مستقبل الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط

في حوارهما في برنامج بلا حدود يستعرض أحمد منصور مع أستاذ العلوم السياسية الكويتي، عبد الله النفيسي، مستقبل الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط، و تجاوزات أمريكا للقوانين والأعراف الدولية، وأثر ذلك على هيبتها ومكانتها بين دول العالم. كما يناقشان تأثير الهاجس الأمني الأميركي، وتغول منطق القوة والسيطرة، على مستقبل أمريكا.
عبد الله النفيسي ؟

في حوارهما في برنامج بلا حدود الذي جرى بثه في 18/9/2002، يستعرض أحمد منصور مع أستاذ العلوم السياسية الكويتي، عبد الله النفيسي، مستقبل الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط، و تجاوزات أمريكا للقوانين والأعراف الدولية، وأثر ذلك على هيبتها ومكانتها بين دول العالم.

كما يناقشان تأثير الهاجس الأمني الأميركي، وتغول منطق القوة والسيطرة، على مستقبل الهيمنة الأميركية، لدرجة تجنيد إدارة بوش 11 مليون أميركي للعمل كجواسيس ومخبرين محليين، وانفاق أميركا من 40 إلى 45% من حجم الإنفاق العسكري العالمي على السلاح.

وأوضح النفيسي في حواره أن أميركا تفتقر للخبرة السياسية، لذلك تلجأ دائماً إلى منطق القوة والعسكرتاريا لفرض إرادتها، دون متكآتها الفكرية والعقدية والسياسية .

كانت عملية طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر 2023، قد أعادت الجدلَ بشأن علاقة الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط، والتي ما كادت أن تنسحب منها، حتى عادت إليها.

ففي 29 سبتمبر2023 قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان:”إنَّ الشرق الأوسط أصبح أكثر هدوءًا اليوم ممّا كان عليه منذ عقدين من الزمن”، بعدها انطلقت الولاياتُ المتحدة في تأييد ومساندة ودعم حرب إسرائيل الدموية على قطاع غزة، لكي تستعيد حليفتها الإستراتيجية، دورها الوظيفي كقوة ردع، بعد أن تهشمت صورتها في اللحظات الأولى للهجوم المباغت، وذلك على الرغم من انشغال الإدارة الأمريكية بالمواجهة مع روسيا في أوكرانيا، ولاحقاً الاستحقاق الانتخابي المتأزم، بين بايدن ومن بعده كمالا هاريس، وترامب.

لم تتوقف أمريكا -لأكثر من 10 أشهر- عن توفير متطلبات استمرار الحرب سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وتبني السردية الصهيونية، والأهداف الإسرائيلية المعلنة، رغم التظاهرات التي اجتاحت الجامعات الأمريكية، وتراجع التأييد الشعبى لإسرائيل، بحسب استطلاعات رأي “رويترز – إبسوس”، وذلك في إطار إستراتيجية واشنطن لإعادة الانتشار بالمنطقة، وتوسيع قاعدة نفوذها، بعد أن عطلت عملية الطوفان وما تلاها مسار اتفاقيات آبراهام ، وضربت سمعة واشنطن في مقتل.

نص حوار عبد الله النفيسي عن مستقبل الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط

أحمد منصور:

أيه هو تأثير الهاجس الأمني المغرق على المسؤولين وعلى السياسة الأميركية وعلى البلد لدرجة أنفقوا 5 مليار على الطيران لوحده؟ ما أثر هذا على مستقبل هيمنة الولايات المتحدة، عظمة الولايات المتحدة، قوة الولايات المتحدة، الأمني الداخلي للمواطن الأميركي نفسه؟

د. عبد الله النفيسي:

أنا أعتقد سيكون أثره كبير جداً، يعني هذه الدولة التي يعني في مكنتها أن تسير هذه الأساطيل وأن تجيش هذه الجيوش وأن تعد هذه العدة العسكرية وأن تعجز عن.. عن مواجهة عصبة أو طائفة من المسلمين اللي تحركوا بغيرة دينية ضد هيمنة وغطرسة الولايات المتحدة لأسباب أقولها موضوعية، ولأسباب تاريخية مشروعة، فهمت كيف؟ هذه القوة الضاربة عاجزة عن مواجهة هذا الخطر اللي بتسميه إرهاب، أنا أعتقد دليل عجز كبير وسينعكس حتماً وقد بدأ انعكاسه على صعيد اقتصادي وعلى صعيد ثقافي وتعليمي، وعلى صعيد نفسي، وعلى صعيد إعلامي، اليوم فيه.. فيه.. فيه تدمير لكل الجسور في العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الحليفة لها، اليوم فيه طلبة سعوديين مسجلين في الجامعات الأميركية.

أحمد منصور:

لم يذهبوا إليها.

د. عبد الله النفيسي:

لم يستطيعوا الذهاب إلى هناك، فيه طلبة كويتيين.

أحمد منصور:

فيه فريق كرة قدم لبناني تأخرت تأشيراته أيضاً حتى على مستوى.

د. عبد الله النفيسي:

يعني خلينا نقول كرة القدم يعني..

أحمد منصور:

فريق.. هو لعبة رياضية، لا أذكر كرة القدم.

د. عبد الله النفيسي:

آه، بس.. بس ناس أصبح مرتبط مستقبلهم في..

أحمد منصور:

آلاف الطلبة العرب.

د. عبد الله النفيسي:

آلاف الطلبة العرب الآن.

أحمد منصور:

صحيح، السعوديين على وجه الخصوص، 150 طيار سعودي قاعدين في البيت الآن.

د. عبد الله النفيسي:

بس.

أحمد منصور:

لمنع الولايات المتحدة.

د. عبد الله النفيسي:

وهذا.. هذا دليل على أن الكيان هش، وليس كما نتصوره كيان قادر على السيطرة وقادر.. يعني الضربة الفنية التي استطاعت..

أحمد منصور :

عندي جملة يا دكتور تساعد في هذا المفهوم لو تسمح لي بها.

د. عبد الله النفيسي:

اتفضل.

أحمد منصور:

بيتفق اللي بيقول هذا المعنى (توم ريدج) وزير الأمن الداخلي الأميركي، في عدد “نيوزويك” الأخير، يقول: إن مشكلة تقييم الطريقة التي قامت بها الحكومة الأميركية بحمايتنا منذ الحادي عشر من سبتمبر هي أن الشيء الوحيد الذي سيلاحظه الشعب الأميركي دائماً هو الفشل.

د. عبد الله النفيسي:

آه، تفضل! هذا توم ريدج!!

أحمد منصور:

وزير الأمن الداخلي الأميركي.

عبد الله النفيسي:

طيب، يعني هذا كلام أيضاً بيؤكد ما نذهب إليه.

المنطق الأمني

أحمد منصور:

إذا هذا وزير الأمن الداخلي الأميركي، لماذا تتجاوز الولايات المتحدة، وتصر على أن تتعامل بالمنطق الأمني في قضاياها وعلاقتها بالآخرين من بعد 11 سبتمبر إلى الآن؟ حتى إن فيه احتجاجات قدمت في السعودية تحديداً فالقنصلية قالوا إحنا الأمن.. القنصلية قالت للطلبة المتأخرين الأمن مقدم على كل شيء في الولايات المتحدة.

د. عبد الله النفيسي:

يا أخي أحمد، لو كل الدول تفعل ما تفعله الآن الولايات المتحدة وتتخذ نفس المبررات لأصبح العالم في حالة من الفوضى، أعطيك مثل فيه تنظيم في أيرلندا –كما تعرف- اسمه التنظيم الجيش الإيرلندي السري الـ IRA صح أو لا؟

أحمد منصور:

نعم.

د. عبد الله النفيسي:

هذا التنظيم تنظيم يجد في المجتمع الأيرلندي في (دبلن) حاضنة، صح أو لأ؟

أحمد منصور:

نعم.

د. عبد الله النفيسي: هذا التنظيم Circus ضرب قلب لندن ضرب ليفربول Street Station، ضرب أكسفورد سيلكس، لا بل نسف فندق كانت تقطن فيه (مارجريت تاتشر) بغية اغتيالها، صح أو لا؟

أحمد منصور:

نعم.

د. عبد الله النفيسي:

هذا تنظيم أيرلندي دخل إلى لندن وضرب لندن، هل اتخذت الحكومة البريطانية هذا مبرر لقصف أيرلندا وتخريب دبلن؟

أحمد منصور:

بالعكس هي تفاوضت معهم.

د. عبد الله النفيسي:

تفاوضت مع هذا التنظيم.

أحمد منصور:

صح.

د. عبد الله النفيسي:

ليش؟ لأن فيه شق سياسي اللي هو (جيري أدامز) اتصلوا ووسطوا حتى (كلينتون)، كلينتون لأنه أصلاً أيرشي.

أحمد منصور:

وكان بيستقبل جيري آدامز في البيت الأبيض وهو على خلاف مع الحكومة البريطانية.

د. عبد الله النفيسي:

استقبل، لا بل إن الرئيس كلينتون تجمعه بجيري آدامز صداقة قديمة أوحت إليه بأن يوعز للأقلية الأيرلندية داخل الولايات المتحدة بأن يجمعوا تبرعات للجيش السري الأيرلندي، ومع ذلك ما حصل أي قصف، وما حصل أي تدمير، كل ما فعله الإنجليز.. والإنجليز أهل ذو خبرة وعندهم مهارة دبلوماسية وعندهم ذراع دبلوماسي طويل وتاريخي، فأوعزوا لهذا الذراع بأن يتكلموا مع الـ IRA، واستطاعوا أنهم يشدوا الـ IRA عبر سنوات من المفاوضات، إلى درجة أنهم وقعوا مع الـ IRA ها..، الاتفاق الأخير الذي رضي به الطرفان، أما أن يذهب الأميركان ويدمروا الأرض بما عليها ومن عليها في أفغانستان بحثاً عن تنظيم، هم يقولون بأنهم شرذمة، طيب إذا كانوا شرذمة لا يستدعي الأمر كل هذا القصف في تورابورا وفي غيرها خوست..

أحمد منصور:

الـ “نيوزويك” قيل 4 أو3 أعداد عملت تحقيق عن المذابح اللي ارتبكت في أفغانستان وكم..

د. عبد الله النفيسي:

لأ، ارتبكت مذابح يجب أن يجرم الأميركان من أجلها، ويجب أن يحاكم المسؤولين الأميركان في جرائم الحرب من أجلها، أنا أعتقد..

أحمد منصور :

هم لأجل ذلك واقفين بقوة ضد المحكمة.. المحكمة الجنائية الدولية.

عبد الله النفيسي:

طبعاً.. طبعاً.

أحمد منصور:

ويعني طلبوا باستثناء الأميركان لمدة سنة الآن من العسكر الأميركان من إنهم يخضعوا لهذه المحكمة وبيحاولوا يجددوها. صحيفة “التايمز” البريطانية نشرت مقالاً في نهاية يوليو الماضي، أشارت فيه إلى أن إدارة بوش تعتزم تجنيد 11 مليون أميركي للعمل كجواسيس ومخبرين محليين، لرصد كافة التحركات اللي بيقوم بها المواطنين الأميركيين في محطات الطاقة في الشوارع، في محطات الكهربا، في المؤسسات، في المصانع، العدد دا بيمثل 4% من عدد الشعب الأميركي، يعني كل 25 أميركي.

عبد الله النفيسي:

لهم واحد.

أحمد منصور:

هيبقى عليهم مخبر.

أحمد منصور:

يعني إحنا هنا في نعمة.

عبد الله النفيسي:

آه طبعاً.

أحمد منصور:

إحنا ما عندناش 25.. كل 25 فينا عندهم مخبر.

عبد الله النفيسي:

هذا صحيح، يا ريت تعمل حلقة على الأجهزة الأمنية العربية.

أحمد منصور:

نعمل إن شاء الله.

عبد الله النفيسي:

تبقى يعني فتح.. يعني من فتوحاتك يعني.

أحمد منصور:

طب حضرتك تبقى الضيف فيها.

عبد الله النفيسي:

أنا يسعدني ذلك.

أحمد منصور:

طيب خلاص إن شاء الله.

عبد الله النفيسي:

لأن عندنا كلام كثير.

أحمد منصور:

بس هتورطني، أنا غلبان أنا.

عبد الله النفيسي:

لا.. لا أبداً.. لا.. أبداً.

أحمد منصور:

أنا سؤالي هنا يعني هل يمكن أولاً إن الـ 11 مليون دول اللي هيجندوهم مع كل اللي عاملينه في الأمن، هل يمكن دا إنه هو يحمي أميركا؟

د. عبد الله النفيسي:

إطلاقاً.. إطلاقاً، مسألة الأمن لها شقها السياسي، يعني المسألة ليست بالكم من المباحث أو بالكم من كلاب البوليس أو الزنزانات أو السجون أو الطيارات أو B52، أبداً، المسألة الأمنية لها شقها السياسي، إذا استطعت أن تعالج شقها السياسي استكملت حكاية الأمن، أما إنك تركز على الأمن وبس، وتهمل شقة السياسي والتباساته السياسية، سياقاته السياسية، هذا ما يفعله الأميركان الآن، ولذلك هم فاشلين، أنا أعتقد بأن القضية التي يتحرك من أجلها تنظيم القاعدة لها سياقها السياسي، لها خلفيتها السياسية.

أحمد منصور:

طيب تنصح الأميركان بأيه يا دكتور؟

عبد الله النفيسي:

ما أنصحش الأميركان.

أحمد منصور:

ليه؟

عبد الله النفيسي:

إن شاء الله يجعلهم في.. في.. في بؤرة الفشل.

أحمد منصور:

دول غلابة مساكين.

عبد الله النفيسي:

فأنا أعتقد هم ليسوا بحاجة إلى نصيحتنا، وإحنا لسنا مكلفين بنصح هؤلاء، أنا أعتقد بأن مقاومة الامتداد الأميركي في المنطقة، يجب أن يأخذ مداه الزماني والمكاني، يعني اليوم ممكن أنت تقول إن أميركا قادمة، وأميركا مسيطرة، وأميركا ستضرب العراق، وأميركا ستغير النظام في العراق، كل هذا ممكن، لكن هذا لا يعني إطلاقاً إنه أميركا سيستقر لها القرار في المنطقة..

عسكرة المجتمع الأمريكي

أحمد منصور:

أعود للمحور اللي كنا بنتكلم فيه وهو تغافل التعامل بالدبلوماسية والسياسة، والتركيز على التعامل الأمني الذي تقوم به الولايات المتحدة، ما أثر سيطرة سيادة منطق القوة والعسكرة والأمن وتغليبها على منطق السياسة ومنطق التفاوض؟

عبد الله النفيسي:

كبير جداً، (كيسنجر) وهو مهندس السياسة الخارجية الأميركية لفترة طويلة من الزمن، كيسنجر له كتاب حول هذا الموضوع اسمه “الشراكة المضطربة”، الشراكة المضطربة يبحث في المشكلة بين الأميركان والأوروبيين داخل الحلف الأطلسي، ويقول بإن إحنا عندنا مشكلة مع الأوروبيين، هؤلاء يغلبون السياسة، وإحنا نغلب العسكرة، لأن الأميركان ما عندهم غير العسكرة، ما عندهم خبرة سياسية، أميركا عمرها كم يا أحمد؟ عمرها كم؟

أحمد منصور:

200 سنة.

عبد الله النفيسي:

200 سنة.. 300 سنة، يا أخي الكويت عمرها 200 سنة.. 300 سنة معايا أم لأ؟ بس أوروبا بخبراتها التاريخية، بعراقتها، بتاريخها ألوف السنوات من الخبرة السياسية، ولذلك معظم الدبلوماسيين الأميركان الآن يكون تدريبهم بأوروبا وفي.. في المعاهد الأوروبية في دراسة الدبلوماسية، أنا أقول..

أحمد منصور :

ولكن.. ولكن عفواً يا دكتور، أميركا داست على ذلك، معروف.. كان من المعروف، يعني ربما حتى أيام أو شهور خلت إن سياسة أميركا في الشرق الأوسط ترسم في وزارة الخارجية البريطانية، الآن أميركا داست حتى على بريطانيا حليفتها.

د. عبد الله النفيسي:

صحيح الآن.

أحمد منصور:

في مقال (ديفيد هويل) النهاردا في “الخليج” بيدل على ذلك وبيعطي إيحاء أيضاً أن الأميركان ينظرون باحتقار إلى الأوروبيين.

د. عبد الله النفيسي:

الآن.. الآن فقط.

أحمد منصور:

نعم.

غطرسة القوة

د.عبد الله النفيسي:

الآن، ليش؟ لأنه بلغ.. بلغ.. بلغت فيهم غطرسة القوة بحيث أصبحوا لا يرون هناك مخرج لمأزقهم مع موضوع الإرهاب إلا القوة، وهم مخطئين في ذلك يا أحمد، مخطئين تماماً، الأوروبيين لهم اتجاه آخر تماماً، إحنا كثيري التردُّد على أوروبا، ولنا علاقاتنا بما إن إحنا تخرجنا من.. من.. من جامعة أوروبية، والسفر إلى أوروبا سهل، اللقاء بالمسؤولين هناك في الأحزاب الحاكمة والأحزاب المعارضة سهل، تستطيع أن تحصل على كارنية كعضو شرفي في حزب حاكم أو حزب معارض بسهولة في أوروبا، في ألمانيا، في إنجلترا، في فرنسا، وتصبح عضواً في الحزب، يعني شرفياً وتحصل على منشوراته وتتكلم معاهم وتأخذ وتعطي معاهم، ومن يتابع هذه العملية السياسية في أوروبا يجد أن.. أنها عملية غنية وثرية، بينما العملية السياسية في.. في أميركا عملية تقوم على المال أساساً وليس على الفكر وليس على المبادئ.

أحمد منصور:

لكن يعني أما تعتقد أيضاً إن القوة كما يقول الأميركان هي التي تمكن من فعل كل شيء؟ وهنا المؤرخ الأميركي البارز (بول كيندي) صاحب كتاب “نشوء وسقوط القوى العظمى”، كتب مقال في “الفاينانشيال تايمز” في 3 سبتمبر الماضي، قال: أصبح معهوداً لنا اليوم أن تكون ميزانية البنتاجون تساوي مجموع ميزانيات الخمس عشرة دولة التي تلي الولايات المتحدة من حيث القوة العسكرية. بعبارة أخرى أميركا تنفق من 40 إلى 45% من حجم الإنفاق العسكري العالمي اللي هو الـ185 دولة على السلاح، علاوة على إن ميزانية البنتاجون لأعمال البحث والتطوير ربما تساوي من 70 إلى 80% من مجموع ما ينفقه العالم في هذا الحقل، سؤالي هو كيف يمكن لهذه القوة أن تفقد هيمنتها على العالم؟

د.عبد الله النفيسي:

تفقد..، الهيمنة –يا أحمد- العسكرية المحضة آيلة للسقوط.

مستقبل الهيمنة الأمريكية

أحمد منصور: يعني ما فيه بحر إلا وتمخر فيه عباب السفن العسكرية الأميركية، ما فيه قارة الآن إلا ويتواجد فيها الأميركان بكثافة وبقوة.

د.عبد الله النفيسي:

يا أخي الفاضل، الهيمنة لا يمكن أن تستمر فقط بالعسكريتارية، ادرس التاريخ، كل أمة اعتمدت على العسكرة فقط دون متكآتها الفكرية والعقدية والسياسية وغيرها تفقد هيمنتها، الرومان، الإغريق، كل إمبراطوريات العصور الوسطى، الصين، الهند، كل هذه الدول العريقة القديمة عندما استأسدت بالعسكرة سقطت، حتى الدولة الإسلامية عندما اتسعت عسكرياً، وبدأت تهمل دورها اللي تتكئ عليه القوة العسكرية الإسلامية فقدت الأندلس، وتراجعت إلى ما نراه اليوم إلى دول قُطرية متشرذمة، ولذلك عملية الهيمنة لا يمكن أن تقوم فقط على أساس عسكري، ينبغي أن تقوم على متكآت أخرى تشمل جوانب الحياة كلها بما فيها الاقتصاد، بما فيها الثقافة، ولذلك الأميركان بادئين يحسون بالمشكلة هذه يا أحمد، بادئين يحسونها الآن، لكن أعتقد بأن ضربة 11 سبتمبر أربكت عليهم حركتهم.

المزيد

Total
0
Shares
السابق
أمين الجميل

من يقف وراء تفجير مقر قوات المارينز في لبنان ؟

التالي
يوسف ندا

من المسؤول عن جريمة فض ميدان رابعة ؟

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share