مأساة عجول أستراليا فى مصر

تدهورت الحالة النفسية لـ33 ألف عجل أسترالى فى مصر، حسب رأى الحكومة الأسترالية، بعدما حُجزت العجول فور وصولها فى الشهر الماضى فى محجرى العين السخنة والسويس بتهمة أنها محقونة بهرمونات مخلّقة لها تأثيرها القاتل على صحة الإنسان، ورفض الأطباء فى المجازر ذبحها، فقامت أستراليا بإرسال وزير الزراعة الأسترالى لمصر والتهديد باللجوء للمنظمات الدولية المعنية بالحيوان، فشكل رئيس الوزراء المصرى لجنة عليا للبت فى أمر العجول التى تعتبر الشحنة الأولى بعد توقف أستراليا عن تصدير العجول لمصر فى العام 2007. تعتبر أستراليا واحدة من أكثر دول العالم غنى بالثروة الحيوانية حيث تملك ما يقرب من 147 مليون رأس من الأغنام وحوالى 24 مليون رأس من الأبقار، وتشكل الثروة الحيوانية بالنسبة لأستراليا مع الصناعات المرتبطة بها ما يقرب من نصف صادراتها، غير أن مسئولية أستراليا لا تقف عند حد تربية العجول والأغنام وتصديرها، ولكنها تهتم بالعجول والأغنام من يوم ولادتها وحتى يوم ذبحها فى أى مكان حول العالم، فالعجل الأسترالى، وليس المواطن الأسترالى وحده، يحظى باحترام واسع أنى حل ورحل، غير أن أستراليا فى العام 2007 اتخذت قراراً بوقف تصدير العجول إلى مصر والقرار وراءه قصة طريفة رواها لى الجزار سعيد عبود تتلخص فى أن مصر كانت تستورد كميات كبيرة من العجول الأسترالية، وكانت هذه العجول من نوع أطلق عليه الجزارون المصريون مسمى «العجول الغزلانية» لأنها كانت تقفز برشاقة مثل الغزلان رغم أن العجل يصل فى وزنه لثلاثمائة كيلوجرام وأكثر، والأستراليون يشترطون على من يشترى عجولهم أن يهتم بها وبطريقة ذبحها فالعجل يجب أن يذبح وهو مرتاح وألا يعذب، والعجيب أن المسلمين سبقوهم فى هذا بتوجيه نبوى حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الله كتب الإحسان على كل شىء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليُرح ذبيحته». رغم هذا التوجيه النبوى بلغ الأستراليين أن عجولهم تهان فى مصر عند ذبحها، فعلاوة على قذارة المذابح وعدم نظافتها، كان الجزارون يخالفون شروط الذبح، فقد كانت أستراليا تشترط أن يوضع العجل داخل حظيرة حديدية يسميها الجزارون «زناقة» قبل أن يذبح، ويتم قلبه بطريقة آلية معينة حتى يُهيأ للذبح، ثم يذبح وهو مرتاح، لكن الجزارين المصريين الذين كانوا يخافون من هيجان العجول ابتكروا طريقة أخرى خالية من الإنسانية فى الذبح هى أن يوضع العجل داخل «الزناقة» وهذا الشرط الأول، وبدلاً من قلبه ووضعه فى شكل مريح كان أحد الجزارين يقف وفى يده عمود من الحديد الفولاذى الصلب بانتظار العجل خارج الحظيرة وبمجرد أن يطل العجل برأسه ينهال بضربة قاصمة بالعمود الحديد على رأسه هدفها إفقاد العجل وعيه، فى الغرب يفعلون هذا بالكهرباء، ومن ثم ذبحه دون أن يقفز مثل الغزلان ويؤذى الجزارين، هذه الضربة كانت تؤدى إلى شيئين لا ثالث لهما؛ إما أن تكون قوية فيموت العجل من فوره قبل أن يُذبح، وإما أن تؤدى إلى فقدان العجل وعيه فيقوم جزار آخر بذبحه مباشرة بعد أن يسقط وكأن الجزارين فى معركة مصارعة ثيران ولكن على الطريقة المصرية، انتشر الخبر فى أستراليا فلم يصدق الأستراليون ما يحدث لعجولهم فى مصر، وجاء وفد تليفزيونى أسترالى ليتأكد من حقيقة ما تتعرض له عجول أستراليا من إهانة وتعذيب على أيدى المصريين عند ذبحها، وقام رجال المذبح بأداء دورهم بتفان كبير أمام كاميرات الخواجات، عاد الفريق التليفزيونى وعرض ما صوره من انتهاك لحيوانية العجول على أيدى الجزارين المصريين، وقامت المظاهرات والاحتجاجات فى أستراليا، فما كان من الحكومة الأسترالية إلا أن اتخذت قراراً فى العام 2007 بمنع تصدير العجول الأسترالية إلى مصر، الآن عادت العجول الأسترالية مرة أخرى لمصر لكنها متهمة بالهرمونات المخلقة. ما بهرنى فى القصة هو قيمة العجل الأسترالى عند الحكومة الأسترالية فى الوقت الذى لا قيمة فيه للإنسان العربى والمسلم فى معظم الدول العربية والإسلامية.

Total
0
Shares
السابق

تفكيك نظام مبارك

التالي

صناعة الكراهية للرئيس مرسى

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share