يستعرض أحمد منصور، مع عدنان سعد الدين، المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، في حوارهما في برنامج شاهد على العصر، الذي جرى بثه بين شهري سبتمبر، وأكتوبر 2012، مسيرة مروان حديد، بطل حماة الذي تحدى البعث والأسد، من ميلاده إلى استشهاده.
كان مواطنون سوريون في حماة قد رفعوا صوراً لمروان حديد، في الذكرى الثالثة والأربعين، والأولى بعد التحرير، للمجزرة التي تعرضت لها المدينة الباسلة في الأول من فبراير 1982.
برز مروان حديد، المولود في عام 1934، في أحداث حماة الأولى التي انتهت بقصف مسجد السلطان في إبريل عام1964 والمذبحة التي راح ضحيتها العشرات، وتعرض للاعتقال، ومحاكمة صورية ترأسها المقدم مصطفى طلاس، الذي قال له: أنت عميل؟ فأجاب مروان حديد بجرأة “أنا عميل لله”، ثم سأله “أنت مأجور؟”، فرد “أنا مأجور من الله”.
وحينما حكم عليه بالإعدام، علق حديد قائلا “والله يا مسكين لو عرفتُ أن بيدك الموت والحياة لعبدتك من دون الله”، قبل أن يتدخل مفتي المدينة الشيخ محمد الحامد لدى الرئيس أمين الحافظ، ويعفو عنه.
عرف بشجاعته، وأنه أول من حذر الجماهير من البعث وطالبهم بمجابهته قبل أن يتمكن من الحكم، كما شارك في العمل الفدائي ضد إسرائيل بعد هزيمة 67.
تعرض لعدة محاولات اغتيال، واعتقل يوم 30 يونيو 1975، وقتل بعد تعذيب وحشي في سجن المزّة العسكري في يونيو 1976، ودفن تحت حراسة أمنية مشددة.
أسس حديد، الذي نشأ في بيئة حزبية اشتراكية، “الطليعة المقاتلة”، التي اتهمت بالهجوم على مدرسة المدفعية في حلب، وقتل عددا من الضباط العلويين، في 16 يونيو 1979، ومحاولة اغتيال حافظ الأسد في 26 يونيو 1980، ماتسبب في مجزرة سجن تدمر، ومذبحة حماة الثانية 1982، التي شملت إعدامات جماعية وعمليات قتل عشوائي واغتصاب للنساء، وبقر لبطون الحوامل، مخلفة نحو 40 ألف قتيل وآلاف الجرحى والمعتقلين.
ورفض الضيف الإقرار بتأسيس مروان حديد الطليعة المقاتلة، لكنه أشاد بشجاعته الفائقة وبسالته، وقال إن ما كان يحركه على الدوام، حبه للاستشهاد وبحثه عن الشهادة.
نص حوار عدنان سعد الدين عن:
مروان حديد بطل حماة الذي تحدى البعث والأسد
أحمد منصور: في ابريل عام 1964 وتحديدا في السابع منه وقع ما يسمى بمجزرة حماه الأولى وقد تناولت وقائعها عن أحد كبار المسؤولين عنها آنذاك الرئيس أمين الحافظ في شهادته على العصر معي في هذا البرنامج، ما معلوماتك باختصار عن مجزرة حماة الأولى؟
حماة عبر التاريخ
عدنان سعد الدين: نعم، يعني بالأول ولو نصف دقيقة أو دقيقة، حماة مدينة تعتبر عرينا إسلاميا وتعتبر يعني من أكثر البلاد في العالم الإسلامي حماسة للإسلام، وهذا له أصول يعني ما أستطيع أن أدخل في تفاصيله، مسجلها أنا في الموسوعة اللي كتبتها، يعني القيسيين سكنوا بعد سد مأرب حماة وقال فيهم الرسول أحاديث ثابتة في الزوائد في كتاب الزوائد أنهم هم جند الله في الأرض يعني، ثم صلاح الدين حينما استلم من الزنكيين الحكم من بعد نور الدين اتخذ من حماة إحدى قواعده الرئيسية، لأنها في وسط سوريا ليعزل حماة وحلب عن دمشق اللي كان فيها نزاع قبلي، ثم ليواجه الزحوف الصليبية التي تأتي إلى الساحل لبانياس وطرطوس وتصعد إلى جبل العلويين ثم تهبط إلى حماة، وبذلك تأسست مملكة حماة الأيوبية، ونجح تسعة ملوك منها أبو الفداء صاحب المختصر في عيون البشر والى آخره، وكان لها مجلس، استمرت 174 سنة. الأيوبيون استمروا 94 سنة لكن المماليك تركوا حماة أيوبية 74 سنة أخرى، فقامت في جميع المعارك الحاسمة في تاريخ الإسلام من عين جالوت إلى اللي خاضها صلاح الدين الأيوبي حطين، إلى ضد عكا التي هي كانت العاصمة العسكرية للصليبيين إلى الأرمن كانوا ساكنين قلقيلية إلى آخره يعني قاموا مدينة…
أحمد منصور: مدينة ذات تاريخ عريق وحضارة.
عدنان سعد الدين: حضارة، وبعدين في نقطة بدي أقولها بجوز لا تعرفها عن حماة أن الصليبيين استمروا طبعا الكتب المدرسية بتقول 200 سنة الحملات، لكن الحقيقة استمروا 424 سنة، من سنة 1098 حينما جاءوا إلى طرابلس والرها و..ثم 1099 جاءوا إلى القدس وصارت المجازر فيها، استمروا بعد ذلك أيام الأيوبيين وأيام المماليك ثم أيام العثمانيين آخر معركة كانت في رودس أخذوها وانتزعوها منهم سنة 1522 يعني 424 سنة استمروا، في هذه السنوات لم يستطيعوا دخول حماة ولا يوما واحدا في تاريخ الصليبيين.
أحمد منصور: نرجع إلى 1964.
عدنان سعد الدين: فحماة متشددة والبعث بحكمه، بحكم الأقلية يستلم في سوريا يعني كان…
أحمد منصور: لسه ما دخلتش على الأقلية ذكرنا الرئيس السني أمين الحافظ.
عدنان سعد الدين: لأ، كلمة وحدة بس معلش، يعني تحدوا المشاعر.. بحكي عن أسباب الهياج في حماة، تحدوا مشاعر الناس تحديا كبيرا لا أدخل معك في تفاصيله بناء على برنامجك أو بناء على رغبتكم، لكن حقيقة حماة لم تستطع أن تصبر فظهر منها شباب مجاهدين على رأسهم الشيخ مروان حديد رحمه الله تعالى، شيخ مروان بعرفه لأنه تربى معي 14 سنة استمر معي في أسرة واحدة يعني، ونحن أرسلناه إلى مصر إلى الأسرة التي أنا كنت نقيبها.
أحمد منصور: قلنا إيه الأسرة طالما قلت الأسرة، ما هي الأسرة تشكيلتها في تنظيم الإخوان؟
عدنان سعد الدين: الأسرة تجمع شباب الأخوان يقودهم أبرزهم في الفكر أو في السن إلى آخره ولها برامج تتغير وتتبدل.
أحمد منصور: يتعايشون مع بعضهم.
عدنان سعد الدين: يتعايشون في أسر مثل هذه الأسرة لدى مروان حديد، نتعايش ونأخذ بالعزائم ونصوم معا ونفطر معا ونذهب برحلات معا، ونتكافل معا إذا يعني جمعنا صندوق كذا أرسلنا ثلاثة أشخاص لرحلات خارجية ثم رجعوا لنا المبالغ وعلى رأسهم كان مروان حديد ذهب إلى مصر.
مجزرة حماه الأولى
أحمد منصور: أسباب ابريل 1964 في حماة كانت استفزازا بين…
عدنان سعد الدين: نعم، نعم كانوا الطلاب مهتاجين ولا يتحملون ما يقوله البعث، يعني آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة دينا ما له ثاني.. الله يلعن حطين اللي جابت صلاح الدين ما إلى ذلك، ما عادوا يتحملوا، نحنا الحقيقة الكبار في السن كنا نريد تهدئتهم ونلح عليهم بل ونزجرهم في أحيان ٍ كما كنت أواجه الأخ الشهيد مروان حديد طيب الله ثراه، فقامت يعني مظاهرة بسيطة في مدينة..في مدرسة اسمها عثمان الحوراني وكتب واحد على اللوح من لم يحكم بما أنزل الله، يعني الآية القرآنية فكان رد السلطة عليها شديدا ً، ثم بعد ذلك المكتب بدمشق، الإخوان، قيادة الأخوان قالوا لا تنجروا إلى الصدام، فعلا إحنا كان عنا قاعدة وكتبتها بالخطة وسجلتها بإحدى الموسوعات في 100 صفحة.. لا نجر إلى الصدام مهما كانت أسباب الاستفزاز، لأنهم يريدون أن يجروكم وأن يوقعوا المذابح والى آخره، لكن أحد المتحمسين وعلى رأسهم الشيخ سعيد حوا رحمه الله تعالى بلغ فيهم الحماس أشده فقالوا حلف الفضول وقالوا لا نقبل إلى آخره، فقابلوا شدة النظام بشدة بعض الأخوان، فوقعت اضطرابات شديدة في حماة، وكان الشيخ محمد الحامد حاول كثيرا أن يطفأ هذه الفتنة وأن يقول يا شباب اقعدوا اهدؤوا لكن مروان حديد ومعه سبعين أو ثمانين شخصا منهم أحد، لي أخ كان اسمه عبد الجبار كان منهم، اعتصموا بجامع السلطان..
أحمد منصور: نعم.
عدنان سعد الدين: وأرسل لهم الشيخ محمد أخرجوا ارجعوا إلى بيوتكم، وعقلاء الأخوة ما كانوا يريدون هذا الشيء لا في مركز حماة ولا في قيادة المركز دمشق، لكن السلطة عاجلت وحاصرت المسجد وقصفت مئذنة الجامع، واسم جامع السلطان، السلطان من أيام الأيوبيين يعني قديم، فقصفت المئذنة ثم بعد ذلك قصفته فحصلت معركة شديدة بين الجيش المطوق للمدينة وبين الشعب الذي طوق الجيش أيضا كذلك، فالجيش كان بين ناريين، نار بسيطة من داخل المسجد يقاومون ببعض المسدسات وكذا، وبين الجيش اللي حشد له قوات كبيرة وما بين الشعب اللي جاء من حول الجيش وذاك أيضا يرميه سواء بالسلاح أو بغير السلاح، وصارت هذه المذبحة اللي كانت محصلتها الخمسة وسبعين شهيد من الأهالي أو يقال سبعين اللي هو سجلته هذا وكذلك وقع من الجيش أيضا ناس…
أحمد منصور: أمين الحافظ كان رئيسا للدولة وذهب إلى حماة واجتمع مع بعض العلماء في 15 ابريل وأصدر الدكتور نور الدين الأتاسي نائب الحاكم العرفي الأمر العرفي رقم 70 بتأسيس محكمة عسكرية برئاسة الرائد مصطفى طلاس وكان محافظ حماة في ذلك الوقت هو عبد الحليم خدام.
عدنان سعد الدين: صحيح.
أحمد منصور: لكن التوتر عاد مرة أخرى للمدينة ووقعت صدامات وكما قلت كانت المحصلة النهائية هذا العدد، لكن أن أستشهد برواية أكرم الحوراني، وأكرم الحوراني هو أحد مؤسسي البعث في صفحة 3231 من الجزء الرابع من مذكراته يقول: لم تدم الهدنة التي أعلنت في مدينة حماة سوى ساعات قليلة فقد عم الاستياء المدينة وجرت اعتداءات على أفراد الحرس القومي عندما رفع هؤلاء منع التجول ونزل الناس إلى الأسواق والشوارع ورأوا الدمار الذي حل بالمدينة، وبصورة خاصة بجامع السلطان الذي سقطت مئذنته بعدما دكتها مدافع الدبابات وعرفوا أن أكثر من أربعين شهيدا قد قضوا تحت أنقاض الجامع وكانت الأبواب الحديدية للمخازن أمام الجامع ملوية من قوة الانفجارات بينما غطت الأنقاض الطرقات المؤدية إلى المسجد، ومن جديد صدر الأمر يوم 17 ابريل بإعادة منع التجول وأعطيت الدبابات الأمر ونقلت الجنود للتحرك لبدء حملة على المدينة.. هذه رواية أكرم الحوراني لما حدث.. هل مجزرة حماة الأولى تركت آثارا أو بداية عداء بين البعث أو بين البعثيين وبين أهل حماة؟
عدنان سعد الدين: أولا كلام أكرم الحوراني أكثره صحيح أو بجملته كلامه كلاما صحيحا.
أحمد منصور: أول مرة تقول عليه كلامه صحيح، عشان وافق ما عندك يعني؟
عدنان سعد الدين: أنا الله تعالى يسألني عن كل كلمة أقولها في القبر ولذلك إذا عرفت كلمه، إذا كان كلام قلته وكلام كان فيه.. بكون على خطأ وليس عن قصد أنا لا أستطيع أن…
أحمد منصور: بعثي ومنصف ولا عشان حموي هو؟
عدنان سعد الدين: لا ولا حموي وعندنا خصومة معه وهو أشد الناس عداوة للتيار الإسلامي يوم…
أحمد منصور: لكن هو حموي لأنه حموي فتحولت علاقته..
عدنان سعد الدين: هو حموي والمذكرات اللي أنت قرأتها له أربع مجلدات وأنا قرأتها أيضا كذلك معتبر العالم كله مركزه العرب والعرب مركزه سوريا وسوريا مركزها حماة وهو مركز حماة.
تدخل أمين الحافظ للتهدئة
أحمد منصور: هو يعتبر ما يريد.
عدنان سعد الدين: هو كثير عنده الذات تبعه، لكن هذا الكلام اللي حكاه، أمين الحافظ كان في الظاهر كل شيء، لكن في الحقيقة لم يكن يمثل أي شيء، كان رئيس مجلس الثورة ورئيس اللجنة الرئاسية اللي فيها الأطرش وفيها محمد عمران، وكان أيضا أمين عام للحزب وكان قائد الجيش وكان وكان، ولكنه كما قال عنه حافظ الأسد كان رجلا من قش لا يستطيع أن يحرك جنديا من موقعه.. لا يستطيع، أمين الحافظ شعر أنه أصبح ديكورا وأنه أصبح مسلوب الصلاحيات وأن الروح الطائفية هي تحرك الناس ولذلك عندما جاء إلى حماة وأرسل للشيخ محمد هدءوا الوضع يراد بالمدينة شر كبير.
أحمد منصور: الشيخ محمد الحامد.
عدنان سعد الدين: نعم الشيخ محمد الحامد، وكذلك كان.. وحينما جيء بمروان حديد مصفدا بالأغلال بيديه إلى السراي وقابله أمين الحافظ كلمه أمام الآخرين خاصة عزت جديد رئيس اللواء السبعين وكان اليد والقوة الضاربة بالجيش أصبح كلمه كلاما شديدا، فكان يعني كان أسطورة في الشجاعة مروان حديد قاله: أمين خلي خصومتك شريفة، وساوى هيك بيده المكبلتين فتحمله، تحمله وأراد أن يطفأ نار الفتنة الحقيقة، وأمين الحافظ لا يسأله التاريخ هذا الموقف النبيل الذي أطفأ فيه الفتنة واستطاع يعني أن يهدأ هنا وهنا حتى أنجى المدينة من دمارها الذي لحق بها فيما بعد.
شجاعة مروان حديد
أحمد منصور: الأحكام صدرت بالإعدام على مروان حديد وعلى مجموعة من الذين شاركوا في المحكمة التي كان يرأسها مصطفى طلاس والشيخ محمد الحامد حينما تدخل لدى أمين الحافظ خففت هذه الأحكام بعد ذلك.
عدنان سعد الدين: ألقي القبض وعرض على المحكمة 21 شخصا بينهم أخ لي ومروان حديد قال لهم لو قالوا نحكمكم بالإعدام قابلوهم بابتسامة وبرهنوا للناس على أن المسلمين والمجاهدين لا يخشون الإعدام، هم ناقة الله تعالى قال له: اسكت قال له أحد.. طلاس أو أحد أعضاء المحكمة: سنعدمك، قال له: أنت لا تستطيع لو أعرف أن حياتي بيدك لعبدتك أنا أعبد الله تعالى وربما أنت تموت قبلي ولا تستطيع أن تعدمني، فأظهروا.. أظهروا شجاعة خارقة، تشكل من حماة ما لا يزيد على ستين شخص برئاسة الحامد وذهبوا إلى دمشق وقابلوا أمين الحافظ، وكان من حوله أعضاء المجلس الرئاسي منصور الأطرش ابن سلطان باشا الأطرش المعروف ومحمد عمران كذلك بهذا الشكل، فألقى الحامد كلمة فوقف له أعضاء المحكمة نفسهم أعضاء الرئاسة، وقفوا يعني انتصبوا واقفين وقال كلاما بليغا سمعه الناس قال: استحر القتل بين قبيلتين من قبائل العرب فقال حكمائهم إن هذا أمر لا يسعه إلا العفو، لقد قتل منكم ومنا ونريد أن تصدروا عفوكم، قال له أمين الحافظ: سأستشير، سأشاور أعضاء المحكمة، فقال منير لطفي أحد أعضاء.. رحمه الله وكان من العلماء الجريئين قال: لمن تستشير منصور الأطرش ابن قائد ثورة سوريا وهو يقدر الثوار ومحمد عمران تعلم في مدارس حماة لا ينسى فضلها عليه، فبعد وشوشة استمرت ثوان، قال: عفونا عنهم، قال: نريد شيئا آخر أن تعفو عن الذين سافروا إلى خارج سوريا، كان منهم الشيخ سعيد حوا رحمة الله عليه وعثمان الأمين وآخرين إلى بغداد، قال: إذن فليأتوا، قال: نريد شيئا ثالثا وهي أن تعوضوا عن المنكوبين الذين أصيبوا، قال: كما تريدون. ذهب الوفد فرحا جذلا وسار إلى مدينة حمص ويعني تملأ قلوبهم الحبور والسرور ووصلوا إلى المسجد ووقفت سيارات بالأعلام، عفوا ذكرت المسجد السجن يعني، وقفوا على باب السجن بسموه الهولاني أو الهولوني وقفوا عليه وقالوا.. طلبوا رئيس السجن وقالوا أخرج السجناء، قال: لم يأتني شيء، لم يأتني شيء بالعفو عنهم، يعني وصلوا قبل أن تصدر مراسيم العفو، وهم جالسون صدر الأمر وهم وصلوا وأخرجوا المساجين الواحد والعشرين وأركبوا كل واحد في سيارة ومع عدد من المستقبلين ودخلوا حماة يعني منتشين.
أحمد منصور: يؤخذ على الإخوان المسلمين أنهم كانوا سلبيين مما يحدث في حماة.
عدنان سعد الدين: الإخوة المسلمون في سوريا؟
أحمد منصور: في الشام في دمشق.
عدنان سعد الدين: ما يستطيعون أن يفعلوا شيئا.
أحمد منصور: لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا، يتحركوا هم إخوانهم حتى في هذه المحنة لا يتحركوا.
عدنان سعد الدين: نعم أخي الكريم أخي أحمد، هو المكتب التنفيذي اجتمع وقرر أن لا يجر الإخوان إلى الصدام وحصل…
أحمد منصور: جر ووقع الصدام ووقفوا سلبيين.
عدنان سعد الدين: لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا لا هم ولا الشعب السوري كله، لأنه الشر في أعين الحكم.. الأقلية الحاكمة والأحقاد..
أحمد منصور: كان زعيم الحكام كان سني، كان أمين الحافظ.
عدنان سعد الدين: كان سني، لكن كان رجلا مثل ما قلت قبل قليل.
أحمد منصور: لا يلام.
عدنان سعد الدين: أنا لا ألومه لكن قلت كان له موقف نبيل لا ينساه له التاريخ.
مروان حديد (السيرة الذاتية)
أحمد منصور: من هو مروان حديد باختصار؟
عدنان سعد الدين: مروان حديد أحد أبناء مدينة حماة من عائلة كريمة، نشأ في جو يؤيد أهله الاشتراكيين من جماعة أكرم الحوراني، كان له ثلاثة أخوة كلهم اشتراكيين عدنان وكنعان وأحمد لكنه هو في أول حياته وهو في الصفوف الثانوية يعني تأثر بجو الأخوان الذين سيطروا على الشباب في المدارس الثانوية واختلط بهم وتأثر بهم، فرشحه أحد الإخوان وأسمه عدنان الزعيم توفي قي السعودية رحمه الله أن يكون معنا في الأسرة ، قلت: هذا من بيئة اشتراكية، قال هذا يختلف عنهم، واجتمعنا عام 1950 بالأسرة واستمرت هذه الأسرة كنموذج سجلت هذا النموذج ليستفيد الأخوان من ايجابياتها أن وجدوا ايجابيات، ويتجنبوا السلبيات فاجتمعنا مع بعضنا أربعة عشرة سنة أرسلناه إلى مصر لان أهله كانوا في ضائقة مالية في موسم قطن الضرب كانوا في ضائقة مالية وكانوا كراما فنحنا جامعين فلوس…
أحمد منصور: أنا عايزك تقولي الصفات الشخصية للشخص مش قصة حياته لأن مروان حديد سترتبط به كثير من الأحداث التي سأتناولها، كلمني أن شجاعته عن تعليمه عن رجولته وإنما يناله وراح وكده مش مهم…
عدنان سعد الدين: كأني قلت لك أرسلناه للتعليم، ذهب ودرس في الزراعة.
أحمد منصور: في كلية الزراعة.
عدنان سعد الدين: درس الزراعة في شبين الكوم وتعرف على شباب مصر وكانوا أيضا في ظل عبد الناصر موجودين وأقام الصلات وكانوا يزرونهم، وأذكر شابا من آل الهضيبي كان يأتيه إلى حماة ليزوره وأنا كنت أزوره في مصر لأنه صارت الوحدة فكنا نروح بدون فيزا فكنت أزوره وكنا نذهب في رحلات مشتركة، لكن الحماس كان يغلب عليه والدفاع كان يغلب عليه، فتخرج من مصر وجاء إلى سوريا ودرس الفلسفة وحمل شهادتها كذلك لكن كان كل همه وكل حياته وكل مشاعره وأحاسيسه أن يكون شهيدا وأن يواجه هذا التيار الطائفي الذي تحكم بسوريا.
أحمد منصور: ولد مروان حديد عام 1934 في مدينة حماة، حصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة عين شمس وعلى الإجازة في الفلسفة من جامعة دمشق، انتسب مبكرا إلى جماعة الإخوان المسلمين وكان مسؤولا عن التنظيم الطلابي في الخمسينيات وكان أحد قادة عصيان حماة عام 1964 ومن أبرز من قادوا عملية مقاومة الدستور عام 1973 ونتيجة لهذا توارى حديد ودعا إلى الجهاد المسلح وأسس تنظيم الطليعة المقاتلة، فتم فصله من الجماعة، وفي 30 حزيران/ يونيو عام 1975 اعتقل مروان حديد بعد اشتباك عنيف مع أجهزة الأمن السورية ومات في مستشفى سجن المزة عام 1976 ويصفه تلاميذه في خط متصل مع سيد قطب وحسن البنا، هذا الوصف المختصر الراقي كتب في كتاب الأحزاب والحركات الإسلامية اللي حرره جمال بارود واللي أصدره مركز الدراسات الخاصة.
عدنان سعد الدين: من كتب هذا الكلام؟ هذا الكلام مليء بالدخن والخطأ لأن مروان…
أحمد منصور: أي دخن ما تقلش مليء، هو متفق معك في كل الأشياء.
عدنان سعد الدين: أنا الشيء اللي بعرفه صحيح بقول صحيح، والشيء اللي مو صحيح كيف أستطيع أن أوافق عليه مروان حديد…
أحمد منصور: مروان حديد لحظة واحدة، مش ولد سنة 1934؟
عدنان سعد الدين: صحيح.
أحمد منصور: حصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة عين شمس؟
عدنان سعد الدين: صحيح.
أحمد منصور: حصل على إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق؟
عدنان سعد الدين: نعم.
أحمد منصور: انتسب مبكرا للإخوان المسلمين؟
عدنان سعد الدين: تمام
أحمد منصور: كان مسؤول عن التنظيم الطلابي للإخوان وأنت قلت؟
عدنان سعد الدين: لأ، كان أحد المسؤولين.
أحمد منصور: أحد المسؤولين طيب يعني
عدنان سعد الدين: ما عليه بس للتدقيق
أحمد منصور: كان أحد قادة عصيان حماة سنة 1964؟
عدنان سعد الدين: صحيح
أحمد منصور: أبرز اللي قادوا عملية مقاومة الدستور عام 1973؟
عدنان سعد الدين: صحيح
أحمد منصور: نتيجة لهذا توارى ودعا للجهاد، باقي ثلاث أسطر أنت بتقول معظمه دخن وهمه سطرين!
عدنان سعد الدين: إيه بس السطرين هدول همه اللي نسبوا له يعني هل..
أحمد منصور: قلت لي مين اللي قال تحفظت على الشخص وغيرت رأيك أيا كان القائل هذه سيرة مروان حديد
عدنان سعد الدين: أخي الكلام الأول اللي أنا قلته قبل أن أقرأه عن الكتاب هذا، هاي متفقين عليها لكن في أحيانا خطيئة تلغي كتابا.
أحمد منصور: ما هي الخطيئة؟
عدنان سعد الدين: الخطيئة أنه أسس الطليعة لم يؤسس..
أحمد منصور: سآتي إلى الطليعة وأثبت لك بالأدلة أنه هو الذي أسسها..
عدنان سعد الدين: وأنا سأثبت لك بالأدلة وأنا رئيسه ومسؤول عنه، أنه لم يؤسس طليعة ولم يسمع بها بعدين اقرأ كلام انه انتسب وفصل من الإخوان المسلمين لم يستقل ولم يفصل هذا كلام غير صحيح.
سعيد حوى
أحمد منصور: هناك شخصية أخرى برزت أيضا في أحداث حماة 1964 وكان لها تأثيرها بعد ذلك على الأخوان المسلمين في سوريا هو سعيد حوا.
عدنان سعد الدين: صحيح.
أحمد منصور: بنفس الطريقة اللي أنا عرفتك به قل لي من هو سعيد حوا؟
عدنان سعد الدين: سعيد حوا نشأ في بيئة فقيرة في حي اسمه العليليات في مدينة حماة، وكان أكثر أهل الحي مع أكرم حوراني يعني يملك أكرم حوراني ثقلا شعبيا كبيرا كما قال سعيد رحمه الله وكتب في كتاب هذه تجربتي وهذه شهادتي، ثم يقول سعيد في المدرسة الثانوية حينما كان يعني حينما كان من الاشتراكيين تأثر بثلاثة شخصيات في سوريا في حماة وهي التي جلبته وجذبته للإخوان المسلمين أحدهم الدكتور عبد الكريم عثمان الذي توفي مبكرا وثانيهما شخص ما زال هنا حيا عندكم في هذا البلد الكريم، وشخص ثالث الفقير إلى الله تعالى كتب أيضا في أكثر في عدد من المواضع أنه هؤلاء الثلاثة أثروا فينا وجذبوني إلى الإخوان المسلمين فصرت واحد منهم، وكثر عدد الإخوان يقول سعيد حوا كما ينقل عنه فاندام أو باتريك سيل أو أحدهما أن الشعبة ثلاثين شخص سبعة وعشرين كان من الإخوان المسلمين، فصار للإخوان لهم ثقل كبير والشيخ سعيد كان له جهود كبيرة في هذا بهذا الشأن.
أحمد منصور: طبيعة جهوده العلمية إيه لدى الإخوان؟
عدنان سعد الدين: طبيعة الجهود كان الأستاذ سيد قطب دخل السجن والمد المصري توقف قليلا والإخوان اعدموا أعدم قادتهم وشيوخهم وأئمتهم.
أحمد منصور: في مصر.
عدنان سعد الدين: في مصر، وبعد ذلك تحرك الشيخ سعيد وكان ذلك باتفاق مع الأخ الكبير عصام العطار، قال: نريد أن نضع منهاجا للإخوان المسلمين فسمح له وأعطاه الإشارة في الموافقة، فكتب عدة كتب ملئت فراغ كان يعصف الفراغ في حياة الناس بعد المد المصري، فكان لكتب الشيخ سعيد حوا تأثير جدا كبير ليس في حماة أو سوريا ولكن في العالم العربي والعالم الإسلامي ذهبت إلى ماليزيا فوجدت كتبه مترجمة وذهبت إلى اسطنبول فوجدت كتبه كذا فأدى جهدا كبيرة في هذا الشأن وخاصة الشأن الكتابي يعني.
أحمد منصور: نفس المصدر السابق في سطور قليلة يعرف سعيد حوا فيقول: ولد سعيد حوا في مدينة حماة عام 1935 انتمى للإخوان المسلمين في دراسته الثانوية وتخرج من كلية الشريعة وساهم في قيادة عصيان حماة عام 1964 وفي أحداث الدستور عام 1973 واعتقل نتيجتها ولم يفرج عنه إلا في عام 1978 وإلى جانب دوره القيادي فأنه من أبرز منظري الإخوان المسلمين وله عدد كبير من الدراسات والكتب من أبرزها سلسلة تحمل اسم “جند الله”، توفي سعيد حوا في السعودية عام 1989.
عدنان سعد الدين: أرسل في عمان وحضرنا جنازته في عمان.
أحمد منصور: في دخن بالكلام ده ولا ماشي حاله.
عدنان سعد الدين: لأ بس بدي أقول لك شغلة، كل الكلام اللي قاله صحيح ما عدا كلمة توفي..
أحمد منصور: توفي في السعودية..
عدنان سعد الدين: توفي في السعودية وهو توفي في عمان وحضرنا دفنه وشاركنا في تشييع جنازته رحمه الله تعالى..
أحداث حماة تكرس الطائفية في سوريا
أحمد منصور: أحداث حماة 1964 أثارت ردود فعل كبيرة داخل سوريا وخارجها الحوراني في صفحة 3241 من الجزء الرابع في كتابه يقول: نقلا عن الحياة اللبنانية في 24 نيسان 1964 “إن أحداث حماة التي وقعت في العام ابريل 1964 كرست الطائفية في سوريا وهيمنت ضباط الأقليات على الجيش في ظل تسريح المئات من ضباط السنة”.
عدنان سعد الدين: رمتني بدائها وانسلت هو الذي فتح الباب للأقليات لكي تدخل عن طريق..
أحمد منصور: الحوراني تقصد؟
عدنان سعد الدين: نعم، ليست حماة اللي جاءت بالطائفيين هو الذي فتح لهم الباب حتى تسلطوا على الجيش وأصبح الجيش طائفي وليس جيش وطني، فليست حماة هي التي عمقت الطائفية، حماة جرحت ونكبت في التسلط الطائفي.
أحمد منصور: في 23 شباط فبراير 1966 وقع انقلاب عسكري جديد في سوريا أطاح بحكم أمين الحافظ بعدها وقعت هزيمة يونيو 1969 سقط الجولان ولا يزال بأيدي الإسرائيليين وبدأ صراع على السلطة منذ 1966 لم يتوقف إلا حينما حسم الأسد الأمر في السادس عشر من نوفمبر عام 1970 واستولى على السلطة في سوريا ما الذي كان يعنيه وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1970؟
عدنان سعد الدين: حافظ الأسد من أول حياته مرتب نفسه لسوريا، ودخل الجيش لهذا الغرض وبدأ في عملين مزدوجين عمل طائفي يكثر العلويين من حوله وعمل بعثي يقول بأنه يمثل الاتجاه العسكري في الجيش السوري باسم حزب البعث، ما أدري ماذا تريد من أي نقطة يعني؟
سيطرة الأسد على سوريا
أحمد منصور: ماذا كان يعني وصول حافظ الأسد إلى حكم سوريا عام 1970؟
عدنان سعد الدين: حافظ الأسد في الكتابات كتبتها كاملة ومفصلة في الجزء الثالث من المجلدات وضع في نفسه أن يسيطر على الحكم ففي الداخل يعني سار على طريقة التكتل الطائفي من جهة وفي الظاهرة البعثية من جهة أخرى.
أحمد منصور: 1964 الآن إحنا في 1975 إن مروان حديد في عام 1975 أسس ما يسمى بالطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين أنت كنت بعيدا تماما عن سوريا وبعيدا تماما عن مروان حديد.
عدنان سعد الدين: أنا، أنا كنت ما انقطعت عن سوريا ولا ساعة.
أحمد منصور: ما نقطعتش بتروح بره كل ثلاث أشهر، كل سبع أشهر؟
عدنان سعد الدين: غير الثلاث أشهر كنت باستمرار أضع سيارة في مدينة في المطار وأنزل وألف سوريا بيومين أو ثلاثة أنزل لعمان لدرعا لدمشق لحمص لحماة لحلب.
أحمد منصور: سنة كام الكلام ده؟
عدنان سعد الدين: حين بعد اختياري مراقبا عاما.
أحمد منصور: بعد اختيارك مراقبا عاما في 1975؟
عدنان سعد الدين: نعم.
أحمد منصور: أنا بتكلم الآن إن في هذه الفترة لأن مروان حديد قبض عليه بعد ذلك وقتل في سنة 1976 في هذه الفترة وهذه التنظيمات العسكرية المسلحة لم يتم الإعلان عنها واضح أنهم ظلوا بعد ذلك يقوموا بعمليات وأنتم كنتم في غيبوبة لا تعلمون ماذا يخطط هؤلاء، هذا تنظيم سري ليس عندك معلومات أن مروان حديد أسس الطليعة المقاتلة؟
عدنان سعد الدين: أنا عندي، اللي أعلمه وأعرفه أن مروان لم يؤسس الطليعة المقاتلة قط ولم يتحدث باسمها قط ولم أسمع منه ولا على لسانه أن.
أحمد منصور: لم تسمع منه لأنك ما شفتهوش من 1964.
عدنان سعد الدين: لا أنا ما تركتم ما تركت الإخوان الأسلاف.
أحمد منصور: ما تركت الإخوان لكن ما التقتش بمروان حديد.
عدنان سعد الدين: أنا ما.
أحمد منصور: اللي يريد يشكل تنظيم سري بأي مكان ما بيعلنش عنه وممكن الناس اللي بتاكل وتشرب معاه لا تعرف شيئا عنه.
عدنان سعد الدين: أولا أنا مروان كأنه الآن أمامي، مروان ليس لا يحمل نفسية التنظيم السري طبيعته يعني بهذا الشكل مروان كان يجهر بالمساجد وفي الشوارع وبكل مكان بخصومته لهذه الدولة أو الحكومة التي يعتقد أنها تحارب الإسلام ثم أنه لم ينفصل عن الإخوان ولا ساعة في حياته حتى توفي والإخوان لم يفصلوه ولا ساعة أيضا طالما عايش.
الطليعة المقاتلة
أحمد منصور: ما هم دول كانوا الطليعة المقاتلة.
عدنان سعد الدين: نعم سيد أحمد بس لأكملك الصورة لكن كان متمرد على الدولة وعلى المجتمع وكان يحرج الإخوان.
أحمد منصور: أشكال التمرد بتاعته ظهرت عام 1964 كما تمرد مسلحا في عام 1964 في حماة.
عدنان سعد الدين: تمرد.
أحمد منصور: ما الذي يمنعه عام 1975 في أن يسعى لتشكيل تنظيم عسكري أيضا ليواجه به النظام اللي هو واجه أول مرة في 1964؟
عدنان سعد الدين: عام 1964 حقيقة كان اعتصام في مسجد السلطان ما هذه الجبهة وما هذا التنظيم العسكري.
أحمد منصور: ما الذي يمنعه؟
عدنان سعد الدين: يا سيدي كان يدخل على المسجد ناس يخرج ناس كذا إلى آخره شيء أقرب للمظاهرة أما ما كان تنظيم أنا لا أعلم أنهم.
أحمد منصور: كان معهم سلاح؟
عدنان سعد الدين: في كان بعضهم مسدسات فردية.
أحمد منصور: ضربوا على الجيش والجيش ضرب عليهم.
عدنان سعد الدين: نعم وهاي منتشرة في المدينة كلها كل واحد باعتبار أن تتم رجولته أن يكون معه مسدس أو يكون معه يعني قطعة سلاح.
مروان حديد يتحدى البعث والأسد
أحمد منصور: في مصادر ليس مصدر واحد مصادر كثيرة قالت أن مروان حديد هو الذي أسس الطليعة المقاتلة أنت الوحيد اللي وجدتك عشر صفحات في مذكراتك عمال تتكلم وتنفي نفيا قاطعا أنه مروان حديد ليس له علاقة بالطليعة المقاتلة أيا كان الطليعة المقاتلة أسسها أي شخص لكن اعتبروا مروان حديد هو الأب الروحي لهم وهو الذي أسس هذا الأمر ماشي؟
عدنان سعد الدين: يعني إذا اعتبروا هذا لأني حين التقيت لأول مرة بعدنان عقلة، عدنان عقلة كان في الداخل ويقول.
أحمد منصور: أنا هاجيلك لعدنان عقلة لأن عدنان عقلة هو رابع أو خامس قيادة في الطليعة المقاتلة لكن القيادة الأولى إلي جاءت بعد مروان حديد الوضع مختلف معك.
عدنان سعد الدين: يعني حين يقول لي عدنان عقلة لم أعرف مروان حديد ولم ألتق فيه في حياتي.
أحمد منصور: أنت شفت حسن البنا والتقيت فيه في حياتك؟
عدنان سعد الدين: لا ما التقيت فيه.
أحمد منصور: طيب بس أنت تؤمن بحسن البنا وفكر حسن البنا وجماعة حسن البنا.
عدنان سعد الدين: أنا لما أقرأ.
أحمد منصور: هو ما شافش مروان حديد وبايع جماعة مروان حديد إيه المشكلة؟ إيه المشكلة؟
عدنان سعد الدين: يعني إذا كان.
أحمد منصور: هل بالضرورة الآن عشان أبايع حسن البنا أكون شفت حسن البنا أبايع مروان حديد أكون شفت مروان حديد؟
عدنان سعد الدين: بس سوريا مفتوحة بين حلب وحماة 150 كيلو متر..
أحمد منصور: ما فيش مشكلة، ولم يلتق الرجلان.
عدنان سعد الدين: بعدين مروان حديد كان معلن في المساجد والشوارع والاجتماعات العامة ما كان يعرفه.
أحمد منصور: حسن البنا كان معلن وأنت ما شفتهوش جاء لكم إلى سوريا وما شفتوش في سوريا.
عدنان سعد الدين: أنا في سوريا.
أحمد منصور: جاء إلى سوريا وأنت لم تراه.
عدنان سعد الدين: كان عمري 18 سنة لما جاء..
أحمد منصور: بس أنت في الإخوان.
عدنان سعد الدين: أجا لسوريا وأنا في حماة 200 كيلومتر.
أحمد منصور: بغض النظر إحنا الآن قضية رأى الشخص أو لم يراه ليس حجة في أنه ينتمي أو لا ينتمي.
عدنان سعد الدين: على كل حال أخي أنا أقول لك شهادتي أن مروان لم يؤسس طلائع وأن عدنان عقلة تاجر باسمه ولا يعرفه ولم يلتق به.
أحمد منصور: الآن إذا هو لم يؤسس الطلائع المقاتلة للإخوان أو الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين لماذا قبض عليه وهو في حالة مقاومة مسلحة مع النظام مقاومة مسلحة صح؟ كان في حالة مقاومة مسلحة أم لا حين قبض عليه كان في حالة مقاومة مسلحة مش معقول هو لوحده طالع، كانت الطليعة أسست وبدأ يقاتل وأسس خلايا وضبط في بيت في دمشق مع خلية من الخلايا.
عدنان سعد الدين: في وقت لاحق هذا لكن في حماة وحينما.
أحمد منصور: أنا بتكلم على دي يا أستاذ؟
عدنان سعد الدين: عن ماذا؟
أحمد منصور: وقت لاحق يبقى دا يؤكد حينما قبض على مروان حديد قبض عليه مع خلية مسلحة.
عدنان سعد الدين: أي خلية مسلحة أنا أخي أرسلت لمروان وهو في مخبأه في كان شخص ربما هربان متواري عن الأنظار لأنه.
أحمد منصور: لأنه بدأ الكفاح المسلح.
عدنان سعد الدين: مطلوب وكان يعيش في حي من أحياء دمشق فترة طويلة والإخوان هم يؤمنون له الزاد وحاجاته ويذهبون ثم أرسلت له من بيروت شخصا التقى به وما كان عنده لا مسلحة ولا غير مسلحة.
أحمد منصور: يعني أنتم لم تكونوا على دراية بما يقوم به مروان حديد؟
عدنان سعد الدين: لا كان مروان معلن، مروان ما، ما، مروان لا يميل إلى للاجتماع للتنظيمات السرية.
أحمد منصور: بعد، بعدما أصبحت مراقب عام هل جاءك أي طلب من مروان حديد بدعم مادي؟
عدنان سعد الدين: نعم.
أحمد منصور: جاءك؟
عدنان سعد الدين: لا جاءني شخص ما زال حيا وقال لي أن أرسلني أبو عامر، أرسلني إلك وهو يريد أن تقف معه قلت: ماذا يريد؟ لأنه مخبأ في بيت لحاله يعني فرد وبيجي بعض الأصدقاء يزوروه ما زالوا على قيد الحياة فقلت: ماذا يريد؟ قال: ما أعرف أن تقف معه قلت له طيب خذ فلان، فلان توفي الآن اسمه أحمد العمري رحمه الله من بيروت كان عنده مصنع وكان كذا واشتغل فترة هنا يعني كذلك كأنه في الدوحة أو في قطر في الخور كان يعني كان، قلت له خلي يذهب معك ويشوف ماذا يريد مروان حديد؟ ذهب إليه وقال لي بصعوبة وصلت إلى بيته يعني بيوت أخر الميدان بعيدة أزقة.
أحمد منصور: في دمشق؟
عدنان سعد الدين: في دمشق التقيت معه قلت له أرسلني أبو عامر لتقول ماذا تريد، هل تريد مالا مشان الإنفاق قال: لا لا أريد، هو زاهد كان، هل تريد مساعدة مادية أو مالية قال له: إذن ماذا تريد؟ قله: نريد أن نقاوم النظام، قال له: كيف تقاوم النظام؟
أحمد منصور: هذا تأكيد على تأسيس الطليعة المقاتلة قل لي، دخلة صغيرة من عندك.
عدنان سعد الدين: إذا واحد دخل حكا فكرة معناته، تستنتج.
أحمد منصور: كمل لي، كمل لي ما أنا لازم أستنتج أنا بقعد ألزق مربعات الصورة عشان أفهمها يعني أنا لزقتها بس حضرتك مصمم انه الصورة.
عدنان سعد الدين: وأنا لصيق فيها أنت عم بترقعها أما أنا لصيق فيها، وقال له أخونا أبو عمر أحمد العمري قال: كل ما تريده أبو عامر مستعد يمدك فيه من مساعدات مالية، قاله: لا أريد شيء، قاله: إذن ماذا تريد قاله: نريد أن نقاوم هذا النظام، قاله: طيب كيف تريد كيف نقاوم هذا النظام؟ قاله: نخرج إلى الجبال، قاله: في هيلوكبتر طيارة هيلوكبتر وبنحطهم بالسجن، أنت ما بتفكر تفكير واقعي بعدين من معك اللي يوافقونك على هذا قله: خمسين ستين واحد، خمسين ستين.
أحمد منصور: يعني في تنظيم؟
عدنان سعد الدين: خليني أكمل.
أحمد منصور: أنا معاك أهو.
عدنان سعد الدين: خلي التنظيم شيء وواحد تؤيده هلأ أنا علاقتي معك علاقة صداقة تنظيم صار.
أحمد منصور: في خمسين ستين واحد يعني في تنظيم عسكري محترم يعني ممتاز عشر خلايا على الأقل.
عدنان سعد الدين: طول لي بالك بس.
أحمد منصور: معاك أنا.
عدنان سعد الدين: اسمع، اصبر علي شوي.
أحمد منصور: أنا صابر تفضل.
عدنان سعد الدين: قاله خمسين ستين واحد قاله التنظيمات والمقاومة ما بنقال 65 بنقال 61 أو 51 بالدقة قال ماذا ينزل بالأسماء وبالعدد حتى وصل لعشر أشخاص انه ممكن يكون حوالي عشر أشخاص، قله يا عمي طيب ماذا تريد من هؤلاء العشر أشخاص ماذا تفعل بهم تريد أن تدربهم أعطيني إياهم بيروت كانت المقاومة الفلسطينية بمعسكراتها معبية يعني لبنان كلها قاله أنت ماذا تريد حرب شوارع حرب عصابات حرب جبال تمرد شو تريد وجدوا انه يريد شيئا واحدا أن يستشهد في سبيل الله، مروان ليس عنده إلا هذا الهدف الكبير هل تتصور أن مروان.
أحمد منصور: يستشهد كدا من غير قيمة يعني.
عدنان سعد الدين: لا بده يصادم هذا النظام، كما تقول بالحديث شريف رجل قام إلى إمام جائر فأمره فنهاه فقتله، هذه هي الروح ومروان يعني ما أحد يعرفه أكثر مني عاش 15 سنة مع بعضنا سوا بالرحلات والتعاون نحنا أرسلناه إلى مصر ليدرس في شبين الكوم يعني كذا إلى آخره فعاد هذه الرجل يريد أن يستشهد هذه خلاصة مروان حديد رجع ومن يوم ما عرفنا انه مروان ثم.
أحمد منصور: هل حدث أي اتصال بينكم وبينه بعد هذا اللقاء؟
عدنان سعد الدين: لا هو بعد هذا اللقاء يعني بفترة بسيطة أعتقل وانتقل من حي الميدان إلى حي آخر في إحدى الشقق فكشف أمره فهو لو بقي في المداخل فا كشف أمره هو لو كان باقي في المداخل كان منيح، طلع وخرج إلى بيت شخص أيضا أعطاه شقة يعني انزله ضيفا فيها فطوق وصار يعني مقاومة شو عندهم مسدسات أو شي يعني واحد اثنين معه ما في حدا ثم ألقي القبض عليه وقتل و يرجح بأنه قتل في داخل السجن.
اعتقال مروان حديد وقتله
أحمد منصور: النظام يقول أنه مات والإخوان يقولون بأنه قتل في شهر يونيو/ حزيران 1976 بعد سنة تقريبا من اعتقاله.
عدنان سعد الدين: بالمناسبة كنت أنا بمصر وكنت في تلك الفترة أذهب إلى ضواحي القاهرة لأبايع المرشد العام وسمعت عن قتله كنت في القاهرة.
وصية مروان حديد
أحمد منصور: هذه وصيتي: “أنا الفقير إلى الله تعالى ورحمته ورضوانه مروان حديد أوصي أهلي بتقوى الله والتمسك بالإسلام ووفاء ديوني أو تحملها عني قبل وضعي في قبري أو حتى أخواني وأوصي إخواني بالوفاء بعهد الله تعالى، وأوصيهم بمعاملة الخصوم كما أمرهم الله، وأرجو من الجميع الدعاء لي بالمغفرة والرحمة مروان حديد هذا هو.
محاور الحلقة
00:00المقدمة.
01:05 مدينة حماة التاريخية.
03:22 تحدي مشاعر السنة.
06:09 مروان حديد وسعيد حوى يتحدون نظام البعث.
09:04 آثار مجزرة حماة الأولى؟
10:34 جهود أمين الحافظ لتجاوز الفتنة.
11:00 شجاعة مروان حديد.
12:26 الحكم بإعدام مروان حديد.
15:35 من هو مروان حديد؟
16:59 ذهاب مروان حديد لمصر.
20:13 من هو سعيد حوى؟
23:40 أحداث حماة تكرس الطائفية في سوريا.
26:13 عدنان سعد الدين يرفض الإقرار بتأسيس مرون حديد الطليعة المقاتلة.
35:53 اعتقال مروان حديد وقتله.
36:49 وصية مروان حديد ..