حفلات القتل والذبح الطائفي في حلب

نشر المقال فى 5 ديسمبر 2016

أصبح مسلسل القتل في حلب يشبه الحفلات اليومية التي تقوم بها الطائرات الروسية وطائرات النظام العلوي وقوات حزب الله والقوات الإيرانية والمليشيات التي جاءت من أصقاع الأرض لتشارك في حفلات القتل للشعب السوري، لم يعد يمر يوم دون عشرات القتلي والجرحى من النساء والأطفال والعجائز، ورغم أن هذا المشهد ليس جديدا لكن الجديد أن ما يجري أصبح يجري بطريقة الإبادة للبشر والحجر والشجر وكل شيء برعاية أممية ومباركة أميركية، حلب الشهباء أقدم حواضر الدنيا ومهد الحضارات تلك المدينة التي تبنى منذ عشرات القرون الآن تهدم على يد الهمج أعداء الإنسانية بطريقة وحشية وغير مسبوقة، وأهلها الذين كانوا يفخرون بها وتاريخها وكل شيء فيها أصبحوا الآن بين قتيل أو جريح أو مشرد أو لا يجد مأوى، والمجرمون في حق حلب وأهلها بل وسوريا كلها ليسوا من يقومون بعمليات القتل والتدمير والتخريب فحسب بل كل الذين يشاركونهم أو يسكتون عن جرائمهم.
لم تعان مدينة في العالم من قصف وحشي وتهجير قسري وتدمير منظم منذ الحرب العالمية الثانية كما عانت وتعاني حلب الآن، وهذا يؤكد أن ما يجري تجاوز الحرب وقواعدها إلى الحقد الأسود وآفاقه التي لا حدود لها، كما أن ما يجري تجاوز حدود حماية نظام طائفي علوي اختطف سوريا منذ أكثر من خمسة وأربعين عاما بدعم شرقي وغربي إلى خريطة جديدة تهدف إلى تمزيق سوريا ليس إلى دولتين أو ثلاث وإنما إلى دويلات طوائف تعيش حروبا لا تنتهي بعد عقود.
ما قامت به إدارة أوباما ليس المشاركة في الجريمة وإنما الضلوع الكامل فيها بدءا من المطالبة بإسقاط الأسد وصولا إلى دعم الأسد حتى يصبح جزءا أصيلا من أي حل قادم بل إن الاتحاد الأوروبي أعلن صراحة أنه سيساهم في دعم الأسد للمساعدة في إيجاد حل ولا أدري أي حل هذا الذي سيجري على الدماء والأشلاء والأطلال، لقد حول المجتمع الدولي وعلى رأسه مبعوث الأمم المتحدة القبيح ديمستورا القضية السورية من حرب إبادة طائفية عنصرية إلى أزمة صغيرة تتمثل في خروج ثلاثمائة مقاتل تابعين لجيش فتح الشام من شرق حلب، ونفس هذا المبعوث قال خلال زيارته للأسد في دمشق في الأسبوع الماضي كلاما لم يفهم منه أحد شيئا سوى أنه يدعم النظام وأن سقوط حلب في أيدي النظام هو أمر واقع لا محالة والمسألة لم تعد سوى مسألة وقت فقط.

إذن هناك تعاون دولي في حفلات القتل التي تجري للشعب السوري، روسيا وإيران والنظام العلوي والمليشيات الطائفية التي جاءت من أصقاع الأرض تقوم بالقتل بينما المجتمع الدولي والولايات المتحدة وأوروبا يساهمون في قتل الأمل وإباحة ما يجري والإعداد ليكون الأسد جزءا من الحل، ما يؤسفني هو أن معظم العرب يقفون عاجزين في انتظار دورهم في حفلات الذبح.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
جوني عبده

جوني عبده ج5 : لم أتورط بالحرب الأهلية و تأسيس استخبارات الكتائب

التالي

اليمين المتطرف في النمسا على خطى يورج هايدر

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share