بقلم : أحمد منصور
عاثت الولايات المتحدة -التي أعلن عن استقلالها في الرابع من شهر يوليو/تموز 1776- فسادًا وتدميرًا وتخريبًا في كل من فيتنام، والصومال، وأفغانستان، والعراق، وغيرها من الدول بعد الحرب العالمية الثانية.
كانت مصانع السلاح والذخيرة تعمل بأقصى طاقتها، وتصب أرباحها في جيوب المستثمرين المقربين من صُنّاع القرار.
وقد وصف الخبراء القصف الأمريكي في كثير من الأحيان بأنه “قصف سجّادي”، حيث يتم تحديد منطقة معينة على شكل سجادة لتدميرها وإبادتها بالكامل.
كانوا يكنسون مخازن الذخيرة لديهم أولًا بأول، ويُبيدون بها كل شيء: البشر، والحجر، والشجر، وجميع أشكال الحياة. ومع ذلك، لم يحققوا نصرًا واحدًا في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن.
ورغم قوتهم الغاشمة، وأسلحتهم المدمرة، وجيوشهم الجرارة، هُزِموا وفشلوا. واليوم، بدعمهم المطلق لإسرائيل، تنتهج الأخيرة النهج نفسه في غزة ولبنان.
خرجوا من كل دولة أو مكان أذلة صاغرين مهزومين، كان آخرها فجر 31 أغسطس/آب 2021: حينما أكملت قواتها المسلحة انسحابها من أفغانستان بعد 20 عاما من الحرب، تعاقب خلالها 4 رؤساء أميركيين على البيت الأبيض، بدءا من جورج بوش الابن، مرورا بباراك أوباما، ودونالد ترامب، وأخيرا جو بايدن، الذي قال، وهو يعلن الانسحاب من أفغانستان: “إنها مقبرة الإمبراطوريات”، تلك الحرب التي كلفت الولايات المتحدة الأميركية نحو 822 مليار دولار على الأغراض العسكرية فقط، بحسب الإحصاءات الرسمية لوزارة الدفاع الأميركية.
ورغم قوتهم الغاشمة، وأسلحتهم المدمرة، وجيوشهم الجرارة، هُزِموا وفشلوا. واليوم، بدعمهم المطلق لإسرائيل، تنتهج الأخيرة النهج نفسه في غزة ولبنان. فهل يمكن لإسرائيل أن تنتصر وتحقق ما عجز الأمريكيون عن تحقيقه طيلة 70 عامًا؟