يستعرض أحمد منصور، مع رئيس الوزراء التونسي الأسبق الهادي البكوش ج3 من حوارهما في برنامج شاهد على العصر الذي جرى بثه فى 1 يونيو 2014 تفاصيل انفراد الحبيب بورقيبة بحكم تونس واغتيال صالح بن يوسف وكذلك علاقته بالاستخبارات الأمريكية..
مقتطفات من حوار الهادي البكوش ج3
تحدث الهادي البكوش -رئيس الوزراء التونسي الأسبق فى الحلقة الثالثة من شهادته على العصر، عن توقيع وثيقة الاستقلال التام في الخارجية الفرنسية في 20 مارس 1956م، وكيف حصلت تونس على الاستقلال التام بعد أقل من عام من حصولها على الاستقلال الداخلي.
جلاء الجيوش الفرنسية عن تونس
وأشار إلى أن بورقيبة طالب بعد الاستقلال عام 1956 بجلاء الجيوش الفرنسية عن كامل التراب التونسي، غير أن الجنرال شارل ديغول وبعد مجيئه للسلطة في فرنسا قال إنه مستعد للجلاء من كل ثكنات تونس، لكن بنزرت “قاعدة عسكرية نووية بحرية لا يمكن تسليمها الآن.” حتى جاء بورقيبة وقام بمعركة بنزرت في يوليو 1961.
كما تناول “ضيف شاهد على العصر” أحداث ساقية سيدي يوسف في الثامن من فبراير/شباط 1958 عندما هاجم الطيران الفرنسي انطلاقا من الجزائر قرية سيدي يوسف، وأوقع بها عشرات الضحايا، وكيف أن بورقيبة استغل الحادث استغلالا كبيرا، من خلال الحملة العالمية والضغط الداخلي إلى حد أن الأميركيين والبريطانيين (حلفاء فرنسا) كونوا لجنة وساطة لحل مشكل جلاء فرنسا عن تونس.
انفراد الحبيب بورقيبة بحكم تونس
بدء انفراد بورقيبة بالحكم بعد تشكيل أول حكومة بعد استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي في 16 أبريل 1956 برئاسة الباهي الأدغم، وقيامه بعزل محمد الأمين باي (آخر البايات التونسيين) في 25 يوليو 1957، وعن شخصية الرئيس التونسي الراحل، أكد البكوش أنه “لم يكن دكتاتورا وقتها وإنما كان محررا وزعيم تونس”، لكنه أقر بأنه -أي بورقيبة- كان يبعد أي شخصية يراها تحد من نفوذه ليبقى هو الحكم والمرجع والرئيس.
مفهوم الحداثة عند بورقيبة
وقال البكوش إن “بورقيبة” كان يسعى إلى الحداثة والتطوير في تونس، وكان يفسر بعض المسائل الدينية بطريقة تدعو إلى العمل وتحفز عليه حتى أنه رأى أن إفطار رمضان كان من أجل الحفاظ على صحة المواطن ليقوى على العمل، وشجع على خلع الحجاب، ومنع تعدد الزوجات..
علاقة بورقيبة بالاستخبارات الأمريكية
وأوضح البكوش أن التدخل الأميركي والبريطاني بعد أحداث ساقية سيدي يوسف جاء لمنع سقوط الجزائر وتونس في الدائرة السوفياتية، ونفى في نفس السياق أن يكون بورقيبة وقتها كان رجل أميركا وأكد أنه لم يمنح أي قاعدة عسكرية لهذه الدولة.
اغتيال صالح بن يوسف جريمة دولة
وروى “البكوش” قصة اغتيال “صالح بن يوسف” وما سبقها من محاولات “اليوسفيين” لاغتيال بورقيبة والحوار الذي دار بينهما قبل اغتياله بخمسة أشهر.
وأكد رئيس الوزراء التونسي الأسبق الهادي البكوش أن “كل الدولة التونسية، حزبا وحكومة” شاركت في اغتيال صالح بن يوسف -وهو أبرز قادة الحركة الوطنية التونسية- في أغسطس 1961، واعتبر ذلك “جريمة دولة”.
وقال البكوش :”إنه لم ير أي تنديد من المسؤولين التونسيين وقتها باغتيال بن يوسف، وكان أمينا عاما للحزب الدستوري الجديد الذي كان بورقيبة من بين مؤسسيه عام 1934، وأضاف “الداخلية التونسية مسؤولة لأنها نسقت، وبورقيبة وافق على العملية”.
وتذكر البكوش سنوات الصراع بين بورقيبة وبن يوسف وبالتحديد في مارس 1961، حينما عقد مؤتمر في زيورخ بسويسرا، وكان بورقيبة يعتقد أن بن يوسف مستعد للتصالح والعودة إلى تونس، لكن بن يوسف بقي محافظا على موقفه ولم يقل “عفا الله عما سلف”، مما أحدث قطيعة بين الرجلين رغم محاولات الصلح بينهما.
وأكد أن اليوسفيين (نسبة إلى بن يوسف) سعوا بدورهم إلى اغتيال بورقيبة عام 1958.
وربط البكوش أيضا في شهادته قضية اغتيال بن يوسف بالثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، ونقل عن الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بيلا قوله لنجل صالح بن يوسف بعد أن التقى به: “لو كان صالح حيا لأصبح رئيسا لتونس”. .
محاور حلقة حوار الهادي البكوش ج3
00:00 مقدمة
00:35 توقيع وثيقة الاستقلال بين تونس وفرنسا في الخارجية الفرنسية
02:23 كيف حصلت تونس على الاستقلال التام بعد فترة قصيرة جدا من الاستقلال الداخلي
05:01 لماذا لم يشارك بورقيبة في توقيع وثيقة الاستقلال
06:55 هل تخلصت تونس من الاحتلال لتأتي بديكتاتور يحكمها
10:37 هل كان لدى بورقيبة مشروع واضح لتنمية تونس
12:17 هل مفهوم الحداثة عند بورقيبة هي معاداة الدين (الإفطار في رمضان – خلع الحجاب)
16:43 هجوم الطيران الفرنسي على قرية سيدي يوسف واستغلال بورقيبة للحادث
20:50 لماذا تحرك الأمريكان لصالح بورقيبة بعد الاعتداءات الفرنسية
23:31 علاقة بورقيبة بالأمريكان وهل كانت المخابرات الأمريكية تحميه
26:17 لماذا طالب بورقيبة الفرنسيين بالخروج من كل القواعد عدا بنزرت
30:53 لماذا لم يكن هناك إلا حزب واحد في تونس يُجبر الناس عليه
32:46 مؤتمر الحزب الدستوري في سوسة 1959م ودعوة بورقيبة أحمد بن صالح لمسؤولية التخطيط ورفض المؤتمر
40:49 قصة اغتيال بورقيبة لصالح بن يوسف