هروب الشركات العالمية من مصر

أهمية التقرير الذي نشر في 23 اكتوبر الماضي عن هروب عدد كبير من الشركات العالمية من مصر واغلاق مكاتبها انه نشر في «بوابة الاهرام» التي تعتبر احدى ادوات الانقلابيين في الترويج لانقلابهم ، وقد نشرت تقارير مشابهة في مواقع اخبارية كثيرة الا انها لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي على اعتبار انها منشورة في مواقع اخبارية مناهضة للانقلاب من ثم فهي تدخل في اطار الاخبار المغرضة.
التقرير الذي اعده عمرو حسن كان عنوانه «ياهو رحلت عن مصر»، وقد بدأ التقرير بالبيان الذي اصدرته شركة ياهو العالمية والذي جاء فيه «القاهرة كانت سوقا جيدا بالنسبة لـ «ياهو» وقد اسسنا فريقا مجتهدا ومحترفا، وسنعرض عليهم تسويات مالية مناسبة لإنهاء خدمتهم واغلاق مكتبنا هنا».
وهكذا ببساطة شديدة وباختصار اعلنت شركة ياهو العالمية عن اغلاق مكتبها في مصر والاكتفاء بمكاتبها في دبي وعمان، ولم تكن شركة ياهو وحدها التي اغلقت مكاتبها في مصر ورحلت عنها خلال الشهور الثلاثة الماضية وتحديدا بعد قيام سلطات الانقلاب باعتقال الرئيس المنتخب والغاء الدستور ثم ارتكاب ابشع المجازر ضد الشعب المصري في تاريخه.
فقد قررت شركة «توماس كوك» الالمانية اكبر شركات السياحة في العالم واحد اكبر الشركات التي تشرف على استقدام السياح في مصر ان تغلق مكاتبها لسببين الاول هو خوف السائحين من القدوم الى بلد تقوم السلطات فيه بقتل الشعب واعتقال المعارضين وانعدام الامن، وقالت الشركة ان السياح باختصار يخافون من القدوم لمصر كما ان الشركة حريصة على حياة وامن موظفيها الاجانب.
ومثلها فعلت شركة TUI وهي ايضا واحدة من اكبر الشركات السياحية في العالم، وعلى اثر هذا اغلقت عشرات ان لم تكن مئات الفنادق التي كانت تستقبل السياح ابوابها في معظم انحاء مصر سواء في الاقصر واسوان او غيرها ولم يقف الامر عند حد السياحة التي كانت تعتبر احد اهم الموارد بالنسبة لمصر.
بل ان الامر وصل الى شركات السيارات العالمية حيث تعتبر مصر واحدة من اكبر الدول الافريقية المنتجة وليس المصنعة للسيارات حيث تقوم كثير من الشركات العالمية باقامة مصانع لتجميع سياراتها في مصر، ومن ابرز الشركات التي قررت اغلاق مصانعها في مصر شركات «جنرال موتواز» و«تويوتا» و«سوزوكي» وذلك حرصا على ارواح العاملين فيها ومن المعروف ان مصانع التجميع لهذه السيارات تقع خارج القاهرة وفي مناطق وصفت في اغلب الاحيان ان طرق الوصول اليها ليست آمنة.
ولم يتوقف الامر عند شركات السياحة والسيارات بل تعداه الى شركات في مجالات عديدة مختلفة مثل شركة «رويال داتش شل» النفطية العملاقة التي اغلقت مكاتبها في شهر اغسطس الماضي معلنة ان السبب هو حرصها على سلامة عمالها.
وشركة «باسف» العملاقة التي تعمل في مجال الكيماويات، التي ارجعت اسباب اغلاق ابوابها الى «العنف الذي يعصف بالبلاد».
اما شركة يلدز التركية التي كانت واحدة من اكبر شركات الصناعات الغذائية العاملة في مصر فقد اغلقت ابوابها بسبب «انخفاض مبيعاتها».
وفي مجال الصناعات الالكترونية اغلقت شركة الكترولوكس السويدية للاجهزة المنزلية ابوابها وسرحت سبعة آلاف عامل كانوا يعملون بها ولنا ان نتخيل ان عشرات الآلاف من العمال قد فقدوا وظائفهم وسرحوا من الشركات الاخري .

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

تجسس أميركا على أصدقائها

التالي
عبد الغفار شكر

عبد الغفار شكر ج 1 : نظام جمال عبدالناصر كان استبداديا لكنه حقق مصالح الفقراء

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share