خطة أمريكا لحرق المنطقة

نشر المقال فى 3 نوفمبر 2016

لم يكن الرئيس الأميركي باراك أوباما غبيا- حسب اعتقاد البعض- حينما أمر بإخراج القوات الأميركية من أفغانستان والعراق على أن تبقى نسبة بسيطة منها لإدارة المعركة بعدما ورطها جورج بوش في حرب معقدة أدت لمقتل وجرح عشرات الآلاف من الأميركيين في حرب كلفت الولايات المتحدة الأميركية ثلاثة تريليونات دولار حسب تقارير كثيرة، فالرجل كان لديه مخطط يتجاوز حاجة الولايات المتحدة لنقل جنودها لمواجهة الصين في بحر الصين الجنوبي إلى ما هو أبعد، ومخططه الذي ينفذ الآن بدقة يقوم على تدمير المنطقة وحرقها على رؤوس من فيها بأيدي أهلها على أن يكون القاتل والمقتول من أبناء المنطقة، والخطة ليست وليدة اليوم وإنما هي قديمة لا نستطيع أن نفصلها عن تهديد ذئب الخارجية الأميركية هنري كيسنجر لقادة المنطقة حينما منعوا النفط عن الولايات المتحدة والغرب بعد حرب العام 1973 بأنهم سيعيدون المنطقة بكل سكانها إلى عصر الصحراء وحياة الخيام، كما أننا لا نستطيع أن نفصل ما يجري عن تضحية الولايات المتحدة بعد ذلك بشرطيها في الخليج شاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1979 لصالح نظام الملالي في إيران وترقب نضوج العوامل المختلفة لاشعال فتيل الحرب المذهبية والعرقية التي تؤدي إلى ما يجري الآن في المنطقة من حرب الأرض المحروقة بين أبنائها، فالقاتل والمقتول وإن اختلفا مذهبيا أو عرقيا لكنهم أهل المنطقة الذين عاشوا فيها لآلاف السنين، أما السلاح المستخدم لدى كلا الطرفين فهو السلاح الأميركي في الأغلب والروسي في بعض المناطق لكن الوفاق بين الولايات المتحدة وروسيا في هذه الجوانب حتى لو لم يكن اتفاقا مكتوبا فهو في النهاية يصب في مصلحة الطرفين، من ثم حينما اتخذ أوباما قراره بسحب القوات الأميركية من افغانستان والعراق إنما كان لتطبيق خطة قديمة ربما كانت في الأدراج من ترتيب ذئب الخارجية الأميركية كيسنجر الذي لازال رغم بلوغه الثالثة والتسعين يلعب دورا في توجيه السياسة الخارجية الأميركية ويدفع باتجاه الخطط التي تحمي إسرائيل وأمنها وفي نفس الوقت تعيد العالم العربي إلى عصر داحس والغبراء الذي نراه الآن رأي العين في دمار شامل حول معظم المدن التاريخية التي مضى على بعضها آلاف السنين إلى أثر بعد عين، والأكثر من ذلك هو تدمير الإنسان العربي وجعله يتحسر على أيام الحكام الفاسدين المستبدين على أنها كانت الأفضل مما يجري من دمار وخراب لا يعلم أحد متى ينتهي وإلى أي مدى يمكن أن يصل في ظل أن النار المشتعلة في المنطقة أصبحت مثل حرائق الغابات تحركها الرياح في اتجاهات مختلفة حتى أنها تتجه لحرق وإبادة بيوت ومنازل كان أصحابها يرون أنها أكثر أمانا من أي مكان، المخطط أصبح واضحا الآن لكن رغم وضوحه فإنه مستمر حتى يحقق الغرب أهدافه بينما كثير من العرب يغلقون أعينهم ويصمون آذانهم وكأن ما يجري ليس من شأنهم.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

رؤساء لبنان الغارقون في الدماء

التالي
جوني عبده

جوني عبده ج1 : مخزن أسرار الأحداث اللبنانية.. ودورالمخابرات العسكرية فى إدارة الدولة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share