصور: كنت تدرك أن هؤلاء لا يمكن أن يصنعوا نصرا لأمة.
مراد غالب: لا يمكن أن يصنعوا نصرا، بتاتا. يعني كان وضعا مؤسفا إلى.. فوزي كان رئيس أركان حرب القوات المسلحة، لم يدخل في أي.. وما قاله له على أي حاجة.
أحمد منصور: ليه؟
مراد غالب: لأنه كان معين من جانب جمال عبد الناصر.
أحمد منصور: شفت، عبد الناصر لا يملك أي سلطة على الجيش.
علاقة العسكر مع الفنانات
مراد غالب: طبعا، يعني أنا حكيت لك حكاية علي شفيق؟
أحمد منصور: لا، ما حكيتليش عليها.
مراد غالب: لا دي مهمة جدا.
أحمد منصور: احك لي على علي شفيق، مع أني كنت مرتب أسمعها منك بعدين مع حاجات أخرى، قل لنا علي شفيق.
مراد غالب: علي شفيق بعد..
أحمد منصور: علي شفيق كان مدير مكتب شمس بدران؟
مراد غالب: عبد الحكيم عامر.
أحمد منصور: عبد الحكيم، عفوا، وعلي شفيق كان متجوز من المطربة مها صبري..
مراد غالب: بالضبط.
أحمد منصور: وكثير قوي من الرجالة دول زمان كانوا متجوزين نصف الرقاصات والمطربات والمغنيات اللي في مصر..
مراد غالب: لا، طبعا دي بقى..
أحمد منصور: أو مش متجوزينهم يعني..
مراد غالب: يعني كده، يعني علاقات خاصة.
أحمد منصور: فطبعا دول عمرهم ما يصنعوا نصر.
مراد غالب: شوف يا سيدي، يعني برضه إحنا، ما هو كنيدي كان مع مارلين مونرو، يعني المهم مش ده، يعني دي لو كانت قاصرة على العلاقات الشخصية مش هي بقى اللي كانت..
أحمد منصور: لكنها جزء من بناء الإنسان.
مراد غالب: لكن إيه مش بس كده، دي مها صبري كانت هي اللي مسيطرة على سفر جميع الفنانين، اللي عايز يسافر بره لازم يروح لمها صبري. أمال إيه؟
أحمد منصور: هكذا كانت تدار مصر؟
مراد غالب: يعني استنى بس علي شوي..
أحمد منصور: أنا مستني.
مراد غالب: بقول لك، فجاء بعد 1967 اتقطعت مرتبات علي شفيق ومها صبري منعوها من الإذاعة، فاتصل بي علي شفيق وقال لي أرجوك والله تقول لجمال عبد الناصر أنني مش لاقي آكل وإذا سمح أنا بلاش يا سيدي لكن مها، طيب خلي مها بس تعمل حاجة علشان ناكل.
أحمد منصور: تغني يعني؟ تعمل حاجة إيه يعني؟
مراد غالب: يعني ما هي حتغني أمال يعني حتعمل إيه؟ يعني تعمل في الإذاعة حاجة يعني، تغني في الإذاعة. فأنا في الحقيقة كنت رايح لجمال عبد الناصر مش علشان علي شفيق طبعا لكن كان في مواضيع أخرى كنت رايح له عشانها، بعدها في الآخر باقول له ده علي شفيق يعني اداني رسالة لسيادتك وبتاع، جمال عبد الناصر طبعا بطريقته، الشك العجيب، قام قال لي إيه يا سيدي؟ علي شفيق ولا مها صبري اللي بعتاك؟
أحمد منصور: طالما هي اللي بتدي..
مراد غالب: يعني عارف البلد. قلت له والله يا أفندم علي شفيق، أنا مها ماقابلتهاش. فلما قلت له كده قام قال لي أنت تعرف علي شفيق عمل في إيه؟
أحمد منصور: ما كانش بينسى لحد حاجة أبدا.
مراد غالب: قلت له علي شفيق يعمل فيك حاجة؟ إيه علي شفيق ده؟ قال لي لا يا سيدي عمل، سنة 1962، ما هو علشان كده 1962 كانت السنة اللي فيها أبعد جمال عبد الناصر..
أحمد منصور: نعم، اللي كتب فيها عبد الحكيم رسالته الشهيرة في ديسمبر 1962 والدنيا اتقلبت. سنأتي لها بالتفصيل في العلاقة بين الرجلين.
مراد غالب: حنأتي لها لكن العجيبة بقى أنه كان قال لي أنت عارف علي شفيق عمل في إيه؟ قلت له إزاي هو يقدر علي شفيق يعمل حاجة؟ قال عمل، كان في إشاعة أنه لما الجيش بقى قام علشان القسم لعبد الحكيم وبتاع، الجيش كان مع، قالوا إن سلاح الطيران معي أنا..
أحمد منصور: مع جمال عبد الناصر..
مراد غالب: آه، والجيش كله مع عبد الحكيم، فيجي الواد علي شفيق اللي أنت جاي تكلمني عنه ده يجيب المدفعية بتاعة القوات المسلحة ويحيط بيتي بها ويقول إنه إذا طائرة واحدة قامت من أي مطار في مصر إحنا حنضرب..
أحمد منصور: بيت جمال عبد الناصر.
مراد غالب: بيت جمال عبدالناصر.
أحمد منصور: يبقى لازم يجوعه.
مراد غالب: قال لي بقى ده يا سيدي اللي أنت جاي.. قلت لا..
أحمد منصور: أنا سحبت شفاعتي.
مراد غالب: لا ما ليش دعوة بهذا الموضوع يعني أنا ما كنتش أعرف الحكاية دي.
أحمد منصور: بس رجعت غنت أيام السادات.
مراد غالب: آه، لا، ما هو كلهم غنوا أيام السادات يعني.
هزيمة 5 يونيو
أحمد منصور: خلينا نرجع للهم بتاع خمسة يونيو. الحرب قامت في خمسة يونيو، خلال ساعات محدودة ضرب سلاح الطيران المصري بأكمله وقضي عليه. وكان عندك طلبات الاتحاد السوفيتي، السوفيات كيف كانوا يتابعون الموضوع؟ لأنه أنت واضح من اليوم الأول التقيت مع مسؤولين سوفيات.
مراد غالب: الحقيقة، شوف، جاني برقية غريبة الشكل، يوم ستة يونيو، برقية بتقول الآتي..
أحمد منصور: ممن البرقية؟
مراد غالب: من القيادة العسكرية
أحمد منصور: المصرية، من عبد الحكيم؟
مراد غالب: لا ما كانش..
أحمد منصور: آه بس جاية لك كده، القيادة العسكرية.
مراد غالب: أني أنا أقابل كاسيغين رئيس الوزراء السوفيتي وأطلب منه أربعين طائرة (تي.يو 16)
أحمد منصور: قاذفات قنابل؟
مراد غالب: دي طيارات بعيدة المدى، قاذفة قنابل، وحاملة قنابل ذرية وهيصة يعني، وبتضرب عن بعد خمسين كيلو وبتاع..
أحمد منصور: وأربعين كيلو نعم، يعني تقابل الـ (تي52) الأميركية؟
مراد غالب: لا يعني، لا، 52 أكبر منها.
أحمد منصور: أكبر منها، لكن يعني فيها نفس الخصائص.
مراد غالب: لكنها طيارة كويسة، وأن هذه الطائرة على طول تخش المعركة، تجي مسلحة جاهزة وكل حاجة تخش المعركة.
أحمد منصور: دي أوهام دي ولا؟
مراد غالب: الله، قلت إيه، ده معقول ده؟ طلب إيه ده؟ يا واد أعمل إيه في الطلب ده؟ فطبعا نفذته، رحت لكاسيغين..
أحمد منصور: أنت كنت على قناعة بكثير من الحاجات اللي بتقوم بها؟
مراد غالب: إيه؟
أحمد منصور: كنت على قناعة بكثير مما كان يطلب منك أو تقوم به؟
مراد غالب: لا، يعني مش تقريبا كل، ما أقدرش أقول لك لا أو آه لكن ده حسب الحالة.
أحمد منصور: لكن قمت بهذا.
مراد غالب: آه لكن قمت بالموضوع ده طبعا لأنه خطير جدا..
أحمد منصور: كاسيغين كان أول..
مراد غالب: وبعدين ما أقدرش أن..
أحمد منصور: تتقاعس.
مراد غالب: أتقاعس فيه. فأنا رحت الساعة عشرة الصبح يوم ستة يونيو..
أحمد منصور: 1967.
مراد غالب: آه. إلى مكتب كاسيغين فقعدت مع السكرتير شوي لأنه كان مشغول، قعدت معه يعني بتاع ثلاث أربع دقائق بس، قام قال لي السكرتير، طيب وفين كلام شمس بقى، اللي جاء هنا؟ بيقول لك إحنا قسم من القوات المسلحة حيطلع شمالا علشان يحتل مش عارف إيه في إسرائيل، وفي أيضا جناح آخر الجناح الجنوبي سينزل إلى الجنوب ليحتل إيلات وأن..
أحمد منصور: كأنه يبتكلم عن ورق حيحركه على..
مراد غالب: ده أنا يعني ما رضيتش أقول عنه معك في مقابلة شمس لكاسيغين..
أحمد منصور: طيب قل لي.
مراد غالب: ما أنا بقول لك أهه دلوقت يعني، جت أهه المناسبة..
أحمد منصور: أنت بتقوله للشعب، للأمة، للناس، للتاريخ.
مراد غالب: معلش، ما أنا بقوله وخلاص، أنت تعتبره للشعب، وأنا باعتبره للشعب كمان..
أحمد منصور: أصل الشعب ده غلبان جدا ومعمى عليه كتير.
مراد غالب: شوف يا سيدي، فأنا بيقول لي إيه؟ في شمس وكلام شمس بدران؟ يعني حأكلمه لسه كاسيغين قال لي تعال، فرحت لكاسيغين طلبت منه ده، والله يا أخي الرجل كان مهذبا جدا ويعني ما بانش عليه أنه هو ضيق أو ما قالش زي ما إحنا بنقول، إيه الكلام ده؟ لا بكل هدوء يعني، بس ده طلب خطير جدا، لما الأسطول السادس يشوف الطيارات، أربعين طيارة (تي.يو 16) والأسلحة بتاعتها وداخلة المعركة حيقولوا إن إحنا دخلنا المعركة، يعني لازم هو يدخل المعركة، يعني معناها حيبقى في مواجهة سوفياتية أميركية..
أحمد منصور: مش شمس بدران قال لهم إن السوفيات حيخلوا الأسطول السادس علب سردين؟
مراد غالب: علب سردين لما حنبططه!
أحمد منصور: من الذي هزم في 67، مصر أم القيادة المصرية؟
مراد غالب: شوف مسألة أن مصر أو القيادة المصرية..
أحمد منصور: في فرق بين الاثنين.
مراد غالب: آه طبعا، القيادة المصرية هزمت..
أحمد منصور: القيادة السياسية أم العسكرية؟
مراد غالب: القيادة العسكرية والسياسية.
أحمد منصور: من يتحمل مسؤولية الهزيمة؟
مراد غالب: جمال عبد الناصر قال أنا أتحمل. وهو له حق، هو لا بد أن يتحملها.
أسباب هزيمة 5 يونيو
أحمد منصور: ما هي الأسباب التي أدت إلى الهزيمة؟
مراد غالب: لا دي أسباب كثيرة قوي.
أحمد منصور: قل لي أهمها.
مراد غالب: أهمها أن الجيش بتاعنا ثلث القوة الضاربة كانت في اليمن، أن شوية جماعة فلاحين جايين بجلاليب مدخلينهم المعركة ومساكين اتقتلوا كلهم. أن القيادة العسكرية ما كانتش تنطوي تحت أي بند من القيادة العسكرية ومفهوم القيادة العسكرية، أنه ما كانش في ضبط ولا ربط ولا أي حاجة، أن القوات المسلحة كانت روحها المعنوية في الأرض، أنه كون الجيش والقوات المسلحة تدخل في الحياة المدنية ويبقوا سفراء ويبقوا بتاع يبقى خلاص يبقى كل واحد في القوات المسلحة بيتطلع أنه يطلع من الجيش ويبقى..
أحمد منصور: وده موجود الآن. أكثر من 70% من الوظائف المدنية، المحافظين وكذا، كلهم من الجيش والقوات المسلحة.
مراد غالب: على كل حال إحنا ما فتحناش لسه الحاضر يعني، على كل حال..
أحمد منصور: الحاضر الذي نعيشه هو امتداد لهذا.
مراد غالب: ده صحيح.
أحمد منصور: لماذا نحاول أن نقرأ التاريخ؟ لأن حاضرنا هو امتداد له.
تخلص عبد الناصر من عبد الحكيم عامر
أحمد منصور: هل كان عبد الناصر يستطيع إقالة عبد الحكيم عامر أو التخلص منه قبل هذه الهزيمة؟
مراد غالب: لا، ما كانش. أظن كلام قاطع ده.
المزيد
محاور الحلقة
0:00 الإنذار الأميركي السوفيتي لعبد الناصر
4:44 خطة عبد الناصر للتخلص من عبد الحكيم عامر
7:20 مناقشة عبد الناصر مع غالب حول الاعتماد على السوفيت
8:24 مذبحة الأبرياء في 5 يونيو
9:20 غياب التنظيم والانضباط في القوات المصرية
10:58 متابعة غالب لحرب 1967 وانطباعاته
12:50 علاقات المسؤولين بالفنانات
15:10 موقف جمال عبد الناصر من علي شفيق مدير مكتب عبد الحكيم عامر
17:03 متابعة السوفيت للحرب وطلبات مصر بعد القضاء على سلاح الطيران
21:10 موقف السوفيت من طلب مصر لطائرات سوفيتية
24:02 تدخل السوفيت لوقف إطلاق النار
25:02 أسباب هزيمة 1967م
28:27 تقييم السوفيت لحرب 67م
28:40 هزيمة 1967 وإقالة عبد الحكيم عامر
29:00 تأثير الهزيمة على السوفيت وأسلحته
32:49 أهداف إسرائيل من حرب 67 م
38:45 إعلان عبد الناصر تنحيته ورد فعل الشعب المصري
42:05 جدية عبد الناصر من التنحي
47:05 فرصة عبد الناصر للتخلص من عبد الحكيم عامر بعد هزيمة 67