هل تخلى العرب عن فلسطين ؟

أشار الدكتور إسحاق الفرحان الأمين العام لتجمع الأحزاب العربية، في حواره مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج “بلا حدود”، إلى تخلي العرب عن فلسطين، وقال أن جرائم الاحتلال فاقت جرائم النازية بكثير.
تخلي العرب عن فلسطين

أشار الدكتور إسحاق الفرحان الأمين العام لتجمع الأحزاب العربية، في حواره مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج “بلا حدود”، إلى تخلي العرب عن فلسطين، وقال أن جرائم الاحتلال فاقت جرائم النازية بكثير.

واتهم الحكومات والرؤساء العرب والشارع العربي بعدم التجاوب الكافي مع القضية الفلسطينية، وتحدث عما ما وصفه بـ”تبلد الشعور العربي” .

مشيرًا إلى أن صرخات الفلسطينيين تظهر بشكل مستمر على الشاشات، ولا يتم التجاوب معها. وأرجع هذا التبلد لخطأ قاتل على حد قوله وهو خلع القضية الفلسطينية من ثوبها الإسلامي والقول إنها قضية عربية.

نص حوار إسحاق الفرحان عن أسباب تخلي العرب عن فلسطين

أحمد منصور: ما هي الأسباب التي أدت إلى تبلد الشعور وتبلد الإحساس العربي إلى درجة أن يشاهد الناس عبر شاشات التلفزة بشكل دائم تلك الصرخات ولا يتجاوبون معها، بل كل إنسان أصبح يومياً يشاهد هذه الأشياء وأصبح حس الناس يتبلد شيئاً فشيئاً؟

أسباب تخلي العرب عن فلسطين

د. إسحاق الفرحان: الحقيقة أستطيع أن أعزو هذه الأسباب إلى ثلاثة أسباب إجمالية، السبب الأول الحالة النفسية التي تعيشها الشعوب العربية من الإحباط، نتيجة حالتها المعيشية والاقتصادية والتجزئة التي تعيشها، بحيث أصبح كل شعب في قطر يهتم بمصالحه الخاصة وكأن القضية الفلسطينية قضية بعيدة. وهناك عوامل تتعلق بالحكومات العربية –الحقيقة- التي تقمع أي تحركات على سبيل التعبير في مظاهرة أو مهرجان خطابي أو غير ذلك، هذه لها آثار نفسية، تراكم هذه على مدى العقود المختلفة في البلاد العربية جعلت الشعوب تشعر وكأن الحكومات تعادي هذه الاتجاهات، فأصبح الإنسان العادي يقول أين النجاة بنفسي، خصوصاً وأن جهودي لا تؤدي إلى نتيجة عملية تصل إلى الشعب الفلسطيني.

عجز الأحزاب العربية

فالحكومات في هذا المجال –الحقيقة- والملاحقات الأمية لمن يشتركون في أي تعبير عن أنفسهم أصبحت من العوائق الكبيرة ومن الأسباب المحبطة لتحركات الشعوب. هناك سبب ثالث أيضاً يقع على عاتق المؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، فلا شك أن قدرة الأحزاب السياسية الحالية في الوطن العربي قدرة عاجزة عن تحريك الشعوب، أيضاً لهذا أسباب كثيرة لا مجال لذكرها الآن. ما هي سبب عجز الأحزاب العربية أو ضعفها عن تحريك الشعوب و قدرتها على ذلك لأنه وراء ذلك أسباب كثرية. ضعف مؤسسات المجتمع المدني واهتمامها بمهامها الخاصة دون اهتمام بأدوارها الشعبية في ربط الشعوب بالقضية الفلسطينية، ونستثني من ذلك عدد من الأقطار مثل الأردن ومصر وبعض المؤسسات النقابية والمؤسسات المجتمع المدني التي أصبح لها دُربة وإبداع في هذه الموضوع. لكن على وجه العموم من موريتانيا إلى الخليج لا نجد المؤسسات المدنية فاعلة في هذا الموضوع، طبعاً أحيي لجان التطبيع التي نشأت حديثاً.. مقاومة التطبيع في الخليج في هذا المجال، وأنا أتنبأ لها دور كبير سيكون –إن شاء الله- في المستقبل في توعية الشباب وإرجاع الحس العام.

الحقيقة أيضاً يعني من الأشياء الأساسية إنه الجماهير الشعبية لما.. عدد من الشباب يتحمس للمساعدة سواء المعنوية أو المادية لا يوجد ثقة بالسلطات الرسمية ولا حتى أحياناً السلطة الفلسطينية في..

دول الطوق

أحمد منصور ]مقاطعاً:[ هناك عشرات الملايين من الدولارات جمعت، والناس تسأل أين ذهبت؟!

د. إسحاق الفرحان: عشرات الملايين.. تسأل أين ذهبت، فالناس أيضاً يحبطون، يقولوا: حتى لو تبرعت هل أتأكد أن تبرعي.. تبرعي وصل؟ طبعاً هناك تبرعات تصل، لكن هذه يعني ناحية يجب أن يشتغل عليها. هناك موانع جغرافية وأمنية، لو تحمس شاب وأراد أن يذهب ويقاتل مع هؤلاء لا يستطيع أن يذهب ويقاتل، الحدود مقفلة من كل البلاد العربية المحيطة بإسرائيل، دول الطوق “طوق الحمامة!!” والمفروض أن تكون هذه الدول أيضاً مشتركة في عملية الإنقاذ وأن تترك مجالاً للمتطوعين أن يعبروا الحدود، بل بالعكس ربما بعض الدول ساهمت في إبعاد قادة العمل.. المقاومة ضد إسرائيل من أراضيها، مثل إبعاد قادة حماس وغيرهم، وكذلك..

أحمد منصور: من الأردن تقصد.

د. إسحاق الفرحان ]مستأنفاً:[ من الأردن، وعدم السماح لقادة المقاومة أن يتجولوا في الشارع العربي سواءً كانوا من حزب الله أو من حماس أو من الجهاد الإسلامي أو من المقاومة الوطنية، يتجولوا وينقلوا خبراتهم الذاتية إلى الشعوب العربية حتى تشعر الشعوب العربية أنها في جو المعركة. الآن من الموانع الأساسية –في تقديري- هو الخيار الذي اختارته الحكومات العربية الخيار الاستراتيجي “خيار السلام” كناحية استراتيجية، يقول.. نفسية..

خيار السلام

أحمد منصور ]مقاطعاً:[ نعم.. لأن هي الحكومات –رداً على ما تطالب به وما تقوله- تقول أنها الآن لديها اتفاقات مع إسرائيل، وهذه الاتفاقات لها ضمانات دولية، ومن ثم لابد أن تقوم بما تقوم به للحفاظ على هذه الاتفاقات وعلى الخيار الاستراتيجي.

د. إسحاق الفرحان: طيب إذن.. طيب إذن الشعب لما يريد أن يتحمس ويعبر عن نفسه أو يريد أن يساعد.. أو يريد أن يساعد المقاومة الفلسطينية يجد.. أو يريد أن يتبرع، يجد أن كل جهوده تصب في مجال الخيار الاستراتيجي وهو: خيار السلام، وهو سلسلة من التنازلات، ولا تصل حقيقة إلى الشعب الفلسطيني المجاهد الذي رأينا بعض نماذجه هنا.

أحمد منصور: أيضاً في قضية الإحباط، قضية تقديم القضية الفلسطينية إلى الشارع العربي طوال الخمسين عاماً الماضية، الأسلوب الذي قدمت به إلى الناس هل هو أسلوب كفيل بإحياء هذه القضية في نفوس الناس، أم أسلوب كفيل بأن يتعامل الناس مع القضية الفلسطينية بالشكل الذي يتعامل ملون به الآن؟

د. إسحاق الفرحان: الحقيقة من الأخطاء القاتلة الاستراتيجية أنهم في البداية أخلعوا القضية الفلسطينية ثوبها الإسلامي، فقالوا أنها قضية عربية ولا تخص العالم الإسلامي، ثم في مؤتمر الرباط مؤتمر القمة في الرباط في الـ 74 أخلعوا هذه القضية ثوبها العربي أيضاً عندما أصروا على أن القضية قضية فلسطينية والعرب يساعدونهم، وكأنهم قالوا بطريقة غير مباشرة أو قيل أو أوحي إليهم من.. بالضغوط العالمية والأميركية والأوروبية أن.. أنه يجب أن تتعامل معها على أساس أنها قضية فلسطينية، طبعاً هذا يريح المفاوض الغربي والمفاوض الإسرائيلي، بدل أن يجمع العرب ويدخلوا كتلة واحدة وتجمع واحد وموقف واحد يصبح إذا وافق الفلسطينيون نحن نوافقهم، الآن اللسان العربي الرسمي يقول: نحن مع الفلسطينيين، نوافق على ما يوافقون عليه، ونعارض ما يعارضونه. وكأنه القضية قضية خاصة إقليمية فلسطينية بحتة وليس قضية عربية إسلامية. أخلعت ثوبها الإسلامي، أخلع ثوبها العربي، وفي رأيي في معاهدات أوسلو أخلع ثوبها الفلسطيني حتى عندما لم يؤكد على موضوع فلسطيني الشتات.

الفلسطينيين عدد اللاجئين في الخارج 67% من مجموع سكان فلسطين، خمس ملايين فلسطيني في الخارج، أنت كيف تسير في.. في الخطوة الأولىٍ في المعاهدات والمفاوضات قبل أن تبت في القضايا الرئيسية؟ كان..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هم اعترفوا.. اعترفوا بالخطأ، يعني.. أحد..

د. إسحاق الفرحان: لكن خطأ قاتل.

أحمد منصور: قيادات المنظمة اعترف أمس بالخطأ في أنهم قبلوا التفاوض والاستمرار في الوقت الذي لم يتم فيه..

د. إسحاق الفرحان:القضايا الجوهرية.. لم.. لم.

قضية المسجد الأقصى

أحمد منصور: القضايا الجوهرية، نعم. ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية كتابات في الصحف الأردنية تقول: “أن القضية الفلسطينية هذه تخص الفلسطينيين وحدهم، هم أصحاب الانتفاضة، هم الذين يقدمون الشهداء، هم الذين يطالبون بمطالب معينة فِلمَ تقحم باقي الشعوب العربية في مثل هذه القضايا، ويقوم الأردنيون بمظاهرات والمصريون باحتجاجات؟ ولماذا لا ينكفئ كل شعب عربي على قضاياه الداخلية ويترك القضية الفلسطينية إلى مصيرها؟

د. إسحاق الفرحان: هذه غاية الخور وغاية الهوان، ونحن نبرأ إلى الله من كل هذه الأقلام السمية المسمومة التي تضيق هذه القضية لتجعلها قضية فلسطينية فقط. هذه قضية المسجد الأقصى، قضية الأرض المباركة، قضية شعب عربي جزء من الأمة العربية والإسلامية واغتصبت أرضه من حقه أن يقاوم، ومن حق العرب كلهم.. ومن واجب.. وعلى واجب العرب والمسلمين أيضاً أن يقاوموا معهم ويخلصوا هذه الأرض. المقاومة حق مشروع للفلسطينيين وللأمة العربية والإسلامية، أما الذي يقول: (اذهب أنت وربك فقاتلا) فهذا نبرأ إليه، هذا ليس من أمتنا، وأنا أعتقد أن هذه الأقلام أقلام مأجورة وأقلام لا تريد للقضية خيراً، ونبرأ منها عربياً وإسلامياً.

أليس خيار السلام الاستراتيجي الذي أعلنته الدول العربية يضيق الخناق على الفلسطينيين؟

د. إسحاق الفرحان: قولاً واحداً الحقيقة هو خيار السلام وأن يقال: أنه هو الخيار الاستراتيجي والوحيد هذه ضربة قاصمة وليست من السياسة في شيء، نحن أمامنا الفيتناميين وهم يفاوضون لم يتركوا آخر طلقة رصاص حتى خرج آخر جندي أميركي وكانوا يفاوضون، فلذلك الخطأ الاستراتيجي أن توقف المقاومة وتبدأ بالمفاوضة.

والآن الحجر الفلسطيني عم بيزعج الأمن الإسرائيلي كما.. كما يقولون، ويطالب رئيس الولايات المتحدة بإيقاف عنف الحجر حتى يعودوا إلى طاولة المفاوضات. وأنا آخذ على المبادرة الأردنية-المصرية وعلى أيضاً تقرير (ميتشل) حكاية وقف عنف الحجر حتى يعودوا للمفاوضات. (إيزنهاور) لما احتلت سينا واحتلت غزة في الخمسينات قال كلمة واحدة: “اخرجوا خلال 48 ساعة”. وخرجت (جولد مائير) وهي تبكي تستطيع الولايات المتحدة التي تسمى حالها “راعية السلام” أن تأمر بمثل هذا الأمر ثم يقعدوا على طاولة المفاوضات بعد أن يزول الاحتلال. أنا أعتقد أن اختيار العرب للسلام كخيار استراتيجي وحيد هذه هي ضربة قاصمة وليست من السياسة في شيء.

أحمد منصور: لكن هم ليس لديهم الآن استعداد للدخول في حرب مع إسرائيل.

د. إسحاق الفرحان: على الأقل يستطيعون عن طريق شعوبهم وتوعية شعوبهم ودعم المقاومة الفلسطينية أن تدوم المقاومة سنوات، الحرب الفلسطينية حرب المائة عام، بدأت منذ 1918م وإلى الآن ما توقفت، وقدمت آلاف الشهداء وها الأجيال أجيال الحجر هذه وأجيال الانتفاضة تربت في ظل الاحتلال، فنستطيع أن نقول: أن هذه المرأة التي تقول: “نحن صامدون” رغم قتل أبنائها، ورغم هدم بيتها هذه نموذج. أحمد ياسين وهو قاعد على الكرسي الذي لا يستطيع أن يتحرك إلى لسانه وعقله هذا مثال لكل قاعد عن الجهاد وعن الحرب وعن مقاومة المحتل.

فهرس موضوعات حوار إسحاق الفرحان

00:00 أسباب تبلد الشعور العربي

04:37 دور الحكومات العربية تجاه القضية الفلسطينية

05:19 أسلوب تقديم القضية الفلسطينية للشارع العربي

07:19 القضية الفلسطينية تخص الفلسطينيين وحدهم

08:33 هل السلام الاستراتيجي يضيق الخناق على الفلسطينيين؟

09:56 هل تشهد المنطقة مواجهة مع إسرائيل؟

المزيد
Total
0
Shares
السابق
استراتيجية حماس

تكتيكات المقاومة..واستراتيجية حماس ضد إسرائيل

التالي
مصطفى الفقي

هل يستطيع العرب وقف الاعتداءات في فلسطين؟

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share