النهاية المأساوية للعائلة الملكية في العراق

يروي كلاً من، عارف عبد الرزاق، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، وحامد الجبوري، وزير الخارجية العراقي الأسبق، وعدنان الباجه جي، وزير الخارجية العراقي الأسبق، بعض فصول دموية العسكر في العراق، والذي وصل لإبادة العائلة الملكية العراقية في 14 تموز/ يوليو 1958
العائلة المالكة في العراق

يروي كلاً من، عارف عبد الرزاق، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، وحامد الجبوري، وزير الخارجية العراقي الأسبق، وعدنان الباجه جي، وزير الخارجية العراقي الأسبق، بعض فصول دموية العسكر في العراق، والذي وصل لإبادة العائلة الملكية العراقية في 14 تموز/ يوليو 1958 وسحل ولي العهد الأمير عبد الإله والتمثيل بجثته.وقال حامد الجبوري في شهادته على العصر، إنه شاهد بنفسه جثة عبد الإله وهي تُسحل ويتم جرها من الرقبة بالحبل وهي عارية تماماً .

نص الحوار عن النهاية المأساوية للعائلة الملكية في العراق

عارف عبد الرزاق:

قتل في ذلك اليوم الملك فيصل  و ولي العهد الأمير عبد الإله، ووالدته وأخته يعني

أحمد منصور:

 ومثل بهم تمثيل بشع

شهادة عارف عبد الرزاق

عارف عبد الرزاق :

أنا كنت في الحبانية لكن أروي حادثة من آمر فوج الحرس  اللي هو العقيد طه المعمرلي يقول :

أحمد منصور:

روى لك مباشرة ؟

عارف عبد الرزاق :

روى إلي مباشرة أو عن طريق آخر.

يقول إنه كانت هناك سرية مستعدة للذهاب للمطار لتوديع الملك كان الملك يسافر ذاك اليوم إلى أنقرة – سرية حرس شرف  – وكان يعدها.. فجاء من يبلغه بأن جسر “الخِر” المنطقة الواقعة بين الفوج وبين قصر الرحاب منطقة جسر الخِر احتل من قبل ضباط مشتركة فجاء بمدرعة ليستطلع الأمر

فأوقف من ..رأى تسعة ضباط حسب ما قال حتى واحد منهم كان يرتدي ملابس قوى جوية فشعر أن الحركة عامة فأوقفوه وأخذوا مسدسه

أحمد منصور:

من الملك ؟

عارف عبد الرزاق :

من طه المعمرلي ..العقيد طه المعمرلي

أحمد منصور:

اللي هو قائد الحرس ؟

عارف عبد الرزاق :

قائد الحرس.

وبعثوه لإقناع الأمير عبد الإله بالتسليم، وقالوا : لا خير من المقاومة ويقول إنه لما دخل من الباب، طلب من سرية الحرس والسرية المهاجمة

أن يقطع الرمي من سرية الحرس، حتى السرية المهاجمة تقطع الرمي وذهب إلى مقابلة عبد الإله وعبد الإله طلب منه التريث وإلهاء القطاعات المهاجمة، ريثما يستنجد بقطاعات أخرى عراقية، هذا الإنسان موجود حالياً.

في هذه الأثناء عبد السلام عارف لما استبطئ السيطرة على قصر الرحاب ، أذاع بالإذاعة أنه تحرك بعد أن طلعت الناس في التظاهرات

فطلب منهم التوجه نحو الرحاب وسحل الملك وسحل العائلة المالكة هناك، هذا جاء على لسان الإذاعة

مقتل العائلة الملكية في العراق

أحمد منصور:

من عبد السلام عارف ؟

عارف عبد الرزاق :

من عبد السلام عارف ، لكن قبل أن يصل هذا إلى هناك، هناك متطوعين من مدرسة المشاة، راحوا أخذوا مدفع مئة وستة مم وأحضروه من تدريب المشاة، أحضروه ووضعوه أمام قصر الرحاب، وضربوا ثلاث طلقات من عيار مئة وستة .. قرابة مئة وستة فأحدث حريق داخل القصر

فاضطروا أن يخرج كل القصر من باب جانبي كل سكان القصر من باب جانبي رافعين رايات بيض وقرآن المصحف الإمامي أحد الضباط كان اسمه عبد الستار سبع العبوثي قام برميهم بدون تبصر رمى كل الناس الموجودين قتل كل الناس الموجودين حتى ضابط الحرس الذي كان يرافق عبد الإله

أيضا قتل، الضابط اللي راح لكي يستقبلهم، استطاع أن يهرب، وحتى زوجة عبد الإله جُرحت ولكنها لم تمت، وابتدأت الغوغائية بسحل الناس مع الأسف، والنهب في قصر الرحاب بما يملكون، كان قصر بسيط ماكان.

أحمد منصور:

عايز حضرتك تسمى هذه ثورة ؟

عارف عبد الرزاق :

نعم

أحمد منصور:

تسمى هذه ثورة ؟

عارف عبد الرزاق :

هي ثورة .. الثورة في اللغة العربية تثور

أحمد منصور:

أنا مش في اللغة العربية، أنا في هذا الواقع الذي تم .

عارف عبد الرزاق :

معنى كلمة ثورة باللغة العربية إيه؟  تثور على نظام معين، ترفض وضع ذاك النظام، بما أوتيت من كل سلاح، هذا معنى الثورة

أحمد منصور:

الأسلوب الدموي الذي تم فيه تصفية العائلة؟

عارف عبد الرزاق :

أبرياء يعني أنا أشك أن هذا الضابط كان مبلغ.

أحمد منصور:

 هذا الضابط استجاب لما قاله عبد السلام، عارف في الإذاعة

عارف عبد الرزاق :

يجوز..أنا أحمل عبد السلام عارف يعني، قضية أمر الشعب بالزحف نحو قصر الرحاب، وسحل كل من كان فيه، ولا أبرئ أيضاً عبد الكريم قاسم

أظن في تخطيطهم كان قتل الملك فيصل، بينما كان في التخطيط الذي أبلغت به، أن الثورة بيضاء، وأنه يُعهد إلى الملك بالبقاء وتعيين رئيس وزراء جديد على غرار ما جاء في، ثورة يوليو اثنين وخمسين، ويتنازل الملك عن السلطة بعد فترة زمنية، وتكون ثورة بيضاء لا يكون بها أي دم .لكن مع الأسف شذ عن هذا الوضع.

أحمد منصور:

أنت لم تلوث يديك بدماء أحد في هذه الثورة؟

عارف عبد الرزاق :

لا.

سحل الأمير عبد الإله

أحمد منصور:

لم تعطي أمرا بالقتل؟

عارف عبد الرزاق :

أعطيت أمر بالرمي على القطاعات المخالفة لأمري ولم يقتل أحد عدا جندي بريطاني واحد ضُرب بحربة في يده امتنع ..لم يقبل أن ينفذ أمر

فضربه أحد الجنود في يده. هذا الحادث الوحيد الذي حدث في الحبانية عبد الكريم قاسم توجه بعد ذلك إلى بغداد ووصل قرب الساعة العاشرة إلى بغداد

حسب المعلومات التي لدي وذهب إلى وزارة الدفاع وإلى موقع أركان رئاسة الجيش، كان هناك وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وجيء بعبد الإله مسحولاً وعلق على باب وزارة الدفاع بنفس المكان الذي علق به صلاح الدين الصباغ سنة 1945 ومثل بجثته وكان قد عُين مدير استخبارات اسمه عبد المجيد سعيد عميد فجاء لعبد الكريم قاسم وقال سيدي امنع هذه المهزلة، هذا حرام بالدين لايجوز التمثيل بالجثث عبدالكريم قاسم انتهره

ولم يلبي طلبه وبعث .. وأرسل على أكل كباب واتغدى هذه الواقعة رواها لي بنفسه عبد المجيد سعيد.

شهادة حامد الجبوري

أحمد منصور:

احتلال الإذاعة كان من نصيب عبد السلام عارف، وعبد السلام عارف هو الذي بث البيان الأول للثورة والشعوب تعودت من الضباط بعد ذلك

بث البيانات الأولى.

هاني الفكيكي في كتابه يقول إن عبد السلام عارف طلب من الجماهير التوجه إلى القصور الملكية وقصور المسؤولين لدكها على رؤوس أصحابها وتسليم الفارين من رجالات العهد السابق وتم إعدام العائلة المالكة بشكل فيه من الوحشية ما فيه رغم أنهم استسلموا ولم يكن لديهم ملجأ.

حامد الجبوري:

يعني هذه أستاذ أحمد هذه بقعة سوداء ليس في تاريخ 14 تموز ثمانية وخمسين وإنما في تاريخ العراق السياسي المعاصر.

هذا في عيني

مذبحة قصر الرحاب

ذهبت و توجهت أنا وأخي المرحوم عداي، إلى قصر الرحاب.، من باب الحقيقة والاستطلاع، قبل وصولنا الى قصر الرحاب.في منطقة معروفة في بغداد، منطقة بعدئذ سميت منطقة معرض بغداد الدولي. رأينا جمهرة من الناس متجهة صوب بغداد من قصر الرحاب السيارة التي كنا موجودين فيها

سيارة جيب مفتوحة ،تعرف الاستيرنج من جهة اليسار. فكان أخي عدنان يسوق السيارة وأنا جالس.مرت جثة عبد الإله الى جانبي بالضبط.

أحمد منصور:

كانوا يجروها بيسلحوها

حامد الجبوري:

من الرقبة بحبل وعاري كاملا. يعني حتى عورته كانت.

فأنا حقيقة..

أحمد منصور:

وأنت عرفت أن هذا عبد الإله

حامد الجبوري:

طبعا ..

ومجموعة من الوحوش البشرية، كان واحد يحمل القميص، مدمى، واحد يحمل الملابس الداخلية. واحد الساعة يفتخر فيها والى آخره.

فأنا والله يا أستاذ أحمد، التفتت على أخي عداي هو أكبر مني بسنتين.قلت له عداي العراق سوف يغرق بالدماء إلى هنا. حقيقة لأن البداية بشعة وسيئة

وبعدين تعرف مُثّل بالجثة وعلقت في كذا ونوري السعيد وما حدث من كثير من الجرائم البشعة.

أحمد منصور:

أنا أمشي معك واحدة واحدة الآن أنت وأخوك شاهدتم جثة الوصي على العرش عبد الإله وهو يسحل في الشارع

حامد الجبوري:

في الشارع

أحمد منصور:

وكان شعورك أن العراق سيغرق في الدماء

حامد الجبوري:

في ذلك الوقت الجثة بعد السحل قطّعت وبعد التقطيع علقت أمام وزارة الدفاع أسلوب من الوحشية.

وحشية. لا يمكن تصورها

قتل نوري السعيد

أحمد منصور:

عبد السلام عارف هو الذي وجه النداء للناس ليذهبوا.

حنا بطاطو يقول في صفحة مئة وإحدى عشر أما نوري السعيد فقد قبض عليه في اليوم التالي متنكرا بزي إمرأة

وقتل فوراً بيد رقيب من سلاح الطيران. وبعد دفنه سحبت. سحبت الحشود الغاضبة جثته ثانية من القبر وسحلتها في الشوارع ثم شنقت الجثة ومزقتها إربا وأحرقتها في النهاية.

حامد الجبوري:

شيء مؤلم طبعا.

شيء مؤلم.

لكن هل أن العراقيين هكذا؟

أحمد منصور:

أنا لا أعرف ..أنا أسألك

حامد الجبوري:

لا. لا ..أبدا أبدا.

وإنما تستغل بعض المناسبات استغلالا سيئا.

وهذه المسألة حقيقة.

كان يجب أن تتحرك القيادة العراقية الجديدة وهي جهة العسكريين فوراً تتحرك وتتخذ الإجراءات الصارمة حتى لا يكون الانطباع أن الشعب العراقي

شعب متوحش وإلى آخره.

أحمد منصور:

الانقلاب قامت به مجموعة محدودة من الضباط. هل تعتبره انقلاب أم ثورة كما يقولون ؟ كل مجموعة الضباط عملت حاجه، سمتها ثورة

حامد الجبوري:

والله هو طبعا انقلاب عسكري

هذا بالتأكيد..

شهادة عدنان الباجه جي

أحمد منصور:

كان مفاجئاً الانقلاب ؟

كان مفاجئاً..

اعدام أفراد العائلة الحاكمة

عدنان الباجه جي

يعني المفاجأة الأكبر كان الدموية التي رافقت الانقلاب أعدم أفراد العائلة الحاكمة بشكل دموي وبشع

نعم نعم، ليس هناك شك.. هذا لم يكن متوقع يعني خاصة النساء، ثلاثة من نساء العائلة المالكة قتلوا أيضا يعني كان متوقع أن يقتل الأمير عبد الإله

لأنه يعتبر

أحمد منصور:

كان مكروه ؟

عدنان الباجه جي

مكروه مع

أحمد منصور:

مكروه من الجميع ؟

عدنان الباجه جي

يعني قليل من الناس الذي كان يذكره بالخير

أحمد منصور:

ليه كان الكل يكره عبد الإله.

عدنان الباجه جي

لأنه وطريقة تعامله مع الناس فيه نوع من الغطرسة وكذا وبعدين يعني عمل الشيء الذي لا يغفره العراقيين له

أحمد منصور:

ما هو؟

صلاح الدين الصباغ

عدنان الباجه جي

إعدام الضباط العقداء الأربعة. الذين حاولوا أن يضغطوا عليه لتعيين رشيد عالي وقتها سنة واحد وأربعين أربعة بالإضافة إلى وزراء

وزير من الوزراء. ظل هذا الأمر يلاحقه إلى أن قتل سنة 1958؟ يقال إنه كان يذهب ليشاهد عمليات الإعدام. وآخر واحد أعدم صلاح الدين الصباغ

كان لاجئ في تركيا وضغط على الأتراك لكي يسلموه فسلموه وحكم عليه بالإعدام مرة ثانية طبعا. فهو وهو مكبل بالحديد أحضروه

لقصر الرحاب شاهده الأمير عبد الإله وكان شامتاً فيه.

كل هذه القصص تعرف. أثرت على نفسية الشعب العراقي  فرأو في الأمير عبد الإله شخص حاقد

وفي نفس الوقت متغطرس. عدا أنهم كانوا يعتبروه موال للإنجليز أيضاً..

فهرس الحوارات

(00:00) مقتل الأسرة المالكة في العراق.

(00:23) شهادة العقيد طه المعمرلي.

(01:23) محاولة إقناع الأمير عبد الإله بتسليم نفسه.

(01:51) عبد السلام عارف يدعو الجماهير للزحف على قصر الرحاب.

(02:12) قصف قصر الرحاب وقتل كل من فيه.

(03:15) بدء أعمال النهب وسحل الناس في الشارع.

(05:31) إراقة الدماء في قصر الرحاب.

(06:15) توجه عبد الكريم قاسم إلى بغداد.

(06:34) تعليق جثمان عبد الإله على مقر وزارة الدفاع .

(07:15) البيان الأول للثورة.

(08:00) حامد الجبوري يوثق مشاهد سحل عبد الإله.

(10:21) قتل نوري السعيد.

(11:38) دموية الانقلاب .

(12:16) كراهية العراقيين لـ عبد الإله.

(12:47) إعدام الضباط الأربعة .

(13:16) إعدام صلاح الدين الصباغ.

Total
0
Shares
السابق
تظاهرات إسرائيل

بقرة أمريكا المقدسة !!

التالي
رئيس النيجر

أحمد منصور لرئيس النيجر : أنت ديكتاتور تحميك القواعد الغربية!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share