خدمات بطرس غالي لإسرائيل

يكشف بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة عن جهوده لمصالحة إسرائيل مع الأمم المتحدة وحل الخلافات بينهما، مشيراً إلى المكاسب والإمتيازات التي منحها لهم، رغم عدم التزامهم بكل قرارات الأمم المتحدة. ولفت إلى ما تحقق له شخصياً نتيجة هذه الخدمات.
بطرس غالي

يكشف بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة عن جهوده لمصالحة إسرائيل مع الأمم المتحدة وحل الخلافات بينهما، مشيراً إلى المكاسب والإمتيازات التي منحها لهم، رغم عدم التزامهم بكل قرارات الأمم المتحدة. ولفت إلى ما تحقق له شخصياً نتيجة هذه الخدمات.

نص حوار بطرس غالي عن خدماته لإسرائيل

أحمد منصور: قلت أنك أثناء فترة الدعاية لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة وعدت الإسرائيليين بأنك سوف تصالحهم على المجتمع الدولي ويبدو أنك كنت..

بطرس غالي [مقاطعاً]: سوف أصالحهم مع الأمم المتحدة.

أحمد منصور [متابعاً]: مع الأمم المتحدة.. ويبدو أنك كنت وفيا بوعدك، قلت بالنص في صفحة مائتان وتسعة من كتابك خمسة سنوات في بيت من زجاج أنك أرسلت لرئيس وزراء إسرائيل قائلا لقد أسهمت كامب ديفد في إنجاز معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وإنني أود الآن عقد معاهدة سلام بين الأمم المتحدة وإسرائيل، ماذا يعني هذا التعهد لدولة تاريخها حافل بالاعتداءات وتجاوز قانون أو القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن؟

مصالحة إسرائيل على المجتمع الدولي

بطرس غالي: أنا أرى أن من مصلحة المجتمع العربي أن يتم التصالح أو على الأقل التغلب على أزمة الثقة بين الأمم المتحدة وإسرائيل، لأن حينئذ تستطيع الأمم المتحدة أن تضغط على إسرائيل، على سبيل المثال نقطة أساسية حاولت ولم أنجح فيها وجود قوات تابعة للأمم المتحدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أن هناك قوات موجودة على الحدود بين لبنان وإسرائيل، بين سوريا وإسرائيل، بين مصر وإسرائيل وقوات دولية وقتها..

أحمد منصور: قوات دولية.

بطرس غالي: آه برضه كانت الفكرة كيف نستطيع أن نجد قوات بين الأراضي المحتلة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي.

أحمد منصور: معنى ذلك إن الدول كلها المحيطة بإسرائيل تعيش في كنتونات تعزلها قوات تابعة للأمم المتحدة أو قوات دولية؟

بطرس غالي: لا.

أحمد منصور: هذا يعني استحالة قيام سلام في المنطقة.

بطرس غالي: لا سيبك من حكاية السلام نحن دلوقتي عاوزين نحمي الشعب الفلسطيني، رأينا اللي حصل للشعب الفلسطيني من مجازر في السنوات الأخيرة، كان فكرة حماية الشعب الفلسطيني تتم عن طريق وجود قوات والجانب الإسرائيلي دائما رفض هذا.. يرفض هذا.

أحمد منصور: هو يرفض كل القرارات التي تصدر من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لا يضع لها أي اعتبار تحت الحذاء كلهم.

بطرس غالي: لا في بعض القرارات تم احترامها وبعض القرارات..

أحمد منصور: التي لا تؤثر على السياسة الإسرائيلية وعلى الأهداف الإسرائيلية.

بطرس غالي: أغلبية الدول تحترم القرارات التي لا تؤثر على سياستها ولا..

أحمد منصور: بشكل عام..

بطرس غالي: أه.

أحمد منصور: هناك دول كثيرة تجبر على تنفيذ القرارات وقرارات مجلس الأمن تحديدا إذا لم يتم تنفيذها على الضعاف بالسهولة يتم تنفذها بالقوة.

بطرس غالي: أيوه ما أنا عارف.

أحمد منصور: إسرائيل لا.. خارج هذا.

“الدول الضعيفة تُنفذ قرارات الأمم المتحدة أما الدول التي لها مساندة أو دعم من جانب أميركا تستطيع ألا تحترم القرارات”

بطرس غالي: بالنسبة للدول الضعيفة عادة هي تُنفذ قرارات الأمم المتحدة أو تحاول أن تتهرب من هذه القرارات، الدول التي لها مساندة لها تدعيم من جانب الولايات المتحدة تستطيع ألا تحترم القرارات.

أحمد منصور: إسرائيل بقيت طوال فترة من منذ قيامها في 1948 وحتى مجيئك إلى الأمم المتحدة وليس بينها وبين الأمم المتحدة أي شكل من أشكال العَمار هناك دائما خلافات مع إسرائيل، إسرائيل مهمشة، الإسرائيليين لا يتم منحهم مناصب رئيسية في الأمم المتحدة بسبب الدور الذي تقوم به دولتهم، هديتك الأولى إلى إسرائيل كما يسميها منتقدوك جاءت في المؤتمر الصحفي الذي عقدته في 19 مارس 1992 حينما قلت إن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 لعام 1967 ليس مُلزِما..

بطرس غالي: لا.

أحمد منصور: فنسفت بذلك الشيء الوحيد اللي العرب عمالين يعلقوا عليه..

بطرس غالي: لا ما حدش فهم، غير مشمول بالنفاذ، القرار ملزِم ولكنه غير مشمول بالنفاذ.

أحمد منصور: هذا هو الشرح الذي جاء بعد ذلك.

بطرس غالي: لا هو الشرح الحقيقي.

أحمد منصور: لكن كلامك أنت بنصه، أنه ليس مُلزِم، مساعدك طلع بعد كده يشرح ويفسر بعض الآثار اللي سببها الموضوع.

بطرس غالي: أيوه لكن المقصود بعد كده الراية ما فهمش دي ناحية قانونية صدر لك حكم غير مشمول بالنفاذ مش عارف تنفذه.

أحمد منصور: لا هأقول لك حاجة، لما ردود الفعل جاءت لك عاصفة جدا على هذا..

بطرس غالي: يا سيدي القرار قبل العاصفة..

أحمد منصور: أنا جايب لك نص كلامك أنت.

بطرس غالي: قبل العاصفة.. بعديها بنصف ساعة بيقول إيه المقصود بغير مُلزِم قلت له غير مشمول بالنفاذ وبدليل أن القرار 242 حتى الآن لم يُنفذ.

أحمد منصور: في فرق بين غير مشمول بالنفاذ وغير.. ما اللي أنت قلته في وقتها.

بطرس غالي: لا يا فندم.

أحمد منصور: قلت أنه ليس مُلزِم.

بطرس غالي: أنا شرحت أن المقصود غير مشمول بالنفاذ.

أحمد منصور: ده بعد الدنيا ما خربت.

بطرس غالي: لا يا فندم مش بعد الدنيا ما خلصت، بعديها بساعة شرحت ما هو مقصود.

أحمد منصور: هأقول لك يا سعادة الأمين أهو من كلامك أنت، المستشار القانوني للأمم المتحدة قلت أنت في صفحة 211 إن إحدى المجموعات العربية القانونية أصدرت تحليلا مطولا قالت فيه إن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة تنافي مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقلت أنت أن المستشار القانوني للأمم المتحدة أيدهم وقال لا يمكن وصف أي بيان صادر عن مجلس الأمن بأنه غير قابل للتنفيذ، معنى ذلك أنك وقعت في خطأ كبير وكنت منحازا بامتياز إلى إسرائيل ضد العرب؟

بطرس غالي: كل التاريخ بتاعي يُبين عكس ذلك، من الخلافات التي وقعت بيني وبين إسرائيل إلى مشكلة طابا التي أدت إلى خروجي من الأمم المتحدة، كل هذا يدل على أنني.. وخلافاتي مع الجانب الأميركي أن معروف إني منحاز إلى الجانب الفلسطيني مرتبط معنويا..

أحمد منصور: ما كنش فيه هنا انحياز.

بطرس غالي: سيبك من الكلام اللي هتقوله مرتبط معنويا.

أحمد منصور: مش كلامي أنا ده نص من مذكراتك والله.

بطرس غالي: أيوه أنا معك.

أحمد منصور: أنا ما جبتلكش آراء شخصية في كل اللي بأقوله.

بطرس غالي: أنا معك أنت بتقول مذكراتي أنا بشرح لك النهارده ما هو الواقع.

أحمد منصور: أنا بعيش اللحظة وقتها الواقع وقتها والذي حدث وقتها أنا بناقش وقائع وأحداث ما بناقش آراء.

بطرس غالي: معك الواقع وقتها إن صلّحنا الموضوع كان غير واضح إن في فرق بين قرار مُلزِم وقرار غير مشمول بالنفاذ.

أحمد منصور: حتى أهو قال لك لا يمكن، المستشار القانوني للأمم المتحدة قال لك لا يمكن وصف أي قرار إنه غير مشمول بالنفاذ، قال لك أهو نص كلامه أهو.

بطرس غالي: لا ده غير..

أحمد منصور: لا يمكن وصف أي قرار صادر عن مجلس الأمن بأنه غير قابل للتنفيذ، غير مشمول للنفاذ زي غير قابل للتنفيذ.

بطرس غالي: لا ولو مؤاخذة أنت وقتها بتغالط.

أحمد منصور: ما هو كلامك أهو يا سيادة الأمين العام.

بطرس غالي: أنا معك في فرق غير مشمول بالنفاذ أن هناك يصدر قرار آخر لكيفية نفاذ القرار، الرجل اللي قال ما أقدرش أقول إن قرار من قرارات الأمم المتحدة غير مُلزِمة ولكن في فرق بين غير مُلزِم وغير مشمول بالنفاذ، المشكلة إن دي نقطة قانونية ما يفهموهاش غير مجموعة من القانونيين.

أحمد منصور: حسيت إنك وقعت في ورطة من وراء هذا التصريح؟

بطرس غالي: أبدا الفكرة واضحة قوي.

أحمد منصور: لكن أنت قلت في مذكراتك إنك أنت قررت عدم التصريح بخصوص هذا الموضوع بعد ذلك إلا بعد الرجوع للقانونيين؟

بطرس غالي: عشان أوضح الفرق بين غير مُلزِم وغير مشمول بالنفاذ.

أحمد منصور: لم يتوقف الأمر عند هذا ولكن في ديسمبر عام 1992 قدمت هديتين ثمينتين لإسرائيل، الأولى أنك طلبت من إسرائيل أن تُقدم خبراء لمساعدة المنظمة الدولية على تنظيم انتخابات ديمقراطية حول العالم والثانية أنك طلبت من إسرائيل أن تُنظم قوات لحفظ السلام.. أن تنضم لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

بطرس غالي: فين؟

أحمد منصور: طلبت من إسرائيل ده في ديسمبر 1992.

بطرس غالي: لا ما حصلش جايب الكلام ده منين؟

أحمد منصور: جايبه من مصادر نشرت وقتها.

بطرس غالي: فين هي المصادر؟

أحمد منصور: يعني أنت الآن بتنفي هذا؟

بطرس غالي: لا ما بنفيش أنا لا أتذكر إني طلبت إن يبعتوا قوات، ده لا يمكن..

أحمد منصور: يشاركوا في قوات حفظ السلام.

بطرس غالي: لا ده كلام مَن؟

أحمد منصور: ما طلبتش منهم يبعتوا خبراء لتنظيم الانتخابات في دول العالم؟

بطرس غالي: ده أه أيوه وده من اختصاصي.

أحمد منصور: الطلبين كانوا مع بعض في شهر واحد ديسمبر 1992.

بطرس غالي: لا يمكن أن أنا طلبت منهم يبعتوا قوات لحفظ السلام.

أحمد منصور: إدخالهم أو طلب منهم المجيء بخبراء للانتخابات الديمقراطية، ألم يكن هذا إضفاء شيء من الديمقراطية على إسرائيل التي تنتهك القانون بالليل والنهار؟

بطرس غالي: إسرائيل عضو في الأمم المتحدة كباقي الأعضاء.

أحمد منصور: في فرق بين عضو ملتزم وعضو مُنتهِك للقوانين والقرارات.

بطرس غالي: إذا كان أنت، مَصر عملت معاهدة سلام مع إسرائيل وبنلجأ إلى تطبيع العلاقات أنت عاوز إن في إطار الأمم المتحدة ما أطلبش من دولة من الدول ابعتوا خبراء لمراقبة انتخابات؟

أحمد منصور: كانت أول مرة أصل في دلالة رمزية لهذا الطلب إنه لأول مرة يُطلب ولأول مرة يُرفع الغطاء عن إسرائيل بحيث يُترك لها المجال أن تشارك في أنشطة دولية كانت ممنوعة منها بعد ذلك بسبب التوصيفات التي كانت ضدها.

بطرس غالي: وفعلا الغرض من هذا إلغاء أزمة الثقة بين الأمم المتحدة وإسرائيل.

مكتسباب إسرائيل في الأمم المتحدة

أحمد منصور: لماذا إلغائها وإسرائيل لا زالت مستمرة في انتهاكاتها لم تتوقف؟

بطرس غالي: لأن دي مصلحة إن إسرائيل تتعاون مع الأمم المتحدة أنت نفسك..

أحمد منصور: وهل تعاونت؟

بطرس غالي: ده موضوع ثاني.

أحمد منصور: لا ما هو إحنا الآن بنقول أهو..

بطرس غالي: بعد كده..

أحمد منصور: لأن أنت ظليت تمنحها فرص كثيرة هأقول لك..

بطرس غالي: لا حاولت أول مرتين ثلاثة وبعد كده تغيرت الأمور، حاولنا نخلي إسرائيل تتعاون مع الأمم المتحدة ودي مصلحتنا.

أحمد منصور: هأقول لك أنا، أنت حققت.. إسرائيل في عهدك كما قال المراقبون ما لم تحققه من إنجازات في الأمم المتحدة في عهد أي أمين عام سابق منذ قيام الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

بطرس غالي: مين قال الكلام ده؟

أحمد منصور: أول حاجة إنك أنت..

بطرس غالي: معلش أنت جايب الكلام ده منين؟

أحمد منصور: المراقبين اللي قالوا الكلام ده.

بطرس غالي: مين المراقبين؟

أحمد منصور: أنا اللي بأقول الكلام ده.

بطرس غالي: آه طيب (Ok) أنت.

أحمد منصور: لا ما هو أنا في النهاية كل ما أقول لك كلمة.. أنا.. بطرس غالي مش عاجبك أصلا كارتر مش.. ما حدش مش مهم هنا مين اللي قال؟ مين؟ أنا بأقول لك أنا اللي بأقول..

بطرس غالي: أنت قلت طيب.

أحمد منصور: أنا بتحمل مسؤولية الكلام ده.

بطرس غالي: طيب الحمد لله.

أحمد منصور: لأن أنت ما انتش عامل قيمة لأي حد أصلا.

بطرس غالي: طيب كمّل.

أحمد منصور: أول حاجة إسرائيل انضمت إلى لجنة الأمم المتحدة للإعلام وانتُخب إسرائيلي إلى عضوية المحكمة الإدارية التي تعالج قضايا موظفي الأمم المتحدة، أصبحت إسرائيل تشارك في سائر هيئات الأمم المتحدة وهو ما كان محرما عليها منذ قيامها في عام 1948 وحتى توليك منصب الأمين العام، كل دي إنجازات أنت أعطيتها لإسرائيل.

بطرس غالي: كويس وماله؟

أحمد منصور: في مقابل إيه؟

“دخول إسرائيل الأمم المتحدة كان لتحسين العلاقات بينهما وبالمقابل نجحت الأخيرة في تعين مندوب خاص لها في غزة “

بطرس غالي: مقابل تحسين العلاقات بين إسرائيل والأمم المتحدة، مقابل أن الأمم المتحدة تستطيع أن تضغط على إسرائيل، مقابل إن هنحسن علاقاتنا، نستطيع أن نعطي دور، أديك مثل أنا نجحت إني أعين مندوب خاص للأمم المتحدة في غزة ودي كانت أصعب عملية عملتها، كان لنا مندوب للأمم المتحدة في غزة.

أحمد منصور: طيب إذا دولة مش مدياك أي اعتبار ولا قابله إنك حتى تحط مندوب في غزة تمنحها كل هذه الامتيازات كل يوم تديلها..

بطرس غالي: دي مش.. يا ابني مش امتيازات دي حاجات ثانوية.

أحمد منصور: لا طبعا لما دولة تبقى معزولة لأن هي لا تنفذ المجتمع الدولي وتيجي أنت تمنحها وظائف وتفتح لها الأبواب بدون مقابل..

بطرس غالي: مقابل كده جبنا حاجات.

أحمد منصور: جبت إيه عينت مندوب في غزة؟

بطرس غالي: تفتكر إن العملية سهلة؟

أحمد منصور: عمل إيه يعني وقف حاجة؟

بطرس غالي: طبعا كان موجود لها.

أحمد منصور: عمل إيه؟ قل لي عمل إيه؟ قل لي في مقابل ما منحته لإسرائيل ما الذي أخذته منها؟

بطرس غالي: وجود.. أولا وصلنا إلى اتفاقية أوسلو، الأمم المتحدة لعبت دور، وصلنا إلى اتفاقية اللي عملناها أخيرا في أول سبتمبر من سنتين.. السنة اللي فاتت، حققنا أشياء ما تستهونش باللي عملناه.

أحمد منصور: اللي أنت عملته ده عمَّال تمنح إسرائيل جوائز الجائزة تلو الجائزة..

بطرس غالي: يا سيدي جوائز أنا إيه.. دي مش جوائز دي حاجة ثانوية.

أحمد منصور: ما أنا هأقول لك دي جوائز، في 17 ديسمبر 1992 أقدمت إسرائيل على إبعاد أربعمائة فلسطيني إلى جنوب لبنان ولم تستطع أنت أن تفعل شيء ولا الأمم المتحدة..

بطرس غالي: ورجعناهم.

أحمد منصور: رجعتوهم بعد كم سنة؟

بطرس غالي: لا إزاي بعد كم سنة؟

أحمد منصور: فضلوا موجودين مُبعدين لم تستطيعوا إرجاعهم وأنت في كتابك ذكرت اتصل بي هاتفيا صديقي القديم عزرا وايزمان 226 ليطلب مني تأخير تقريري على مجلس الأمن وهو ما قمت به بالفعل رغبة في إعطاء إسرائيل كل الوقت الذي تريده في حدود المعقول لتتخذ قراراها.

بطرس غالي: طبعا.

أحمد منصور: ليه كل التدليل لإسرائيل؟

بطرس غالي: طبعا عشان أعرف أرجعهم يا سيدي ورجعناهم الله.. اللي عملناه بالنسبة للشعب الفلسطيني كأمين عام ما فيش أمين آخر عمله، أحب أقوله لك والشعب الفلسطيني عارف والقيادات الفلسطينية عارفة، أنت يمكن مش عارف.

أحمد منصور: أنت اللي أنت عملته لإسرائيل أكثر أضعاف.. أضعاف من اللي يمكن تكون عملته للفلسطينيين.

بطرس غالي: لا يا فندم أنا أختلف تمام الاختلاف.

أحمد منصور: فتحت الأبواب للإسرائيليين ومنحتهم الجوائز بدون أي مقابل.

بطرس غالي: أنا أختلف معك.

أحمد منصور: وكنت تدللهم وتؤخر التقارير من أجلهم وتنتظر ماذا يريدون..

بطرس غالي: لا كل ده كلامك أنت.

أحمد منصور: وتقوم بالاتصال.. كلامك أنت؟

بطرس غالي: طبعا أقوم بالاتصال.

أحمد منصور: ده كلام بطرس غالي في 226.

بطرس غالي: بقوم بالاتصال مع القيادات الإسرائيلية في سبيل مَن؟

أحمد منصور: بتقول لهم هطلع تقرير فيه كيت.. كيت يا الله شدوا حيلكم وشوفوا هتعملوا إيه؟

بطرس غالي: بساعدهم عشان خاطر يساعدوني.

أحمد منصور: ساعد الضعيف هتساعد المفتري القوي، ساعد الضعيف الفلسطيني.

بطرس غالي: ما تقدرش تسوق، أنت أصلك ما عندكش معلومات دقيقة.

أحمد منصور: أنا بأقول لك.

بطرس غالي: أنت جايب لي مختطفات.

أحمد منصور: أنا كل ما آجي أجيب لك معلومة أسألك سؤال تقول لي ما عندكش معلومات ما قرأتش ما عملتش؟

بطرس غالي: أيوه جايب مختطفات.

أحمد منصور: يا سعادة الأمين العام، أنا بجيب لك معلومات أهو كلها لم تنكر شيء منها.

بطرس غالي: جايبها منحازة لجانب ما جبتليش الناحية الإيجابية مقابل كده.

أحمد منصور: ما هو أنت بتمثل الجانب الآخر.

بطرس غالي: أيوه.

أحمد منصور: أنا منحاز ضدك.

بطرس غالي: لا الجانب الآخر، اللي عملناه للشعب الفلسطيني عودة اللي كانوا منفيين.

أحمد منصور: قل لي أنت ما أنا بأقول لك أهو.. قل لي عملت إيه؟

بطرس غالي: رجعناهم عرفنا نرجعهم.

أحمد منصور: عرفت ترجعهم بعد كم سنة؟

بطرس غالي: مش.. مَن قال بعد كم سنة؟

أحمد منصور: قعدوا فترة قعدوا أكثر من سنة، ما يقرب من سنتين على ما رجعوا على دفعات وكذا..

بطرس غالي: لا يا فندم رجعوا على دفعات بالعكس رجعوا بعدها بأسابيع.

عشاء مع رابين

أحمد منصور: في صفحة 223 من كتابك خمسة سنوات في بيت من زجاج تحدثت عن عشاء تم مع رابين بمقر السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة في 12 نوفمبر 1993، قلت إن رابين كان متوجس لكنه استراح حينما أخذت تحدثه عن دور جدك وعمك ودورك في تحقيق السلام مع إسرائيل، قلت إن عمك التقى مع تيودور هيرتزل.

بطرس غالي: مش عمي.

أحمد منصور: جدك عفوا، في بداية القرن جدك بطرس بطرس غالي الأكبر، في بداية القرن العشرين للبحث في إقامة مستعمرة لليهود في سيناء وقلت إن عمك دعا لمؤتمر يهودي إسلامي مسيحي في فلسطين وتكلمت على..

بطرس غالي: لا ولمؤاخذة في الخطبة التي أُلقيت في عصبة الأمم طلبت بالتعاون بين الثلاث ديانات السماوية لأنه..

أحمد منصور: يعني أنت وتكلمت عن دورك في اتفاقية كامب ديفد.

بطرس غالي: وتكلمت عن دوري في كامب ديفد.

أحمد منصور: معنى ذلك إنك بتطمئن الإسرائيليين تماما بتقول لهم أنا وتاريخي كله..

بطرس غالي: أيوه طبعا أطمئن الإسرائيليين طبعا والقيادات المصرية النهارده عاوزة تقدم أي حاجة للفلسطينيين بتطمئن الإسرائيليين، هتطمنهم أنت عايز تطلب منهم مساعدات للشعب الفلسطيني هتخش في مواجهة معهم أو تطمئنهم.

أحمد منصور: صار العشاء بعد ذلك..

بطرس غالي: أو هتعمل لي شعارات هنحارب.

أحمد منصور: صار العشاء بعد ذلك في جو أسري.

بطرس غالي: وهنجاهد وجهاد من أجل مش عارف إيه..

أحمد منصور: صار.. أصل يا دكتور بطرس لو سمحت الجهاد ده فرض من فروض المسلمين، ده مش عايزين نتطرق له..

بطرس غالي: أيوه معلش أيوه..

أحمد منصور: إحنا ما بنتطرقش للأشياء الدينية بنترك الأشياء الدينية، أنا أتكلم معك في وقائع التاريخ.

بطرس غالي: بلاش نجاهد هنحارب..

أحمد منصور: نترك نجاهد دية من حق المسلمين لأن ده فرض من فروض المسلمين عليهم، المهم مش عايزين نتعرض لها.

بطرس غالي: هنحارب بلاش كلمة نحارب.

أحمد منصور: أنا الآن ما بتطرقش لأي شعارات، أنا بتطرق لوقائع تاريخ لن تتغير بعد ألف عام وبستند فيها لمصادر كتابك جزء رئيسي من المصادر بتاعتي وأنت كل حاجة في كتابك بتحاول إنك حتى تقول لي..

بطرس غالي: لا يا حبيبي أنت بتطلع الجمل من الأصل..

أحمد منصور: أنا بطلع جملة كاملة بطلع لك فقرة مش جملة.

بطرس غالي: لا فقرة وسايب اللي فوق واللي تحتها.

أحمد منصور: وصار العشاء في جو أسرى دافئ بينما كان أربعمائة مبعد فلسطيني يرتعدون بردا في جبال لبنان، ده أحمد منصور الجملة الأخيرة، لكن أنت وصار العشاء في جو أسري دافئ..

بطرس غالي: طيب.

بطرس غالي: النقطة دي طلعت (Out) ضعيفة.

أحمد منصور: لا مش (Out) ده أنا جايب لك جون جامد جدا، مش (Out) إسرائيل يبدو أنها كانت بتقدر كل شيء أنت بتعمله من أجلها..

بطرس غالي: يا ريت.

أحمد منصور: هأقول لك.

بطرس غالي: يا ريت كويس.

جنازة رابين

أحمد منصور: حينما قُتل رابين في 5 نوفمبر 1995 في 236 من كتابك خمس سنوات في بيت من زجاج، تقول شعرت باستغراب من وضعي في ترتيب حسب البروتوكول يفوق الترتيب الذي يؤهلني له منصب أمين عام الأمم المتحدة، فقد وُضعت قبل رؤساء الدول والحكومات، لم أشأ أن أخلق مشهد مسرحي بالتحرك إلى مكان آخر وآثرت أن أطمئن نفسي، فكرت مكاني في تسلسل البروتوكول قد يكون بمثابة تقدير إسرائيل غير عادي للأمم المتحدة.

بطرس غالي: كويس.

أحمد منصور: الناس بيردوا على كل اللي أنت عملته لهم طبعا.

بطرس غالي: عظيم بالعكس نجحت.

أحمد منصور: نجحت في إيه؟

بطرس غالي: نجحت في إني أديت..

أحمد منصور: ما فيش حاجة وقفتها، ما فيش مجزرة وقفتها ما فيش..

بطرس غالي: إزاي ما فيش مجرزة؟ رجّعنا..

أحمد منصور: كل اللي حصل إن ادّوك في البروتوكول مكانة معينة.

بطرس غالي: نجحنا في عودة، نجحنا في أوسلو، نجحنا في عودة المبعدين، نجحنا في مائة ألف قضية..

أحمد منصور: أوسلو مين؟ هي الأمم المتحدة كان لها علاقة بأوسلو؟ دي كانت حاجات تحت الطاولة من تحت.

بطرس غالي: لا لعبت دور.

أحمد منصور: إحنا بنتكلم عن الدماء التي تسيل، ما الذي نجحتم فيه في إيقاف الدماء التي تسيل؟ الدماء سالت في الخليل قلتوا لهم عايزين نوقف التوتر، بدل ما يبقى فيه إدانة للي قام بالإسرائيليين عايزين نوقف التوتر، كل شيء كان مِنح.. مِنح وجاء وقت الجائزة في جنازة بيغن حطوا الأمين وتقدير الأمين العام وتقدير غير عادي كما قلت أنت للأمم المتحدة.

بطرس غالي: طيب كويس بالعكس.

فهرس موضوعات الحوار

: 00:00 مصالحة الإسرائيلين مع الأمم المتحدة

01:50 كانتونات حول إسرائيل

02:26 عدم احترام إسرائيل لقرارات الأمم المتحدة

03:30 هدية بطرس غالي لإسرائيل

05:55 هدايا أخرى لإسرائيل في عهد بطرس غالي

10:25 إبعاد 400 فلسطينين للبنان

12:50 عشاء مع رابين

المزيد

Total
0
Shares
السابق
محمد عمارة

د.محمد عمارة: عداء الغرب للإسلام تاريخي

التالي
روجيه جارودي

روجيه جارودي: إسرائيل أنشأها الملحدون

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share