تدمير الجيش المصري

في العام 1990 تم جر صدام حسين الى مغامرة غزو الكويت، وما زال لقاؤه مع السفيرة الاميركية في العراق قبيل الغزو حتى الآن لغزا لاسيما بعدما اوحت له بان الولايات المتحدة لن تتدخل اذا ما قام بمغامرته بغزو الكويت، ولم يكن هذا سوى الطعم الذي التقطه صدام وقاد بعده الجيش العراقي الذي كان احد اقوى الجيوش العربية الى الهلاك والدمار، وقد بدأ مسلسل تدمير الجيش العراقي عبر جره الى حرب ايران التي بقيت ما يقرب من ثماني سنوات حصدت خيرة ابناء العراق في حرب استنزاف طويلة ضاعت فيها مقدرات العراق المالية والبشرية والعسكرية وبعد انتهاء المغامرة تم جر صدام الى مغامرة غزو الكويت وبدأت المرحلة الثانية من مراحل تدمير الجيش العراقي عبر حرب تحرير الكويت التي كان الجيش الاميركي هو القوة الضاربة لها بينما استخدمت قوات من الجيوش العربية كغطاء لتبرير تدمير الجيش العراقي الذي كان يهدد اسرائيل بشكل مباشر ولنا ان نتخيل قوة الجيش العراقي الذي اجهض ثماني سنوات في حرب ايران ثم دمرت قوته الرئيسية في حرب تحرير الكويت ثم استمرت عمليات التدمير المنظم من العام 1991 وحتى العام 2003 حينما قامت الولايات المتحدة بغزو مباشر للعراق ثم قام الحاكم العسكري الاميركي بول بريمر بحل ما تبقى من الجيش العراقي ليقدم الاميركان بذلك اغلى هداياهم لاسرائيل، بتدمير واحد من اقوى الجيوش العربية دون ان تطلق اسرائيل طلقة واحدة.
بعد ذلك استخدم بشار الاسد الجيش السوري ليقتل به الشعب بعدما تم تصفية معظم الضباط السنة من الجيش وحوله الى جيش طائفي علوي، لكن روسيا التي لها حساباتها ما زالت تمد الجيش السوري باسباب القتل والحياة، في ظل تواطؤ الغرب ودعمه المباشر وغير المباشر لبشار حتى يواصل تدمير سوريا وتدمير الجيش السوري وتأمين اسرائيل من هذه الجهة التي كانت تسبب لها بعض القلق، لكن المخطط الاكبر الذي يجرى تنفيذه الآن هو تدمير اكبر الجيوش العربية المهددة لاسرائيل وهو الجيش المصري، وقد بدأت عملية شراء ذمم قادة الجيش بعد توقيع السادات لكامب ديفيد عبر مكافآت هزيلة ومساعدات عسكرية تصب في جيوب المقاولين والمستفيدين من السمسرة لا تزيد على مليار وثلاثمائة الف دولار وهو مبلغ تافه تم رهن القرار المصري واستقلاله به، وكذلك تدريب مئات الضباط المصريين عبر دورات في الولايات المتحدة من المعروف انها عمليات لغسيل المخ ومحاولات الاستقطاب، وقد قضى الفريق السيسي وزير الدفاع مثل كثيرين عاما كاملا في الولايات المتحدة.
الخطير هنا هو ان السيسي لم يكن ليجرؤ على القيام بانقلابه لولا الضوء الاميركي الاخضر ان لم يكن الدعم الاميركي الكامل، ومن المؤكد ان الولايات المتحدة عبر المئات من علماء النفس والاجتماع ورجال الاستخبارات الذين ارسلتهم الى مصر منذ قيام ثورة يناير حتى الآن قد ادركت ان نفسية الشعب المصري قد تغيرت وانه لا يمكن ان يقبل بعودة العسكر الى الحكم، لذلك زجت السيسي في هذه المغامرة حتى يدخل في مواجهة مع الشعب المصري ويقوم بتدمير الجيش المصري، وهذا ما يجرى الآن على قدم وساق، فالسيسي الذي تخرج في الكلية الحربية في العام 1977 لم يطلق طلقة واحدة على اسرائيل تم تغذيته من قبل الناصريين انه عبد الناصر الجديد وركب الغرور الرجل الذي يحفظ بعض الآيات والاحاديث ليخدع بها الشعب، لكن انى للناس ان تصدق من قتل حتى الآن ما يزيد على خمسة آلاف مصري خلال عدة اسابيع وهو ضعف عدد الجنود المصريين الذين استشهدوا في حرب اكتوبر التي لم يخضها السيسي.
ان الاجرام والوحشية التي يتبعها السيسي وجنوده ضد الشعب المصري والمجازر الوحشية شبه اليومية ستولد في المقابل عنفا لن يستطيع احد ان يوقفه لان كثيرا من الناس لن تظل تردد «سلمية سلمية» امام ما يجرى من بشاعة ودموية، وهذا ما يريد السيسي ان يجر له الشعب والبلاد حتى يستكمل زج الجيش المصري في معركة ضد الشعب تنتهي بتدمير الجيش والشعب ومصر التي تشكل التهديد الاكبر لاسرائيل، والعجيب ان قادة اسرائيل لا يخجلون علنا من تأييد السيسي وإمداده بالذخيرة والسلاح الذي يقتل به المصريين نيابة عنها .
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

اختطاف الجيش المصري

التالي

الانتخابات القادمة .. وصناعة الرؤساء في الجزائر

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share