بقلم أحمد منصور :
«بعد أن فحصت ضميرى أمام الله تيقنت بأن قوتى وتقدمى فى السن أصبحا غير ملائمين لممارسة منصب الوزارة البطرسية، كما أن عالم اليوم يخضع لتغيرات سريعة وتحركه مسائل لها أهمية كبيرة لحياة الإيمان لهذا أعلن تنازلى عن منصب أسقف روما ». يبدو أن نص الاستقالة هذا الذى قدمه البابا بنديكتوس السادس عشر ، بابا الكنيسة الكاثوليكية ، إلى مجلس الكرادلة فى جلسة استثنائية عقدها فى بداية فبراير ٢٠١٣ لم يكن مقنعاً لأحد ، فهذه هى المرة الأولى فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية التى يتقدم فيها البابا باستقالته منذ قيام البابا شيليستينو الخامس بتقديم استقالته قبل ستمائة عام فى ظروف مختلفة كثيرة عن الظروف الحالية .
هناك مشاكل كثيرة هى التى دفعت البابا للاستقالة منها فضائح الفساد والاعتداءات الجنسية والصراع على السلطة والخلافات حول عقيدة الإيمان
دانييلى مينوتسى
الفساد والإعتداءت الجنسية
وقد أدت استقالة البابا المدوية في حينها إلي اهتمام العالم أجمع بهذه الاستقالة التاريخية حيث نقلت كثير من الصحف ووسائل الإعلام الأمر من زوايا مختلفة ففى مقابلة أجرتها «الجزيرة نت» بعد الإستقالة مباشرة مع دانييلى مينوتسى ، أستاذ التاريخ فى جامعة الدراسات العليا فى مدينة بيتزا الإيطالية ، حول ظروف هذه الاستقالة قال «إن هناك مشاكل كثيرة هى التى دفعت البابا للاستقالة منها فضائح الفساد والاعتداءات الجنسية والصراع على السلطة والخلافات حول عقيدة الإيمان».
الصراع من أجل الدين
وفى رأى آخر قال ماركو فينتورا، أستاذ القانون والدين فى جامعة ليوفان فى بلجيكا: «إن المشكلة الحقيقية لدى البابا هى الصراع من أجل الدين فى عالم علمانى سريع التغيرات، فالبابا ضحية مثل باقى القيادات الدينية للتغيرات السريعة»
استقالة البابا بنديكتوس الأكثر غرابة
أما صحيفة «واشنطن بوست» فقد قالت فى تقرير مطول ذكرت فيه قصص استقالات الباباوات الأربعة على مدار الألف عام الماضية «إن استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر هى الأكثر غرابة من بين كل الاستقالات القليلة التى بلغ مجموعها أربعاً فقط طيلة الأعوام الألف الماضية » (البقية غداً).
