أحمد منصور في حوار تاريخي مع حسن نصر الله

في حلقة برنامج بلا حدود ، التي جرى بثها على الهواء مباشرة من أحد ضواحي بيروت -التي تعرضت لضربة هائلة يوم 27 سبتمبر 2024، و في سياق اشتراطات أمنية معقدة، التقى أحمد منصور في حوار تاريخي مع حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان، تناولا فيه رؤية حزب الله ومرجعيته، وأوراقه الضاغطة، في التعامل مع إسرائيل، وطبيعة الدعم الذي يصل إليه من سوريا و إيران.
حسن نصر الله

في حلقة برنامج بلا حدود ، التي جرى بثها على الهواء مباشرة في 12-1-2000، من أحد ضواحي بيروت -التي تعرضت لضربة هائلة يوم 27 سبتمبر 2024، و في سياق اشتراطات أمنية معقدة، التقى أحمد منصور في حوار تاريخي مع حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، تناولا فيه رؤية حزب الله ومرجعيته، وأوراقه الضاغطة، في التعامل مع إسرائيل، وطبيعة الدعم الذي يصل إليه من سوريا و إيران.

كما أجاب نصرالله عن أسباب اختيار مرجعية “ولاية الفقيه”، في إيران -التي لم تقدم دعم حاسم له حتى اللحظة- وليس في لبنان، وهل الحزب أداة في يد إيران؟ ولماذا يرفض الحزب توطين الفلسطينيين في لبنان، ودورهم في الأعمال القتالية ضد إسرائيل

اغتيال حسن نصر الله

كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قصف حارة حريك في قلب الضاحية الجنوبية ببيروت، بقنابل خارقة للحصون، قيل أنها تجاوزت 83طن، في هجوم هو الأعنف منذ عقود، استهدفت “المقر المركزي” لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، والأمين العام للحزب حسن نصر الله.

وأوردت القناة الـ12 الإسرائيلية أنه تم التخطيط لاستهداف نصر الله منذ مدة طويلة، حتى وصلت ما أسمتها “المعلومة الذهبية” وتم استهداف المقر.

مجلة الإيكونوميست البريطانية كانت قد رسمت في 3 يوليو 2024، سيناريو محتمل لما ستكون عليه الحرب بين إسرائيل وحزب الله حال اندلاعها، بهدف إضعاف الحزب ودفعه نحو الشمال، التقرير تحدث عن هجمات مكثفة بمسيرات انتحارية وانقطاع للتيار الكهربائي بشكل دائم، ووابل صاروخي للحزب الذي يملك أكثر من 120 ألف صاروخ وقذيفة، العديد منها قادر على الوصول إلى أهدافه في تل أبيب بدقة، لكن ما حدث كان أعظم من أكثر السيناريوهات سوداوية، بعد أن عاني حزب الله من ضربات إسرائيلية ساحقة على مدار أسبوعين، بدأت بتفجير البيجرات واللاسلكي، واستهداف قيادات الرضوان، وقادة الوحدات، واختراق استخباري هائل لقيادات الحزب وكوادره ومبانيه، واستباحة لمقراته، وقتل أمينه العام.

يذكر أن حسن نصر الله ولد في 31 أغسطس 1960 في بلدة البازورية القريبة من مدينة صور في جنوب لبنان، وهو الأمين العام الثالث لحزب الله اللبناني. تولى نصر الله منصبه يوم 16 فبراير 1992 خلفا للأمين العام السابق عباس موسوي، الذي اغتالته إسرائيل بإطلاق صاروخ على موكبه..

نص حوار أحمد منصور مع حسن نصر الله

أحمد منصور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييكم على الهواء مباشرة من إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية (بيروت)، وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).

يعتبر (حزب الله) في رأي معظم المراقبين أصعب أوراق التفاوض بين إسرائيل وسوريا ولبنان حول أي تسوية سياسية قادمة في المنطقة، وذلك باعتباره أبرز حركات المقاومة، التي تهدد إسرائيل من الجبهة اللبنانية.

ورغم أن حزب الله قد أسس عام 82 فقط؛ أي قبل حوالي 18 عامًا .. إلا أنه أصبح أقوى حركات المقاومة اللبنانية للاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان خلال مدة وجيزة، كما أن البناء العقائدي والتنظيمي للحزب جعله من المعادلات المعقدة على الساحة السياسية في لبنان. ومع بداية التفاوض بين السوريين والإسرائيليين حول التسوية برزت ورقة حزب الله كأبرز أوراق المساومة، وأصبح مستقبل حزب الله السياسي والعسكري موضع تساؤلات كثيرة، نسعى للحصول على إجابات لها من خلال حوارنا اليوم مع السيد حسن نصر الله -الأمين العام لحزب الله-.

ولد السيد (حسن عبد الكريم نصر الله) في حي (شرشبو) في محلة (الكرنتينا) في بيروت في أغسطس عام 60م، تلقى دروسه الأولى في (مدرسة النجاح الخاصة) والتكميلية في الثانوية التربوية في (سن الفيل)، ثم التحق بعد ذلك بحركة (أمل).

سافر إلى (النجف) بالعراق عام 76م لتحصيل دروسه الدينية، تعرف خلالها إلى السيد (عباس الموسوي)، ونشأت بينهما علاقة وثيقة، عاد إلى لبنان عام 87م، واستأنف نشاطه في حركة أمل عام 79م؛ حيث عين مسؤولاً سياسيًّا عن إقليم البقاع، وفي عام 82م عُين عضوًا في المكتب الأساسي للحركة، ثم انفصل عنها بعد ذلك، شارك مع الشيخ (صبحي الطفيلي) والسيد (عباس الموسوي) وآخرين في تأسيس حزب الله عام 82م حيث تدرج في مسؤوليته داخل الحزب حتى اختير أمينًا عامًا للحزب عام 92م إثر اغتيال الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي على أيدي الإسرائيليين، أعيد انتخابه أميناً عامًا للحزب 3 مرات بعد ذلك.

 التفاوض مع إسرائيل

أحمد منصور:

السيد حسن نصر الله.. أرحب بك في قناة الجزيرة.. بلا حدود، وأود أن أسألك في البداية: هل أنتم معنيون بالمفاوضات القائمة الآن بين السوريين والإسرائيليين؟

حسن نصر الله:

بسم الله الرحمن الرحيم.. طبعًا نحن معنيون بكل ما يجري في هذه المنطقة، لأن ما يجري الآن سيحدد مصير هذه المنطقة؛ مصير مقدساتها وأرضها وشعوبها ومستقبل الأجيال فيها، وأمام أي حدث سياسي محلي أو إقليمي يطال المصير الوطني والمصير القومي، بالتأكيد الجميع يشعر بمسؤولية تجاه هذا الأمر.

أحمد منصور:

ما هي قراءتك إلى الجولات التي تمت حتى الآن من المفاوضات بين السوريين والإسرائيليين، والتي عادة ما تصل إلى طريق مسدود؟

حسن نصر الله:

طبعًا المفاوضات القائمة حاليًا بمعزل عن موقفنا المبدئي من أصل عمليات التسوية وأصل المفاوضات، أحتفظ بالموقف المبدئي، لكن كمتابع ومراقب أيضًا أعتبر أن المفاوضات القائمة هي مفاوضات صعبة وجادة، وفيها الكثير من التعقيدات والصعوبات، وعلينا أن نتابع ونواكب تطورات هذه المفاوضات، طبعًا ما نشر حتى الآن هو معلومات صحفية أو إعلامية قد يعوزها بعض الدقة أو الدقة، لا أعتقد أنه تتوافر معلومات دقيقة وصحيحة حتى الآن عما جرى.

أحمد منصور:

تقول أنك تحتفظ بموقفكم المبدئي، ما هو موقفكم المبدئي من قضية التفاوض مع إسرائيل؟

حسن نصر الله:

من بداية عملية (مدريد) كان لحزب الله موقف حول مجمل هذه العملية، والأسس التي قامت عليها، ونعتبر أن الأسس التي قامت عليها عملية مدريد، فيما يعني قضية المنطقة بشكل عام، وخصوصًا فيما يعني موضوع فلسطين؛ هي أسس غير عادلة وغير منصفة، لأن الأسس التي تتيح منذ بداية العملية التخلي عن الأرض الفلسطينية المحتلة سنة 1948م بكاملها وبجرة قلم هي ليست تسوية عادلة.

أحمد منصور:

لكن هناك واقع يتعامل هؤلاء معه الآن؟

حسن نصر الله:

أنا أريد أن أوصِّف هذا الأمر، أقول أنا لا أنكر واقعًا، ولكني أصف هذا الواقع، وأقول أن هذه العملية قامت على أسس من هذا النوع.

أحمد منصور:

أما ينبغي أن تتعاملوا أنتم أيضًا مع هذا الواقع بشكل مرحلي، وتقبلوا بقبول إسرائيل كأمر مفروض على المنطقة، إلى حين تتوفر القوى التي يمكن أن تزيلها بعد ذلك كما تطالبون أنتم بإزالتها؟

حسن نصر الله:

يعني تارة أنت تعترف بهذا الواقع، وتعطيه شرعية ورسمية وتوقع له، بانتظار أن تتحقق ظروف من هذا النوع التي تتحدث عنها، باعتقادي أن هذا خطأ. الصحيح ألا تستسلم لهذا الواقع، إن لم تتمكن من تغييره فعليك أن تصمد، وعليك أن تورث الأجيال صمودًا وتثبيتا لعدم مشروعية هذا الواقع القائم حاليًا.

أحمد منصور:

كيف ترى مستقبل المفاوضات والجولات القادمة بين السوريين والإسرائيليين؟ هل يمكن أن يتمخض عنها اتفاق عادل في ظل الاتفاقات السابقة التي أبرمت بين إسرائيل ودول عربية أخرى؟

حسن نصر الله:

بمعزل عن توصيفات الاتفاقات التي يمكن أن تحصل، المفاوضات القائمة قد تؤدي إلى اتفاق وقد لا تؤدي، يعني كلا الاحتمالين ما زال قائمًا.

أحمد منصور:

كل القراءات تقول أنها سوف تؤدي…

حسن نصر الله:

هذا احتمال وارد ومعتد به.

أحمد منصور:

كل المعطيات تقول أنه واقع، ولكن هي الفرصة..

حسن نصر الله [مقاطعا]:

هل تستطيع أن تجزم بذلك، أنا لا أريد أن أبالغ لا إيجابًا ولا سلبًا، أريد أن أكون واقعيّ في تقييم هذه الأمور.

أحمد منصور:

يعني أنت تتوقع..

حسن نصر الله [مقاطعا]:

هذه المفاوضات قد تطول..

أحمد منصور [مقاطعا]:

قد تطول لكنها في الآخر ستتمخض عن توقيع اتفاق؟

حسن نصر الله:

قد.. أنا لا أعلم الغيب، وأنت لا تعلم، لا نعرف ماذا يمكن أن تحصل من تطورات في النهاية هناك، حتى الاتفاق على المسار السوري أو لاحقا على المسار اللبناني له ثوابت، يلتزم بها السوريون، ويلتزم بها اللبنانيون.

أحمد منصور:

كل العرب دخلوا بثوابت، وسرعان ما بدؤوا يتنازلون شيئًا فشيئًا، حتى وقعوا على أشياء، ربما عرضت عليهم من قبل، وكانوا يرفضون التوقيع عليها.

حسن نصر الله:

هذه أمور ممكنة ولكن حتى الآن التجربة على المسار السوري واللبناني كانت مختلفة.

أحمد منصور:

متى تعتقد أن اللبنانيين سوف يلحقون بالمسار السوري؟

حسن نصر الله:

عندما توجه الدعوة لهم.

أحمد منصور:

هم في انتظار فقط توجيه الدعوة؟

حسن نصر الله:

يعني أتصور أنه إن حصل تطور مهم جوهري أو نوعي على المسار السوري قد يحصل أمر من هذا النوع، على كلٍ المسار اللبناني أنا أقول لك: المسار اللبناني لا يحتاج إلى تفاوض أساسًا.

أحمد منصور:

كيف؟ هو مسار تابع؟

حسن نصر الله:

لا، بمعزل عن تسميته مسار أو عدم تسميته بذلك؛ لأن مسألة لبنان واضحة، حتى الدولة اللبنانية هي منذ البداية كانت تقول نحن لدينا القرار 425، وعلى إسرائيل أن تنفذ هذا القرار، هو لا يحتاج إلى تفاوض، على إسرائيل أن تخرج من أرضنا.. ولا أعتقد أن هناك أمور بحاجة إلى تفاوض، نعم، إلا إذا كانت هناك مسائل تبقى عالقة، لكن بكل الأحوال أعتقد أن المفاوضات اللبنانية يعني على المسار اللبناني مرهونة بتطور نوعي في المسار السوري وليس بتطور عادي.

أحمد منصور:

هل يوجد أجندة مستقلة للبنانيين تختلف عن أجندة السوريين؟

حسن نصر الله:

يجب أن تسأل الوفد اللبناني المفاوض.

أحمد منصور:

أنتم أيضًا موجودين، هل يوجد بينكم وبين الحكومة اللبنانية أو الوفد اللبناني المفاوض أي شكل من أشكال الاتفاق في الأهداف والمبادئ القائمة على المفاوضات؟

حسن نصر الله:

لا يوجد أي تنسيق من هذا النوع.

أحمد منصور:

يعني أنتم تفصلون أنفسكم عن لبنان فيما يتعلق بهذه الأمور؟

حسن نصر الله:

نحن قلت لك في موضوع المفاوضات لنا وجهة نظر، نحن مقتنعون بأن خيار المقاومة في جنوب لبنان والبقاع الغربي هو قادر على صنع النصر والتحرير، ونحن على مقربة منه.

أحمد منصور [مقاطعا]:

تحرير أي شيء؟

حسن نصر الله:

حتى الآن نحن نتحدث عن الأرض اللبنانية المحتلة..

أحمد منصور [مقاطعا]:

يعني عندكم حديث بعد ذلك عن …

حسن نصر الله:

نعم، لكل حادث حديث وأحاديث أيضًا، لكن نحن نتابع هذه المقاومة بجدية وبفعالية، ومؤمنين بهذا الطريق.

أحمد منصور:

يعني أنتم الآن مرضي عنكم أو مسكوت عنكم باعتباركم ورقة تُسهم في مساعدة المفاوض السوري والمفاوض اللبناني.. حال توقيع اتفاق بين سوريا وإسرائيل أو لبنان وإسرائيل، يعني ما هو تصورك لما سوف يكون عليه حزب الله؟

حسن نصر الله:

المسألة أولا أريد أن أعلق على المنطلق للسؤال، يعني موضوع المقاومة في لبنان هي ليست بهذا المعنى، وعندما وقف لبنان وقاوم، وعندما أيدت سوريا المقاومة في لبنان لم تكن هناك مفاوضات أصلاً….منذ عام 82

أحمد منصور [مقاطعا]:

اسمع منك التفصيلات الدقيقة عما تتصوره لمستقبل حزب الله حال توقيع اتفاق بين سوريا ولبنان بعد موجز قصير للأنباء…..

مستقبل حزب الله

أحمد منصور:

……. سيد حسن نصر الله سؤالي كان عن مستقبل حزب الله في ظل توقيع اتفاق بين سوريا ولبنان وإسرائيل.

حسن نصر الله:

نحن فيما يعني المستقبل لسنا قلقين، كما يحاول البعض أن يتحدث عن تلك النواحي، بالنسبة إلينا يمكن تصنيف الأمور فيما لو حصل اتفاق إلى عناوين عديدة، مثلاً من هذه العناوين: الحضور السياسي والاجتماعي والثقافي والتنظيمي في لبنان، هذا حضور الآن قائم؟

أحمد منصور [مقاطعا]:

يعني ستتحولون إلى مجرد حزب سياسي على الساحة اللبنانية؟

حسن نصر الله:

الآن قلت: هذا أحد العنوان، نحن الآن حزب سياسي على الساحة اللبنانية، والمقاومة قائمة، نحن لسنا..

أحمد منصور [مقاطعا]:

ولكن المقاومة هدفكم الأساسي؟

حسن نصر الله:

صحيح، ولكن نحن لسنا تنظيم عسكري فقط، لسنا مقاومة فقط، نحن حركة إسلامية لبنانية لنا حضورنا السياسي ونشاطنا ومؤسساتنا الثقافية والتربوية والاجتماعية والإعلامية، وهذا أمر سيستمر بشكل طبيعي، خصوصًا إذا تحقق انتصار عنوانه انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، والذي يعرف الجميع أن للمقاومة ولحزب الله بالتحديد فضلاً كبيرًا جدًّا في تحقيق إنجاز من هذا النوع. ثانيًا: هناك مسألة مقاومة التطبيع، وفي رأينا أن هذا أمر يمكن أن ننشط نحن وكثيرون في لبنان في هذا الإطار مما نؤمن به ونعتقد به، وله أهميته الكبيرة. إن البعض قد يستهين بهذا الأمر، لكن في رأينا نحن أن مقاومة التطبيع في المرحلة المقبلة لا يقل أهمية عن المقاومة المسلحة، لأن مقاومة التطبيع هي التي يمكن أن تحد من خسائر التسوية، ونتمكن فيها من مواجهة مخاطر هذه التسوية، والوقوف في وجه مشروع إسرائيل العظمى.

أحمد منصور:

لكن كثيرون من المراقبين في هذه النقطة تحديدًا يرون أن اللبنانيين سيكونون أكثر الشعوب العربية ركضًا وراء التطبيع مع إسرائيل، لأنها مش فارقه معهم كما يُقال.

حسن نصر الله [ضاحكا]:

أنا لا أنكر بأن بقية الشعوب العربية خصوصًا شعوب ما يسمى بـ(دول الطَّوْق) هي أكثر حصانة، لأن لبنان مر بظروف الحرب الأهلية، والعدو الإسرائيلي دخل بقوة على خط الأمور في لبنان، ولكن الأمور ليست بالمستوى الذي يتحدث عنه هؤلاء. يعني إسرائيل اعتدت على لبنان، هذا العدو احتل أرضنا، وارتكب مجازر مهولة، ولَحِق اللبنانيين جميعًا خسائر فادحة بسبب التدخل الإسرائيلي والاجتياح الإسرائيلي والعدوان الإسرائيلي المستمر، وهذا سيبقى في ذاكرة اللبنانيين، وأنا أعتقد أن عدد كبير من المثقفين والقوى السياسية والجمعيات الأهلية سوف تتعاون بقوة في هذا الإطار.

أحمد منصور:

الإطار الثالث…

حسن نصر الله:

العنوان الثالث: هو فيما يعني المقاومة المسلحة، وهذا الأمر الذي دائمًا نقول لكم ولمن سبقكم ولمن سيأتي بعدكم إلى حين حصول انسحاب أو اتفاق، لأنو قد يحصل انسحاب بدون اتفاق إلى حين حصول انسحاب أو اتفاق، نحن في الحقيقة لا نتحدث عن مستقبل مقاومتنا المسلحة، ونعتبر أن إبقاء هذا الأمر طَيّ الكتمان فيه مصلحة للبنان، لسوريا، للموقف العربي، للموقف الإسلامي.. من كل الزوايا هو مصلحة أكيدة، ولذلك الأمر نقول نتركه للمستقبل.

أحمد منصور:

ليست قضية ترك للمستقبل، وإنما هي قضية سيناريوهات محددة لن تستطيعوا مطلقًا أن تخرجوا عن إطارها. أنتم تَُموَّلون من جهات مُعَيَّنة، هذه الجهات الآن تساوم وتفاوض من أجل إيقاف دعمها لكم، ومن َثمَّ فإن مقاومتكم العسكرية سوف تنتهي وتضمحل بسبب عدم وجود دعم لها، إذا أردتم أن تستمروا فإنكم ستخرجون عن نطاق الشرعية الموجودة للدولة اللبنانية، والخروج عن نطاق الشرعية سوف يوقعكم في أشياء ربما وقعت فيها تنظيمات أخرى، فالخيارات أمامكم هي خيارات محدودة، الآن ربما أنت تضفي بهذه الإجابة شكلاً من أشكال الإرعاب والإخافة للإسرائيليين، ولكن الواقع سيحصركم، أما ترى أن الواقع سيضطركم إلى أن تتعاموا في إطار محدود للغاية، وليس إطارًا مطلقًا كما تشير الآن؟

حسن نصر الله:

أنا -إن شاء الله- أنقل مداخلتكم هذه إلى قيادة حزب الله، عندما تتخذ قرارًا في هذا الأمر، بالتأكيد عندما تقرر قيادة حزب الله أمرًا من هذا النوع هي ستأخذ كل الأمور بعين الاعتبار.

أحمد منصور [مقاطعا]:

أكيد أنتم لستم منتظرين لي لكي تتم الأمور وإنما سيناريوهاتكم محددة

حسن نصر الله:

على كلٍ بالنسبة إلينا نحن نعرف إلى أين ذاهبون، وماذا علينا أن نفعل، وما هي خياراتنا، ونحن لن نفاجأ بأي شيء، وكل الاحتمالات عندنا واردة، ونحن مستعدون لكل هذه الاحتمالات، وفيما يتعلق بهذه النقطة بالتحديد يمكنك أن تقول ما تشاء، وتقدم أدلة على أن المصلحة في وقف المقاومة، أو قد يأتي آخر يحدثني ويقول لي أن المصلحة هي في استمرار المقاومة، هذا لن يعدل من سياستنا في هذا الموضوع.. ثم نحن نعتقد أن المصلحة الآن عدم تناول هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد.

أحمد منصور:

في معتقداتكم العقائدية على وجه التحديد، خياركم للمقاومة وللجهاد بالمفهوم الإسلامي.. هل هو قاصر عند الحدود التي ستُرسم بين لبنان وإسرائيل؟

حسن نصر الله:

يعني هذا دخول على البحث من باب آخر، أنا أود أن أجيبك بصراحة في أمر من هذا النوع، وهو: بالنسبة إلينا إسرائيل هي عدو، قبل التسوية وبعد التسوية.. إسرائيل بالنسبة إلينا هي كيان غير شرعي وغير قانوني، وليس له أي حق، وهي كيان قائم على أساس الاغتصاب لأرض الآخرين وتشريد شعب من أرضه وسلب حقوق الآخرين، وهي كيان مفروض على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والأمة الإسلامية بالقوة.. بقوة الحديد والنار، وليس بقوة الشرعية ولا بقوة القانون. بالنسبة إلينا إسرائيل موقفنا العقائدي والفكري منها سيبقى هذا حتى نلقى الله -سبحانه وتعالى- لكن هل هذا يعني أنني في ظرف معين في معطى معين سأُقدِم على قتالها أو لن أقدم على قتالها.. في ذلك الظرف أنا سأقول ماذا سأفعل.

أحمد منصور:

في هذا الإطار أيضًا أنت لا تلتزم أو لا تنوي الالتزام بالمرجعية السياسية التي ستقرر من قبل السوريين واللبنانيين فيما يتعلق بإسرائيل.

حسن نصر الله:

فيما يعني هذه النقطة؟

أحمد منصور:

نعم.

حسن نصر الله:

في ذلك الحين سأقول لك إن كنت سألتزم بهذه المرجعية أم لا.

أحمد منصور:

في حال تشكيل وفد لبناني للتفاوض مع الإسرائيليين، وطلبوا منكم أن تكونوا جزءًا من هذا التفاوض ولو بشكل من أشكال يعني شد همم اللبنانيين.. هل ستوافقون للدخول في التفاوض؟

حسن نصر الله:

بالتأكيد.. لا.

أحمد منصور:

ولا من قبل الاستشارة؟

حسن نصر الله:

أنا قلت: يعني هذه الطريقة نحن غير مقتنعين بها، أعتقد أن المفاوض اللبناني أو المفاوض السوري سيكون قويًّا جدًّا بمقاومتنا وجهادنا وتضحياتنا، ونحن حسبنا في هذا الصراع أن نكون في هذا الموقع.

 المرجعية العسكرية لحزب الله

أحمد منصور:

ما هي مرجعيتكم في العمليات العسكرية التي تقومون بها؟

حسن نصر الله:

مرجعيتنا شنو يعني؟

أحمد منصور:

العسكرية.. إلى من ترجعون في اتخاذ القرار في العمليات العسكرية التي تنفذونها؟

حسن نصر الله:

نحن المرجعية.. نحن الذين نأخذ القرار.

أحمد منصور:

حتى فيما تقومون به من قصف لإسرائيل؟

حسن نصر الله:

في كل ما نفعل، ونحن نتحمل كامل المسؤولية عن هذا العمل الشريف الذي نمارسه.

أحمد منصور:

والدولة التي تقومون على أرضها وتنتمون إليها؟

حسن نصر الله:

تُسَلِّم لنا بهذا الحق، لأن أرضنا محتلة، ونحن شعب يقاوم لتحرير هذه الأرض.

أحمد منصور:

والدول التي تدعمكم وعلى رأسها سوريا؟

حسن نصر الله:

هي كذلك تؤيد هذا الحق، وأعتقد – كما أثبتت التجربة، وهذه ميزة المقاومة في لبنان- أن هذا الفاصل أو الهامش بين المقاومة والدولة؛ مَكَّن لبنان من تقديم تجربة متميزة على هذا الصعيد، ومكن لبنان أيضًا من الاستفادة من كل إيجابيات المقاومة وتضحياتها، مع تحمل أقل قدر ممكن من الخسائر إن صح تسميتها بالخسائر.

أحمد منصور:

إلى أي مدى تتوقع أن يخضع السوريون للضغوط التي تُمَارَس عليهم فيما يتعلق بدعمهم وموقفهم من حزب الله؟

حسن نصر الله:

دائمًا سوريا كانت تتعرض لضغوط من هذا النوع.

أحمد منصور [مقاطعا]:

الآن الأمور دخلت في الجد.

حسن نصر الله:

يعني أنا أتصور سوريا ملتزمة بحق المقاومة في لبنان، نحن نتحدث عن وحدة المصير، بعض اللبنانيين يتحدثون عن وحدة المسار أو المسارات التفاوضية بين لبنان وسوريا، نحن نتحدث عن وحدة مصير بين لبنان وسوريا، وبالتالي نحن نعتبر أن مسألة المقاومة في لبنان هي جزء من مصير لبنان وجزء من مصير سوريا.

أحمد منصور:

ستنتفي الحاجة حال وجود توقيع

حسن نصر الله:

ذاك بحث آخر…

أحمد منصور:

أنا أعني ما بعد التوقيع وليس ما قبله، لأن الآن هناك ضغوط على سوريا، وسيكون هناك نصوص في الاتفاقية تخص حزب الله تحديدًا.

حسن نصر الله:

ما بعد التوقيع الأمر مختلف، إذا وَقَّعَت سوريا أو لبنان اتفاقًا سيلتزمون بمضمون هذا الاتفاق.

أحمد منصور [مقاطعا]:

وأنتم لن تلتزموا؟

حسن نصر الله:

حينها سنرى.

أحمد منصور:

يعني أنت الآن تتمرد على الالتزام بالتوقيع.

حسن نصر الله:

أنا لست ملزمًا، أنا لا أستطيع أن ألزم نفسي بأي اتفاق أو بأي قرار. عندما تحصل أحداث من هذا النوع، وتطورات من هذا النوع نحن سنرى ما هي المصلحة الحقيقية على ضوء ما نؤمن به ونقول ونفعل.

المرجعية السياسية والشرعية لحزب الله

أحمد منصور:

ما هي مرجعيتكم السياسية؟ لطهران أم لدمشق؟

حسن نصر الله:

مرجعيتنا السياسية هي في قيادة حزب الله، دمشق وطهران بالنسبة إلينا هي دول صديقة، وهم إخوة وداعمون ومساندون، ونحن نعيش معهم أكثر من مسألة أخوة وصداقة، نحن نعيش جسد واحد أو وحدة مصير كما نعبر نحن في لبنان.. نعم هناك مسألة فيما يعني طهران، أنّ عليك أن تميز بين موقعين: نظام الجمهورية الإسلامية والمتكون من مؤسسات هذا النظام.. هذا النظام بالنسبة إلينا هو نظام نحترمه ونجله ونقدره ونقيم معه علاقة صداقة، لكن هذا النظام ليس قَيِّمًا علينا ولا وصيًّا علينا، وأنا أقول لك: أنهم هم أيضًا يرفضون أن يكونوا قَيِّمين أو أوصياء على حزب الله أو على غير حزب الله، وهذه حقيقة نحن عشناها في تجربة طويلة معهم. هناك موقع آخر بمعزل عن مسألة النظام السياسي والحكومة والسلطة ومؤسسات دولة انطلاقًا من يعني موقعنا الفكري والفقهي..

أحمد منصور [مقاطعا]:

هذا سؤالي عن المرجعية الشرعية؟

حسن نصر الله:

نؤمن بما يُسمَّى بـ(ولاية الفقيه) وأن علينا أن نرجع في أمورنا الأساسية وخصوصًا في أبعادها الشرعية، باعتبار نحن حركة ملتزمة إيمانيًّا وإسلاميًّا إلى فقيه عادل كفء، شجاع، مدير، مدبر، جامع للشرائط -كما يقولون-، وهذا الأمر هو قائم، سواء كان هناك دولة إسلامية اسمها نظام الجمهورية الإسلامية في إيران أو لا، يمكن أن يكون هذا الفقيه الذي نؤمن بولايته وكفاءته ومرجعيته موجود في (قُمْ) أو في (النَّجف الأشرف) أو في أي بلد عربي أو في أي بلد إسلامي. نحن ارتضينا من خلال التجربة ومن خلال القناعة الشخصية في السابق؛ شخصية الإمام (الخميني) -قُّدس سِرُّه الشريف- كفقيه جامع للشرائط، يمتلك مواصفات ممتازة واستثنائية، ومن بعده ارتضينا سماحة الإمام (الخامينئي) كشخصية من هذا النوع.

أحمد منصور:

طيب الآن لماذا لا تكون مرجعيتكم الشرعية مرتبطة بالزمان والمكان الذي أنتم فيه؟ بالمكان على الأقل، بالظروف السياسية والظروف الفقهية والظروف المعيشية التي تختلف في لبنان عن طهران وإيران بشكل أساسي.. هل يمثل السيد (محمد حسين فضل الله).. أما كان يمثل لكم مرجعية شرعية؟

حسن نصر الله:

في موضوع المرجعية أو الولاية -بتعبير آخر- هذا موضوع له أساسه الفقهي والفكري، وهذا أمر لا يخص بلد دون بلد، أو إقليم دون إقليم، يعني نحن نريد أن نرجع إلى هذا الفقيه ونسأله: ما هو رأي الإسلام؟ ما هو رأي الشريعة الإسلامية؟ ما هو رأي الفقه الإسلامي في هذه المسألة أو تلك؟ هذا لا يختلف الأمر بين أن يكون هذا الفقيه موجود في بيروت، أو النجف، أو طهران، أو قُمْ أو القاهرة مثلاً.

أين يوجد هذا الفقيه؟ ليست هي المسألة الأساسية، طبعًا التطبيقات هي مسؤوليتنا، تفاصيل تطبيقات خصوصيات الوضع اللبناني، خصوصيات المنطقة…

أحمد منصور [مقاطعا]:

ألا يؤدي ذلك إلى الازدواجية؟ ازدواجية ما بين القيادة السياسية للدولة التي تقيمون على أرضها والمرجعية الشرعية التي ترجعون لها في دولة أخرى، ربما تختلف سياستها عن سياسة الدولة التي تقيمون فيها؟ ألا يؤدي ذلك إلى ازدواجية وإلى تشتت؟ من تتبعون في النهاية إذا تعارض القرار السياسي مع المرجعية الشرعية؟

حسن نصر الله:

لا يؤدي إلى هذا النوع من التشتت، لأنه في أي بلد حتى عندما تكون هناك دولة ليس كل القوى السياسية الموجودة في هذا البلد، أو فئات شعب هذا البلد؛ تُسَلِّم بشكل نهائي بمرجعية هذه الدولة، لأن هناك تكون قوى موالية وقوى معارضة لها وجهة نظر فيما تقوم به هذه الدولة أو تمارسه، وكأنك تفترض أن ما تقرره الدولة يجب أن يلتزم به أفراد الشعب بمعزل عن أي وجهة نظر سياسية أو فكرية أخرى.

أحمد منصور:

في هذا الإطار كثير من المراقبين يرون أنكم بهذا التصور وبهذا الطرح وبهذه المرجعية لستم سوى أداة في يد إيران وفي يد سوريا من الناحية السياسية ومن الناحية المرجعية الشرعية، تحرككم لتحقيق أهداف خارجية لهاتين الدولتين، وليس لتحقيق أهداف وطنية على الساحة اللبنانية.

حسن نصر الله:

هذا مجرد اتهام، على من يوجه هذا الاتهام أن يقدم أدلة…

أحمد منصور [مقاطعا] :

ألا يكفي كلامك هذا ليكون دليلاً دامغا على صدق هذا الاتهام.

حسن نصر الله:

هذا لا يعني على الإطلاق عندما تلتزم أنت بمرجعية شرعية معينة تعود إليها في رأي الإسلام في الواقع المعاصر حول قضايا معينة، لا يعني أنك تحولت إلى أداة في يد هذه المرجعية على الإطلاق، ثم منذ انطلاقة حزب الله في لبنان منذ سنة 1982م إلى اليوم كل ما قام به حزب الله في لبنان هو مصلحة لبنانية، هومصلحة عربية، هو مصلحة إسلامية، ولم يتصرف من موقع الأداة في أي يوم من الأيام.

أحمد منصور:

إذا طُلب منكم تسليم أسلحتكم بعد توقيع اتفاق بين السوريين واللبنانيين والإسرائيليين، هل ستعارضون تسليم أسلحتكم؟

حسن نصر الله:

هذا جزء من ملف واحد مرتبط ببعضه البعض: العمليات، استمرار العمليات، أو وقف العمليات، تسليم السلاح، التشكيلات العسكرية، مصير المقاومين، يعني المقاتلين حاليًا في المقاومة.. هذا ملف واحد نتناوله بشكل كامل في ذلك الوقت.

أحمد منصور:

ما هي مطالبكم من الإسرائيليين تحديدًا؟

حسن نصر الله:

أن يخرجوا من أرضنا بلا قيد وبلا شرط.

أحمد منصور:

إذا خرجوا انتهت طلباتكم؟

حسن نصر الله:

لكل حادث حديث، حينئذ سنقول إذا كان لدينا طلبات أخرى أم لا؟ هذا إذا كنا نتحدث في الجانب العسكري، أما إذا أردنا أن نتحدث في أساس القضية: على الإسرائيليين أن يعيدوا الحق إلى أصحابه.

أحمد منصور:

معنى ذلك أنكم تطالبون الإسرائيليين بالخروج كلية، وتسليم فلسطين إلى الفلسطينيين، إذا كنت تطالب بأن تكون المرجعية لقرار 48م ؟

حسن نصر الله:

في الموقف الفكري والسياسي. نعم هذا ما أدعو إليه تمامًا.

أحمد منصور:

لو دخلتم في مفاوضات مع الإسرائيلين، ما هو جدول الأعمال الذي ستطرحونه للنقاش؟

حسن نصر الله:

لم أفكر بهذا الموضوع لأن هذا فرضية بالنسبة لي محالة.

أحمد منصور:

هل هناك توصيات معينة تودون أن يعني توصوا بها المفاوض السوري والمفاوض اللبناني؟

حسن نصر الله:

أن يستعيدوا أرضهم بلا أثمان، وإن كان لا بد من أثمان بناء على مَبْنَاهم التفاوضي فبأقل الأثمان والخسائر الممكنة.

أحمد منصور:

أشرت إلى دوركم السياسي على الساحة اللبنانية، وأنتم دخلتم في الانتخابات ولكم أعضاء في البرلمان، وتسعَون لكي يكون لكم دور سياسي على الساحة اللبنانية في المرحلة القادمة، هل هذا بداية من قِبَلِكم للقناعة بأن دوركم العسكري ممكن أن ينتهي على الساحة وتتحولون إلى مجرد حزب سياسي؟

حسن نصر الله:

يعني عندما أخذنا خيار الدخول إلى الحياة السياسية لم تكن هناك مفاوضات في المنطقة، ولم تكن هناك حتى مقدمات لمفاوضات من هذا النوع، نحن سواء كان هناك مقاومة عسكرية أو لم يكن هناك، على كل الفرضيات نحن نؤمن بأهمية العمل السياسي ونعتبره بالنسبة لنا واجب ديني ووطني وأخلاقي، لأننا أيضًا على مستوى لبنان نحن معنيون بمصير وطننا وشعبنا، وهناك قضايا أساسية لا يمكن أن نحققها أو نخدمها أو ندافع عنها أو نحافظ عليها إلا من خلال وجودنا في الساحة السياسية، سواء في داخل مؤسسات الدولة، أم في الحياة السياسية في أطرها المختلفة.

مصادر تمويل حزب الله

أحمد منصور:

هناك تقارير تشير إلى أن ميزانيتكم السنوية تتخطى المائة مليون دولار.

حسن نصر الله:

هذا يحتاج إلى دعاء.

أحمد منصور:

تقارير غربية منشورة تؤكد إلى أن حجم نفقاتكم، حجم العمليات العسكرية، حجم السلاح الذي تحصلون عليه، تنظيمكم للأفراد المنتمون إليه.. ماذا تقول عن ذلك؟

حسن نصر الله:

أولا: نحن لدينا عدة مصادر للتمويل.

أحمد منصور:

أهمها…

حسن نصر الله:

من جملة هذه المصادر: التبرعات التي تجبيها مؤسسة كاملة فيها عدد كبير من الرجال والنساء اسمها (هيئة دعم المقاومة الإسلامية) وهذه تعمل في لبنان وفي خارج لبنان وتجبي أموال طائلة بالمناسبة.

أحمد منصور [مقاطعا]:

تتخطى المائة مليون؟

حسن نصر الله:

لا، أنا ما قلت، أولا أنا لا ألتزم برقم المائة مليون

أحمد منصور:

يعني مبلغ المائة مليون يعتبر مبلغًا قليلا.

حسن نصر الله:

بالنسبة للبنانيين يعني 100 مليون دولار ليرة يعني تختلف من قوم لآخرين، هذا عنوان، هذا مصدر.. من المصادر أيضا: ما نسميه نحن بالحقوق الشرعية، نحن في فقهنا لدينا إلى جانب الزكاة…

أحمد منصور [مقاطعا]:

فقه الاثنا عشرية.

حسن نصر الله:

الفقه الجعفري، الاثنا عشرية تسمية عقائدية كلامية.. في الفقه الجعفري يوجد ما يسمى بـ(الخُمس) الذي نؤمن بأنه يتجاوز خمس غنائم الحرب إلى كل الأرباح.. أرباح التجارة، وبالتالي عندنا كل من لديه ربح في آخر السنة بعد تصفية رأس المال يجب أن يدفع خمس أمواله للجهات الشرعية المعنية بصرف هذه الأموال، وهذا من المصادر المهمة أيضًا. هناك مؤسسات في إيران مؤسسات إنسانية تكفلت بجوانب مهمة من الإنفاق.. أضرب لك مثالاً: نحن بالنسبة لعوائل الشهداء، وعوائل الأسرى، وبالنسبة للجرحى نحن لا نتحمل أي أعباء مالية مباشرة، هناك مؤسسات اجتماعية موجودة في إيران كمؤسسة (الشهيد) أومؤسسة (الجرحى) هي التي ترعى هؤلاء العوائل.. فيما يعني التقديمات الاجتماعية أيضًا هناك مؤسسات تساعدنا على هذا الصعيد، سلاحنا من خلال المال الذي يتوفر لدينا، نحن نؤمن من خلال الشراء احتياجاتنا للسلاح…

أحمد منصور:

من أين تشترون السلاح؟

حسن نصر الله:

هذا أمر سرِّي وأمني بالتأكيد لن أقول على شاشة الجزيرة من أين نشتري هذا السلاح.

أحمد منصور:

السلاح السلاح معروف، والسؤال الذي يتم من خلاله توفير هذا السلاح.

حسن نصر الله:

السلاح الذي نقاتل به نحن متوفر في أماكن كثيرة من العالم، يعني نحن ليس لدينا طائرات ولا دبابات، وسلاح المقاومة هو سلاح معروف ومتوفر في الأسواق.

الدعم السوري والإيراني

أحمد منصور:

هل تلقون قبل أن أنتقل من نقطة الدعم.. ما هي طبيعة الدعم الذي يصلكم من سوريا وإيران تحديدًا؟ هل هناك دعم بالمال أم أنه فقط بالسلاح؟

حسن نصر الله:

أنا قلت سوريا تقدم دعمًا سياسيًّا.

أحمد منصور [مقاطعا]:

وماليًّا.. لا؟

حسن نصر الله:

لا.. لا تقدم.

أحمد منصور:

عسكريًّا.. لا؟

حسن نصر الله:

ولا عسكريًّا، هي تقدم دعم سياسي، هي تحمي المقاومة وتؤيدها، وتؤمن بحقها، طبعًا الدعم السياسي بالنسبة لنا هو مهم جدًّا.. بالنسبة لإيران قلت: إلى جانب الدعم المعنوي والسياسي هناك مؤسسات تبنت وتكفلت جوانب من جوانب الإنفاق الموجودة عندنا.

أحمد منصور:

هل لديكم أسلحة لم تقوموا باستخدامها حتى الآن في المواجهة مع الإسرائيليين؟

حسن نصر الله:

قد يكون وقد لا يكون، يعني فيما يعني الأسئلة التي تخص العمل المسلح المباشر أعتقد أنا وأنت متفقون بأن مصلحة المقاومة ألا ننقل المسائل الأمنية للإعلام.

أحمد منصور:

ربما إعلاميًا لا أتفق معك.. سؤالي أيضًا عن…

حسن نصر الله [مقاطعا]:

قد يكون وقد لا يكون، فلنبقِ الإسرائيليين في حيرة من أمرهم.

أحمد منصور:

طيب.. لك الحق أن تبقي من تشاء، لكن أيضًا الطائرات الإسرائيلية يعني تعيث فسادًا في الجنوب في الوقت الذي تريد.. لماذا لا تستخدمون صواريخ (ستنجر) التي في حوزتكم ضد هذه الطائرات؟

حسن نصر الله:

يقولون: لو كان لبان، لو كان لدينا هذا النوع من الصواريخ بالتأكيد لاستخدمناها ولسقطت الطائرات.

أحمد منصور:

لكن هناك معلومات كثيرة تؤكد أنكم منذ سنوات حصلتم على أعداد من هذه الصواريخ عبر إيران التي حصلت عليها تلقائيًّا من الأفغان.

حسن نصر الله:

كنا نتمنى ذلك، لكن هذا لم يحصل.

أحمد منصور:

متوفرة في الأسواق وبأسعار مقبولة لمن يريد، ما سعيتم للحصول عليها؟

حسن نصر الله:

سعينا ولم نوفق، إذا كنت تعرف بعض التجار أو بعض الأسواق يمكنك خارج الحلقة أن تدلني عليها.

أحمد منصور :

كنت تركت هذا العمل، وعملت تاجر سلاح.. قرار المقاومة هل يخضع لأي شكل من أشكال التنسيق أو الضغوط التي يمكن أن تمارس عليكم فتجعل هذا القرار مقيَّد، أم أنه مطلق فقط في يد حزب الله وحده؟

حسن نصر الله:

على ضوء التجربة طبعًا قرار العمليات هو في يد قيادة حزب الله بالكامل، لكن قد يتساءل البعض: أنه يعني هل من المعقول أن الدولة اللبنانية لا تمارس ضغوط عليكم؟ هل من المعقول أن سوريا لا تمارس ضغوطاً عليكم من هذا النوع؟ التجربة خلال كل السنين الماضية أثبتت للدولة اللبنانية وللإخوة السوريين أن قيادة حزب الله تمارس العمل المقاوم بحكمة وبدقة وبوعي، ولذلك كل أداء المقاومة حتى الآن، حتى لو لم نجلس على الطاولة ونتفق نحن والدولة اللبنانية أو مع الإخوة في سوريا، لكن من حيث النتيجة والمحصلة أداء المقاومة كان بالكامل يصب في المصلحة الوطنية وفي المصلحة القومية، ولذلك لم نكن بحاجة لأن تمارس علينا ضغوط من هذا النوع، ولن تمارس.

أحمد منصور:

السيد (غفاري) من هولندا يقول لك: حزب الله يؤمن بولاية الفقيه المتمثلة حاليًا بمرشد الجمهورية الإسلامية الإمام الخامنئي الذي ذكر في صلاة الجمعة الماضية أن المفاوضات السورية الإسرائيلية خيانة.. ما هو رأي حزبكم في هذا الأمر؟ وهل هي فعلاً خيانة باعتباركم؟

حسن نصر الله:

السيد الخامينئي -دام ظله- لم يقل هذا القول في صلاة الجمعة، وما نُقل عنه لم يكن دقيقًا..

أحمد منصور :

ما هو الذي قاله، إذا لم يكن دقيقًا فقد قال شيئا من هذا القبيل؟

حسن نصر الله:

هو تحدث بالتحديد في هذه الدائرة، وأنا استمعت إلى النص الفارسي مباشرة.. ما قاله بالتحديد يتعلق بمسألة فلسطين والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية..

أحمد منصور [مقاطعا]:

وما الذي يختلف يا سيدي إذا كان المسار واحدًا؟

حسن نصر الله:

بمعزل عن توصيف هذه المفاوضات والموقف منها حتى بعد مبدأ التفاوض، هناك نوعان من المفاوض، وهذا أشار له هو أيضًا في صلاة الجمعة.. هناك مفاوض يفرط، وهناك مفاوض يتمسك بالحقوق ولا يفرط، ما فعله (ياسر عرفات) من (أوسلو) إلى اليوم هو تفريط كامل في فلسطين والحقوق الفلسطينية ومستقبل الشعب الفلسطيني..

أحمد منصور:

الرجل أقام دولة

حسن نصر الله:

أين هي هذه الدولة؟

أحمد منصور:

هناك علَم ومطار وحكومة وسجادة حمراء

حسن نصر الله:

هل هذه هي الدولة؟

أحمد منصور:

طبعًا.. في العصر الحاضر…

حسن نصر الله:

هذه ليست دولة…

أحمد منصور:

إذا كان هذا مفهوم الدولة.. هو أقامها

حسن نصر الله:

إذا كان هذا مفهوم الدولة، ولكن بأي ثمن؟ هل المطلوب إقامة دولة كيفما كان، دولة حددوها…

أحمد منصور [مقاطعا]:

هي المتاحة الآن، والأجيال القادمة تقوم بالواجب.

حسن نصر الله:

لا، المتاح وأنا الآن أقول لك بصراحة: الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية تستطيع أن تستعيد فلسطين، حتى لو تخلى عنها ليس الحكام العرب لو تخلى عنها الشعوب العربية أيضًا، ليس لو تخلت عنها الحكومات الإسلامية، لو تخلى عنها كل المسلمين في العالم، الشعب الفلسطيني يستطيع أن يستعيد كامل أرضه من خلال خيار الانتفاضة والجهاد والمقاومة. هؤلاء الصهاينة الموجودون في فلسطين المحتلة هؤلاء جاؤوا بوعد السيطرة على المنطقة، والحصول على استثمارات وعلى أرباح طائلة.

كل ما شاهدناه عندما حصلت بعض العمليات الاستشهادية من قِبَل الإخوة في (حماس) و(الجهاد) في تل أبيب والقدس، وقتل عدد من الإسرائيليين؛ اهتز المجتمع الإسرائيلي بأكمله وجاء العالم كله واحتشد في (شرم الشيخ) لتثبيت هذا الكيان، طيب لو قام الشعب الفلسطيني بمواجهة الاحتلال في داخل فلسطين، وأنا لا أتحدث عن تجربة المقاومة الفلسطينية ولا أريد أن أدخل في تقييم هذه التجربة، القتال في داخل فلسطين حتى بالإمكانيات المتواضعة كانت ستضع هؤلاء الإسرائيليين أمام خيار واضح بالحد الأدنى، لو صبر (ياسر عرفات) قليلاً لأخذ غزة خالية من المستوطنات، وبدون قيد، وبدون شرط، بل يمكن كان أن يضع شروطًا على الإسرائيليين ليقبل منهم أن يستلم.

أحمد منصور:

هو كان يريد شبر فقط ليرفع العلم، وأخذ أكثر منه أضعافًا مضاعفة.

حسن نصر الله:

وهذه هي الخطيئة الكبرى.

أحمد منصور:

(عادل الديك) من بيروت يسألك: ما رأيكم بالوجود الفلسطيني داخل لبنان؟

حسن نصر الله:

الإخوة الفلسطينيون جاؤوا إلى لبنان، شردوا من أرضهم، استقبلهم اللبنانيون، هم أهلنا وإخواننا وأعزتنا، نحن في حزب الله نقول: أنه يجب أن يُعطى الفلسطينيون في لبنان الحقوق المدنية، ولكن كل اللبنانيين مجمعون على رفض توطين فلسطينيين في لبنان، ويقولون: أنه يجب أن يعود اللاجئون الفلسطينيون – سواء كانوا في لبنان أو في غير لبنان – إلى أرضهم.

أحمد منصور:

لكن الآن الفلسطينيون في لبنان يعيشون مأساة حقيقية، أنت تعرف جوانبها المختلفة، ممنوعون من العمل، ممنوعين من كل الأشياء الموجودة، وعملية العودة الآن شبه مستحيلة. لماذا لا يتم استيعابهم داخل المجتمع اللبناني ليمارسوا حقوقهم إلى أن تعود فلسطين؟

حسن نصر الله:

نحن في حزب الله وأعلنا هذا الموقف في أكثر من مناسبة، ورأينا معروف يعرفه الإخوة الفلسطينيون في لبنان، ونوابنا أيضًا في المجلس تكلموا في هذا الأمر في أكثر من مرة. نحن نؤيد إعطاء الفلسطينيين الموجودين في لبنان حقوقًا مدنية على هذا الصعيد، نعم ما نرفضه هو التوطين.

أحمد منصور:

بردو أيضًا هناك سؤال له.. هل يعني استعنتم بمقاتلين فلسطينيين، أو تستعينون بمقاتلين من غير حزب الله في العمليات التي تتم في الجنوب؟

حسن نصر الله:

عمليات المقاومة الإسلامية بالأعم الأغلب هي عمليات لأعضاء في حزب الله، أحيانًا تحصل عمليات من قبل الإخوة في الجماعة الإسلامية في لبنان، أو من بعض الفصائل الإسلامية اللبنانية.. اسم المقاومة الإسلامية هو اسم مشترك للكل.

أحمد منصور:

يعني ليس حزب الله وحده؟

حسن نصر الله:

لكن 99%.. أو فلنقل 99% بات هذا العنوان بفعل المصداق والتجربة هو عنوان لعمليات حزب الله، هناك لبنانيون من غير أعضاء حزب الله دخلوا في إطار شُكِّل قبل سنوات قليلة اسمه (السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي)، لبنانيون من كل الطوائف ومن اتجاهات سياسية مختلفة، يقاتلون معنا بهذا الاسم، أحيانًا بعض الفصائل الفلسطينية الموجودة في لبنان تنفذ عمليات بالتعاون معنا.

أحمد منصور:

هل لكم أي خلافات مع القيادة الفلسطينية؟ وما هي هذه الخلافات؟

حسن نصر الله:

أي قيادة فلسطينية؟

أحمد منصور:

ياسر عرفات طبعًا؟

حسن نصر الله:

نحن لا نعترف بهذه القيادة، ولا نعتبرها لا ممثلاً شرعيًّا ولا وحيدًا لشعب فلسطين.

أحمد منصور:

ما هي القيادة التي تعتبرونها للشعب الفلسطيني؟

حسن نصر الله:

القيادة التي نعتبرها هي قيادة كل الفصائل أو الاتجاهات التي تطالب باستعادة الحق الفلسطيني دون أي تفريط.

أحمد منصور:

يعني إذن لا قيادة للفلسطينيين.

حسن نصر الله:

لماذا؟ (حماس)، (الجهاد الإسلامي) فصائل فلسطينية أخرى من أصحاب هذا الاتجاه، وهذه الفكرة، هؤلاء موجودون قدَّموا تضحيات كبيرة، وظُلِموا وما زالوا مصرين على متابعة هذا الطريق، مَنْ يدافع عن شعب فلسطين هو قيادة شعب فلسطين.

أحمد منصور:

ما هي طبيعة علاقاتكم بحماس والجهاد والحركات الإسلامية الفلسطينية الأخرى؟

حسن نصر الله:

هناك طبعًا تلاقي في الفهم، في الرؤية، في النظرة إلى المشروع الصهيوني، إلى مسألة فلسطين، إلى موضوع إسرائيل، إلى التعاطي مع هذا، ثم هناك تعاون سياسي، وإذا كنا نستطيع أن نقدم لهم على المستوى العسكري أي دعم أو خدمة نحن بالتأكيد جاهزون.

أحمد منصور:

هل هناك أي تعاون في عمليات عسكرية بينكم وبينهم؟

حسن نصر الله:

في لبنان حصل أحيانًا تعاون من هذا النوع، لكن في داخل فلسطين لا.. نحن لسنا موجودين في داخل فلسطين.

أحمد منصور:

هذا سؤال من الحاج أحمد من (برلين) يقول لك: إذا تخلى الفلسطينيون عن قضية القدس، ماذا سيكون موقف حزب الله من الاتفاق مع إسرائيل؟

حسن نصر الله:

الفلسطينيون هذا تعبير طبعًا غائب، إذا يقصد (ياسر عرفات) فأنا أقول له من الآن: سيتخلى، ونتحاكم في المستقبل، وسيتخلى عن القدس، وهو سيقبل بأي قرية قريبة من القدس يسمونها القدس الشريف أو ما شاكل، لكن الفلسطينيون لن يتخلوا عن القدس، الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن القدس، ونحن ثقتنا وإيماننا بهذا الشعب المظلوم والمضحي والمجاهد ثقة كبيرة جدًّا.

أحمد منصور:

 يبدو مشاهدينا الكرام أن هناك خللا فنيا في الاتصالات الهاتفية لذا أرجو من الإخوة المشاهدين أن يسعوا لإرسال تساؤلاتهم عبر الفاكس إلى حين إصاح الخلل الفني في الهواتف. في ظل التسوية المرتقبة.. ما هو تصورك لمستقبل (أنطوان لحد) وما يعرف بـ(جيش لبنان الجنوبي) أو الميليشيات المتعاملة مع إسرائيل؟

حسن نصر الله:

جيش لبنان ما يسمى بجيش لبنان الجنوبي هم في التصنيف الحقيقي والسياسي هم عملاء لإسرائيل، هم عسكر عند إسرائيل، جنود يقاتلون تحت إمرة ضباطها أيضًا، نفس هذه العمالة والتعاون مع عدو يحتل أرضنا ويعتدي علينا، هي قانونيًّا هي خيانة عظمى.. فكيف إذا كان هؤلاء الخونة ارتكبوا أيضاً الكثير من المجازر في حق شعبهم وأهلهم؛ من خلال عمليات القصف التي استهدفت الكثير من المدنيين حتى باصات الأطفال التي تنقلهم إلى المدارس؟ نحن في رأينا أن هؤلاء إن حصل حل ما، أو خرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان هم أمام خيارات عديدة، إما أن يخرجوا من لبنان أصلاً، وبعضهم سيحصل على ما يبدو على جنسيات إسرائيلية، وينتقل للسكن في فلسطين المحتلة، وإما أن يخرجوا من لبنان نهائيًّا، وإما أن يسلموا أنفسهم للقضاء اللبناني ليُحاكموا على ضوء القوانين راعية الإجرام.

أحمد منصور:

في حال توقيع اتفاق هل تنوون القيام بتصفية هؤلاء؟

حسن نصر الله:

أنا قلت: نحن موقفنا واضح، إما أن يخرجوا من البلد، أو يسلِّموا أنفسهم للقضاء اللبناني، وأعتقد أن الدولة على كل حال يعني الجهات الرسمية باعتبار أن هؤلاء كلهم يوجد في حقهم ادعاءات إن لم يسلموا أنفسهم ستعتقلهم الأجهزة المختصة في الدولة، وستحاكمهم على هذا الأساس.

أحمد منصور:

الأخ (عبد الرحمن الهلوش) من سوريا معنا على الهاتف، أخ عبد الرحمن تفضل.

عبد الرحمن الهلوش:

السلام عليكم.

حسن نصر الله:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

تحياتي للأستاذ أحمد، وتحياتي للشيخ حسن نصر الله -أمين عام حزب الله اللبناني-، أريد أولاً أن أؤكد على دور المقاومة اللبنانية الذي ظهر جليًّا بعد غزو عام 82م بشكل متصاعد، وأربك العدو الإسرائيلي كثيرًا. كثير من الحكومات سقطت أمام نضال حزب الله، وبعد توقف المفاوضات على المسار السوري الإسرائيلي اللبناني وبروزها الآن في الولايات المتحدة الأميركية، بدأت وسائل الإعلام تشكك بموقف المقاومة اللبنانية بقيادة الشيخ حسن نصر الله من الحكومة السورية بشكل عام، ولكن حديث الشيخ حسن نصر الله اليوم وهذا البرنامج “بلا حدود” يوحي بأن المقاومة ستستمر ضد الكيان الصهيوني، ولكن سؤالي يتحدد حول أن الشيخ حسن نصر الله قد ذكر في حديث لمجلة (المشاهد السياسي) الصادرة من لندن بأن المقاومة سوف تنتقل من لبنان إلى فلسطين، ولكن السؤال أيضًا: طالما أن (ياسر عرفات) قد تخلى عن النضال ضد إسرائيل عبر “أسلواته ” الكثيرة (واي ريفر1) و(واي ريفر2) أيضا حيث لعرفات مع كل رئيس حكومة إسرائيلي يوجد له اتفاق…

أحمد منصور:

شكرًا أخ عبد الرحمن، سؤالك أو سؤالو هو أنك أعلنت في حوار صحفي سابق أن المقاومة سوف تنتقل من لبنان إلى فلسطين.. أما يتعارض ذلك مع طرحك الآن؟

حسن نصر الله:

أنا لم أقل شيئًا من هذا، يجب أن يعود إلى النص.. يعني يجب أن يكون النص متوفرًا…

أحمد منصور:

أنا متوفر عندي النص.

حسن نصر الله:

من “المشاهد السياسي”؟

أحمد منصور:

نعم.

حسن نصر الله:

نعم، لكن هناك شيء أنا قلتُه بالتأكيد، أنه بمعزل عن مستقبل مقاومة اللبنانيين على الأرض اللبنانية، في داخل فلسطين المحتلة المقاومة ستستمر، الفلسطينيون بالتأكيد لم يتخلوا عن المقاومة ولن يتخلوا عنها، وهم حتى الآن -برغم ما ذكره الأخ المشاهد من أوسلو1 و2 وشرم الشيخ والاتفاقات الأخرى – المجاهدون في فلسطين -ضمن المتيسر والمتاح أمامهم- هم ما زالوا يقاومون ويقاتلون، المقاومة في فلسطين لن تقف في يوم من الأيام، وأنا على يقين من ذلك.

أحمد منصور:

أنا حصلتُ على نص كلامك، تقول فيه: إذا خرج المحتل الإسرائيلي من جنوب لبنان والبقاع الغربي مثلاً هل ستتابع عملياتنا وقتالنا لهذا العدو الذي يحتل فلسطين وأراضي عربية أخرى أم لا؟

نحن لا نعطي أجوبة على هذا السؤال، ونتركه للمستقبل، ونعتبر أن بقاء هذا الأمر مخفيًّا -سواء كان في الحقيقة سلبيًّا أم إيجابيًّا، أم نعم أم لا يعني.. إلى آخره.

حسن نصر الله:

وأين هي فلسطين ولبنان؟

أحمد منصور:

ربما يكون في ثنايا باقي الحوار، أنا بسرعة أنا أحاول أن…

حسن نصر الله:

أنا متأكد، إذا كان هناك نص من هذا النوع فأنا أقصد به أن المقاومة في فلسطين هي مستمرة بمعزل عن حزب الله.

أحمد منصور:

ما الذي يمنعكم -وأنتم في هذه القوة- من أن تعلنوا أنكم ستواصلون القتال في فلسطين؟ ما الذي يمنعكم؟

حسن نصر الله:

ليس هناك الآن مصلحة، سواء كنا نريد أن نستمر فعلا أو لا نريد أن نستمر.

أحمد منصور:

فقط المصلحة؟

حسن نصر الله:

تمام.

أحمد منصور:

لكن القرار متخذ يعني؟

حسن نصر الله:

ضمنًا نحن على بينة من أمرنا ونعرف ماذا سنفعل إن شاء الله.

أحمد منصور:

منذ تشكيل حكومة الرئيس (سليم الحص) وأنتم لم تعارضوها، وأيضًا لم تؤيدوها، ما حقيقة موقفكم من حكومة سليم الحص؟

حسن نصر الله:

نحن أيدنا اختيار الرئيس سليم الحص لرئاسة الحكومة في الاستشارات التي يجريها عادة رئيس الجمهورية مع الكتل النيابية، بالنسبة للحكومة نظرًا للبيان والبرنامج الذي أعلنته كان لنا مجموعة من الملاحظات، لأننا نحترم يعني رئيس الحكومة ونعلِّق آمال كنا على هذه الحكومة في عدة اتجاهات؛ لم نلجأ إلى حجب الثقة. ولأنه لدينا ملاحظات على السياسات المعلنة، والبيان الذي تُلي في ذلك الحين، وإن كان فيه أيضًا إيجابيات مهمة؛ لم نَرَ أن الأمر جدير بأن نعطي الثقة، ولذلك أخذنا موقف الممتنع يعني الراية البيضاء، وأعلنا أننا مع هذه الحكومة في كل ما تفعله إن كان صحيحًا ومناسبًا وفي مصلحة البلد سنؤيدها وندعمها ونساندها، وإن كان خطأً سننصحها وسنعارضها، وهذا ما فعلناه حتى الآن.

أحمد منصور:

كثيرون يرون أن حكومة الحص ربما لا تستمر طويلاً، ما هي رؤيتكم أنتم ؟

حسن نصر الله:

ما هو معروف في لبنان ومتداول في الأوساط السياسية أن هذه الحكومة – على ما يبدو – ستبقى إلى الانتخابات أو إلى ما قبل الانتخابات النيابية.. يعني لا أدري إن كانت هذه الحكومة هي ستدير الانتخابات أم لا؟ ولكن يبدو أن أمرها سيمتد، هذا ما هو مطروح في لبنان حتى الآن، لكن ما هي التطورات التي ستحصل في المستقبل، نحن لا ندري…

أحمد منصور:

هناك شكوك كثيرة أيضًا تطرح حول الرئيس (إيميل لحود)، هل تشاركون الذين يطرحون شكوكهم حول الرئيس، والمرحلة التي جاء فيها، وأنه جاء لهدف محدد وهو توقيع اتفاقية صلح مع إسرائيل.. هل تشاركونهم في هذه الشكوك؟

حسن نصر الله:

على كلِّ.. أيا يكن رئيس جمهورية إذا مشت المسارات باتجاه معين.. رئيس الجمهورية سيكون له موقف من ضمن المؤسسات الدستورية الموجودة في البلد.. لكن نحن لم نَرَ هذه المخاوف حقيقية ومناسبة، ولذلك كنا ممن شارك في انتخاب (العماد لحود) لرئاسة الجمهورية حين إجراء انتخابات رئاسية في مجلس النواب اللبناني.

أحمد منصور:

الأخ إبراهيم الشيخ من (بيروت)

أحمد منصور:

الأخ إبراهيم، تفضل

إبراهيم الشيخ:

السلام عليكم.

حسن نصر الله:

وعليكم السلام.

إبراهيم الشيخ:

أريد أن أسأل حسن نصر الله: هل يوجد (سُنَّة) في المقاومة الإسلامية؟ وهل الجماعة الإسلامية تشارك؟ وهل جمعية المشاريع أيضا تشارك؟

أحمد منصور:

شكرًا لك.

حسن نصر الله:

نعم، هناك شباب من إخواننا المسلمين السُّنة يقاتلون حتى في صفوفنا نحن، فالجماعة الإسلامية أيضًا تقوم بين الحين والآخر بعمليات، لا علم لي عن عمليات تقوم بها جمعية المشاريع الخيرية.

أحمد منصور:

(أحمد صبري) من الولايات المتحدة الأميركية.. يقول لك: أنتم فخر لكل لبناني وعربي حر، ويقول بأن إسرائيل أعلنت عن استعدادها للانسحاب من جنوب لبنان، لكن الحكومة اللبنانية أدلت بتصريحات كأنها تتوسل للإسرائيليين بالبقاء بحجة يعني اتفاق المسارين السوري واللبناني. لماذا هذه المهزلة التي تؤدي إلى التضحية باللبنانيين؟ لماذا لا تتركون إسرائيل تذهب من أرضنا بدون قيد أو شرط كما تقول هي؟

حسن نصر الله:

فيه اشتباه يعني في فهم الأخ السائل، إسرائيل حتى الآن لم تتحدث عن انسحاب بلا قيد وبلا شرط، حتى هذه اللحظة، حتى في الفترة الأخيرة ما كانت تتحدث عنه من انسحاب، هو انسحاب مشروط ضمنًا، بمعنى أن على لبنان أن يلتزم حراسة حدود الكيان الإسرائيلي.

أحمد منصور [مقاطعا]:

مثل باقي الدول المختلفة.

حسن نصر الله:

نعم؟!

أحمد منصور:

مثل كل من وقَّعوا.

حسن نصر الله:

فعلاً.. هذا ليس انسحابًا بلا قيد وبلا شرط، وبالتالي ما قالته الدولة اللبنانية لم يقل أحد في لبنان -لا في الدولة ولا في غير الدولة- إننا نريد من الإسرائيليين أن يبقوا، هذا أمر غير معقول…

أحمد منصور [مقاطعا]:

تتوقع أن يتم توقيع أي اتفاق بدون أن تلتزم فيه لبنان بتأمين حدود إسرائيل؟

حسن نصر الله:

عندما يحصل اتفاق قد يحصل أمر من هذا النوع هذه نتيجة المفاوضات، لكن في موضوع سؤال السائل لم يقل أحد في لبنان – في الدولة ولا في غير الدولة – أننا نريد أن يبقوا.. والإسرائيليون حتى الآن لم يتحدثوا عن انسحاب بلا قيد وبلا شرط، هم يتحدثون عن انسحاب ضمنًا مشروط ومقَّيد.

أحمد منصور:

أحداث (الدهنية) التي وقعت في (طرابلس) في الأسبوع الماضي فجرت قضية الطائفية في لبنان مرة أخرى. بداية ما هي رؤيتك للطائفية في لبنان؟

حسن نصر الله:

طبعًا يعني في عنوانين في الحقيقة: فيه عنوان وجود طوائف متعددة في لبنان، وهذا أمر قائم، وهذا أمر لا يجوز أن يُنظر إليه بسلبية مطلقة ولا بإيجابية مطلقة، كأي مجتمع قد يتكون من طوائف متعددة أو عرقيات متعددة أو قوميات متعددة، نفس وجود عرقيات أو قوميات أو طوائف متعددة في أي مجتمع من المجتمعات لا تعني – حكما – نتيجة سلبية بالمطلق أو نتيجة إيجابية بالمطلق.

الأمر يتوقف كيف تتعاطى فئات الشعب من خلال انتماءاتها الطائفية أو العرقية أو القومية أو ما شابه، من هنا يمكن أن يكون هذا التنوع الطائفي الموجود في لبنان في الحقيقة منشأ للكثير من البركات، ويمكن أن يكون منشأ للكثير من المصائب، والأمر يتوقف على أداء القيادات التي تعتبر نفسها صاحبة القرار في هذه الطوائف أو في القوى التي ترتكز إلى خلفيات هذه الطوائف.

هذا بشكل عام، لذلك الطائفية نحن ننظر إليها مسألة غير وجود طوائف في لبنان، الطائفية يعني هي مفهوم هي ثقافة، إذا أردنا أن نفتش لها عن.. يعني هي قبلية، لكن بدون أن نسمي الطائفة الفلانية.. بدون أن نسمي القبيلة الفلانية نقول الطائفة الفلانية.

الطائفية في لبنان المدانة والمرفوضة هي الطائفية ذات المنحى والفكر والخلفية والمشاعر والأحقاد والحسابات القبلية، أن ننظر إلى الطائفة كقبيلة، هذا طبعًا نحن نرفضه وندينه…

أحمد منصور[مقاطعا]:

لكنه هو الواقع اللبناني.

حسن نصر الله:

طيب.. الآن شو بدك تسأل عنه؟

أحمد منصور [مقاطعا]:

على الواقع اللبناني.. نحن نريد إلغاء الطائفية.. كل السياسيين، كل الصحف اللبنانية، المانشيتات: إلغاء الطائفية، إلغاء الطائفية.. هل هذا مطلب ممكن أن يتحقق أم أنه يجب أن يكون هناك مطلب قابل للتحقيق؟

حسن نصر الله:

ما يتحدثون عنه هو إلغاء الطائفية السياسية، وهذا يتصل بالدستور وبعض القوانين والأنظمة الموجودة في لبنان، هذا أمر ممكن أن يحصل، لأن هذا أمر يرتبط بمجلس النواب وإجراء تعديل دستوري من هذا النوع.

أحمد منصور [مقاطعا]:

يا سيدي.. الوفد اللي يشكل للتفاوض لازم يضم كل الطوائف…

حسن نصر الله [مقاطعا]:

خليني أنهي.. لكن هذا ما يطرح، يعني إلغاء الطائفية السياسية.. المعضلة الحقيقية في لبنان هي أعمق من الطائفية السياسية، هي الطائفية بشكل عام، هذا الإحساس الطائفي هذا الشعور الطائفي.. أنا عندما لا أفكر بمصلحة وطني أفكر بمصلحة طائفتي، عندما أريد أن أدافع عن طائفتي وليس عن شعبي وعن وطني هنا تكون المصيبة. ولبنان وأي وطن لا يمكن أن يستمر بتركيبة تحمل عقلية من هذا النوع. حتى الآن أنا أقول: اللبنانيون لم يمارسوا بشكل جاد يعني بشكل عام أنا ممكن تقولي مين ومين؟ أنا أقول فكرة عامة: ليس هناك ممارسة جدية للخروج من هذا المستنقع.

أحمد منصور [مقاطعا]:

مطلقًا.

حسن نصر الله:

ليس بالمطلق، لا، هناك جهات..

أحمد منصور:

معنى ذلك أن هناك إمكانية لاندلاع الحرب الأهلية مرة أخرى لأنه لا توجد أي شكل من أشكال الضوابط أو الأمان لعدم اندلاعها؟

حسن نصر الله:

نحن لا نريد أن نخيف الناس بهذه الطريقة..

أحمد منصور [مقاطعا]:

لا تخيف الناس، ولكن من خلال الواقع والماضي..

حسن نصر الله:

الأمراض التي ساعدت في الماضي، وهيأت أرضية لمجموعة عوامل أخرى أدت إلى حرب أهلية، جزء كبير من هذه الأمراض ما زال قائمًا.

أحمد منصور:

إذن يمكن أن تندلع الحرب في أي وقت.. الدكتور (عبد الله النجران) لندن، تفضل الدكتور عبد الله.

عبد الله النجران:

السلام عليكم.

أحمد منصور:

سؤالك بسرعة لو سمحت يا دكتور عندنا موجز.

عبد الله النجران:

أنا رأيي صريح شوي لا تؤاخذني، أنا أعتقد أن حزب الله بطبيعة معتقدها المذهبي في ولاية الفقيه هي حزب طائفي.

أحمد منصور:

شكرًا لك يا دكتور، شكرًا لك يا دكتور.

رون أراد

أحمد منصور:

عندي الآن هناك صفقة أبرمت بين حزب الله وبين الإسرائيليين فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى الخمسة من الحزب.. ما طبيعة هذه الصفقة؟

حسن نصر الله:

هلأ أو بعد الموجز؟

أحمد منصور:

لا، الآن.

حسن نصر الله:

نلحق؟ طيب نحن لا يمكن أن نتحدث عن صفقة بهذا المعنى، هناك مساع ووساطات من أجل تحريك هذا الخط. يعني خط إطلاق سراح معتقلين لبنانيين موجودين في السجون الإسرائيلية أو في معتقل الخيام، في المقابل هناك سَعْي جدِّي من حزب الله وجهد دؤوب للمحاولة لمعرفة أو لكشف مصير الطيار الإسرائيلي (آراد).. في الحقيقة في مقابل هذا التأكيد هذا الوعد هذه الجدية – ونحن طبعًا جادون في هذا الاتجاه – كان هناك تدبير من هذا النوع.

أحمد منصور[مقاطعا]:

ما علاقة الألمان بالحقيقة؟

حسن نصر الله:

في الحقيقة.. لم يكن إطلاق سراح 5 أسرى لبنانين هي مجرد مبادرة إنسانية، هي مقابل وعد والتزام جدي من قبل حزب الله بأن يبذل أقصى جهده لكشف مصير هذا الطيار الذي ما زال لغزًا حتى الآن! الوسيط في هذه الحركة كان الألمان..

أحمد منصور:

ما هو دور الألمان تحديدًا، والألمان لم يلعبوا هذا الدور وحده وإنما في عام 96 لعبوا دورًا أكبر في الإفراج عن 45 مقاتل وجثة 14 شهيد فعلاً، ما طبيعة علاقة حزب الله بالألمان؟

حسن نصر الله:

وساطة.. هم يقومون بوساطة.

أحمد منصور:

لصالح من؟

حسن نصر الله:

هناك طبعًا دول تقوم حتى بأعمال إنسانية قد تحقق لها أهداف سياسية.

أحمد منصور [مقاطعا]:

لكن هذا دور سياسي كبير أصلاً.

حسن نصر الله:

لكن حتى الآن الألمان فاتوا ودخلوا على هذا الخط في أكثر من مرة، وقلت أنت أنهم وفِّقوا في السابق لإجراء عملية تبادل من هذا النوع، حتى الآن الموضوع ما زال يأخذ طابع إنساني.

أحمد منصور:

السيد نصر الله معلوماتكم الكاملة والدقيقة عن الطيار الإسرائيلي “آراد” الذي اختفى بعد عملية عسكرية قام بها عام 86م؟

حسن نصر الله:

يعني طبعًا المعلومات التي سأقولها الآن هي ليست جديدة في الحقيقة، وإنما…

أحمد منصور [مقاطعا]:

إحنا عايزين جديدة.

حسن نصر الله:

كاستنتاج.. يعني وصلنا إلى استنتاج قوي في هذا الاتجاه، طبعًا من المعلوم بأن (رون آراد) بقي في قبضة إحدى المجموعات الموجودة في لبنان لحدود سنة 1989م في هذا الوقت..

أحمد منصور [مقاطعا]:

مجموعة (مصطفى الديراني).

حسن نصر الله:

يعني الإخوة في المقاومة المؤمنة الذي يعتبر الأخ (أبو علي الديراني) هو أحد قيادتهم، وعندما فُقد (رون آراد) من المكان الذي كان يحتفظ به أو يحتجز فيه كان (أبو علي الديراني) ما زال هنا، يعني قبل أن يقوم الإسرائيليون بخطفه من منزله في البقاع، منذ تلك اللحظة تحول (رون آراد) إلى لغز حقيقي.

أحمد منصور:

كيف اختفى رون آراد؟ عملية الاختفاء هذه أيضًا..

حسن نصر الله:

جاء بعض الأشخاص الذين نجهلهم إلى مكان احتجازه، حصل طبعًا خلل أن الذين كانوا يحرسونه من شباب هذه المجموعة سقط لهم بعض أقاربهم شهداء في مواجهات عنيفة حصلت في منطقة البقاع الغربي، ويومها قاتل 17 شاب كتيبتين من القوات الخاصة الإسرائيلية في قرية اسمها (ميدون)، واستشهد هؤلاء الشباب بأكملهم في أعنف مواجهة يتحدث عنها الإسرائيليون منذ الحروب العربية الإسرائيلية.

بعض هؤلاء الشهداء كانوا من أقارب الشخص أو الشخصين اللذين كانا يحرسان المكان، فبفعل هذه الحادثة هما أغلقا الباب وأقفلاه وذهبا ليتفقدا أقاربهم الذي سقط شهيدًا أو ما شاكل، في هذه الفترة عادوا بعد ساعات قليلة فلم يجدوا (رون آراد) في هذا المكان الذي كان محتجزًا فيه.. طيب من هم هؤلاء الأشخاص الذين أخذوا الرجل من مكان احتجازه؟! يعني إلى تلك اللحظة كان على قيد الحياة بكل تأكيد..

أحمد منصور:

من المعلوم أن هؤلاء الأشخاص من المؤكد أنهم كانوا يعرفون أنه موجود في هذا المكان.

حسن نصر الله:

من الطبيعي أنهم يعرفون..

أحمد منصور:

إذن هم لم يخرجوا من نطاق المجموعة المختطفة..

حسن نصر الله:

الآن الآن.. هنا طبعا صار فيه احتمالات كثيرة: البعض وجه الاتهام إلى إيران أنها مجموعة ذات صلة بالجمهورية الإسلامية خطفته وأخذته إلى إيران، مجموعة قالت أن هؤلاء الذين أو بعض الأشخاص هؤلاء اختطفوه وأعطوه للسوريين، كلا هذين الاحتمالين ليس صحيحًا يعني أنا على ثقة ويقين بأن (رون آراد) ليس في قبضة الإيرانيين، وليس في قبضة السوريين.

أحمد منصور [مقاطعا]:

في قبضة من إذن؟

حسن نصر الله:

وليس في قبضة حزب الله بالتأكيد، ولو كان عندنا منذ مدة طويلة لكنا ربما بادلنا عليه.

أحمد منصور[مقاطعا]:

ربما تخفونه للمبادلة عليه.

حسن نصر الله:

لا لا، أنا أقول لك…

أحمد منصور [مقاطعا]:

الظروف لم تتهيأ للمبادلة..

حسن نصر الله:

دائمًا كانت الظروف مهيأة، ودائمًا الظروف مساعدة، حتى في أصعب ظروف القتال.. الموضوع يختلف

أحمد منصور:

ما هي الصفقة التي كان يمكن أن تبرموها حال وجوده في قبضتكم؟

حسن نصر الله:

يعني هذا الآن كمن يبيع سمكًا في الماء وطيرًا في الهواء. يعني الآن الجهد في حزب الله ينصبُّ على معرفة هؤلاء الأشخاص وكشف مصير هذا الطيار، هل هو حي؟ هل هو ميت؟ الحصول عليه، وبعد ذلك يمكننا أن نتحدث..

أحمد منصور [مقاطعا]:

هل تعتقد أنه حي؟

حسن نصر الله:

طبعًا.. نحن إن حصلنا عليه سنطلب ثمنًا باهظًا…

أحمد منصور:

هل تعتقد أنه حي؟

حسن نصر الله:

هذا الاحتمال ما زال واردًا.

أحمد منصور:

هل أنتم بذلتم جهودًا بالفعل لمحاولة الحصول عليه؟

حسن نصر الله:

بالتأكيد

أحمد منصور:

ولا زلتم تبذلون؟

حسن نصر الله:

بالتأكيد، فهذا الموضوع يعنينا بدرجة كبيرة، لماذا؟ لأننا نراهن أننا من خلال هذا الطريق سنتمكن من تحرير عدد كبير إن شاء الله من الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

محاولات رصد حسن نصر الله واستهدافه

أحمد منصور:

أود أن أسألك عن موضوع.. آمل أن تجيبني عليه، وهو الإجراءات الأمنية المعقدة التي تتحرك فيها، والتي أجبرت أنا أن أدخل في دائرتها اليوم حتى إني نُقلت إلى هذا المكان الذي لا أعرفه بشكل معقد للغاية.

أما تعتقد الآن – ونحن على الهواء- أن إسرائيل قد رصدت عبر الإشارات الحديثية موقعنا بدقة، وأنها لو تريد التخلص منك، وأنا سأكون إلى جوارك والموجودين أيضًا لفعلت ذلك منذ بداية الحلقة، ومن السهولة بمكان الآن رصد مكان شخص يحمل تليفون موبايل، فما بالك بإشارات تليفزيونية من المكان الذي نحن فيه، والذي تتكتمون عليه بشكل معقد للغاية.

حسن نصر الله:

أنا أقول لك: من حيث المبدأ الإسرائيليون هم لا يبحثون فقط عن قتلي أنا، يعني هم لو يتمكنون من قتل أي كادر من كوادر حزب الله ، أي مجاهد من مجاهدي حزب الله، هم في جنوب لبنان والبقاع الغربي أحيانًا يرصدون مجموعات كوماندوز ليزرعوا عبوة صغيرة في سيارة مسؤول بلدة، أو كادر أو أحد المجاهدين في المقاومة الإسلامية، وهم قتلوا قبل أشهر أحد إخواننا المجاهدين من كوادر حزب الله الأخ الحاج (علي ديب) في منطقة (صيدا).. فهم بالتأكيد لديهم قرار من هذا النوع، ولا يتورعون، هم قتلوا الشهيد السيد (عباس موسوي) في وضح النهار مع زوجته وطفله.

أحمد منصور:

هل تعرضت أنت لمحاولات اغتيال؟

حسن نصر الله:

حتى الآن تم كشف أكثر من محاولة.

أحمد منصور:

كشف؟ لكن لم تتعرض لأي شكل من أشكال الاغتيال؟

حسن نصر الله:

منذ استشهاد الشهيد السيد عباس هذا الأمر أصبح في دائرة الحذر الشديد بالنسبة إلينا، هناك إجراءات كما قلتَ معقدة، أما ما تفضلت به من سؤال: أنا أشك بأن الإسرائيليين الآن حتى من خلال وبسبب التعقيدات التي أشرت لها أنهم يعرفون أين أنا وأنت، ولو كان لدينا هذا الاحتمال لما التقينا أنا وأنت.

أحمد منصور:

يعني أنتم لديكم التجهيزات الفنية التي تحول بين الإسرائيليين وبين أن يحددوا مكاننا الآن؟

حسن نصر الله:

يعني بما أعرفه من إجراءات يتخذها الإخوة.. نعم.

أحمد منصور:

الأخ (جهاد أمين) من لبنان، تفضل يا جهاد.

إيهاب أمين:

السلام عليكم، إيهاب أمين.

أحمد منصور:

تفضل يا سيدي

إيهاب أمين:

السلام عليكم

أحمد منصور:

سؤالك

إيهاب أمين:

بدي أحيي سماحة الشيخ حسن نصر الله – الأمين العام لحزب الله -، وهذه التحية حاب تكون من (إقليم الخروب) من أهلك (إقليم الخروب) كلهم المساندة بقوة لعمل المقاومة الإسلامية في لبنان ضد العدو الصهيوني.

حسن نصر الله:

الله يخليك

إيهاب أمين:

ونهنئ سماحة الشيخ حسن نصر الله بجميع العمليات التي تقوم بها المقاومة الإسلامية، وإني أتمنى من الطائفية السُنية أن تكون بكاملها مساندة لحزب الله وجميع اللبنانيين، ونحن مستعدون لتقديم أي مساعدة مادية أو معنوية للمقاومة، ولنا الشرف أن تكون أنت على رأس هذه المقاومة، وقد قدمتَ نجلك الأكبر الشهيد (هادي نصر الله)، ونحن نفتخر بك، واللبنانيين جميعهم يجب أن يفتخروا بك وبهذه العمليات.

أحمد منصور:

سؤالك يا أخ إيهاب.

إيهاب أمين:

سؤالي يعني ما عندي سؤال لأن الأجوبة على طول يسمعني إياها سماحة الشيخ حسن نصر الله بس حبيت …الحقيقة..

رفضه للحوار مع أمريكا

أحمد منصور:

شكرًا لك، شكرًا لك.

هل يوجد لكم أي اتصالات أو حوارات مع دول أوروبية غير ألمانيا؟

حسن نصر الله:

يعني سفراء عديد من الدول الأوروبية في بيروت يقومون بزيارتنا واللقاء معنا بشكل طبيعي وتلقائي، السفير الفرنسي، السفير الإيطالي، سفراء دول أخرى.. حول هذا الموضوع..

أحمد منصور[مقاطعا]:

تنقلونهم بنفس الطريقة التي نقلتموني بها إلى هنا؟

حسن نصر الله:

لا، لأننا نحن وياهم ما حنطلع على الهواء، لكن أقل تعقيدًا، لكن على كلٍّ نحن حذرون في كل حركة.. لدينا اتصالات من هذا النوع، يناقشون معنا شؤون سياسية، شؤون محلية، شؤون المنطقة، نبدي لهم وجهات نظرنا، ونحن منفتحون على الجميع في هذا المجال.

أحمد منصور:

والأميركان؟

حسن نصر الله:

لا.

أحمد منصور:

لماذا؟

حسن نصر الله:

أنا لا أخفيك أن الأميركيين سعوا ليكون لهم لقاء مع قيادة حزب الله، وبعض الأصدقاء…

أحمد منصور [مقاطعا]:

من سعى من الأميركيين تحديدًا؟

حسن نصر الله:

يعني الجهات الرسمية.

أحمد منصور:

سعت للقاء بكم؟!

حسن نصر الله:

نعم

أحمد منصور:

ولماذا رفضتم؟

حسن نصر الله:

طبعًا، أنا لا أقول إنهم طلبوا بشكل رسمي، ولكن من خلال وسطاء وأصدقاء كانوا يحاولون أن يكون هناك لقاء معهم في العلن، في السر، أو ما شاكل، يعني حصل تمهيدات.

نحن ما قلناه في الجلسات الخاصة أنا أقوله الآن -على الهواء- أنا قلت لهم: عندما يتوقف الأميركيون عن دعم إسرائيل، وعندما لا تكون الطائرات التي تقصفنا في (قانا) وتقصفنا في جنوب لبنان والبقاع الغربي وتدمر بُنانا التحتية وتقتل نساءنا وأطفالنا؛ طائرات أميركية، عندما لا تكون القذائف والمدافع والسلاح الذي يقتلنا هو سلاح أميركي.. حينئذ يمكن أن نجلس معهم. نحن لا نأخذ موقفًا بالمطلق، ولكن حتى الآن وجهة نظرنا الأرقام والأدلة تؤكد أن الإدارة الأميركية هي شريك كامل لإسرائيل في كل الاعتداءات والمجازر والإرهاب الذي تمارسه بحق اللبنانيين وبحق المنطقة..

أحمد منصور [مقاطعا]:

وكذلك الدول الأخرى التي تقبل أنت الجلوس مع سفرائها!

حسن نصر الله:

وعلى هذا الأساس.. لا أعتقد أن الدول الأخرى لها تقدم دعمًا من هذا النوع.

أحمد منصور:

ليس بالشكل الكبير، ولكن إذا القضية قضية مبدأ دعم، هؤلاء أيضا يدعمون إسرائيل

حسن نصر الله:

لا يوجد مقارنة في الحقيقة.

أحمد منصور:

حجم الدعم الذي أخذته إسرائيل من ألمانيا من بعد الحرب العالمية الثانية حتى الآن يستدعي -أيضًا- أن يكون لكم موقف من ألمانيا لا يقل من خلال هذا المبدأ عن موقفكم….

حسن نصر الله:

لا أعتقد أن أحدًا اليوم يقدم ويدافع ويلتزم بتفوق إسرائيل على مجموع الدول العربية كما تفعل الولايات المتحدة الأميركية.

أحمد منصور:

يعني أنتم ستبقون رافضين للحوار مع الأميركان، فيما تقبلون الحوار مع الآخرين؟

حسن نصر الله:

نعم.

أحمد منصور:

تضعون أميركا وإسرائيل في إطار واحد؟

حسن نصر الله:

حتى الآن هم ما زالوا في خانة واحدة.

أحمد منصور:

أميركا وإسرائيل؟

حسن نصر الله:

نعم.

أحمد منصور:

وليس لديكم أي استعداد لحوار مستقبلي معهم؟

حسن نصر الله:

قلت ما داموا شريكًا كاملاً، عندما يثبتون أنهم ليسوا شريكًا كاملاً للإسرائيليين، يمكن إعادة النظر بهذا الأمر.

أحمد منصور:

الأخ (علي الإبريسم) من ألمانيا.. أخ علي تفضل

علي الإبريسم:

السلام عليكم.

أحمد منصور:

وعليكم السلام ورحمة الله.

علي الإبريسم:

سماحة السيد الأمين العام -حفظه الله- لديَّ دعوة مخلصة هو عدم السماح لغير المقاتلين اللبنانيين أن ينضموا إلى حزب الله، لأن أميركا وإسرائيل وبعض من الحاقدين يتربصوا بحزب الله للوقيعة به من خلال زجِّ بعض المقاتلين غير اللبنانيين من أجل تفتيته، كما فعلوا في أفغانستان، والآن فعلوا في الشيشان أن يُدخلوا من غير أهل البلد لتفتيت الحزب، بما أن الحزب حزب الله هو المدافع الأمين عن الأرض اللبنانية، والله يوفقكم فخرًا للإسلام.

أحمد منصور:

يا أخ علي، إنت كده أما ترى أنك تحجِّر واسعًا على كل مسلم يعني؟

علي الإبريسم:

لا لا، أن ينضموا.. أن يؤلفوا حزب

أحمد منصور [مقاطعا]:

وترى أنك تتهم أيضًا غير اللبنانيين وكأنهم ليس لديهم الوطنية التي لدى اللبنانيين، ألست عنصريا بهذه الدعوة؟

علي الإبريسم:

لا، لا، لأن في أفغانستان تفتت المقاومة من أجل دخول.. ولحد الآن يزجون ناس من غير الأفغان..

أحمد منصور [مقاطعا]:

طيب نسمع رأي السيد.

حسن نصر الله:

على كلٍّ أنا أطمئن الأخ السائل أنه في لبنان فعلا – بمعزل عن الحيثيات – الآن المقاومة عناصرها هي عناصر لبنانية، إن كان هناك من أفراد فلسطينيين فهم من الموجودين في لبنان، فمن الطبيعي أن يقاتلوا هنا إلى جانب اللبنانيين، هناك طلبات كثيرة تأتي من كل البلدان العربية والبلدان الإسلامية من شباب عرب وشباب مسلمين يتمنون ويطلبون أن يساهموا في أعمال المقاومة، وأن ينفذوا حتى أعمالا استشهادية من هذا النوع.

ولكن حقيقة الحال أن الاعتبارات السياسية والاعتبارات الميدانية وعدم الحاجة، يعني أنا أقول للأخ السائل ليكون مطمئنًا: إن المقاومة الإسلامية – كإطار يستخدم ويوظف مجموعة من المجاهدين والمقاتلين – هي لا تستطيع أن تستوعب كل شباب حزب الله فقط المستعدين للقتال، وبالتالي هؤلاء الشباب الذين هم بأعداد كبيرة ينتظرون نوبتهم في فترات زمنية متباعدة ليشاركوا في العمليات، عمليًّا ليس هناك حاجة من هذا النوع كتلك التي كانت في أفغانستان أو في غير أفغانستان.

أحمد منصور:

أليس لديكم أي أوراق تساومون بها الإسرائيليين للإفراج عن أسراكم الذين لديهم؟

حسن نصر الله:

حاليًا؟

أحمد منصور:

نعم

حسن نصر الله:

نحن لدينا بعض الأسرى من ميليشيا أنطوان لحد.

أحمد منصور:

إيش يهم الإسرائيليين؟

حسن نصر الله:

والأسف الشديد أن هؤلاء لا يعنوا الإسرائيليين شيئا للأسف الشديد.. والمسعى الذي نقوم به لكشف مصير (رون آراد) هذا ما هو متوفر حتى الآن.

أحمد منصور:

يعني أنتم الآن تسخرون طاقات عُليا من أجل البحث عن “رون آراد”؟

حسن نصر الله:

نعم.

أحمد منصور:

يمكن أن نسمع قريبًا أنكم حصلتم عليه.

حسن نصر الله:

يعني يحتاج إلى جُهد ودعاء إن شاء الله، نحن نأمل ذلك.. يعني في الحد الأدنى أقول لك لست يائسًا

أحمد منصور:

يعني هذا أيضًا أما يحمل إيحاءً بأنكم يمكن أن تعرفوا مكانه؟

حسن نصر الله:

أنا أقول لستُ يائسًا، نحن نبذل جهدًا أكيدًا في هذا الاتجاه

أحمد منصور:

هل تنوي ترشيح نفسك للأمانة العامة مرة أخرى لحزب الله؟

حسن نصر الله:

بعد بعيد للانتخابات، يخلق الله ما لا تعلمون.

أحمد منصور:

ما هو عدد أسراكم في السجون الإسرائيلية تقريبا التابعين لحزب الله تحديدا؟

حسن نصر الله:

أولا أنا أعتبر يعني كل أسير ومعتقل في السجون الإسرائيلية لأسباب سياسية وجهادية، وهذا الذي يعتقلونه لأسباب جنائية اللي عم بيطلعونه له لأبو عمار.. بحث آخر هنا.. كل أسير ومحتجز لسبب جهادي أو لسبب سياسي إيلو علاقة بالصراع العربي الإسرائيلي في السجون الإسرائيلية، سواء كان لبنانيًّا أو فلسطينيًّا أو عربيًّا؛ هو أسير حزب الله، ونحن لدينا التزام شرف والتزام أخلاقي تجاه كل هؤلاء الأسرى، هؤلاء مسؤوليتنا جميعًا، نحن لا نفكر فقط بأسرى حزب الله الموجودين سواء في الخيام أو في داخل السجون الإسرائيلية. كل الأسرى اللبنانيين هم أسرانا، وأيضا نعتبر كل الأسرى الفلسطينيين والعرب هم أسرانا، ونتحمل مسؤولية بذل الجهد لإطلاق سراحهم إن شاء الله.

أحمد منصور:

الدكتور (سعد السلمي) من الرياض، تفضل يا دكتور.

د. سعد السلمي:

مساء الخير.

حسن نصر الله:

مساك الله بالخير، أهلا وسهلاً.

د. سعد السلمي:

فيه سؤال موجه بالشأن الداخلي اللبناني، وهو نظرة السيد لتمثيل الطائفة السُنية في الحكومة اللبنانية، وهل الدكتور سليم الحص فعلا يمثل طائفته تمثيل سليم؟ إضافة إلى أنه يتداول كثيرًا أنه بالنسبة للدكتور سليم الحص ترغب فيه الطوائف الأخرى من أجل أنه يضحي بمصالح طائفته من أجل إعادة انتخابه، وهذا تكرر أكثر من مرة.. حصل في وقت (سليمان فرنجية)؛ قام بعملية إصلاح إداري ذهب ضحيتها السُنة وتوقفت وتعثرت.. وأعيدت الكرة في العهد الحالي.

فهل أنتم تعيدون انتخابه من أجل الشيء هذا؟ وهل عدم التمثيل السليم لأي طائفة داخل الحكومة ترون أنه واقع عملي ويجب أنه يستمر؟ شكرًا.

أحمد منصور:

شكرًا، سيد حسن تفضل.

حسن نصر الله:

أولاً بالمبدأ أناقش، وبعد ذلك نصل إلى الرئيس الحص.

أحمد منصور [مقاطعا]:

بإيجاز سريع، لأنه لم يعد عندنا وقت..

حسن نصر الله:

في المبدأ ما في يعني ترتيب أو عُرف في لبنان أنه يجب أن يكون رئيس الجمهورية ممثلاً للطائفة المارونية، رئيس الجمهورية – صح – بحسب العرف الموجود بلبنان بده يكون ماروني، لكن بده يكون ممثل اللبنانيين ورئيس اللبنانيين، رئيس الحكومة -صح بحسب العُرف- بده يكون سُني، بس ما يقعدو يشوفو هذا بيمثل السنة ولا ما بيمثل، رئيس مجلس النواب بيمثل الشيعة ولا ما بيمثل؟ ولذلك الأمور ولا يوم من الأيام كانت تُبنى على هذا الأساس، ولذلك ما كانوا عاملين استفتاءات في داخل الطوائف حتى تجي الطائفة السُنية لتقول فلان يمثلني، أو تأتي الطائفة الشيعية أو المارونية لتقول فلان يمثلني للرئاسة الأولى أو الثانية أو الثالثة.

هذا من حيث المبدأ، أما بالنسبة للرئيس الحص.. فمما لا شك فيه أنه هو من أكثر الشخصيات المحترمة في الوسط السُني، وفي الوسط الوطني أيضًا، ويوجد تقدير خاص لشخصه هو.. نعم لا يستطيع أحد الآن في لبنان أي شخصية لا شيعية لتقول أنا أمثل الشيعة، ولا شخصية سُنية تقول أنا أمثل السُنة، ولا شخصية مارونية تقول أنا أمثل المارونية.

أحمد منصور:

(شوقي عباس) من أميركا يسألك: هناك معلومات تؤكد وجود علاقة بين (أسامة بن لادن) وجهاز أمن حزب الله، ما مدى دقة هذه المعلومات؟

حسن نصر الله:

هذا ليس لها أي أساس من الصحة.

أحمد منصور:

ما موقفكم من اختيار (بشار الأسد) خليفة لوالده -بعد عُمر طويل- أما تخشون تغيرًا في الموقف السوري؟

حسن نصر الله:

يعني الدكتور بشار الأسد هو شخصية كفوءة ولائقة وتتمتع بمواصفات ممتازة، وهو يلتزم مدرسة أبيه، وأعتقد أنه لن يحصل أي تغيير في التعاطي معه.

أحمد منصور:

السيد حسن نصر الله -الأمين العام لحزب الله- أشكرك شكرًا جزيلاً، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم.

في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود.. من إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت.

Total
0
Shares
السابق
فاضل العزاوي

فاضل العزاوي ج2: تصفية صدام حسين لخصومه بعد انقلاب 1968

التالي
حسن نصر الله

أحمد منصور وحسن نصر الله: حوار في السرداب

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share