أردني يكشف أسرار اقتحامه لمعسكر إسرائيلي

يكشف عميد الأسرى الأردنيين في سجون إسرائيل سلطان العجلوني للإعلامي أحمد منصور في برنامج بلا حدود، أسرار وتفاصيل عملية اقتحامه لمعسكر إسرائيلي، ويتحدث عن معاناة الأسرى وطبيعة الحياة في سجون إسرائيل.
سلطان العجلوني

يكشف عميد الأسرى الأردنيين في سجون إسرائيل سلطان العجلوني للإعلامي أحمد منصور في برنامج بلا حدود، أسرار وتفاصيل عملية اقتحامه لمعسكر إسرائيلي، ويتحدث عن معاناة الأسرى وطبيعة الحياة في سجون إسرائيل.

نص حوار سلطان العجلوني عن أسرار اقتحامه لمعسكر إسرائيلي

أحمد منصور: أريد أن أبدأ معك من 12 نوفمبر من العام 1990، حينما كنت طالبا في الصف الثاني الثانوي وقررت أن تقوم بعملية ضد الإسرائيليين، ما هي الدوافع التي دفعتك للقيام بهذا؟

سلطان العجلوني: أهلا وسهلا بك وأهلا وسهلا بالمشاهدين الكرام، أهلا بكم في عاصمة الحشد والرباط عمان. بداية، يعلم الجميع أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم وأن القدس ليست قضية لا إقليمية ولا وطنية، القدس هي آية في كتاب الله ولا يمكن لأحد أن يمحو هذا الكتاب أو يحرفه. في عام 1990 كما تعلم وكما يعلم الجميع كانت المنطقة جميعها مشحونة كان هناك التحضير لغزو العراق، والأهم من ذلك الدافع المباشر أو الحدث الذي دفعني لاختيار هذا الوقت بالذات لتنفيذ العملية هو المجزرة التي ارتكبها الجنود الصهاينة في المسجد الأقصى عندما اقتحموا على المصلين وهم ركع وفي السجود وأردوهم بين قتيل وجريح. في هذه الفترة كانت كل الأمة تغلي وبالذات الأردن كون الأردن أكثر الدول العربية والإسلامية تماسا مع الحدود الفلسطينية ومع القضية الفلسطينية وكون الرابط الذي يربط الأردن بفلسطين رابط تاريخي جغرافي عميق ورابط ديموغرافي أيضا لأن الشعبين هم.. لا يوجد شعبان هو شعب واحد في الحقيقة. في هذه الفترة يعني كان يراودني حلم قديم يعني ككثير من شباب الأمة بخوض غمار الجهاد وطلب الشهادة وبأساليبنا البسيطة اللي استطعنا نوفرها يعني أنا السلاح حصلت..

فكرة اقتحام معسكر إسرائيلي

أحمد منصور (مقاطعا): كيف جاءت لك الفكرة أصلا؟

سلطان العجلوني: والله الفكرة هي قديمة يعني ولكن كانت حلما طفوليا.

أحمد منصور: هل الفكرة قديمة أن تحمل سلاحا وتجتاز الحدود بكل ما عليها من حراسة وتشدد ونهر الأردن الموجود بين الضفة وبين الأردن وتذهب إلى إسرائيل لتقوم بعملية؟

سلطان العجلوني: صحيح، صحيح. لكن كما سبق وذكرت السن كنت صغيرا في السن وكان التفكير أقرب إلى الطفولي ولكن بفضل الله يعني استطعت أن أقوم بجزء من المهمة اللي وضعتها لنفسي.

أحمد منصور: فكرت أنك تعمل العملية مع أحد ولا فقط لوحدك؟

سلطان العجلوني: لا، فكرت مع أحد ولكن شعرت أنه رح يطول فيي الوقت وما استطعت أن أتواصل يعني مع أحد وكمان ما كنت حابب أنني أعمل من خلال تنظيم أو حزب.

أحمد منصور: أبلغت أحدا بما عزمت عليه؟

سلطان العجلوني: أنا لما ذهبت للعملية كان رب العالمين وحده اللي يعلم.

أحمد منصور: ولا أحد يعلم على الإطلاق؟

سلطان العجلوني: ما في كان مخلوق يعلم..

أحمد منصور: حتى أصدقاءك اللي تقول إنك كنت قد رتبت معهم؟

سلطان العجلوني: أبدا.

أحمد منصور: من أين حصلت على السلاح؟

سلطان العجلوني: كان صديق والده يملك سلاحا وكان مسافرا، أخذت السلاح منه وحتى ثمن الرصاص ما كنا نملكه فوضعت حصالة للتبرعات في غرفة الضيوف وكنت أتسلبط على الضيوف اللي بيجوا لعنا ونجمع التبرعات تحت اسم.. لدعم الجهاد في أفغانستان في حينه، وفي الحقيقة كنا ناويين يعني.. في النهاية يعني حصلت ثمن الرصاص وذهبت.

أحمد منصور: كيف اشتريت الرصاص؟

سلطان العجلوني: لا، في هناك يعني أماكن لبيع الرصاص في الأردن مرخصة..

أحمد منصور: والمسدس كان فارغا؟

سلطان العجلوني: كان فارغا نعم.

أحمد منصور: أول مرة في حياتك تمسك مسدسا؟

سلطان العجلوني: أول مرة.

أحمد منصور: لم تكن تدربت عليه ولا تعرف كيف تستخدمه على الإطلاق؟

سلطان العجلوني: أبدا، أبدا.

أحمد منصور: وبعد الرصاص والمسدس قررت أن تذهب؟

سلطان العجلوني: صحيح.

أحمد منصور: إيه الطريق اللي اخترته؟

سلطان العجلوني: والله أنا كنت محتارا في الطريق لأن المنطقة ما بعرفها جيدا والحصول على خرائط كان صعبا جدا خاصة في مثل سني، لكن قبل ما أجتاز الحدود بأسبوعين قرأت في الإعلام قصة طفلين أعمارهم يمكن 10 و12 سنة من الأردن اعتقلوهم في أريحا..

أحمد منصور: آه تمكنوا من الدخول.

سلطان العجلوني: تمكنوا من الدخول، اعتقلوهم في أريحا، وقالوا إحنا جايين نرمي حجارا في الانتفاضة. ففكرت أنه إذا كان الطفلان دخلا من هذه المنطقة بالذات وهي منطقة داميه فمن باب أولى أنني أستطيع، وبالفعل اخترت هذه المنطقة وتوجهت لها بيوم العملية وتمكنت من عبور..

خطة التحرك من عجلون

أحمد منصور: كيف ذهبت يوم 12 نوفمبر 1990؟ كيف تحركت من عجلون إلى منطقة داميه؟

سلطان العجلوني: أنا تحركت ابتداء من المفرق، أنا أصلا من المفرق، صباحا كالمعتاد أخذت حقيبتي المدرسية ووضعتها تحت الدرج وانطلقت للزرقاء يعني مع أنها مش بطريقي لكن ذهبت اشتريت الرصاص من هناك ومنها إلى إربد ثم إلى الحدود، وصلت حوالي الظهر..

أحمد منصور (مقاطعا): خططت للرحلة ولا مشيت بما معك وخلاص يعني؟

سلطان العجلوني: والله أنا ترتيبي لها إجا مفاجئا لأنه كنت يعني بأحاول أحصل على سلاح أكبر وأفضل وأن أتدرب على السلاح لكن قبل تنفيذ العملية بيومين في هناك مجموعة من أفراد الأمن العام..

أحمد منصور: الأردني؟

سلطان العجلوني: الأردني، سمعت أنهم اجتازوا الحدود واشتبكوا مع الجنود الصهاينة وقتلوا وجرحوا منهم وكانوا بمسدسات فقلت أنا برضه يعني اللي معي مسدس، فاستعجلت في تنفيذ العملية.

أحمد منصور: كان معك فلوسا؟

سلطان العجلوني: اللي جمعته من التبرعات.

أحمد منصور: تقريبا كم؟

سلطان العجلوني: يعني يمكن عشرون دينارا.

أحمد منصور: عشرون دينارا!

سلطان العجلوني: نعم.

أحمد منصور: والسلاح وملابسك فقط؟

سلطان العجلوني: صحيح.

أحمد منصور: ولا شيء آخر؟

سلطان العجلوني: كان معي مصحف وكان معي خنجر.

أحمد منصور: خنجر، اشتريته ليه؟

سلطان العجلوني: والله احتياط، أنا من صغير كنت في الحركة الكشفية فمعتاد أن يكون معي سلاح أبيض.

أحمد منصور: متى وصلت إلى منطقة الحدود؟

سلطان العجلوني: وصلت قرية داميه وهي قرب الحدود ملاصقة للحدود حوالي الظهر وبقيت هناك في مسجد القرية لصلاة المغرب، لما بدأ الجو يعتم صار ظلام مشيت باتجاه الحدود..

أحمد منصور: على الأقدام؟ بدون خريطة وبدون أي شيء؟

سلطان العجلوني: لا، توجهت باتجاه الغرب.

أحمد منصور: وأنت إيه اللي عرفك أن دي الحدود؟

سلطان العجلوني: اتجاه الغرب، نحن قريبون جدا من النهر..

أحمد منصور: آه اتجاه الغرب. نهر الأردن كان يبعد كم عن القرية؟

سلطان العجلوني: ممكن حوالي خمسة كيلومتر.

أحمد منصور: مشيتهم على الأقدام؟

سلطان العجلوني: نعم.

أحمد منصور: لم يوقفك أحد؟

سلطان العجلوني: أنا لما أجيت بالباص الصبح أوقفوني يعني قبل الدخول إلى الأغوار في هناك نقطة عسكرية فأنزلوني من الباص وطلبوا هويتي حكيت لهم أني أنا ما معي هوية لأنني دون السن القانونية فسألوا شو رايح تعمل في الأغوار؟ فحكيت أني في زيارة أقارب، فرب العالمين يسر واحدا من الباص رجلا مسنا فقال نعم أنا أعرفه وأعرف أقاربه، مع أنني ما..

أحمد منصور (مقاطعا): ولا يعرفك ولا شيء؟

سلطان العجلوني: لا، ما شفته. لو فتشوني مصيبة لأن السلاح والرصاص معي، فتركوني ودخلت.

أحمد منصور: كيف عبرت النهر؟

سلطان العجلوني: أنا في البداية اجتزت مجموعة من المزارع وأودية وجبال ودخلت حتى في حقل ألغام..

أحمد منصور: وأنت وحدك فقط.

سلطان العجلوني: نعم، دخلت في حقل ألغام ووصلت النهر بحوالي يعني استهديت على النهر من صوته، لأني تهت في المزارع فمشيت بعد هيك على الصوت، على صوت النهر، صرت أقترب منه.

أحمد منصور: ما كنتش خائفا بالليل ووحدك ومنطقة أحراش ومزارع؟

سلطان العجلوني: والله يمكن يعني رب العالمين يعني بيعطي الصبر وبيعطي التمكين، الآن لو تريد ترسلني يمكن أخاف.

أحمد منصور: لكن أنت وقتها لم تكن تفكر بشيء إلا أنك تعبر الحدود وتذهب.

عبور نهر الأردن

سلطان العجلوني: بالتأكيد أنا يعني لما وصلت النهر منتصف الليل الساعة 12، هذا كان أنا انطلقت في 11/11، يعني الآن ندخل في يوم آخر، لما وصلت النهر تطلعت ورائي فشفت الضواوي هيك على المنطقة البعيدة فحكيت في بالي أنه طيب أنا لو انتظرت أن أحصل على رفيق أو رفيقين معي يونسوني يعني مش كان أفضل؟ فشعرت أن هذا كان مدخلا للخوف أو للجبن فضربت حالي كفا وتطلعت على النهر وكان في أنشودة قديمة بنرددها

فاشهد يا نهر الأردن

من فوق مياهك سنمر

فحكيت مع النهر..

أحمد منصور (مقاطعا): نهر الأردن سريع الجريان جدا، كان خططت أنك تتجاوزه إزاي؟

سلطان العجلوني: يقال إنه أسرع نهر دائم في العالم.

أحمد منصور: نعم، خططت كيف تتجاوز النهر؟

سلطان العجلوني: أخذت بوصة قصب وبدأت أغرسها..

أحمد منصور: علشان تعرف العمق.

سلطان العجلوني: أعرف العمق وأعرف كمان أني مش داخل مثلا في منطقة طينية أو جورة أو شيء زي هيك أو حفرة يعني، وصرت أمشي أحط رجلي محل ما كنت أحط القصبة، كان النهر يعني سريعا زي ما تفضلت وكان يسحبني فخفت أنه يسحبني مع التيار بشكل كامل يعني فكان في نباتات على طرف النهر نباتات برية يعني طويلة نباتات مائية ما بعرف شو هي بالضبط، أمسكت حزمة منها وصرت أمشي في النهر يعني وكأنها حبال زي وكأنها حبال كانت فكان كلما يسحبني النهر ترجعني لضفة النهر الشرقية، فبعد جهد يعني وصلت لتجمع أشجار شوكية يعني وقصب وكذا وشفت أنه لسه في كمان فرع آخر للنهر..

أحمد منصور: آه يعني تقريبا في النص مثلا؟

سلطان العجلوني: في النص نعم، اعتقدت أن الفرع الثاني بنفس قوة الأول وكان منهكني جدا لأنه يمكن أخذ مني أكثر من ساعة ساعتين وأنا أحاول أجتازه فظللت فوق الأشجار..

أحمد منصور (مقاطعا): النهر مش عريض قوي يعني عدة أمتار النهر.

سلطان العجلوني: نعم..

أحمد منصور: ليس كبيرا يعني.

سلطان العجلوني: صحيح. فمكثت فوقهم طول الليل وفي الصباح كملت..

أحمد منصور: النهار طلع عليك.

سلطان العجلوني: نعم.

أحمد منصور: كان معك أكل معك زاد معك أي شيء؟

سلطان العجلوني: لا.

أحمد منصور: بدون أي طعام؟

سلطان العجلوني: لا، لا.

أحمد منصور: إلا طعام اليوم السابق يعني؟

سلطان العجلوني: صحيح.

أحمد منصور: ما جعتش؟

سلطان العجلوني: ما شعرت، يعني أنا كتبت وصية صغيرة وأنا على النهر موجودة لا زالت عندي، فأذكر في نهايتها أنه بفضل الله طوال يومين لم أذق طعاما أو ماء إلا أنني لم أشعر أنني بحاجة إليهما.

أحمد منصور: تمكنت الصبح من إكمال باقي النهر؟

سلطان العجلوني: كان خفيفا وسهلا مش زي الفرع الأول.

أحمد منصور: لم يرك أحد؟

سلطان العجلوني: لا، كان في شجر على الجانبين، مكثت يعني تحت الشجر. ومن النكت اللي حصلت معي وشوي تعطي طابع الطفولة للعمل اللي حصل وكثير تعقدوا منه الإسرائيليين، أن أواعيي مبلولة فنشرت أواعيي على الشجر مشان ينشفوا وبقيت هناك طول النهار، انتظرت أن تمر دورية من الطريق الترابي المحاذي للنهر وأشتبك معهم..

أحمد منصور (مقاطعا): المسدس ما جاش فيه ماء؟

سلطان العجلوني: إجا فيه نعم، ويبدو أن هذا كان السبب في عطله لأنه صار في نوع من الصدأ.

أحمد منصور: كيف حددت هدفك باتجاه المعسكر الإسرائيلي؟

سلطان العجلوني: أنا المعسكر كنت من الليلة السابقة الضوء يصلني منه لأنهم كانوا يستخدمون كشافات قوية بيكشفوا فيها الحدود، فعرفت مكانهم من الضوء في الليلة السابقة وكان يعني للشمال مني لأنه هو الموقع العسكري المسؤول عن حماية الحدود، نقطة العبور.

أحمد منصور: بالنهار قدرت تحدد المكان؟

سلطان العجلوني: لا، أنا مش شايفه لأنه بعيد عني شمالا حوالي اثنين ثلاثة كم.

أحمد منصور: كيف حددت المكان واتجهت إليه؟

سلطان العجلوني: في طريق ترابي يمشي بمحاذاة النهر أنا انتظرت طول النهار أنه يعني تمرق دورية وأشتبك معها، ما مر أحد أبدا، فتوجهت شمالا باتجاه الموقع.

أحمد منصور: أنت في اللحظة دي ما فكرتش في أهلك، في أمك، أبيك، أخوتك، أي أحد؟

سلطان العجلوني: لا، ما أنا استخدمت تكتيك شوي أنه قبل ما أطلع بأسبوع عملت مشكلة مع الوالدة وما حكيت معها لأسبوع.

أحمد منصور: آه، مخطط لها يعني؟

سلطان العجلوني: يعني.

أحمد منصور: وفي اللحظة دي برضه ما فكرتش في أحد، كان كل تفكيرك..

سلطان العجلوني: في إنجاح المهمة..

أحمد منصور: ما ضعفتش؟ ما فكرتش ترجع؟

سلطان العجلوني: لا هو التردد.. أو مش التردد التفكير الوحيد اللي حصل معي اللي كان في الليلة السابقة أنه لو كنت مع زميل أو زميلين.

الاشتباك في المعسكر الإسرائيلي

أحمد منصور: كيف أخذت طريقك للمعسكر؟

سلطان العجلوني: مشي.

أحمد منصور: في أي ساعة تقريبا؟

سلطان العجلوني: حوالي ستة، ستة ونصف مساء.

أحمد منصور: وصلت المعسكر في أي ساعة؟

سلطان العجلوني: أنا ما وصلت المعسكر مباشرة، كان في طريق إسفلتي اللي بينزل على نقطة العبور وكان هناك في جرافة موجودة على الطريق فدخلت جوه اللي بترفع فيه الرمل الـ pocket..

أحمد منصور: الرافعة.

سلطان العجلوني: الرافعة نعم، على اعتبار أنها حديد محصن ممكن أدخل فيه وأحتمي فيه وأشتبك مع دورية على الشارع، بس كمان النكتة الثانية اللي حصلت معي أني نمت..

أحمد منصور: جوه في..

سلطان العجلوني: نمت في الرافعة..

أحمد منصور: من الإرهاق يعني؟

سلطان العجلوني: من الإرهاق، نمت ست ساعات..

أحمد منصور: يا سلام!

سلطان العجلوني: نعم.

أحمد منصور: بدون ما تنتبه ونعاس بعمق يعني!

سلطان العجلوني: بدون ما أنتبه، كان المعسكر مقابلي كانوا يومها بيحتفلوا بشيء ما بعرف يعني كان واضحا أنه عندهم احتفالا، فلما صحيت تطلعت بالساعة تجاوزت 12 بالليل..

أحمد منصور: آه منتصف الليل.

سلطان العجلوني: أنا زي اللحظات هذه مثلا كنت نائما.

أحمد منصور: بعدها؟

سلطان العجلوني: نزلت باتجاه المعسكر مشيا، وصلت لعند المعسكر نفسه ودخلت من السلك الشائك..

أحمد منصور (مقاطعا): ما كانش في حراسة ما كانش في جنود ما كانش في..؟

سلطان العجلوني: ما شفت أحدا، لا.

أحمد منصور: استطعت تتجاوز الأسلاك الشائكة؟

سلطان العجلوني: دخلت من داخل الأسلاك، من داخل اللفة..

أحمد منصور: هي دائرية آه.

سلطان العجلوني: دائرية، من داخل الدائرة..

أحمد منصور: بيكون فيها حاجة زي سكاكين كمان.

سلطان العجلوني: صحيح زي الشفرات، يعني ما بعرف كيف تجاوزتها.

أحمد منصور: عديت ودخلت.

سلطان العجلوني: في أشياء حصلت غير منطقية، هي تساهيل والله أعلم.

أحمد منصور: أصبحت داخل المعسكر، كيف شفت الجندي؟

سلطان العجلوني: شفت أمامي caravan أو بيت يعني متنقل موجود وبس، وفي بجانبه تلة أنا كنت أعتقد أنها تلة، ما بعرف أنها.. تبين فيما بعد أنها صناعية ومش تلة تماما، ففضلت أني ما أجي أدخل عليهم من الباب حكيت أنه يعني بأشتبك معهم من الخلف من الشباك أو شيء زي هيك، فكان لازم أجتاز هذه التلة فلما بدأت أطلعها.. أنا داخل المعسكر شفت العلم الإسرائيلي مرفوعا..

أحمد منصور: لم يرك أحد؟

سلطان العجلوني: لا، لا. شفت العلم الإسرائيلي مرفوعا فاستفزني، أنا لأول مرة بأشوفه مرفوعا، فأحبيت أنزله، تسلقت سارية العلم وصرت على ارتفاع مترين أو ثلاث فما بعرف كيف التفت هيك يمين شفت لمعة نظارة، كان عبارة عن خندق من خنادق المحصنة ضد القصف اللي مفتوح بس على الداير شوي وفيه جنود اثنين، نزلت، هما ما انتبها لي، نزلت وزحفت باتجاههما..

أحمد منصور: مسدسك في يدك.

سلطان العجلوني: معي المسدس نعم..

أحمد منصور: وعمرك ما ضربت رصاصة قبل كده..

سلطان العجلوني: لا أبدا. فوصلت للخندق صار بيني وبينهم حوالي ثلاثة أمتار أو أقل شوي، يبدو شعروا بحركتي أو شيء زي هيك، أنا زحف طبعا، فخرجا الاثنان واحد إجا بالجهة المقابلة لي وواحد راح للجهة الثانية، فاللي صار مقابلي يعني صوبت باتجاهه..

أحمد منصور: هو شايفك وأنت بتصوب؟

سلطان العجلوني: ما بعرف.. أنا ممدد على الأرض وهو يعني مرتفع عني شوي. فأنا كنت يعني ناوي أني ما أرفع صوتي بالتكبير حتى ما ينتبهوا فكنت كاتبا على الرصاصة نفسها -حتى اخترت الرصاص من النوع المصري ما رضيت أشتري رصاصا أجنبيا- كتبت على الرصاصة نفسها الله أكبر، هذه الرصاصة الأولى وهي اللي كانت قاتلة. فصوبت باتجاه صدره وأطلقت رصاصة وقع على الأرض..

أحمد منصور: ماذا حدث بعد إطلاق الرصاص؟

سلطان العجلوني: نزل على الأرض، الجندي الثاني هرب باتجاه الخندق..

أحمد منصور: الجندي الثاني كان مسلحا؟

سلطان العجلوني: مسلح، الاثنين كان معهم بنادق رشاشة M16..

أحمد منصور: أميركية.

سلطان العجلوني: أميركية.

أحمد منصور: مسلح ولم يطلق عليك، هرب باتجاه..

سلطان العجلوني: خذ الباقي كمان. فأطلقت كمان رصاصتين على الجندي اللي نزل على الأرض والمسدس ما اشتغل معي بعدها..

أحمد منصور: توقف عن العمل.

سلطان العجلوني: توقف، حاولت أن أتعامل معه ما ظبط، صوبته على الجندي الثاني ما ظبط، كان الجندي الثاني في هذه اللحظة عم بيحكي باللاسلكي وماسك سلاحه وبيرجف، فحاولت أطلق عليه النار بالمسدس، ما مشي، زحفت لعنده وأخذت البندقية من زميله اللي بجانبه اللي كان على الأرض، طول الوقت طبعا بيتطلع فيي وبيرجف وبيحكي باللاسلكي، فأخذت البندقية شلتها من كتفه وصوبت على الجندي الثاني، ما أطلقت النار. فانسحبت، نزلت لتحت لعند الضوء لعند الـ caravan، اعتقدت أنه فارغ يعني أنه خلص هما اثنين، كانت التلة هذه عبارة عن تلة صناعية بتربط الخندق بالـ caravan بدرج سري أو داخلي، فنزلت عند الضوء اعتقدت أنني رح أستخدم الرشاش، عملت on/ of توقعت أنه بس هيك، ما بعرف أنه في أقسام بتنسحب، انتظرت الجندي الثاني.. أنا كان بإمكاني أنسحب أنا بيني وبين الماء أقل من 15 مترا وبين ما نزلت من فوق لحد ما نزل الجندي في حوالي دقيقة ونصف إلى دقيقتين، فتبين أنه كمان في ثماني جنود جوه في الكرفان بس عملوا حالهم نائمين وغطوا رؤوسهم من الخوف، نزل الجندي يصحيهم فصرت أنا محشور بين..

أحمد منصور (مقاطعا): إيش عرفك أنهم عملوا أنفسهم نائمين، كيف عرفت؟

سلطان العجلوني: لأنهم طلعوا بالملابس الداخلية مذعورين فيما بعد لما إجا الجندي يصيح واشتبكت أنا وإياه حاولت أطلق عليه النار كمان مرة ما تمكنت فتعاركت أنا وإياه باليدين، كنت بالنسبة له قزما يعني، أنا كان وزني يمكن 42، 43 كغ في حينها، فطلعوا كلهم وأمسكوني يعني وبدأت حفلة الاستقبال.

أحمد منصور: يعني كده تكاثروا عليك وأمسكوك وأنت لم تفلح في..

سلطان العجلوني: طبعا فيما بعد كلهم حوكموا محاكمات عسكرية بسبب الجبن والتخاذل.

أحمد منصور: طبعا جرى لك ما يحدث لمثل من يقوم..

سلطان العجلوني (مقاطعا): حفلة استقبال، نعم..

أحمد منصور: يعني ضرب واعتداء وتحقيق ومحاكمات وحكم عليك بالسجن المؤبد بعد ذلك.

سلطان العجلوني: صحيح.

السجون السرية في إسرائيل وقضية المفقودين

أحمد منصور: لو انتقلت بشكل سريع إلى مرحلة السجن، كيف وجدت السجون في أول سجن دخلته؟ إيه أول سجن ذهبت إليه؟

سلطان العجلوني: أنا أول سجن دخلته سجن سري..

أحمد منصور: سري.

سلطان العجلوني: نعم، اعتُرف بوجوده..

أحمد منصور (مقاطعا): يعني موضوع السجون السرية ليس أميركيا فقط؟

سلطان العجلوني: لا، لا، السجون السرية يعني حتى الإسرائيليين اعترفوا بوجودها يعني هذا المعتقل اللي أنا كنت فيه في عام 1990 وكان هناك الشيخ عبد الكريم عبيد في هذه الفترة وكان هناك معتقلون من حزب الله..

أحمد منصور (مقاطعا): شفت أحدا منهم؟

سلطان العجلوني: لا، إحنا كنا كل واحد في زنزانة لكن كنا ننادي بالصوت، كان هنا هذا كانوا يعتقلون فيه الأسرى العرب فقط.

أحمد منصور: في هذا السجن، ليس الفلسطينيين بس.

سلطان العجلوني: فيما بعد حكوا أنه اسمه المنشأة 1391، اعترفوا بوجوده عام 2003 بعدما كشفته واحدة من المنظمات الحقوقية الإسرائيلية. موضوع السجون السرية مهم جدا في قضية المفقودين -أو ما يسمى بالمفقودين- وهم اللي دخلوا الحدود، ثبت دخولهم الحدود واشتباكهم مع جيش الاحتلال ثم فقدت آثارهم ما بنعرف هم شهداء أو هم أسرى. طبعا واضح أن هناك في مقابر أرقام للشهداء زي اللي خرجوا منها في التبادل مع المقاومة اللبنانية..

فهرس موضوعات حوار سلطان العجلوني

00:00 دوافع سلطان العجلوني للقيام بعمليته ضد إسرائيل

02:13 كيف خطط العجلوني لتفاصيل عمليته ضد الإسرائيليين؟

03:16 حصول العجلوني على السلاح والرصاص؟

04:04 رحلة العجلوني من الأردن إلى حدود فلسطين المحتلة

06:16 وصول العجلوني لحدود فلسطين المحتلة

07:27 قصة اجتياز العجلوني لنهر الأردن

11:25 كيف حدد العجلوني طريقه تجاه المعسكر الإسرائيلي؟

12:36 طريق العجلوني تجاه المعسكر الإسرائيلي

14:11 مهاجمة العجلوني لجنود الاحتلال بعد دخوله المعسكر

16:39 تعطل مسدس العجلوني وفشله في استخدام الرشاش

18:31 القبض على سلطان العجلوني

18:47 دخول العجلوني لسجن سري في إسرائيل

المزيد
Total
0
Shares
السابق
دايفيد وايس

حاخام يهودي يدعو إلى زوال إسرائيل وتحرير فلسطين

التالي
إدوارد سعيد

دوافع هجوم الفلسطينيين على إسرائيل؟

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share