يتناول أحمد منصور مع عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، محمد داود عودة ج3 من حواره في حلقة برنامج شاهد على العصر -التي جرى بثها في 7 أغسطس 1999- الأجواء التي سبقت أحداث أيلول الأسود و طبيعة العمليات الفدائية ضد إسرائيل، كما تحدث عن مدى اختراق إسرائيل للفصائل الفلسطينية والجيش الأردني
مقتطفات من حوار محمد داود عودة ج3 عن أحداث أيلول الأسود
ما الأجواء التي سبقت معارك أيلول الأسود؟ وكيف كانت طبيعة العمليات الفدائية ضد إسرائيل؟ وكيف تم حادث الهجوم على البريد؟ وما مدى اختراق إسرائيل للفصائل الفلسطينية والجيش الأردني؟ هذه التساؤلات وغيرها يجيب عليها محمد داود عودة عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني.
أول صدام بين الفلسطينيين والأردن
وقال عودة:”الحقيقة إذا بدنا نشوف إمتى بلشت هذه الأعمال، وهذا الصدام، وخلينا نحكي أسبابه يعني باختصار شديد، أنا ذكرت أنه 4/11 كان أول صدام بينا وبين السلطة الأردنية، والقيادة الفلسطينية والقيادة الأردنية تلافت هذا الصدام، وانتهى باعتقال طاهر دبلان كضحية لما حدث في 4/11..” وتابع :”في شهر شباط 1970م، أيضاً فوجئنا بالحكومة الأردنية تصدر إنذار للفدائيين بالخروج من عَمَّان، طبعاً الفدائيين كانوا متواجدين بالأغوار، وكانوا متواجدين بجنوب لبنان.. جنوب الأردن، ولكن كان بعضهم –أيضاً- متمركز حول المخيمات في داخل مخيمات لحمايتها..
وأشار عودة إلى وجود انقسام داخل الجيش الأردني تجاه المقاومة الفلسطينية، موضحا أنه جزءا منها كان يقاتل جنبا إلى جنب مع الفدائيين في الوقت الذي كان هناك منظمات تابعة للاستخبارات العسكرية تشكل خطرا على الفدائيين في عمان.
وقال عودة إن الفترة التي سبقت أيلول الأسود شهدت صدامات يومية خفيفة بين الجانبين، موضحا أنه كان يُطلق النار على الفدائيين ويتم منعهم من الصدام مع الكيان الصهيوني. وأضاف:”فوجئنا بأنه.. أنا قلت لك إنه كان فيه –أيضاً- جانب من السلطة في الأردن تحرض على الاصطدام معنا، وعلى منعنا من ممارسة حقنا في الصدام مع العدو الصهيوني المحتل، يبدو أنه صار فيه ضغط، أنا لا أعرف التفاصيل بالجانب الأردني، ولكن يبدو إنه صار فيه ضغط على الحكومة إنها تصدر إنذار، وأصدرت الإنذار، وطبعاً استنفرت القوة من الجانبين، وأرسلت بعض الدوريات من الأمن العام باتجاه جبل (التاج) على ما أذكر.”.
خطف الطائرات
وأوضح عودة أن الصدام الفعلي بدأ بعد عمليات خطف الطائرات، وأضاف:”المأزق الذي زاد الطين بلة، وهذا واقع أوقعنا في مأزق، يعني أوقع المقاومة كلها في مأزق، نحن -مثلما تعرف- إحنا كنا باتجاه الغرب كل توجهنا للصدام مع إسرائيل، فإنه نفاجأ أن المطار صار في المفرق في الشرق، يعني هذا انتهاك لحق البلد في أراضيها، ونحن نقر ذلك، وقد حاولنا أن نحل المشكلة بالتي هي أحسن، وبذلت القيادة في فتح جهوداً جبارة لإقناع الإخوان بالشعبية لحل هذا المأزق وإطلاق سراح الرهائن، ولكن العناد..” وأقر أنه كان انتهاك لحق البلد في أراضيها.
وديع حداد
وعن رأيه في دويع حداد قال عودة:”رجل ذكيٌّ جدًّا، ومخلص لقضيته جدًّا، لكن اتجه اتجاهاً آخر قد لا أوافقه عليه، هو خطف الطائرات وإلى آخره، بس لا شك أنه ذكيٌّ جدًّا، ورجل فلسطيني وطني عربي قومي رائع..”..
أحداث أيلول الأسود
وقال عضو المجلس الثوري بحركة فتح، إنهم فوجئوا صبيحة 17 سبتمبر بالدبابات وقصف رهيب بشتى أنواع المدفعية، على المخيمات والأحياء دون تفرقة بين الأردنيين والفلسطينيين، استمر لمدة 12 يوما.
وأضاف:”فوجئنا بالدبابات تتقدم حتى إنه مجموعة من الدبابات وصلت قريبة من مركز قيادتي، وبعدها كان من الطبيعي إنه –أيضاً- الفدائيين يدافعوا عن أنفسهم، ويتصدوا.. الميليشيا أعني الفدائيين والميليشيا، فتصدوا لهذه الدبابات ودمر منها بعضها، وانسحب البعض الآخر، واستمر اليوم الثاني والثالث وهم يحاولون.”..
وتابع:”يعني أنا لا أبرر هذه الحرب، هذه الحرب قذرة، الحرب الأهلية من أقذر الحروب بالدنيا ومؤلمة، لأنه أنا كنت أشوف الجندي الأردني لما يسقط كأنه ابني سقط أو أخويا سقط، أنا بأعتبر هذا الجندي الأردني هو دمي ولحمي، وكذلك الفدائي لما يسقط أنا كنت أشوف إنه كيف المعركة كانت عنيفة؟ بحيث إنه الضحايا من كلا الطرفين بيتساقطوا بلا مبرر، يعني ما كنش فيه إمكانية.. يعني ما كنش فيه إمكانية 100% لتجنب هذه المجزرة، ومع هذا دامت الحرب يوم ويومين وثلاثة، والحرب تولد الحقد يوم عن يوم..أنا مثلاً مرة أُسرت دبابة أردنية، وجرح تلاتة من اللي فيها، فأنا رحت بنفسي طلعتهم من الدبابة وحملتهم حتى أحافظ على حياتهم، لأنه دبابة جاية يمكن قتلت عشرة قبل ما توصل لموقعها، فبيجي واحد وبيطلق عليهم النار ويقتلهم..”..
الملك حسين
وأشار محمد داوود عودة، إلى أنه قتل في أيلول الأسود 4 آلاف قتيل، وأن الملك حسين كشخص كان يرغب في وقف إطلاق النار، لكن البطانة -هيئة الأركان- كانت متحمسة للقضاء على الفدائيين.
محاور الحلقة
0:00 الأجواء التي سبقت اندلاع المعارك بين الفصائل الفلسطينية وبين الجيش الأردني
2:24 إنذار للفدائيين بالخروج من عَمَّان
3:35 طبيعة ونوعيات عمليات الفدائيين
6:47 طبيعة تسليح الفدائيين داخل عمان
8:30 تكوين اللجنة المركزية لحركة المقاومة الفلسطينية
9:00 توتر العلاقات بين الفدائيين والجيش الأردني
13:50 الجبهات المتواجد بها الفدائيين بعد 67
14:50 موقف منقسم داخل الجيش الأردني تجاه الفدائيين وضغود خارجية
17:25 منظمات للاستخبارات الأردنية ضد الفدائيين
17:48 قادة أردنيون داخل المجموعات الفدائية
18:53 صدامات مستمرة بين الفدائيين والجيش الأردني في عمان
23:48 عمليات خطف الطائرات والرهائن
26:30 اتفاق بين الحكومة الأردنية والمقاومة الفلسطينية
28:55 قصف الجيش الأردني المخيمات والأحياء في عمان
32:30 رد عودة على وجود اختراقات داخل المقاومة
35:20 تفسير عودة للقرار الأردني السريع بالحرب
38:07 رأي محمد داود عودة في وديع حداد
40:50 اتفاق بين عودة والسفير الصيني لصفقة سلاح
41:38 تقدير عودة لنتائج قتلى حرب أيلول