قصة البيان الأول لثورة 25 يناير (9)

بيان رقم 2 الصادر بتاريخ 11-2-2011 باسم شهداء ثورة مصر الشابة نشكر كل من ساند ثورتنا الشعبية للحرية والديمقراطية فى جميع أنحاء العالم، بعد تحقيق الثورة المظفرة أول وأهم انتصار لها، وهو إسقاط النظام الاستبدادى الفاسد واستعادة شعب مصر العظيم لسلطاته وسيادته بحماية جيشها الباسل. فإن جماهير الثورة تعلن أن الثورة مستمرة، وأن جماهيرها الغفيرة باقية فى كل ميادين وساحات مصر حتى تتم الاستجابة لكل قرارات الثورة صاحبة الشرعية الوحيدة الواردة فى البيان الأول. وتدعو جماهير الثورة جيش مصر العظيم ممثلاً فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى إعلان فورى ناجز بقبول كل القرارات الواردة فى البيان الأول لجماهير الثورة. إن الانتصار الأول وإن كان دليلاً على أن دماء شهداء الثورة وجرحاها من شباب مصر الطاهر لم تضِع هدراً فإن احترام تضحيات شعبنا تقتضى استمرار الثورة حتى تعهد الجيش بحماية قرارات الثورة الساعية إلى نقل مصر لدولة حرة مدنية ديمقراطية جماهير ثوره 25 يناير بعد كتابة البيان الثانى وبثه فى إذاعة الميدان وعلى وسائل الإعلام قلت لهم: لا قيمة لهذه البيانات مع نشرها إلا بتسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة نسخة رسمية منها، لأنه الآن المؤتمن على ثورة الشعب، وعليه أن يعرف واجباته ومسئولياته من قِبل الشعب صاحب الثورة، وأن يعرف أن وجوده فى السلطة مؤقت، وافقنى الجميع وقررنا أن نرسل نسخة من البيانين إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى يعرف ما هى مطالب الشعب والثورة التى يجب عليه أن يلتزم بها وينفذها، لأن هذه ثورة الشعب المصرى الذى أنهت حكم العسكر الذى استمر ستين عاماً وليس حكم مبارك وحده، وعلى الجيش أن يدرك ذلك وأن يعود إلى ثكناته ليحمى البلاد ويعطى الشعب الحق فى أن يحكم نفسه، قام محسن راضى الذى كان يتواصل مع المجلس العسكرى عبر اللواء محسن الفنجرى بذلك، حيث أبلغه أن ممثلى الثورة فى الميدان أصدروا بيانين وقرروا تسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة نسخة رسمية منهما، فأبلغه أن المجلس مجتمع فى مقره فى القبة، وقد أبلغنى محسن راضى أن اللواء الفنجرى أصبح على علم بالأمر، ويجب أن نرسل البيانين فوراً إلى المجلس. بعد تلاوة المستشار محمود مكى، نائب رئيس الجمهورية الحالى، للبيان الأول بحثنا عنه حتى يقرأ البيان الثانى فلم نجده، وعلمنا أنه عاد إلى الإسكندرية حيث كان يأتى لمشاركتنا الاعتصام فى ميدان التحرير ثم يعود إلى بيته فى الإسكندرية فى المساء، تشارونا مرة أخرى عمن يقرأ البيان الثانى وتناولنا أسماء بعض القضاة الموجودين فى الميدان لكننا قررنا فى النهاية أن نكرم الشباب الذين كان لهم الدور الأبرز فى الثورة ولعبوا الدور الأساسى فى تحفيز جموع الشعب للمشاركة فيها فتحولت إلى ثورة للشعب المصرى بكل فئاته وأعماره، واخترنا أحد الشباب الذين كانوا يلازموننا من بداية الثورة عند المنصة الرئيسية، وهو أحمد نجيب الذى كان يتواصل مع وسائل الإعلام الأجنبية من خلال إتقانه للغة الإنجليزية، وحينما أبلغناه باختياره لقراءة بيان الثورة الثانى كانت سعادته غامرة، ورغم أننى وقفت إلى جواره على المنصة وهو يقرأ البيان فإننى لم أشعر بفرحته الغامرة إلا عندما كنت أجمع المعلومات ممن حضروا لكتابة هذه القصة، لأنى كنت أشاهد الجموع التى تملأ الميدان بالفرحة والهتافات، وأود هنا أن أؤكد أنه رغم أنى كنت فى قلب الحدث بل وأحد المشاركين فيه فإننى حرصت على ألا أنفرد بالرواية وأن يشاركنى الجميع بما عنده من معلومات كما كنت أستوثق قدر المستطاع عن المعلومات الأساسية من كل مَن له دور، لا سيما من الدكتور محمد فؤاد جاد الله والزملاء المسئولين عن الإذاعة الرئيسية سيد حافظ وعبدالحكيم بحيرى وآخرين، وقد شعرت بفرحة أحمد نجيب الغامرة وربما زهوه بشعره الطويل المميز ونظارته ذات الإطار الأسود، من خلال شريط فيديو وهو على المنصة قبل أن يقرأ البيان، كأنما كان يكرم بفوزه بلقب عالمى أو نودى عليه حتى يتسلم ميدالية ذهبية، إنها الفرحة التى لا يمكن أن توصف، فقد كانت فرحة الشعب على وجه أحد أبنائه، غمرت الدموع أعيننا دموع الفرحة بنصر الله. (نكمل غداً).

Total
0
Shares
السابق

قصة البيان الأول لثورة 25 يناير(8)

التالي

قصة البيان الأول لثورة 25 يناير «الأخيرة»

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share