تورط أكاديميين إسرائيليين بانتهاكات حقوق الإنسان

تحدث الأكاديمي البريطاني ديريك سمرفيلد، مؤسس حركة مقاطعة أكاديمية لإسرائيل في بريطانيا وأوروبا، مع الإعلامي أحمد منصور في حلقة برنامج “بلا حدود” عن تورط أكاديميين إسرائيليين بانتهاكات حقوق الإنسان، مؤكداً أن الجامعات الإسرائيلية تعمل على تطوير الأسلحة ودعم الجيش الإسرائيلي
ديريك سمرفيلد

يتحدث الأكاديمي البريطاني ديريك سمرفيلد، مؤسس حركة مقاطعة أكاديمية لإسرائيل في بريطانيا وأوروبا، مع الإعلامي أحمد منصور في حلقة برنامج “بلا حدود” عن تورط أكاديميين إسرائيليين بانتهاكات لحقوق الإنسان، مؤكداً أن الجامعات الإسرائيلية تعمل على تطوير الأسلحة ودعم الجيش الإسرائيلي، وذكر دوافع مقاطعة الجامعات والمحافل العلمية الإسرائيلية.

وأوضح سمرفيلد أن الدافع ينبع من الصراع الاستعماري غير المحلول في إسرائيل واستخدام أساليب اضطهادية ضد الفلسطينيين. وذكر أن الأكاديميين والأطباء وجدوا أن القنوات الأساسية للاحتجاج قد فشلت، مما أدى إلى اعتماد استراتيجية المقاطعة.

وأشار سمرفيلد إلى الحملة الإعلامية التي قادها أكاديميون وأطباء، بما في ذلك يهود، وأشار إلى مشاركته في الجانب الطبي من الحملة. كما نوه بالضغوط التي تمارسها إسرائيل لإيقاف هذه الحملة، موضحًا أن الإسرائيليين قلقون من هذه الحملات، وأن الأكاديميين والأطباء يشكلون تهديدًا حقيقيًا للنظام الإسرائيلي. أكد سمرفيلد على تورط الأكاديميين الإسرائيليين في الانتهاكات ضد الفلسطينيين، مشيرًا إلى الصمت والتواطؤ في جوانب مختلفة، بما في ذلك العمل الأكاديمي والطبي. وأضاف أن الجامعات الإسرائيلية تعمل على تطوير الأسلحة ودعم الجيش الإسرائيلي، ما يبرر المقاطعة.

نص حوار ديريك سمرفيلد عن تورط أكاديميين إسرائيليين بانتهاكات حقوق الإنسان

الصراع الاستعماري

أحمد منصور: بداية أسألك ما هي الدوافع الأساسية للأكاديميين والأطباء وأساتذة الجامعات البريطانيين لاتخاذ هذا الموقف والدعوة لمقاطعة الجامعات والمحافل العلمية الإسرائيلية؟

ديريك سمرفيلد: أفترض أن الأمر الأول أن أقوله هو إن إسرائيل تشكل الصراع الاستعماري الذي لم يتم حله إلى اليوم، ومن خلال مشاركتي في ما يجري في غزة والأراضي المحتلة فإن أوجه التشابه كبيرة فهناك عدد من الناس أتوا واحتلوا الأرض ويسيطرون على الناس وما يزالون يستخدمون أساليب اضطهادية لمنع الحياة العادية أن يمارسها الناس العاديون، إذاً فيبدو لي استعمارا. لماذا نقوم بذلك؟ لأن وسائل أخرى قد فشلت كأكاديميين وأطباء فإن القنوات الأساسية للاحتجاج بالنيابة عن الفلسطينيين قد وقعت على آذان صماء وأصبح من المستحيل أن نتخيل أن هناك أي خيار آخر لمقاطعة ما لم يقل المرء إنه دعونا نعد ولا نشارك في هذه المجالات أبدا.

مقاطعة إسرائيل

أحمد منصور: ماذا حققتم خلال هذه الفترة أو خلال الفترة الماضية من بداية المقاطعة؟

ديريك سمرفيلد: إن هذه الحملة نُشرت في الإعلام البريطاني ويقودها أكاديميون جامعيون وفيهم يهود وآخرون وأنا شاركت في الجانب الطبي من هذه الحملة وكتبت مقالات عن هذا الموضوع وأنا أول من دعا إلى مقاطعة للمؤسسة الطبية الإسرائيلية منذ عشرة أعوام، إذاً هذا جزء من حملة كبيرة تشمل نظام عقوبات وعدم استثمار في إسرائيل أو استثمار في شركات لها ارتباطات مع إسرائيل وفرض عقوبات أو مقاطعة على البضائع الإسرائيلية بعضها بالطبع أتت من الأراضي المحتلة ووضع عليها أنها إسرائيلية وهناك لجنة لها علاقات مع أناس يتعاملون بنفس الذهنية في بريطانيا بشكل أكبر في إطار هذه الجهود إلى اليوم.

أحمد منصور: إسرائيل لم تتوقف من الهجوم عليكم والضغط عليكم طوال الفترة الماضية لمنعكم من الاستمرار في هذا الأمر. ما طبيعة الضغوط التي تمارسها إسرائيل عليكم لإيقاف هذه الحملة التي تقودها ضدها؟

ديريك سمرفيلد: على عدد من المستويات يمكن للمرء القول إنه رغم الاحتجاجات فالإسرائيليون قلقون بشأن تحركات كهذه وهو غير عادي أنهم لا يخشون من حكومات الاتحاد الأوروبي ويبدو بطريقة أنهم يخشون من مجموعة من الأكاديميين والأطباء وأناس آخرين يوحدون جهودهم خارج البرلمان وخارج إطار التصويت ليضعوا ضغوطا على إسرائيل ولأن ينشروا ما قامت به إسرائيل. هناك كما قال إدوارد سعيد حتى وقت متأخر لم يكن من الممكن للفلسطينيين أن يكونوا مشاهدين في هذا الحوار وحتى الإسرائيليين هم دائما من يتحدث بالنيابة عن الفلسطينيين واستغرق أو كان هناك حاجة لانتفاضة من قبل الأطفال، الإسرائيليون يخشون هذا النوع من جلب الضمير وإثارة الوعي للخلاف والحكومة الإسرائيلية أول ما تأتي إلى هنا تتحدث إلى الحكومة البريطانية ونظرائهم في هذه الحكومة بالحديث عن هذه المقاطعة الأكاديمية، إذاً رغم الاحتجاجات فإن هذا الأمر يؤخذ على محمل الجد وما زال كذلك في أوساط الساسة الإسرائيليين وهذا مقلق أيضا في الجامعات وهي أيضا أحد الأماكن التي استهدفها في خضم حملتنا هذه.

الكراهية ضد إسرائيل

أحمد منصور: السفير الإسرائيلي في لندن نشر مقالا في يونيو الماضي في الديلي تلغراف قال إنكم تشيعون جوا من الكراهية ضد إسرائيل في الجامعات وفي المجتمع البريطاني؟

ديريك سمرفيلد: بالطبع السفير الإسرائيلي سيقول ذلك وأنا أعرف السفير بروسل ومعرفتي به تعود إلى عشرة أعوام عندما كنت أكتب في مقالات وفي مجلات عن حقوق الإنسان يقرؤها الأكاديميون والأطباء وحتى منذ عشرة أعوام السفير بروسل كان يصف ما كنت أكتبه بأنه أمر مهدد رغم أنني فقط كنت أقتبس مما تقوله منظمة العفو الدولية التي استنتجت عام 1996 بأن التعذيب هو سياسة الدولة في إسرائيل وأن الأطباء الإسرائيليين الذين يعملون في وحدات الاعتقال والتحقيق الأمنية كانت تشارك في إدارة المرضى والتعامل معهم مع هؤلاء الذين كانوا يعذبون. بالطبع رون بروسل سيقول ذلك فقد يتحدث عن الكراهية ومعاداة السامية وسمونا أحيانا بالنازيين وأنا سموني نازيا وسمونا نثير الدعاية ضد إسرائيل وفي هذه الاتهامات فإنهم يغمون على حقيقة الأمر وعلى حقيقة ما يجري هناك وهم يودون أن يبقوا حالة الطوارئ جارية والحكومة الإسرائيلية لا تريد من الفلسطينيين أن يبقوا هادئين ولكنهم يودون لهم أن يغضبوا يثوروا دائما لأنهم بهذا يثيرون حالة الطوارئ ويقولون إن هذه عبارة عن عملية حرب على الإرهاب، هذا مثير حتى أطباء يهود هنا بعضهم بروفسورات يرددون صدى ما يقوله السفير بأننا نشارك في حملات كراهية ضد إسرائيل ولكن أقول دعونا ننظر إلى الجبال من المواد والمعلومات المتوفرة في الأخبار كل يوم ورأيت أطفالا فلسطينيين يُقتلون وتُطلق عليهم النيران على التلفاز البريطاني هنا.

دور الأكاديميين الإسرائيليين في الانتهاكات

أحمد منصور: أنتم تقاطعون الجامعات، زميلكم توم هيكل محاضر في الفلسفة في جامعة برايتون جنوب إنجلترا تحدث عن التورط الواضح لمعظم الأكاديميين الإسرائيليين في الكارثة الإنسانية التي فرضتها إسرائيل على قطاع غزة، الناس لا ترى إلا تورط العسكريين الإسرائيليين وتورط السياسيين فلم تورطون أنتم الأكاديميين الإسرائيليين في المسألة؟

ديريك سمرفيلد: أولا بالطبع غالبا ما يُقال عن إسرائيل إن الكل في الجيش ولكنهم يتركون ليعملوا أعمالهم اليومية حتى الأكاديميين عليهم أن يقوموا بخدمة عسكرية، إذاً فهم يشاركون بشكل شخصي على الأقل في بعض الأوقات ويرون ما يحدث أمام أعينهم وبعضهم مارس بهذه الممارسات البشعة ولكن الجامعات والأكاديميين والمدارس الطبية لديهم بعض الاستثناءات بأنهم غالبا ما يكونون صامتين بشأن الانتهاكات للحقوق الأكاديمية وهناك من يُطلَق عليهم النيران أثناء ذهابهم إلى الجامعات وهناك من لا يستطيع أن يكمل دراسته الجامعة في بئر زيت وهناك ما من تحرك أبدا من الأكاديميين الإسرائيليين ولكنهم يتواطؤون بشكل كبير مع هذه الممارسات، حتى في المجال الطبي فإن الجدار العازل يبنى في منطقة تعزل الفلسطينيين عن مدارسهم وجامعاتهم، في بئر زيت كان هناك إطلاق نيران في عدد من الأوقات وهذه تستهدف الطلبة في الجامعات وهناك أطباء لا يستطيعون أن يشاركوا في النظام التعليمي، إذاً في الأكاديمية الإسرائيلية كانت صامتة إلى الآن.

انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني

أحمد منصور: حتى لا أدخل بشكل عميق في هذه المسألة الأكاديمية أسألك بشكل مباشر هل ثبت لديكم تورط الجامعات الإسرائيلية في أي شيء يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني أو في مساعدة الجيش فيما يقوم به حتى تقوموا بمقاطعتها؟

ديريك سمرفيلد: نحن ليس لدينا دليل على أن دكاترة الجامعة يقومون بإطلاق النار على الناس أو ما شابهه ولكن الصمت والتواطؤ وعدم الاحتجاج بالنيابة عن الفلسطينيين أو المحاضرين أو البروفسورات بشأن انتهاكات حقوقهم اليومية وعن منعهم من السفر والتنقل هذا بعيدا عن القتل غير الضروري للناس في غزة، فما من شك إذاً أن هؤلاء البروفسورات والمدرسين مثل إيلان بابيه هم على اتفاق معنا بشكل كامل بشأن الدور الأكاديمي الإسرائيلي وربما للمرء أن يقول لماذا نحتج على الجامعات يمكن أن نتحدث عن مجموعة كبيرة من الصحفيين الإسرائيليين ونتحدث عن القضاة والمحامين، إذاً فهذا نظام استعماري في أوجه. والسؤال هو ماذا نفعل تجاه ذلك كمواطنين؟..

تطوير الأسلحة الإسرائيلية

أحمد منصور: قبل أن نسأل لماذا، هناك البروفيسور ديفيد غوردون من جامعة بئر السبع تحدث في مؤتمر تحت رعاية الأمم المتحدة في فيينا في يونيو قبل عامين وقال إن الجامعات والأكاديميين الإسرائيليين يعملون على تطوير المساعدة على تطوير الأسلحة الإسرائيلية على دعم الجيش على تقديم هذه الأشياء هل من هذا المنطلق أنتم تقاطعون أو تدعون إلى مقاطعة الجامعات والمحافل العلمية الإسرائيلية أنها جزء من الجيش الإسرائيلي ومما يقوم به من قمع؟

ديريك سمرفيلد: بالطبع إلى حد ما هذا صحيح في كل أرجاء العالم، 25% من كل الأبحاث والتطوير في العالم تذهب تجاه السلاح والتسلح ولكن جيف هيلب على سبيل المثال الأنثروبولوجي الإسرائيلي تحدث عن تدمير البيوت آلاف من البيوت الفلسطينية تم تهديمها خلال الانتفاضة وغزة هي منطقة يمكن للجيش الإسرائيلي أن يعتبره مختبرا لتجريب الأسلحة المختلفة، ونحن كنا قلقين وكنا نحاول أن نشارك الجراحين والأطباء لأن الأجساد في المشارح في غزة تبدو مختلفة عن الوقت الذي تكون عند موتها ويبدو هناك تغير في اللون، إذاً هذا يشير إلى أن هناك نوعا مختلفا من السلاح استخدم ضده هؤلاء الناس، ومجددا استخدموا نظاما هو عبارة عن صواريخ تتقسم إلى أجساد أو أسهم صغيرة تتفجر وتنتشر وهم يستخدمون هذا ضد المدنيين في غزة كما نعلم، وربما لي أن أضيف أن الجامعات الإسرائيلية توسعت إلى أراض سرقوها في الضفة الغربية مثل كلية آرون، والجامعات متواطئة في الاحتلال بشكل كبير ومع كل ما يبقي هذا الاحتلال قائما. إذاً بالتأكيد سمعنا أمورا كهذه أثارت بعض الاحتجاجات.

المقاطعات الأكاديمية لإسرائيل

أحمد منصور: وزير التعليم البريطاني بيرامير شجب قرار المقاطعة وقال إن الحكومة البريطانية تدعم تماما الحرية الأكاديمية ونحن بكل حزم ضد المقاطعات الأكاديمية لإسرائيل، وقال في تصريحات نُشرت في يونيو الماضي إن حملتكم ليس لها تأثير يذكر على الجامعات الإسرائيلية؟

ديريك سمرفيلد: بالطبع أناس مثله يتحدثون عن الحرية الأكاديمية، الحرية الأكاديمية لمن؟ فقط للإسرائيليين الأكاديميين؟ ماذا عن الحرية الأكاديمية للفلسطينيين؟ أفكار مثل الحرية ليست كالغيمة ولكنها تعتبر عملا ميدانيا يجب أن نراه على أرض الواقع وهذا هو الأمر المهم لي وماذا نفعل تجاهه وهذا ما نقوم بمواجهته. بالنسبة إلى عدم وصولنا إلى نتائج نحن منظمة مدنية وليست لدينا الكثير من الأموال وكان هناك مقال في صحيفة يهودية في لندن تقول إنه يجب أن يكون هناك المزيد من الأموال ضد الحملات التي تشهر بنا وقالوا إنهم يجمعون مليون ونصف مليون باوند إلا أن ما نحصل عليه من الأموال هو أقل من ذلك بكثير. و بروفسورات فإن هناك النظر أو دعوة إلى اعتبارات أخرى مثل المقاطعة وإنهم يأخذون هذا الأمر على محمل الجد لأن حملة كهذه تجد صداها في أرجاء العالم ولدي مئات من الناس على قوائم مثل الأطباء في أوروبا وفي أميركا كأشخاص هم يدعمون هذه التحركات وإسرائيل تعرف جيدا أن هذه الأمور قد تنتشر ونحن سوف نعرف الجمهور بأن إسرائيل وحشية وأنها ليس لديها الجيش الذي يحمي المدنيين وأن جيشها نظيف بل هذه كلها أكاذيب، إذاً فنحن نجلب الضمير لما يجري على أرض الواقع.

فهرس موضوعات حوار ديريك سمرفيلد

00:00 دوافع الأكاديميين البريطانيين من حملة مقاطعة الجامعات والمحافل العلمية الإسرائيلية

01:42 حملة الأكاديميين جزء من حملة أكبر تشمل عقوبات اقتصادية على إسرائيل ومقاطعتها

03:06 ضغوط إسرائيل على حملة الأكاديميين البريطانيين

05:00 اتهامات السفير الإسرائيلي في لندن لهم بإشاعة الكراهية ضد إسرائيل في الجامعات والمجتمع

07:21 الأكاديميون الإسرائيليون شاهدوا وشاركوا في جرائم إسرائيل بسبب النظام العسكري الإلزامي

09:22 هل شاركت الجامعات الإسرائيلية في انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني؟

10:57 الجامعات والأكاديميون الإسرائيليون ودورهم في تطوير الأسلحة الإسرائيلية

12:43 الجامعات الإسرائيلية متواطئة مع كل ما يُبقي هذا الاحتلال قائمًا

13:06 موقف وزير التعليم البريطاني من قرار المقاطعة

المزيد
Total
0
Shares
السابق
يحيى عياش

المهندس يحيى عياش : صقر القسام الذي زلزل إسرائيل

التالي
عبد الحكيم حنيني

مآسي الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share