مواجهة تاريخية بين أحمد منصور و مارك كيميت

تكررت المواجهة بين أحمد منصور ومارك كيميت قائد القوات الأمريكية فى العراق في برنامج بلا حدود، حول فشل القوات الأمريكية الذريع والفظائع التي ارتكبتها في العراق .. وكان مارك كيميت قد ظهر على شاشة الجزيرة أثناء تغطية أحمد منصور لمعركة الفلوجة، وعند مواجهته بالحقائق التي نقلها بالصوت والصورة، اتهمه باختلاق الأكاذيب، وشن حملة دعائية ضده..
مارك كيميت

تكررت المواجهة بين أحمد منصور ومارك كيميت قائد القوات الأمريكية فى العراق في برنامج بلا حدود، حول فشل القوات الأمريكية الذريع والفظائع التي ارتكبتها في العراق .. وكان مارك كيميت قد ظهر على شاشة الجزيرة أثناء تغطية أحمد منصور لمعركة الفلوجة، وعند مواجهته بالحقائق التي نقلها بالصوت والصورة، اتهمه باختلاق الأكاذيب، وشن حملة دعائية ضده..

مواجهة تاريخية

محمد كريشان: تابعنا المؤتمر الصحفي الذي عقدتموه، قبل قليل وتحدثت عن تعليق العمليات من جانب واحد في الفلوجة وعن مفاوضات، ولكن عندما ننتقل الى مراسلنا هناك في الفلوجة نرى الوضع مختلف بالصوت والصورة.
مارك كيميت
تصوري عما ترونه مختلفا عما يقوله السيد أحمد منصور.أقول لكم إن السيد أحمد منصور كان مستمرا يغذي مشاهديكم بسلسلة من الأكاذيب المستمرة من الفلوجة.
أحمد منصور
لكن نفس الجنرال الذي اتهمني بترويج الأكاذيب قبل أن يكون ضيفي في برنامج بلا حدود في حلقة بثت في الخامس من إبريل  من العام ألفين وستة
بمناسبة مرور ثلاث سنوات على احتلال أمريكا للعراق ..نفس الجنرال الذي انتقدني وإدارته في المؤتمرات الصحفية على مدى ثلاثة أسابيع. قال لي في حضور كثير من الزملاء قبل التسجيل. أحمد أريد أن أقول لك أني أحييك وأحترم شجاعتك حينما كنت تغطي معركة الفلوجة.
وقد أعاد الزميل موفق فائق توفيق الترجمة علي حينما شككت في العبارة التي قالها الجنرال الذي كان ينتقدني أثناء الحرب ثم يثني علي وعلى شجاعته ويبدي احترامه لي. وقد ضرب بذلك مثالا كيف يفرض الإنسان احترامه حتى على أعدائه ومنتقديه إذا كان قد قام بعمله بشجاعة واحتراف؟
لكن الجنرال كان غاضبا تماما من المقابلة ومن أسئلتي التي لم تكن سوى فصل من فصول المواجهة الإعلامية التي كانت بيني وبينه أثناء تغطيتي لمعركة الفلوجة.
أترككم مع الجنرال وغضبه من أسئلتي

نص حوار أحمد منصور و مارك كيميت

جرائم أمريكا في العراق

أحمد منصور :

التاريخ لم يحكم لكم في أي مكان دخلتموه بالصواب، لم يحكم لكم في لبنان، لم يحكم لكم في الصومال، لم يحكم لكم في فيتنام لم يحكم لكم في أي مكان آخر دخلتموه وأيضا لن يحكم لكم في العراق ليس حسب كلامي وإنما حسب ضابط أميركي قضى اثني عشر عاما في المارينز وشارك في العراق هو جيم ميسي الذي أصدر كتابا في باريس في شهر نوفمبر الماضي تحت عنوان (أقتل.. أقتل.. أقتل) وقال، لقد اكتشفت أنا وكثير ممن معي أننا أُرسلنا لقتل الإرهابيين ولكننا في النهاية كنا نقتل المدنيين ووثَّق في كتابه اعترافات كثيرة جدا يمكن أن تدينكم جميعا أنتم العسكريين الأميركيين في العراق؟

مارك كيميت:

أنا يمكن أن أعثر على أي عدد من الكتب التي تُكتب حول الأوضاع في العراق ولنكن واضحين تماما حول الوضع الآن إضافة إلى تزايد العنف الطائفي بنسب معينة لكن في لب الموضوع هناك تهديد من القاعدة ومَن يرتبط بها ليس في العراق فحسب بل في عموم المنطقة مما يعني أنه مهم أن نتصدى لهذا الخطر الإرهابي وأن نحاربه ليس فقط في العراق بل في المنطقة عموما لكي يستطيع أطفالنا وأحفادنا أن يعيشوا بلا خوف في المستقبل.

أحمر على شفاه خنزير

أحمد منصور:

هكذا تقولون ولكن سأترك جيم ميسي وأذهب إلى زميلتك فيكتوريا كلارك مساعدة وزير الدفاع للشؤون العامة التي كانت تقف في واشنطن حينما كنت أنت تقف في بغداد لتدافع عن ما يقوم به الجيش الأميركي والجنود العراقيين، فيكتوريا كلارك استقالت من منصبها وكتبت كتابا صدر قبل أيام اسمه (أحمر على شفاه خنزير) قالت ما خلاصته في كتابها أن كل ما كانت تقوم به كانت عملية تجميل لوجه الخنزير الذي لا يُجمَّل وأنها لم تكن مقنعة إلى الناس فيما قدمته، هل سنقرأ لك أنت أيضا كتابا ربما بعد مدة طويلة من تقاعدك لتتحدث فيها عن أن هذه الفترة التي تدافع فيها باستماتة عما يقوم به الأميركيون في العراق لم تكن سوى أحمر شفاه على خنزير؟

مارك كيميت:

 أنا بالتأكيد لا أعتقد أنني سأكتب كتابا، لديّ بيانات صحفية كثيرة ومؤتمرات صحفية يمكن أن ترجعوا إليها، لذلك لا أجد أي مكان لكتابة أي كتاب في المستقبل، لكن مرة أخرى من المهم أن نفهم وأن ندافع عن ما يقوم به جنود التحالف على الأرض، فهم ليسوا إلا ذروة سياستنا الخارجية وأيضا كان مسؤولين عن تخليص بلد من ديكتاتور قاسٍ كانت تهديدا للمنطقة وضمنوا أن الشعب في العراق يستطيع التصويب وأن يحزموا أمرهم بخياراتهم الشخصية بدلا من أن يخضعوا لأهواء ديكتاتور استخدم أسلحة دمار شامل ضد شعبه وعليهم ألا يخافوا بعد الآن ممَن يطرق الباب ومَن يكون من المخابرات وغيرهم ليأخذهم من بيوتهم إلى دون رجعة، نعم أنا سأدافع عن جنودنا الأميركان والتحالف لأنه ما يقومون به عمل مشرِّف وهم يخدمون بشرف وما حققوه حتى الآن كان أمرا رائعا فما زال الكثير من العمل وأنا أبقى مقتنعا بأن هؤلاء الجنود سيكونون هناك حتى إتمام المهمة.

أحمد منصور:

جنرال اسمح لي، هل ستظل تدافع حتى عن جرائم الحرب التي ارتكبها جنودكم في العراق حسبما جاء في تقرير فيلم أنتجه تلفزيون راي الإيطالي عن معركة الفلوجة الثانية؟ استخدمت فيها الفوسفور الأبيض، حوَّلتم المدينة حسب اعتراف جنديين أميركيين شاركا في المعركة إلى أرض محروقة في 15 مارس، قبل أيام نُشرت في كل وسائل الإعلام العالمية صور عائلة من أحد عشر طفلا وامرأة وشيخا قُتلت على يد جنودكم هي عائلة المواطن فائز هُرات قُتلوا بالكامل بعد مداهمة منزلهم وجمعهم إلى جوار بعضهم بعض ونُقلت.. كيف تم تصفية النساء والأطفال، العائلة تتكون من رب العائلة، ثلاثة من أطفاله، شقيقته، ثلاثة من أطفالها ووالده وامرأة من أقاربهم، القتلى تراوحت أعمارهم بين شهرين وبين ست سنوات الأطفال، هل أيضا ستدافع عن هذا؟

مارك كيميت:

 إن الغالبية العظمى من جنود التحالف يتصرفون بشرف وبشكل مسؤول في مواجهة أوضاع صعبة خاصة في أجواء المتمردون والإرهابيون يحاولون جرهم إلى أوضاع ممكن أن يحدث فيها خسائر في المدنيين وهناك عدد قليل جدا من الوقائع التي تصرف فيها الجنود خارج نطاق المسؤولية، لن أدافع عن ذلك، لهذا يتم التحقيق معهم وإحالتهم إلى المحاكم وفي حال إدانتهم يعاقَبون.

فضائح سجن أبو غريب

أحمد منصور:

الذي كشف فضيحة سجن أبو غريب سيمور هيرش الكاتب الأميركي المعروف الذي كان له دور أيضا في إيقاف حرب فيتنام لكنك دافعت، قلت إن لك تصريحات تصريحاتك تملأ الصحافة وتملأ التقارير بشكل كبير دافعت فيها عما ارتُكب في سجن أو غريب وقلت إن هدفه تشويه الجيش الأميركي، أليست هذه جرائم جنودكم؟

مارك كيميت:

أولا لديك عدة بيانات ليست صحيحة، أولها أن المؤسسة العسكرية هي التي كشفت ما حدث في أبو غريب قبل شهرين من حديث سيمور هيرش عنها، ثانيا لا مسؤول عسكري أبدا دافع عن الأعمال غير المشروعة والتعذيب التي قام بها الجنود، هؤلاء الجنود الذين تصرفوا خارج نطاق الأوامر تم التحقيق معهم ومَن تم التثبت من إدانتهم قد عوقب، نعم لا يمكن أن ندافع عن جنود يتصرفون خارج نطاق الأوامر والسلوكيات المطلوبة لهذا تمت محاكمتهم وعقابهم.

أحمد منصور:

 جنرال تعرف أن ما يُكشف لا يساوي سوى 1 أو 2%   من حقيقة ما يمكن أن يتم وأن الكاميرات لا تصل إلى أماكن كثيرة وأنت ترفضون نقل الحقيقة إلى الناس عبر حجب وصول الكاميرات والمصورين وأجهزة التلفاز المستقلة إلى الأماكن التي قمتم بتدميرها مثل القائم والفلوجة ومعركة سامراء الأخيرة، حجب الحقيقة هذه هل يمكن أن يدوم إلى الأبد؟ إلى اليوم لا يُسمح لغير سكان الفلوجة بدخولها رغم مرور أكثر من عام ونصف على معركتها الأخيرة، إلى متى تظلون تحجبون الحقيقة عن الناس وعن العالم؟

مارك كيميت:

مرة أخرى لا أدري من أين تأتي هذه البيانات لأن هناك كاميرات في أرض المعركة وداخل العراق أكثر مما كان في تاريخ الحروب وأي كلام يوحي بأن 1 أو 2% من الحقيقة هو الذي يظهر لا يتساوق مع ما نراه نحن أثناء خدمتنا، لا يمكن أن تُبقي على الأكاذيب وهي مخفية، الحقيقة هي التي ستظهر في النهاية وهذا هون المبدأ الذي نعمل عليه ربما هناك محاولة لطمس الحقيقة لكنها تظهر دائما في النهاية وهذا يأتي من فهم الجنود بأن الحقيقة هي أمضى سلاح في جعبتهم وأيضا نحن كنا نسمح للناس بالوصول.. الصحفيين المسؤولين ليصلوا إلى أرض المعركة.

أنتم القوة الرئيسية في العظمى في العالم التي جاءت لتخليص العراقيين من ما يعيشون فيه ولكنكم غمستم العراقيين والمنطقة كلها فيما هي فيه الآن
أحمد منصور

أحمد منصور:

 الرئيس بوش اعترف بأن عدد القتلى المدنيين العراقيين وصل إلى ثلاثين ألفا وهؤلاء يزيدون بثمانية أضعاف عن عدد الذين قُتلوا في أيرلندا الشمالية طوال ثلاثين عاما كما يقول السير مينسيس كامبل مسؤول العلاقات الدولية في الحزب الليبرالي في بريطانيا، هل هؤلاء المدنيين الذين قُتلوا الذين اعترف الرئيس بوش على الأقل بقتلهم رغم أن هناك تقارير أخرى تقول إنهم يزيدون على مائة ألف، أما تتحملون أنتم كقوات احتلال موجودة في العراق المسؤولية عن قتلهم؟

مارك كيميت:

 دعونا نتحدث عن ذلك لأن ما قاله الرئيس هو أنه في النزاع برمته كان يمكن أن يكون 25 ألف مدني قد قُتلوا لكن الغالبية العظمى منهم من هؤلاء المواطنين ربما قُتل على أيدي المتمردين والإرهابيين وليس على أيدي القوات العسكرية في عمليات قتالية، فنحن نؤدي عملنا بهدف تقليل الخسائر في صفوف المدنيين ونحن نفهم أن إحدى مسؤولياتنا الكبرى هو الإبقاء على السكان إلى جانبنا لهذا نبذل الكثير من الجهد لكي لا نفعل ما يفعله الصدَّاميون والإرهابيون والمتمردون أن يبقوا داخل مناطق سكانية ويستخدمونهم كدروع بشرية وأنا أدافع عن سجلنا، الضحايا المدنيين على الأكثر أدق الأرقام هي أقل على الإطلاق مما يقارَنوا بأي معركة ونحن نبذل قصارى جهدنا لحماية المدنيين في حين الإرهابيين والمتمردين يحاولون قتل الناس على العكس مما نفعل.

أحمد منصور:

 ألم ترتكبوا أخطاءً في العراق؟

مارك كيميت:

 أعتقد أنه في أي وقت تشن فيه الحرب تكون هناك أخطاء ولدينا نظام داخل مؤسستنا العسكرية كلما نراجع أيا من عملياتنا نحاول أن نتعلم منها لنحسن أداءنا والقول بأننا لم نرتكب أخطاءً ليس له علاقة مما يحدث في الحروب الحديثة.. الحروب الحديثة على مدى آلاف من السنين كانت كذلك.

خرق القانون الدولي

أحمد منصور:

 في 18 مارس الماضي نشرت الـ(Independent) البريطانية أن السياسي البريطاني المخضرم توني بن أرسل خطابا موقعا من قِبل ألف شخص من الشخصيات العامة البريطانية والسياسية يسرد فيه 28 خرقا للاتفاقات الدولية الخاصة بجرائم الحرب ارتكبتها قواتكم في العراق والقوات البريطانية، أما تخشون من محاكمتكم بتهم جرائم حرب يوما ما على هذه الخروقات التي ارتُكبت؟

مارك كيميت:

 ربما يكون الأمر إننا قد نُساءَل عن ذلك لكن الحقائق على الأرض سوف تتجلى وأجد أنه من الاهتمام إن طريقة إدارتك للأسئلة يوحي بأن قوات التحالف فقط هي التي.. والتي تحاول تجنب الضحايا في المدنيين لكن هي التي تفعل ذلك، لماذا لا تتحدث عن الزرقاوي؟ لماذا لا تتحدث عن الصداميين وعن المتمردين الذين يتعمدون إيقاع الأذى في صفوف المدنيين لأغراضهم الإرهابية؟ هل ستكون بنفس الحذر وتطلب منهم الحقيقة كما تفعل ذلك مع قوات التحالف؟ ماذا عن الآلاف من الضحايا الذين أوقعهم الإرهابيون قطع رؤوس المدنيين الأبرياء ألا يعني ذلك مسؤولية لديك لتتحدث عن هؤلاء أيضا؟

أحمد منصور:

جنرال أنا أتحدث مع ضيوفي كلهم بطريقة واحدة ولو أن الذي يجلس أمامي أحدا من هؤلاء لوجهت إليه الأسئلة بنفس الطريقة وهذا أسلوب برنامجي والكل يعرفه أنا أتحدث معك الآن كمسؤول عن المنطقة مسؤول عن الخطط الاستراتيجية فيها، بقيت في العراق عدة سنوات بعد احتلالها وكنت ولازلت الرجل الذي يظهر في وسائل الإعلام ليدافع عما يقوم به الأميركيون، أتحدث معك عن مسؤولياتك، عن مسؤوليات قواتكم، عما تقومون فيه في العراق، العراق الآن تحت مسؤولياتكم أنتم ليس تحت مسؤولية الذين يقاتلون في الطرف الآخر، أنتم القوة الرئيسية في العظمى في العالم التي جاءت لتخليص العراقيين من ما يعيشون فيه ولكنكم غمستم العراقيين والمنطقة كلها فيما هي فيه الآن فبالتالي المسؤولية مسؤوليتكم أنتم، حينما أجلس مع الآخرين سأتحدث معهم بنفس الطريقة أرجو أن لا تكون قلقا ولكن أجب على أسئلتي..

فهرس الموضوعات

اتهام كيميت أحمد منصور بالكذب 00:00

تعقيب أحمد منصور 00:42

سوء الأوضاع في العراق 01:58

الوضع على الأرض في العراق 02:48

أحمر على شفاه خنزير 03:31

الدفاع عن جرائم الحرب 05:45

سجن أبو غريب 07:25

حجم الجرائم وحجب الحقيقة 08:35

عدد القتلى المدنيين في العراق 10:06

الأخطاء في العراق 12:05

خرق القانون الدولي 12:33

المزيد
Total
0
Shares
السابق
جيهان السادات

هل كان أنور السادات عميلا للمخابرات الأمريكية؟

التالي
إيمان البحر درويش

إيمان البحر درويش : الفنان والسلطة!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share