أسباب فشل العرب في مواجهة إسرائيل

يناقش د. مصطفى خليل، رئيس الوزراء المصري الأسبق، في حواره مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج “شاهد على العصر”، أسباب فشل العرب في مواجهة إسرائيل والدفاع عن فلسطين، و تأثير قرار تقسيم فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل في 1948 على الشرق الأوسط.
مصطفى خليل

يناقش د. مصطفى خليل، رئيس الوزراء المصري الأسبق، في حواره مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج “شاهد على العصر”، أسباب فشل العرب في مواجهة إسرائيل والدفاع عن فلسطين، و تأثير قرار تقسيم فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل في 1948 على الشرق الأوسط.

و أشار خليل إلى أن الصراع لم يكن متوازنًا، موضحًا أن اليهود تدربوا على القتال مع الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، واستخدموا هذه الخبرة في فلسطين.

ولفت إلى أنه لم يكن هناك تنسيق بين القوات العربية.

كما أشار إلى أن عزرا وايزمان، الذي كان طيارًا في الجيش البريطاني، لعب دورًا مهمًا في هذه الفترة. وذكر أن اليهود كان لهم تأثير إعلامي ودعائي قوي، وأن العرب لم يكن لديهم تقدير دقيق للظروف الدولية، مما أثر على الوضع في فلسطين.

وأكد مصطفى خليل ضرورة وجود رؤية استراتيجية عربية مستقبلية تجاه الصراع مع إسرائيل وأهمية التخطيط العربي المشترك لمواجهة المستقبل. و أعرب عن اعتقاده بأن المواجهة لا يجب أن تكون عسكرية بالضرورة.

نص حوار مصطفى خليل عن أسباب فشل العرب في مواجهة إسرائيل

قرار تقسيم فلسطين

أحمد منصور:

قرار تقسيم فلسطين، وإعلان قيام دولة إسرائيل على أطلال فلسطين في 1948م تأثير هذين القرارين عليك، هل انشغلت بهما وأنت في معمعة الدراسة بعيد عن وطنك بآلاف الأميال، وأمامك مهام –يعني- تختلف عن الجو الذي ربما تكون تمور فيه الأحداث في الشرق؟

د. مصطفى خليل:

طبعاً، كان لها تأثير كبير على الواحد، لأنه كنا بنتابع أخبار حرب اللي سبقت إعلان الدولة، وحرب ما كانتش متكافئة، يعني اللي بيفتكر إن الجيوش العربية اندحرت من شوية ناس عصابات بيحاربوا .. إسرائليين بيحاربوا هذه الجيوش العظيمة.. مش حقيقي هذا الكلام.

أحمد منصور:

أمال إيه الحقيقي؟

د. مصطفى خليل:

الحقيقة إن كان فيه يهود كتير تدربوا على القتال مع الحلفاء ..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

أثناء الحرب العالمية الثانية؟

د. مصطفى خليل [مستأنفاً]:

أثناء الحرب العالمية، ودول نزحوا إلى إسرائيل بعد كده.

أحمد منصور:

دول تدربوا بنيَّة الاستعداد لمواجهة العرب؟

د. مصطفى خليل:

أيوه.

أحمد منصور:

في فلسطين؟

د. مصطفى خليل:

أيوه، وأنا كنت أعرف بعضهم، وكان بيقول لي هذا الكلام.

أسباب فشل العرب في مواجهة إسرائيل

أحمد منصور:

التقيت فيهم أنت في الوقت دا؟

د. مصطفى خليل:

أقول لسياتك: تقديرات الجيوش اللي حاربت العرب لا تقل عن ستين ألف، يعني لما نقول (الهغانا) والكلام ده .. دول ما كانوش عصابات، يعني أفراد كده غلبوا جيش نظامي، لا محصلش هذا، حصل غير كده، اللي حصل إن إحنا دخلنا مفككين، دخلنا بدون ارتباط استراتيجي بين القوات اللي داخلة، وكانوا بيحاربوا عساكر محترفين، تدربوا مع قوات الحلفاء (عزرا وايزمان) نفسه كان طيار في الجيش البريطاني.

أحمد منصور:

أنا أعرف أن لك صداقة به، فهل حكى لك شيئاً عن تلك المرحلة؟

د. مصطفى خليل:

أيوه.

أحمد منصور:

بإيجاز ما الذي رواه لك عن دوره؟ عن الأشياء اللي قام بها في حرب 1948م؟

د. مصطفى خليل:

يعني ولو خرجنا شوية عن الموضوع (عزرا وايزمان) غيَّر تفكيره بالكامل بعد جولات المفاوضات، هو كان معتبر من الصقور اللي خاض معركة 1967م..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

نعم، نعم.

د. مصطفى خليل [مستأنفاً]:

هو كان قائد الطيران في ذلك الوقت وغير تفكيره تماماً.

أحمد منصور:

سنعود له بالتفصيل، ولكن أنا أريد أن أبقي في 1948م والحرب العربية الإسرائيلية، ودور عزر وايزمان فيها، وما رواه لك عن استعدادات الشباب في ذلك الوقت في حرب العصابات؟

د. مصطفى خليل:

إنه دخل كلية طيران بريطانية، اتخرج منها، كان موجود هنا في مصر، وكان المحل اللي كان بيروح له باستمرار جروبي، اللي إنت عارفه في عماد الدين، وكان ياخد فطاره هناك، وكان أول ما جه قال: أنا عايز أروح جروبي أشوف إيه اللي حصل له من الأيام اللي فاتت، ده غير تفكيره، لأنه ابتدى يشوف إن متقدرش إسرائيل تستمر مبنية على الردع العسكري خالص.

إعلان دولة إسرائيل

أحمد منصور:

دكتور، سنعود لهذا بالتفصيل أثناء حديثنا عن المفاوضات لك فيها صولات عديدة، ولكن أنا أبقى في حرب 1948م والاستعداد اليهودي مقابل الاستعداد العربي في ذلك الوقت، اليهود دربوا في الحرب العالمية الثانية، ودخلوا بنيّة التدرب لمواجهة العرب على أرض فلسطين.

درسوا دراسات عسكرية، ومنهم عزرا وايزمان الذي درس في بريطانيا، وكان طيار، وهو روى لك بنفسه هذه الأمور هذه .. لو جينا نقيم 1948م برؤيتك كسياسي، كرجل سياسي، يعني واصلت العمل السياسي إلى الآن من ذلك الوقت، كيف تقيم هذه المرحلة بإيجاز لأجيالنا نحن؟

د. مصطفى خليل:

لأجيالنا أستطيع إني أقول: إن .. طبعاً لما قرأنا عن إعلان دولة إسرائيل، اللي أَعلن في الأول الاتحاد السوفيتي بعد نصف ساعة (بن غوريون) لما أعلن قيام الدولة، ولما أعلنه..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ودي لها مغزاها اللي متقدرش نسقطه حول العلاقات السوفيتية المصرية حتى بعد ذلك.

د. مصطفى خليل [مستأنفاً]:

آه، طبعاً.

أحمد منصور:

يعني منقدرش؟

د. مصطفى خليل:

مش بس العلاقات السوفيتية المصرية، العلاقات السوفيتية بباقي الدول العربية كلها، ولكن اللي أستطيع إني أقوله، والواحد واثق منه، إن هما كانوا ابتدوا عن طريق الهستدروت، والمنظمات الأهلية، إنهم يعملوا أساس للدولة اللي ها تقام، يعني مش بيعلن قيام دولة، وبعدين لسه هينشيء الأنظمة الداخلية اللي..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يعني عن طريق المنظمات القائمة كان عامل تشكيلات تهيئ لأن تدير دولة.

د. مصطفى خليل [مستأنفاً]:

على طول بالضبط.

د. مصطفى خليل:

إحنا بكل أسف لما بنرجع للتاريخ في ذلك الوقت ما كنش في اتفاق عام بين الدول العربية على وجه الإطلاق..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ده السبب مثلاً.

د. مصطفى خليل [مستأنفاً]:

يعني ده من ضمن الأسباب..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

غيره.

د. مصطفى خليل [مستأنفاً]:

مكناش بنقيم الطرف الآخر تقييم مظبوط، وأنا أقول: من أهم الأمور إن ضروري القيادات اللي بتبقى موجودة، إن تقيِّم الأطراف الأخرى، اللي بترى إنه ممكن إن مش ضروري أدخل حرب وياها، ولكن فيه مجال تنافس كبير بيني وبينها، فلابد إن نكون نبقى عرفين دول بيفكروا إزاي، دول بيهدفوا لإيه؟ دول بيعملوا إيه عشان يصلوا إلى الأهداف بتاعتهم؟ أما إن أغمي عيني ووداني، وبعد كده أقول: لأ، مفيش أي حاجة تنشر ولا تقال على الطرف الآخر، طب هيفدني بإيه؟ وأخاف إن أنا كل واحد هيقرأ عن الطرف الآخر هاينسى وطنية هاينسى بلده، هاينسى إن هو شخص له صفات معينة، ربما تختلف مع صفات الشخص الآخر، إنما ممكن إن هذا الاختلاف نعمل على إنه ما يكونش موجود.

أحمد منصور:

لكن هل كان العرب في ذلك الوقت يستطيعوا أن يَحُولوا دون قيام دولة إسرائيل رغم التأييد اللي حصلت عليه إسرائيل في الأمم المتحدة، ووعد بلفور في 1917م، والتهيئة الدولية لإقامة هذه الدولة؟

د. مصطفى خليل:

العرب ما كانوش أبداً في وضع إنهم عاملين تقدير أو حسابات مظبوطة للظروف الدولية اللي بتحصل بعد كده، بمعنى إن هل من مصلحة الغرب أو الاتحاد السوفيتي يبقى فيه دولة إسرائيل موجودة بالطريقة اللي اتوجدت بيها، الطريقة اللي اتوجدت بيها كانت دعاية فظيعة جداً في جميع الصحف أو الميديا medea كلها إن فلسطين دي أرض ما فيهاش سكان، وإن دُول جايين يعمروا وتلاقي الصور كلها اللي بتطلع فلاح ماشي، رغم إنهم عمرهم ما كانوا رجال زراعة.

لكن أول حاجة عملوها في المستعمرة إن قال: إن لابد أن أنا أفهم في الزراعة، وأمارس الزراعة، إحنا مقيمناش هذه الأوضاع على وجه الإطلاق، معرفناش إن –أيوه- همَّا لهم نفوذ قوي في الغرب، طب سبب النفوذ ده إيه؟ معرفناش، وإحنا حتى ما زال الوضع لغاية النهارده كيف تواجه الوجود الإسرائيلي في المستقبل مع وجودك ومع ظروفك، ومع ما تتمنى أن تحققه؟، مش بس كدولة مصر، لكن دولة كذا، ودولة كذا وكل العرب.

أحمد منصور:

يعني فيه رؤية استراتيجية مستقبلية عربية غائبة.

د. مصطفى خليل:

أنا بعتقد كده.

أحمد منصور:

تجاه الصراع مع إسرائيل.

د. مصطفى خليل:

أيوه أنا بعتقد كده، وبعتقد اللي أكتر من كده، إحنا حتى مش قادرين لغاية النهارده نصل إلى وضع أساسيات لتكامل عربي في المستقبل، أو لوحدة عربية، إذن قد نذهب بعيداً جداً، أو تضامن عربي، وأنا باستمرار بأقول: إن طيب فهَّمني لما بتيجي مشكلة كذا، إيه اللي العرب ممكن يعملوه؟ هنا مفروض إن يبقى تخطيط، تخطيط بيشمل المواجهة في المستقبل، وأنا مشبعني بالمواجهة عسكرية، ولازم أقول الكلام ده أنا بعني في المستقبل..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ولماذا يا دكتور لا تكون مواجهة عسكرية؟

د. مصطفى خليل [مستأنفاً]:

لأن اللي يطالب بحرب، أولاً ناحية عسكرية دا أمر في غاية الصعوبة، الناحية العسكرية بترتبط بنظام الدولة نفسه، ونظام اللي هو يضمن إن يكون لك جيش محترف، على درجة عالية من الكفاءة، اللي تخليك تعرف إن علاقاتك الخارجية ممكن تبقى إزاي، يخليك تعرف طيب مين اللي هيقف ويايا، ومين اللي هيقف ضدي، مين اللي هيقف وياه، ومين اللي هيقف ضده، هيخليني أقول طيب إيه النتيجة يعني؟ النتيجة يعني مفيش حرب تقوم لمجرد إن أنا أقول: أنا شجاع أنا بحارب، الحرب تقوم لإني عايز أحقق هدف معين، أنا مش قادر أحققه بدون حرب، إذا أقنعتني إن فيه هدف معين ممكن تحقيقه بالحرب مقدرش أحققه سلماً أقول لك: والله دا موضوع تاني..

فهرس موضوعات حوار مصطفى خليل

00:00 تأثير تقسيم فلسطين وإعلان دولة إسرائيل

00:57 استعداد اليهود لاحتلال فلسطين مع قوات الحلفاء

02:06 وايزمان، ودوره في حرب 48

03:34 تقييم مرحلة إعلان دولة إسرائيل، ودور السوفييت خلالها

06:46 هل كان باستطاعة العرب منع قيام دولة إسرائيل؟

08:35 غياب الرؤية الاستراتيجية العربية تجاه إسرائيل

09:26 سبب غياب احتمالية المواجهة العسكرية

المزيد

Total
0
Shares
السابق
الأخضر بلخوجة

كواليس دعوة بورقيبة للاعتراف بإسرائيل

التالي
كارين أبو زيد

كارين أبو زيد: غزة أسوأ من السجن

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share