يروي أحمد منصور في برنامجه كواليس شاهد على العصر ح 5 – والتي تُبث على قناته على يوتيوب – رحلته من الصحافة إلى التليفزيون.
قناة الجزيرة
يروي أحمد منصور، أن زميله وصديقه أسعد طه الذي كان يعمل معه مراسلاً لمجلة ” المجتمع ” في أوروبا، والذي شاركه تغطية الحرب فى البوسنة والهرسك – والتي قابل خلالها الرئيس علي عزت بيجوفيتش، ونائب الرئيس أيوب جانيتش، ووثقها فى كتابه تحت وبل النيران فى سراييفو – قد أبلغه في منتصف العام ١٩٩٦ أن محطة تلفزيونية إخبارية جديدة سوف تُبث من قطر وأنه يسعى للانضمام إلي فريقها غير أن اسمها والصورة النهائية عنها غير واضحة بعد ، وطلب منه المساعدة إن كان يعرف أحد في قطر ليعطيه معلومات عن هذا المشروع الوليد .
وأوضح أنه نسي الأمر برمته إلى أن كان في لندن في رمضان، في شهر يناير عام 1997 حينما دعاه د/ عزام التميمي – تعرف عليه في مؤتمر منظمات الشرق الأوسط “MESA” في الولايات المتحدة ، سنة 93 – على إلى الفطور وأخبره أن هناك قناة أخبار جديدة تبث من قطر اسمها قناة الجزيرة وسأله هل تعرفها ؟ فأجابه أنه سمع عنها لكن لم يرها ، حيث لم تكن الجزيرة تبث على العرب سات ، وإنما على قمر ضيق وكانت تشاهد كذلك على نطاق ضيق.
وكشف أنه حينما كانا يتناولان الإفطار شاهد موجز الأنباء الذي لم يجد فيه أي خبر عن قطر ولا أميرها، كانت أخبار عالمية ، بعدها، جاء سامي حداد في برنامج أكثر من رأي، ولفت انتباهه النقاش الحاد وسقف الحرية الواضح، حينها قال هذا هو المكان الذي أريد أن أعمل فيه.
انتهاء مرحلة المجتمع
يروي أحمد منصور أنه عاد للكويت وهو يوقن أن مرحلة المجتمع بالنسبة له قد اكتملت وقد قام بدوره فيها علي أكمل وجه ، وخاض فيها تجربة ناجحة ومميزة، ولن يستطيع ن يضيف المزيد فيها، وبالتالي لا بد أن يفكر في الصحافة التلفزيونية .. وأضاف : “عدت إلى الكويت، أهم شيء حال أردت أن تسوق نفسك أو أن تنتقل من مكان إلى آخر أن تُعد سيرة ذاتية جيدة ومميزة”. وتابع : “الأمر الثاني هو ماذا ستقدم أو ماذا ستضيف في المكان الجديد الذي ستذهب إليه”.
مسيرة أحمد منصور المهنية
ولفت أحمد منصور إلى أنه لم يكن لديه خبرة في كتابة السير الذاتية وكان لا بد أن يلجأ لخبير ، فاتصل على صديق له كان يعمل مديراً في شركة مرموقة ، و لديه خبرة في موضوع السير الذاتية ومقابلات التوظيف وغيرها. وطلب منه أن يساعده في كتابة سيرة ذاتية ، فأعطاه العناصر الأساسية لسيرة ذاتية ناجحة .
ولفت إلى أنه كتب سيرته بداية من المدرسة الإعدادية والثانوية والجامعة وتجربة حرب أفغانستان وإدارة المجتمع وإصدار 11 كتاب حتى ذلك الوقت، وأضاف فيها أنه كان كاتباً مشاركاً في صحيفة الحياة اللندنية علاوة على عمله مديراً لتحرير مجلة المجتمع والتي كانت تُقرأ في قطر و كان لها جمهور واسع كما كان الوضع في السعودية وكل دول الخليج .
بلا حدود
وأوضح منصور أنه كتب سيرة ذاتية من حوالي 16 صفحة تقريباً .. ووضع فيها فكرتين أساسيتين ، الفكرة الأولى هي فكرة بلا حدود مقاله الأسبوعي الذي كان يكتبه في المجتمع، وأقترح تحويله إلى برنامج تلفزيوني أسبوعي يستضيف خلاله صناع القرار والمسؤولين ويتناقش معهم في الأحداث الآنية الجارية، و يفتح حواراً بين المشاهد وبين المسؤول ، يزيل خلاله الفجوة التي بينه وبين الناس..مع فتح المجال للمشاهدين ليتصلوا مباشرة ويوجهوا أسئلتهم إلى الضيف.
شاهد على العصر
الفكرة الثانية هي فكرة شاهد على العصر والتي بدأت فكرتها خلال تغطيته للحرب الأفغانية وكان قد سجل بالفعل تسجيلات صوتية مع ثلاثة من كبار قادة المجاهدين الأفغان هم عبد رب الرسول سياف وبرهان الدين رباني و بدايات مع قلب الدين حكمتيار . ووضع الفكرتين وقال لهم أنا ليس عندي تجربة تلفزيونية ولكن يمكن أن أقدم هاتين الفكرتين المتميزتين.
وأضاف : “الفكرة الأولى حوار مع صناع القرار والمسؤولين من الرؤساء والوزراء والمسؤولين، الأمر الثاني هو صناع التاريخ السابقين المتقاعدين من رؤساء الدول من رؤساء الحكومات من الوزراء من صناع القرار من صناع التاريخ لنستجلي معهم حقائق التاريخ التي لم تكتب لأن التاريخ في العالم العربي قبل شاهد على العصر لم تكن تدونه إلا الحكومات ، وهناك شخصيات صنعت التاريخ ، وشاركت في أحدث تاريخية لم يدونها أحد و لم يتعرف عليها أحد.
من الصحافة إلى التليفزيون
وتابع : ” وضعت الفكرتين وأرسلت بالـ dhl إلى إدارة الجزيرة ، ولم أكن أتوقع رداً لكن فوجئت بعد بضعة أسابيع في بداية شهر مارس 1997 باتصال ، حيث كلمتني سيدة وقالت أنا مديرة مكتب المدير العام للجزيرة وأخبرتني أن لدي مقابلة فى الثامنة مساء الغد مع المدير العام” وأوضح أنه أخبرها أنه لايقيم في قطر لكن في الكويت وليس عنده تأشيرة وأنه مسؤول عن عمل لابد أن يسلمه ولديه ترتيبات .. فقالت الرسالة التي عندي هي أن أبلغك بالموعد .. عندك مقابلة الساعة 8 مساء الغد “.. فسألها كيف سأذهب إلى قطر بدون تأشيرة؟؟
من الكويت إلى قطر
وذكر أنها كلمته مجدداً بعد دقائق وقالت إذهب غداً صباحاً إلى السفارة القطرية في الكويت سيمنحوك تأشيرة وتذكرة وحجز فندق ..
وكشف أحمد منصور أنه أخذ سيارته و ذهب إلى السفارة القطرية وأخذ التذكرة والتأشيرة وذهب إلى المطار ثم إلى قطر حيث تقابل مع محمود السهلاوي نائب رئيس مجلس الإدارة ومدير عام قناة الجزيرة والعضو المنتدب محمد جاسم العلي ، أحد أكثر الذين تركوا أثراً في حياته المهنية وأول أستاذ علمه الصحافة التلفزيونية ولا زال إلى اليوم ، معتبراً أنه مدير من الطراز الرفيع لا يتكرر.
محمد جاسم العلي
وكشف أنه بعد مقابلة استمرت حوالي 4 ساعات ناقشوه خلالها فى السيرة الذاتية، قال له العلي أحمد تقدر تستلم شغلك الصبح !!
فقال له لكن أنا مرتبط بعمل في الكويت وهناك اتفاق أخلاقي بيني وبين من أعمل معهم أني لا بد أن أنذرهم قبل أن أترك العمل بثلاثة أشهر أو هم ينذرونني إذا أرادوا أن أترك العمل قبل ثلاثة أشهر، ثم اشترط أن يتم تدريبه ليتقن كل فنون الصحافة التلفزيونية.. وأضاف: “ربما تكون عندي خبرة مهنية جيدة في الصحافة المكتوبة لكن لا أملك خبرة في الصحافة التليفزيونية فقال له يا أحمد من يملك خبرتك في الصحافة التلفزيونية قطع 80% من الشوط أنت تحتاج 20% فقط”.
غرفة الأخبار
وذكر منصور أن العلي طلب منه أن يمكث في غرفة الأخبار ليومين ليتعرف على أجواء الأخبار والفرق بين التلفزيون وبين الصحافة المكتوبة ..
يقول أحمد منصور : ” دخلت غرفة الأخبار فاصبت بصدمة عارفين كالذي كان يقود سيارة طوال عمرة ثم فجأة وجد نفسه أمام مقود طائرة .. الصحافة التلفزيونية عالم آخر الصحافة التلفزيونية هي صحافة الصورة حينما تكتب فأنت تكتب للصورة .. الكتابة للصورة عالم آخر ..”..
الكتابة للصورة
وأشار إلى أنه حاول أن يُعد نفسه فترة الـ 3 أشهر التي سيقضيها في الكويت استعداداً للنقلة المهنية والحضارية والفكرية من الصحافة المكتوبة إلى التلفزيون، و من الكتابة الإبداعية التي تعتمد على رونق الكلمة وسلاسة العبارة إلى الكتابة للصورة التلفزيونية”
موضحاً أنه عالم آخر سوف يتحدث عنه في الحلقة القادمة
فهرس موضوعات كواليس شاهد على العصر ح 5
00:00 مقدمة الحلقة
00:40 تغطية حرب البوسنة والهرسك
01:10 خبر افتتاح قناة الجزيرة الإخبارية في قطر
2:02 الانطباع الأول عن موجز أنباء قناة الجزيرة
02:29 المهمة اكتملت في مجلة المجتمع وحان دور الصحافة التلفزيونية
02:47 كيف تعد سيرة ذاتية قوية؟
04:09 تحويل مقال بلا حدود إلى برنامج أسبوعي
04:59 جذور فكرة برنامج شاهد على العصر
06:05 انتظار الرد من قناة الجزيرة
06:41 اتصال من مكتب المدير العام لقناة الجزيرة
08:20 مقابلة التوظيف
09:49 نقاش استلام العمل صباحاً والالتزام مع مجلة المجتمع
10:24 الحاجة للتدريب 6 أشهر للظهور أمام الكاميرا
11:22 صدمة الدخول لغرفة الأخبار للمرة الأولى
12:24 صعوبات النقلة المهنية من الصحافة المكتوبة إلى التلفزيون؟
