يستعرض أحمد منصور مع الأستاذ فريد عبد الخالق مرافق الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وعضو الهيئة التأسيسية ومكتب الإرشاد الأسبق، في حوارهما في برنامج شاهد على العصر، الذي جرى بثه في 7 مارس 2004 قصة تنظيم 1965، الذي أسسه سيد قطب وعبد الفتاح إسماعيل، وأهداف التنظيم، والاعتقالات التي ترتبت على انكشافه ولماذا أعدم جمال عبد الناصر سيد قطب؟!.
كما تناول الحوار اعتقالات ومحاكمات الإخوان المسلمين، والتعذيب الذي تعرض له المعتقلون، والذي وصل لحد تطاول الضباط على الذات الإلهية، والنهاية المروعة لأحدهم، وكذلك إعدام سيد قطب، وعدد من أبرز قيادات الجماعة فجر 29 أغسطس 1966.
ويعد سيد قطب، الذي تمر الذكرى الثامنة والخمسون على إعدامه، أحد أهم الأدباء المصريين، والمفكرين الإسلاميين المعاصرين.
كما يعتبر قطب المولود في قرية موشا بمحافظة أسيوط عام 1906، من أهم منظّري ثورة 23 يوليو 1952 التي قادها الضباط الأحرار المحسوبين على الإخوان المسلمين، وكان مقرباً من جمال عبدالناصر، لدرجة أنه حينما أبدى تهيئه للسجن في عهد الثورة، قال له عبد الناصر في حفل تكريمهم له في شهر أغسطس عام 1952: “أخي الكبير سيد، والله لن يصلوا إليك إلا على أجسادنا، جثثا هامدة”، بحسب الكاتب السعودي أحمد عبد الغفور عطار.
التحق قطب بـ الإخوان رسميا عام 1953، وأمضى معظم ما تبقى من حياته في سجون الضباط ، بعد انقلابهم على شركاء الثورة.
قُبض عليه للمرة الأخيرة في صيف 1965 بتهمة قيادة تنظيم 1965 الذي يهدف لزعزعة أمن البلاد واغتيال عبد الناصر، وفي 10 أبريل 1966 بدأ الفريق الدجوي إجراءات محاكمته.
أصر جمال عبد الناصر، ومدير مكتبه شمس بدران، على التخلص منه، رغم رفض المخابرات العامة، ومحاولات الملك فيصل، ورئيس العراق عبد السلام عارف لإثناء عبد الناصر عن إعدامه، الذي نفذ في 29 أغسطس 1966.
نص حوار فريد عبد الخالق عن : لماذا أعدم جمال عبد الناصر سيد قطب؟!
أحمد منصور: طيب الآن الإخوان بعد ما خرجوا من السجون في تلك الفترة كان هناك إخوان لم يدخلوا إلى السجون بعد وكذا سعى الإخوان بعد ذلك إلى تشكيل واستعادة تنظيمهم مرة أخرى كان سيد قطب آنذاك في السجن محكوما عليه في محكمة 1954 بخمسة عشر عاما سجنا وكان في السجن..
فريد عبد الخالق: وخرج في 1964.
أحمد منصور: خرج في 1964 لكن قبلها..
فريد عبد الخالق: بواسطة رئيس سوريا كان متعاطف مع إنتاجه الأدبي ويحبه..
الأديب سيد قطب
أحمد منصور: سيد قطب طبعا كان أديبا قبل أن ينتمي إلى الإخوان وكان من مدرسة العقاد وكان له كتب أدبية كثيرة وكتابات في النقد الأدبي وغيره.
فريد عبد الخالق: العدالة الاجتماعية في الإسلام ومعالم في الطريق.
أحمد منصور: انتمى للإخوان بشكل متأخر في سنة 1953 تقريبا كما تشير بعض المصادر وعينه حسن الهضيبي رئيسا لقسم الدعوة خلفا للبهي الخولي الذي أنضم إلى عبد الناصر في عام 1954 ورأس سيد قطب تحرير مجلة الإخوان المسلمين وحُكِم عليه في مارس 1955 بالأشغال الشاقة خمسة عشر عاما متى بدأت علاقتك مع سيد قطب؟
فريد عبد الخالق: في داخل المركز العام لأنه كان هو عرف..
أحمد منصور: سنة كام؟
فريد عبد الخالق: أيام الهضيبي رحمة الله عليه.
أحمد منصور: 1953 نقول مع بداية انتمائه للإخوان.
فريد عبد الخالق: لا هو كان متأخر عن كده.
أحمد منصور: 1954.
فريد عبد الخالق: هو محضرش يعني كانت هي الفترة دية هو كان في أول حياته كان وثيق الصلة بجمال عبد الناصر وكان مستشار يعني وليه فكره وليه إنتاجه وبعدين هو زي ما تقول لم يجد فيه الصورة التي تعكس فكر جمال لإنه كان هو راجل يحب الحرية وراجل كذا وكذا فحصل وأنتقد هو أنتقد العسكر وأنتقد إن فبدأ يشعر إن الشخص ده له فكر وإنما الفكر ده مش في صالحه ويجب أن يُحارَّب صاحبه يعني سلاح في إيده سلاح بس سلاح مش في خدمة عبد الناصر فحصل فخرج وكان ليه بقى دور بقى في ما سيأتي بعد اللي هي محنة 1965.
أحمد منصور: ما أنا بسألك الآن كيف بدأت علاقتك بزينب الغزالي في مذكراتها أيام الحياة بصفتها متهمة رئيسية في تنظيم 1965 تقول أنها التقت مع عبد الفتاح اسماعيل الذي أُعدِم مع سيد قطب بعد ذلك ويقال أنه القائد الحقيقي لتنظيم 1965 بالنسبة للإخوان سنة 1957 في طريقهم إلى الحج وإن التنظيم بدأ في بداية الستينات يتشكل من خلال إن عبد الفتاح إسماعيل بدأ يطوف بالقرى وبالمدن وبالأماكن المختلفة من أجل إعادة تشكيل تنظيم الإخوان مرة أخرى وتقول في صفحة 38 إنها استأذنت من المرشد حسن الهضيبي باسمها وبسم عبد الفتاح إسماعيل وكانت تبلغه بكل ما يتم من تفصيلات حسن طبعا سنة 1956 أُفرِج عن الهضيبي عفو صحي وكان تحت الإقامة الجبرية وتقول إنها في سنة 1962 التقت مع شقيقات سيد قطب حميدة وأمينة بالاتفاق مع عبد الفتاح إسماعيل وبإذن من حسن الهضيبي واتصلوا بسيد قطب داخل السجن وكان سيد قطب يرسل لهم ملازم معالم في الطريق لتدرسها إلى الإخوان آنذاك وكان هناك نوع من الاسترشاد بأفكار سيد قطب أنت إمتى علمت عن تنظيم 1965؟
فريد عبد الخالق: أنا يعني وجودي في السجن خلاني أعايش عن قرب الفكر المعروف بالتكفير والهجرة.
أحمد منصور: أنا لسه موصلتش لـ1965.
فريد عبد الخالق: ما هو ده أفكار سيد قطب كان نُسِبت إليه بسوء فهم منهم.
أحمد منصور: أفكار سيد قطب ديه كانت ظهرت في السجن في فترة 1955 – 1957 لما أنت كنت في السجن ولا بعد 1965؟
فريد عبد الخالق: لا بعد.
تنظيم 1965
أحمد منصور: أنا الآن لسه مجيتش للسجن ولا للتنظيم الآن أنا في فترة 1965 ديه إمتى كانت علاقتك بالمرشد إيه في تلك الفترة لما أنت طلعت؟
فريد عبد الخالق: أنا كنت المسؤول عن القاهرة.
أحمد منصور: كنت المسؤول عن القاهرة بعد 1957؟
فريد عبد الخالق: يعني أي حد جاي عايز يتكلم سواء كان من خارج مصر أو من داخل مصر..
أحمد منصور: بعد 1957 بعد ما طلعت
فريد عبد الخالق: فكان معروف إن أنا مسؤول وأنا همزة الوصل بالمرشد.
أحمد منصور: يعني أنت كنت همزة الوصل بين المرشد وبين الإخوان في أنحاء العالم وجوه مصر؟
فريد عبد الخالق: كل الإخوان سواء كان من الخارج أو من الداخل.
أحمد منصور: والمرشد كان تحت المراقبة كان تحت المراقبة الجبرية.
فريد عبد الخالق: كان تحت المراقبة أه.
أحمد منصور: كيف كنت بتلتقي به وهو تحت المراقبة؟
فريد عبد الخالق: والله كنت بروح يعني في الضرورة حتى يعني أستطيع إن أنا أروح مرة أو مرتين وكان الأمور مهياش بالصورة اللي تمنع قوي يعني.
أحمد منصور: طيب في هذه الفترة أنت كنت..
فريد عبد الخالق: يعني أنا دخلت مرة وإتكلمنا كلام..
أحمد منصور: كنت مسؤول في تلك الفترة أيضا عن الأموال اللي كان بتيجي وتوزع على أسر الإخوان مثلا.
فريد عبد الخالق: أيوه أنت حضرتك الإخوان في السعودية قرروا إرسال يعني اشتراك أموال لمعاونة أسر الإخوان المعتقلين.
أحمد منصور: أسر الإخوان المعتقلين وكانت الحاجات ديه بتيجي لك وأنت بتوزعها.
فريد عبد الخالق: فأنا الحقيقة يعني أحد الإخوان اللي كان معنيين بتوزيع الأموال على أصحابها..
أحمد منصور: إيه الدور اللي كنتم بتلعبوه في تلك الفترة غير كده؟
فريد عبد الخالق: أنا يعني مما يعني يذكر يعني إن هم كلمني الشخص قال لازم توافق على استلام الأموال قلت له ليه قال لي هم اشترطوا في إرسال الأموال إنها تصل إليك قلت له والله يعني أنا لا أتأخر لأن هتوزع في محلها وثقة برضه منهم أنا يعني أشكرهم عليها ومقدرش أعطل حقيقة ده يعني شهادة أمام الله يعني فأنا حمدت الله على هذا.
أحمد منصور: موقف المرشد إيه من هذا؟
فريد عبد الخالق: المرشد أولا ما ذكرته حضرتك ولو حتى نتكلم بعدين بس حتى لا يُنسَّى يعني الذي خالته الحاجة زينب الغزالي رحمة الله عليها مع تقديري لها ولجهودها ودروها مع صلاح سرية ومع.. يعني هي كان لها..
أحمد منصور: كان لها دور كبير كرئيسة لجمعية السيدات المسلمات.
فريد عبد الخالق: إنما ما ذكرته عن أن الذي جرى معها بصحبة عبد الفتاح إسماعيل وأنها أخذت إذن منه بما كانت هي تعده مع عبد الفتاح وحصل أمر في تنظيم اللي خرج بينا من محنة 1965 هذا للأسف غير صحيح.
أحمد منصور: ما ذكرته زينب الغزالي غير صحيح.
فريد عبد الخالق: غير صحيح.
أحمد منصور: والذي يستند إليه الإخوان على أن تنظيم 1965 كله كان بترتيب مع المرشد.
فريد عبد الخالق: لا غير صحيح وأنا أقول وديه مسألة برضه خطرة، خطرة ليه بقى؟
أحمد منصور: قل لي ما هو الصحيح بقى؟
فريد عبد الخالق: أنا أقول لك الصحيح أولا أنا التقيت في إنجلترا ودعوني الإخوان الليبيين اللي هم مطرودين من النظام الليبي في هذا الوقت وكانوا من الإخوان..
أحمد منصور: دعيت إمتى سنة كام؟
فريد عبد الخالق: في أثناء يعني..
أحمد منصور: بعد ما طلعت من السجن.
فريد عبد الخالق: أه طبعا بعد ما طلعت من السجن.
أحمد منصور: في عهد السادات يعني.
فريد عبد الخالق: بعد ما طلعت أه فبيقولوا لي يعني اللي حصل فأنا قلت لهم هي قالت نفس الكلام فكنا وجها لوجه.
أحمد منصور: هي كانت معك هناك؟
فريد عبد الخالق: في إنجلترا أه وهم دعوها ودعوني هي بما لها وأنا بما لي ودعينا وتواجهنا والتقينا وهي قالت الكلام ده فأنا الحقيقة هم سجلوه معرفش فين التسجيل ده راح فأنا قلت لها يا حاجة زينب مع احترامي الحقيقة فوق تعلو علي ولا يكون لها (كلمة غير مسموعة)..
أحمد منصور: ما هي الحقيقة؟
فريد عبد الخالق: الحقيقة إن المرشد لم يأذن..
أحمد منصور: حسن الهضيبي.
فريد عبد الخالق: أينعم وكلفني شخصيا عندما أنهيت إليه أنني علمت بهذا التنظيم قال لي أنا لم آذن به وأكلفك بأنك أنت يعني تقضي عليه.
أحمد منصور: سنة كام الكلام ده؟
فريد عبد الخالق: الكلام ده بقى قربنا بقى من المحنة.
أحمد منصور: سنة 1964.
فريد عبد الخالق: 1964 أه.
أحمد منصور: أنت كيف علمت إن فيه تنظيم أصلا؟
فريد عبد الخالق: علمت من أحد الإخوان وهو اسمه وهبة الفيشاوي لا أنساه.
أحمد منصور: ماذا قال لك؟
فريد عبد الخالق: قَدِم لي في دار الكتب وقال لي يعني هو من نظام وإنما إنسان كويس يعني متفتح وأنس إلى يعني مشكور وأنهى إلى..
أحمد منصور: أستاذ فريد قل لي كلام واضح عشان نفهمه لأن ده تاريخيا مهم.
فريد عبد الخالق: يعني أنهى إلى إنه فيه تنظيم.
أحمد منصور: جديد.
فريد عبد الخالق: جديد بيعد لعمل يعني زي ما تقول انقلاب أو القضاء على جمال.
أحمد منصور: إيه المعلومات اللي إداها لك عن هذا التنظيم؟
فريد عبد الخالق: هو؟ قال لي فيه مجموعة يجتمعون ويرتبون لمواجهة عبد الناصر والقضاء وقتله.
أحمد منصور: من أهم الأسماء اللي قال لك عليها؟
فريد عبد الخالق: أسماء يعني مش مهم ذكرها دلوقتي المهم إن هو مسؤول عنها المهم إن من إداني هذه المعلومات أنا..
أحمد منصور: من قبيل إيه كان بيبلغك إنك تشترك معاهم ولا..
فريد عبد الخالق: لا بلغني إن ده فيه خطر قال لي هذا فيه خطر أنت لا تعلموه وأنت مسؤول يعني أنت هل تعلم الحكاية ديه نبه إلى خطر قائم وله تداعيات ضروري إذا حصل بقى كلام من ده وإحنا لسه كنا حديثي عهد بالمنشية وكمان هنيجي الثانية على طول بعد عشر سنين بالتوقيت الثاني نهايته أنا كان جديد علي لم أكن أعلم فأنا بداية حبيت أتحرى ممن يعني يمسك بالزمام.
أحمد منصور: من؟
فريد عبد الخالق: فقال لي أنا أرتب لك اجتماع مع عبد الفتاح إسماعيل إن هو وعلي عشماوي لأن كلاهما قائم على التنظيم ده.
أحمد منصور: عبد الفتاح إسماعيل اللي يقال إنه الرئيس الحقيقي أو المنظم الحقيقي للتنظيم وعلي عشماوي يقال إنه كان مسؤول القاهرة في التنظيم.
فريد عبد الخالق: أه معاهم أهو معاهم والسلام فأنا قلت له لا أنا معنديش مانع ألقاه لأن المأمور بالرغم إن كان فيه إحنا تحت الرقابة والتحركات محسوبة وكنا بقدر الإمكان الواحد بيتفادى النتائج إلا أن يكون أمر هام بتسقط الاعتبارات الأخرى وفعلا أنا التقيت بعبد الفتاح إسماعيل وسمعت منه.
أحمد منصور: ماذا قال لك؟
فريد عبد الخالق: قال لي إن الأول قال لي إن إحنا نرمي باللقاء والتنظيم اللي عاملينه إن إحنا نعيد عند الإخوان صلتهم بالقرآن وبالإسلام وعدم تسيب اللي قد يعني يخضع إليه الشباب في..
أحمد منصور: هذا جانب فكري الجانب العملي إيه؟
فريد عبد الخالق: أخفى عني قال لي إحنا عشان نجمعهم بس لإحياء القرآن وصلتهم بالإسلام حتى لا تتفلت نفوسهم إلى السوء فأنا يعني أنا بصراحة قلت له الكلام ده يعني لا يلقى اقتناع عندي وأنت بتستشرني والمستشار مؤتمن لا قل لي الحقيقة قال لا تخرج عن.. قلت له لا أنتم لا شك في رأسكم عمل عسكري وعمل لانقلاب وعمل..
أحمد منصور: كان وهبة الفيشاوي إداك فكرة عن هذا؟
فريد عبد الخالق: نعم؟!
أحمد منصور: وهبة الفيشاوي كان أعطاك بعض الفكر عن هذا؟
فريد عبد الخالق: لا مقاليش.
أحمد منصور: ولا أنت استنتجت؟
فريد عبد الخالق: لا هو أشار إشارة قال لي فيه تنظيم يعني لابد من يعني الوقوف على إيه حكايته فأنا رحت مسؤول برضه فلما أنا كلمت عبد الفتاح إسماعيل الكلام ده أقنعته وقلت له يا ابني إنك أنت لو تورطت وأنت وغيرك في عمل انقلاب أو عمل مواجهة مع عبد الناصر مش هيحصل الانقلاب ولا هيحصل البتاع ده أنا سامع إن هو الآن في وضع يتمكن بقواه وجيشه وكذا وأساليبه وأنتوا لسه مجموعة مش معقول يعني فديه معركة غير متكافئة ثم كمان يعني أنا من الناحية المبدئية لا أوافق عليها فأنتوا تخلوا عن فكرة قتل عبد الناصر لأن هناك من سيقتله فبُهِت وألح علي قال لي من يعني عرفت مع إنه كان الأول بينكر إن الموضوع ده لا يهمه وإنه يعمل للقرآن فقط فأنا قلت له لا مش هأقول لك عليه فلما ألح قلت له هأقول لك عليه قلت له الذي سيقتل عبد الناصر هو عبد الناصر نفسه.
أحمد منصور: ماذا كنت تعني بهذا؟
فريد عبد الخالق: كنت أعني إن أي نظام استبدادي غير شوري ويعني انفراد بالسلطة وبالقرار وأخذ الأمور بطريقة انفرادية لا ينجح ديه سُنة الله في خلقه ولذلك أمر هو ليه أمرنا بالشورى؟ لإن هي السبيل إلى النجاة والصلاح والفلاح فهو نهايته لما أنا قلت له الكلام ده زي ما تقول قال لي طب الكلام ده قله بقى للريس لأن أنا مش الريس قلت له مين الريس قال لي الوزير السابق اللي اسمه عبد العزيز العلي قلت له طب أنا ألقاه أكمل معاك المشوار بقى.
أحمد منصور: عبد العزيز باشا علي كان وزير سابق في بداية الثورة وكان في الحزب الوطني.
أحمد منصور: طيب أنا عايز أرجع معك الآن لسيد قطب قامت علاقة بينك وبين سيد قطب بعد ذلك واجتمعت به، ماذا كان بينك وبينه بعد الإفراج عنه في سنة.. منتصف 1964؟
فريد عبد الخالق: أنا زرته في منزله بعد ما علمت إن عبد العزيز العلي تنحى عن الرئاسة أو هم تنحوا عن أنه يستمر فيها لسبب أو آخر ووكلوا الأمر إلى سيد قطب، فسيد قطب قَبِل وأصبح هو المسؤول عن تنظيم 1965..
أحمد منصور: أصبح سيد قطب المسؤول
فريد عبد الخالق: نعم وقد قال لي شمس بدران والعهدة بقى على كلامه لما حقق معايا وصل بيه إلى أمور من ضمنها إن هم كانوا بصدد محادثتك في إنك أنت تحل محل عبد العزيز العلي وأنت تبقى مسؤول..
أحمد منصور: تبقى أنت مسؤول التنظيم
فريد عبد الخالق: فلما رأوا وأنسوا منك من كلام زي ما التقوا.. أنك أنت لست مع هذا الفكر ولست مشجعاً له فذهبوا به إلى سيد قطب فوافق.
أحمد منصور: يعني هم كانوا يريدوا قيادة بارزة وهم مرتبين كل شيء من تحتهم؟
فريد عبد الخالق: أيوه
أحمد منصور: لأن كان واضح إن عبد العزيز باشا عليّ لم يكن له علاقة قوية بالتنظيم بقدر ما كان يُرجع له بشكل أساسي وكان عبد الفتاح إسماعيل هو الذي..
فريد عبد الخالق: هم قالوا لي هو رئيسنا عبد الفتاح إسماعيل اعتبروه رئيس إنما هو يعني..
أحمد منصور: هل كان سيد قطب هنا هو قائد فعلي للتنظيم؟ أم أن أيضاً كان غطاءً؟
فريد عبد الخالق: والله أنا لم أغص في الداخل
أحمد منصور: جلست مع سيد قطب ماذا قال لك بخصوص التنظيم؟
فريد عبد الخالق: لما لاقيته في البيت، لاقيته أنا قبيل تنفيذ العملية وقد يعني.. استكملت الحلقات المعنية بالموضوع سواء من كان مسؤول؟ من يعمل فيه زي عبد الفتاح إسماعيل وآخرين وإيه رأي المرشد بيقين أنه غير موافق بأنه يعطي الحقائق دي وأنا علمت إنك أنت حليت محل عبد العزيز العلي وأنت أصبحت.. فيا أستاذ سيد يا أخ سيد وأنا لي به معرفة سابقة وثقة كاملة، أنا قلت له بخطأ التنظيم أسلوباً وهدفاً غلط..
أحمد منصور: تنظيم 1965؟
فريد عبد الخالق: تنظيم 1965 وأنا قلت له إن ده سينشأ عنه متاعب ومشاق لا تؤدي بنا إلى مقابل، يعني له وده خطأ وأنا أرجوك تراجع نفسك فيه وقلت له حتى المجموعة التي معك الآن وتثق فيها وتُعدهم وتناقشهم دول مدسوسين عليك، فيهم مدسوس عليك..
أحمد منصور: فيهم؟
فريد عبد الخالق: فيهم آه فيهم طبعاً فيهم مدسوس عليك و..
أحمد منصور: كنت تقصد أحد بعينه؟
فريد عبد الخالق: أصل أنا قلت له أنت أصلك أنت يعني أنت فقيه وأديب وكاتب..
أحمد منصور: لا تصلح لقيادة تنظيم، قيادات التنظيمات لها..
فريد عبد الخالق: ما تصلحش قيادات التنظيمات دي لها (Technique) ولها ناس ولها خبرة فأنت حطيت نفسك في غير موضعك..
أحمد منصور: ماذا قال لك؟
فريد عبد الخالق: فأنت أحسن حاجة أنك تستمر في عملك لأن العطاء العقلي نافع زي الظلال وكده وإنما ده سيجر إلى شيء إلى عكس الذي.. ولذلك لما التقينا في السجن اللقاء الثاني بعد الكلام ده لأن أنا لما قلت له الكلام ده هو أبدى تأثر..
أحمد منصور: تأثر واستجاب
فريد عبد الخالق: أيوه بس هو لم يخضع، لدرجة قال لي ممكن يا أخ فريد ممكن تبيت معايا الليلة دي؟
معالم في الطريق
أحمد منصور: كان يريد يستمع للمزيد
فريد عبد الخالق: عايز زي ما تقول لسه لا زال الفكر قائم في نفسه وعايز زي ما تقول مراجعة معايا فيه حتى يعني يحصل استنارة أكثر أو يحصل تأثر أكثر حتى يعدل، فأنا الحقيقة اعتذرت عن البيات معه وقلت له ليس عندي جديد أضيفه أنا ما عندي قلته، الفكرة تتعلق بك أنت بقى تقبله أو لا تقبله، إنما فيما يتعلق بي لا جدوى ما عندي قلته وواضح وأنت تأثرت به وأنت عايز مني..
أحمد منصور: ناقشته في معالم في الطريق وقتها؟
فريد عبد الخالق: نعم؟
أحمد منصور: ناقشته فيما كتبه من معالم في الطريق؟
فريد عبد الخالق: أنا قلت له يعني الذي تكتبه ده ليس كل من يقرأه مستكملاً لعدة الفهم الحسن في الشباب، خصوصاً اللي كانوا في رحم السجن معذبين وزي ما تقول تعذيب وشدة الـ.. ورثهم نوع من عدم ثقة في الناس لدرجة الكفر قالوا يعني إن التعذيب ده وسوء المعاملة دي والإعدامات دية اللي عمرها ما حصلت في مصر بهذا العدد لناس فضلاء وعلماء يعني كفروهم بقى..
أحمد منصور: يعني أنت تعتقد برضه إن التعذيب داخل السجون كان سبباً في نشوء التكفير؟
فريد عبد الخالق: طبعاً وليه ربنا بقول يعني..
أحمد منصور: ليه إنسان هايعيش في عدل وفي حرية وكذا يكفر الآخر؟
فريد عبد الخالق: لا.. ولذلك ربنا بيقول حرمت الظلم على عبادي يعني على نفسي وجعلته محرم بين عبادي الظلم وحتى بيقول يعني أن المظلوم ده يعني له ما ليس لغيره..
أحمد منصور: يعني الآن برضه لا نريد أن نحمل كتابات سيد قطب مسؤولية التكفير، بقدر ما هي تحمل للتعذيب الذي تم للناس..
فريد عبد الخالق: لا.. للتغذيب ولسوء الفهم.
احمد منصور: الإنسان إما يَكفر وإما أن يُكفِّر وإما أن يكفر من يعذبه
فريد عبد الخالق: لا للتعذيب إحنا طبعاً اتعذبنا مقلناش كده مش التعذيب وحده التعذيب وسوء الفهم.
أحمد منصور: في 10 أبريل 1966 بدأت المحاكمات وكان رئيس المحكمة الفريق الدجوي، وُزّع الإخوان على عدة قضايا أنت بقيت معتقلا ولم تحاكم أم حكمت؟ لأن صدر قرار من عبد الناصر باعتقال كل من سبق اعتقاله قبل 1965 وأودع الآلاف من الناس في السجون.
فريد عبد الخالق: لأن هو تبين تمام لهم إن أنا الغرضين المستهدفين لم يتوفرا..
أحمد منصور: حكم بالإعدام على سيد قطب وعبد الفتاح إسماعيل ومحمد يوسف حواش.
فريد عبد الخالق: أينعم رحمة الله عليهم.
لماذا أعدم جمال عبد الناصر سيد قطب؟
أحمد منصور: صلاح نصر في الجزء الثالث من مذكراته في الفصل الذي تحت عنوان الصدام بين عبد الناصر والإخوان المسلمين، تحدث عن صدام 1965 وقال إن شمس بدران رئيس مكتب المشير هو الذي كشف العملية وأنه عبد الناصر طلب من صلاح نصر إن المخابرات العامة تتولى القضية، لكن صلاح نصر رفض وقدم استقالته وواصل القضية واصلها شمس بدران وقال رأيه هوه يعني بعد ما قال على الأخوان ما قال، قال أنه رفض التحقيقات في القضية وقال أن أعداد كبيرة من الإخوان اعتقلت دون مبرر وليس هذا يعني أنه يدافع عن الإخوان الذي يختلف معهم ولكن كان يمكن حصر القضية في المتآمرين ولكن عبد الناصر قال له: يعني عاوزني استنى لما يذبحونا؟ هم بيجمعوا السلاح ليه والعيال اعترفوا إنهم عايزين يغتالونا وإن الأمر له رواسب قديمة مش عارف المثل اللي بيقول اتغدى بيه قبل ما يتعشى بك، حكم بالإعدام على هذه القيادات التي ذكرتها ونفذ الإعدام في سيد قطب وعبد الفتاح إسماعيل ومحمد يوسف حواش وأنتم بقيتم في السجون إلى أن تخرجت في 1971 بعدما جاء السادات في 28 سبتمبر 1970، قول لي الأول باختصار أشكال التعذيب إيه في الفترة أنت سجنت في الأربعينات أيام الملك سجنت في 1954 سجنت في 1965 التعذيب تطور ولا كان شكل التعذيب هوه هوه؟
التعذيب في السجون
فريد عبد الخالق: لا هو استفحل أصله اشتد ضراوة وأصبحوا أصحاب خبرة وطبعا زاد وحصل محاكمات لهم والناس على فكرة كثير يعني قالوا المرض ده زي أي وباء لابد من القضاء عليه، فالحقيقة يعني التعذيب زاد والنهارده أصبح يعني..
أحمد منصور: رأيت أشكال جديدة من التعذيب وشديدة؟
فريد عبد الخالق: والله يعني حاجات كده ولها أسماء عندهم، يعني تعذيب يعني أنا شفت بعيني مثلا حمزة البسيوني في 1954 من استفحال العذاب والطريقة الوحشية أنا سمعته بودني في ساحة السجن قال إيه هم ماسكين آل عمران يا صول روح قطع من المصاحف السورة دي، إيه ده على فكرة دول ناس غير أسوياء الطاغية دايما غير سوي ويصدر عنه كل سوء لذلك ربنا حرمه قال {ولا تَطْغَوْا} لأن الطغيان ده يورث الفساد والخراب.
أحمد منصور: بعض الأخوان حكوا حكايات متدخلش الدماغ أحيانا، إن بعض السجانين لما كان حد من الإخوان يقول يا رب يقولوا هجيب ربنا وأحطه معك في الزنزانة أنت سمعت حاجة زي كده.
فريد عبد الخالق: اللي قالها وسمعناها منه اللي قالها حمزة البسيوني قال إن ربنا اللي بتتكلموا عنه لو جه هنا أنا هاحطه في الزنزانة، ده مجنون دول ناس..
أحمد منصور: ولذلك كانت نهايته نهاية عجيبة.
فريد عبد الخالق: نهايته لم تنته.. نهايته لم يبق من جسده إلا سِلخ لما دخلت الأسياخ الحديد سيارته..