تجسس أميركا على أصدقائها

كشفت فضيحة تجسس اميركا على اصدقائها ومن اهمهم فرنسا على ان الولايات المتحدة كما قالت الناطقة باسم البيت الابيض كايتلن هايدن تجمع معلومات «من النوع نفسه الذي تجمعه كل الدول» وهذا يعني ان الولايات المتحدة اعتبرت ما قامت به من تجسس على اصدقائها هو عمل مشروع، فقد كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي 21 أكتوبر 2013 أن وكالة الامن القومي الاميركية قامت بتسجيل اكثر من سبعين مليون مكالمة للفرنسيين خلال شهر ثلاثين يوما ما بين 10 ديسمبر 2012 و8 يناير 2013، وهذا ما جعل وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالز يصف ما حدث بأنه «مثير للصدمة» وطالب الادارة الاميركية بتقديم ايضاحات.
وبعد نشر لوموند للتقرير الصدمة اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه استدعي فورا سفير الولايات المتحدة في باريس واضاف الوزير امام الصحافيين في بروكسل ان هذا النوع من الممارسات بين شركاء ينتهك الحياة الخاصة، غير مقبولة تماما، لا بد من التأكد سريعا جدا على الاقل من انها توقفت.
وكان العميل السابق في وكالة الامن القومي الاميركية ادوارد سنودن قد كشف عن كم هائل من الممارسات التي تقوم بها الولايات المتحدة في حق اصدقائها وصفت من كثير من الدول بأنها «مريعة» وكانت صحيفة «لوموند » قد حصلت على نسخة من الوثائق التي سربها سنودن في شهر يونيو الماضي ووصفت ما قامت به اميركا من تجسس على صديقتها فرنسا قائلة انه «تم استهداف فرنسا التي تمتلك اليوم ادلة دامغة على استهداف مصالحها بشكل دوري».
وكان الرئيس الاميركي اوباما قد تحدث خلال خطابه في الجمعية العامة للامم المتحدة مشيرا لتلك الفضائح متعهدا ان تقوم الولايات المتحدة بمراجعة برامجها للتجسس على اصدقائها حتى تفصل بين ما هو خاص وما يمكن ان يهدد الامن القومي الاميركي.
ولم يقف الامر عند فرنسا ولكن مجلة دير شبيغل الالمانية نقلت عن وثيقة اخرى سربها سنودن ان الولايات المتحدة تسللت الى حساب البريد الالكتروني الخاص بالرئيس المكسيكي السابق فيلبي كالديرون اثناء توليه منصبه.
وافادت دير شبيغل ان وكالة الامن القومي تمكنت، عبر عملية اطلق عليها «السائل المسطح»، من التسلل الى خادم مركزي في شبكة كمبيوتر الرئاسة المكسيكية التي كان يستخدمها ايضا اعضاء آخرون في حكومة كالديرون مما وفر ثروة من المعلومات الاقتصادية والدبلوماسية.
ولم يقف الامر عند الرئيس المكسيكي السابق بل ان وثيقة اخرى مؤرخة في يونيو من العام 2012 اشارت الى ان وكالة الامن القومي الاميركي تمكنت من الاطلاع على رسائل البريد الالكتروني الخاصة بالرئيس المكسيكي الحالي انريكي بينا نيتو قبيل انتخابه.
هذه الوثائق اشارت الى ان حلفاء واصدقاء اميركا لم يكونوا بمنأى عن التجسس والتصنت ومن اهمهم فرنسا فكيف بمن يدخلون في اطار التبعية والولاء؟ من المؤكد ان عملية الاختراق لهذه الانظمة الاخرى من قبل الولايات المتحدة تصل من القمة الى القاع، وان الولايات المتحدة التي لم تتورع عن التجسس على حليفتها فرنسا ومن المؤكد دول أوروبية اخرى لا تتورع عن التجسس على باقي امم الارض ولا تجد حرجا او مانعا من ذلك طالما انها تفعل «مثلما تفعل كل الدول».

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

محاولة تجميل وجه الخنزير

التالي

هروب الشركات العالمية من مصر

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share