فضائح البابا (4-6) : فضيحة فاتيلكس و الفساد المالي للفاتيكان

الفساد المالي للفاتيكان

بقلم أحمد منصور :

لقد كان غابرييلى موظفاً مثالياً وخادماً أميناً للبابا بنديكتوس السادس عشر ، فقد كان أول من يراه البابا حينما يستيقظ صباحاً وآخر من يراه قبل أن يخلد للنوم ، وكان هو الذى يشرف على طعام البابا وثيابه وكان يرافق البابا مثل ظله فقد كان يظهر فى كل الصور مرافقاً للبابا حتى فى السيارة الزجاجية التى يركبها البابا فى الاحتفالات الدينية .

الفساد المالي للفاتيكان

لكن موقع غابرييلى جعله يطلع على أدق الأسرار والخفايا داخل الفاتيكان ، ويبدو أن ضميره لم يسمح له أن يكون مجرد شاهد على الفساد فى كافة المجالات دون أن يفعل شيئاً فقرر أن يحصل على صور لأهم وأدق الوثائق التى تُظهر الصراعات والمشكلات والفساد المالي للفاتيكان وسرّبها إلى الصحفى الإيطالى جيانلويجى نوتزى الذى نشرها فى كتاب كان الأكثر مبيعاً فى إيطاليا طيلة العام ٢٠١٢ هو «قداسته».

وقد فضحت تلك الوثائق التنافس الشديد بين كبار المسؤولين والمؤامرات والدسائس داخل أصغر دولة فى العالم وأكثر الدول تكتماً وأسراراً

أهم مراكز غسيل الأموال

 وقد فضحت تلك الوثائق التنافس الشديد بين كبار المسؤولين والمؤامرات والدسائس داخل أصغر دولة فى العالم وأكثر الدول تكتماً وأسراراً ، وقد تم توجيه الاتهام لغابرييلى بعد تحقيقات كثيرة فاعترف مباشرة بعدما تمت مداهمة بيته والحصول على عدد من الوثائق وذلك فى نفس اليوم الذى تفجرت فيه فضيحة مالية فى الفاتيكان تتعلق بإقالة رئيس بنك الفاتيكان إيتورى غوتى تديتشى ، بينما أدرجت الولايات المتحدة الفاتيكان فى العام ٢٠١٢ على قائمة أهم مراكز غسيل الأموال فى العالم.

فضح الشر والفساد

بعد القبض عليه اعترف غابرييلى بكل شىء وقال إنه سرب الوثائق حباً فى الكنيسة و«بوحى من الروح القدس»، وأضاف: «أقوى شعور لدىّ الآن هو القناعة بأننى عملت ذلك حباً لكنيسة يسوع المسيح ورئيسها على الأرض ولا أشعر أننى لص» ، وذكر أن هدفه كان فضح «الشر والفساد» داخل أروقة الفاتيكان.

 من بين التسريبات رسالة من البابا إلى سفيره فى واشنطن تتحدث عن فساد ومحسوبيات ومعاملات تفضيلية داخل إدارة الفاتيكان، وعمليات إبعاد وسوء إدارة بين كبار الأساقفة والكاردينالات بالفاتيكان.

وقدأطلقت الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية التى انشغلت أشهراً بالموضوع عليه فضيحة «فاتيلكس» نسبة إلى وثائق «ويكيلكس»

فضيحة فاتيلكس التى قصمت ظهر البابا

وقد أطلقت الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية التى انشغلت أشهراً بالموضوع عليه فضيحة «فاتيلكس» نسبة إلى وثائق «ويكيلكس» . و قبل انكشاف أمره كان غابرييلى قد قال للمحقق الصحفي جيانلويجي نوتزى إن “قرابة عشرين” شخصاً ساعدوه في تسريب الوثائق . لكنه تراجع عن ذلك خلال المحاكمة وأصر على أنه عمل بمفرده لكشف الفضائح التى قصمت ظهر البابا وجعلته يستقيل فى فبراير من العام ٢٠١٣  لكن وقعها لم يقف عند حد الاستقالة ، إذ ألمح إلى أنه سوف يعتزل الناس ويتفرغ باقى حياته للصلاة .. رغم كل ما كُشف إلا أنه يبدو أن كثيراً من الفضائح كما قالت الصحف الإيطالية كانت ما تزال فى الطريق .. ولكن ماهي قصة استقالة البابا المدوية وكيف تناولتها وسائل الإعلام آنذاك ؟ (البقية غداً) ..

للمزيد :
فضائح البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر (1-6) : اختراق اليهود للفاتيكان
فضائح البابا (2-6) : هجوم بنديكتوس السادس عشر على الإسلام وحقده على المسلمين
فضائح البابا (3-6) : كبير خدم البابا بنديكتوس يفضح أسراره

Total
0
Shares
السابق
كبير خدم البابا يفضح أسراره

فضائح البابا (3-6) : كبير خدم البابا بنديكتوس يفضح أسراره

التالي
استقالة البابا بنديكتوس

فضائح البابا (5-6) : استقالة البابا بنديكتوس المدوية فى ٢٠١٣

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share