الخوف من حركة حماس

لازالت أصداء الزلزال الذي أحدثته حركة المقاومة الأسلامية حماس بفوزها الكاسح فى الأنتخابات التشريعية الفلسطينية يتوالي ، تصاحبه مخاوف من أطراف عديدة ، لكن المخاوف التى أظهرتها وبقوة إسرائيل والولايات المتحدة والأتحاد الأوروبي من فوز حركة المقاومة الأسلامية حماس تعدت ذلك إلى الدول العربية المجاورة لفلسطين والتى من المفترض أن تتقبل خيار الشعب الفلسطيني وتحترمه وأهمها مصر والأدرن ، وكان الموقف المصري الذي تمثل فى تصريحات رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان يوم الأربعاء الماضي والذي أحاطت به أجواء ضبابية مصدر توتر لحركة حماس حسبما أشارت تقارير كثيرة ، فالشروط التى أعلنتها وكالات الأنباء ومنها وكالة الأنباء الفرنسية على لسان اللواء سليمان والتى تمثلت فى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لن يكلف حماس بتشكيل الحكومة إلا إذا اعترفت بإسرائيل وأعلنت وقف العنف ، وقبولها باتفاقات السلام مع إسرائيل بما فيها خريطة الطريق ، أثارت قلقا لدي حماس .
وقد رد محمد نزال الناطق باسم حركة المقاومة الأسلامية حماس على تلك التصريحات بغضب قائلا فى تصريحات نشرت يوم الخميس الماضي فى صحيفة الخليج الأماراتية ” إذا صحت مثل تلك التصريحات فمعناها انتهاء الحوار مع القاهرة قبل أن يبدأ ” وقد جاءت هذه التصريحات والرد المضاد في وقت كان من المفترض أن يقوم فيه خالد مشعل بزيارة للقاهرة علي رأس وفد من حركة حماس ،في أعقاب الزيارة التى قام بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، إلا أن زيارة مشعل أجلت مما أعطي انطباعات عن توتر الموقف .
ولم تكن مخاوف الأردن وحذرها من حركة حماس أقل من القاهرة بل ربما كان أكثر حيث قامت الأردن في العام 2001 باستبعاد قادة حركة حماس بما فيهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة من علي أراضيها مما سبب توترا فى العلاقة وقطيعة بين الطرفين لازالت قائمة ، حتى أن رئيس الحكومة الأردنية معروف البخيت قال فى تصريحات أمام مجلس النواب الأردني يوم الأربعاء الماضي أول فبراير ” إن هناك إشكاليات قانونية وسياسية أملتها ظروف معينة ، وواقع خاص ، وإن أي تغيير فى أسلوب التعامل معهم مستقبلا يتطلب إنضاج ظروف معينة وتغيير و اقع معين وهذا لا يشمل بطبيعة الحال العلاقات الأنسانية ” ، ورغم أن البخيت قد فتح بابا للعلاقات الأنسانية فى النهاية إلا أن تصريحه يعكس قلقا أردنيا عبر عنه أكثر من مسئول خلال الفترة الماضية .
فكلا البلدين مصر والأردن يوجد بهما تيار كبير للأخوان المسلمين التى تعتبر حركة حماس امتداد له ، وكلا البلدين تعتبر جماعة الأخوان المسلمين هي التيار الرئيس المعارض لحزب الحكومة والمؤهل لتولي السلطة حال حدوث انتخابات حرة ونظيفة ، لذا فإن نظام الحكم فى كلا البلدين يبدي قلقا وخوفا من تنامي تيار الأخوان المسلمين ونفوذه فى الشارع السياسي بعد الفوز الكاسح الذي حققته حركة حماس ، حتى أن عزام الهنيدي رئيس كتلة الأخوان المسلمين فى البرلمان الأردني عبر عن هذا في تصريحات نشرت له فى صحيفة الحياة يوم الأثنين الماضي 30 يناير قال فيه : ” إن الأخوان المسلمين فى الأردن مستعدون لتولي السلطة وأن زمن تهميش الأسلاميين قد ولي ” ولا شك أن تصريحات مثل هذه لها أصداؤها ليس فى الأردن وحده الذي يعترف رسميا بجماعة الأخوان المسلمين منذ العام 1945 ، ولكن على أيضا على مصر التى حظرت الأعتراف بالجماعة منذ العام 1954 ، لكنها لم تستطع إلغاء وجودها من الشارع بل إن الأخوان في مصر يشكلون كتلة المعارضة الرئيسية فى مجلس الشعب المصري ـ 88 عضوا ـ وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع أن تؤثر الضغوط علي حماس إذا بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة يكتب مقالا فى صحيفة الجارديان البريطانية يوم الثلاثاء الماضي 31 يناير كان متشددا فيه تجاه إسرائيل والأتحاد الأوروبي وقال بوضوح ” لن نعترف أبدا بشرعية دولة صهيونية أسست على أرضنا تكفيرا عن خطايا الآخرين ” وقد قدمت صجيفة الأندبندنت البريطانية قراءة مبكرة لفوز حماس فى افتتاحيتها في 27 يناير قالت فيها ” إن انتصار حماس يفتح حقبة جديدة فى تاريخ الشرق الأوسط ” إذن من حق الجميع أن يتخوفوا من فوز حماس ، لكن ” حقبة تاريخية جديدة بدأت ” كما قالت الأندبندنت ومن يستطع تغيير مسار التاريخ فليفعل .

Total
0
Shares
السابق

تحديات انتصار حركة حماس

التالي

جهل المسئولين الأمريكيين بالمنطقة العربية

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share