انقلاب 23 يوليو 1952 : 71 عاماً من حكم العسكر

في الذكرى الواحدة والسبعين لانقلاب 23 يوليو 1952، نستعرض أهم شهادات ضيوف برنامج شاهد على العصر، عن الانقلاب العسكري، الذي قضى على الملكية والتعددية السياسية وأسس الحكم العسكري الديكتاتوري المستبد، المستمر حتى اللحظة.
23 يوليو 1952

في الذكرى الواحدة والسبعين لانقلاب 23 يوليو 1952، نستعرض أهم شهادات ضيوف برنامج شاهد على العصر، عن الانقلاب العسكري، الذي قضى على الملكية والتعددية السياسية وأسس الحكم العسكري الديكتاتوري المستبد، المستمر حتى اللحظة.

حيث يكشف اللواء أ ح / جمال حماد كاتب البيان الأول لانقلاب يوليو في شهادته أسرار نشأة نواة تنظيم الضباط الأحرار، داخل جماعة الإخوان المسلمين، وقصة تسلُم جمال عبدالناصر قائمة أسماء أعضاء التنظيم.

كما يشرح “فريد عبدالخالق” خطوات تأسيس حسن البنا، التنظيم السري داخل الجيش، والذي خرج من عباءته – لاحقاً – تنظيم الضباط الأحرار.

بينما أكد “عبدالغفار شكر” الأمين المساعد لمنظمة الشباب الاشتراكي – في شهادته – إلغاء جمال عبدالناصر التنظيمات والأحزاب السياسية لينفرد بالحكم.

وذلك إضافة إلى شهادة “د.مراد غالب” وزير الخارجية المصري الأسبق، عن تقصير النظم المستبدة في حق الشعب المصري، والذي ترتب عليه تدني مكانة مصر بين الدول .

نص حوارات شهود انقلاب 23 يوليو

جيهان السادات : الحكم كان حكراً على الضباط الأحرار

أحمد منصور:

لأ، أنا هنا في الجزئية، جزئية هل الحكم وممارسته على كل مستوياته هو حكر على مجموعة معينة من الناس أم من حق كل مواطن مصري إن هو يسعى أن يبقى له دور في الحكم من خلال الوسائل المتاحة؟

جيهان السادات:

لأ، في الأول، في أوائل الثورة كان حِكراً على الضباط الأحرار اللي قاموا بالثورة وخلصوا الشعب من الملك.

أحمد منصور:

يعني خلصوا الشعب من الملك -كما يُقال- وجاءوا بثلاثة عشر ملكاً؟

جمال حماد: دور الإخوان المسلمين في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار

أحمد منصور: في رواية أخرى يعني لم أجدها هذه الرواية بشكل واحد في مصدر واحد ولكن جمعت عدة مصادر وحأقول لك على الرواية دي، الرواية أخذتها من كمال الدين حسين في روايته إلى سامي جوهر في كتاب “الصامتون يتكلمون”، من الشهود الذين جمع منهم أحمد حمروش شهادتهم في كتابه “شهود ثورة يوليو” معظمهم من الضباط الأحرار ما رواه عبد المنعم عبد الرؤوف في مذكراته أرغمت فاروق على التنازل عن العرش، ما كتبه حسين حمودة في مذكراته الضباط الأحرار والأخوان المسلمون، خلاصة الروايات دي أن كثيرا من هؤلاء الضباط الأحرار كانوا في الأصل ينتمون إلى الأخوان المسلمين وأنهم كانوا جزءا من التنظيم الذي أسسه الصاغ محمود لبيب في الفترة من سنة 1943 إلى سنة 1948 ومحمود لبيب كان وكيل حسن البنا مرشد الأخوان للشؤون العسكرية وجمع هؤلاء الضباط وأسس منهم تنظيما ولم يكن أحد يعلم بأسماء التنظيم كافة إلا شخصين، محمود لبيب وحسن البنا، حسن البنا قتل في فبراير 1949، محمود لبيب في سنة 1949 كان يصارع الموت على فراش المرض، استدعى شخصين حتى يعطيهم أسماء كل التنظيم، هم عبد المنعم عبد الرؤوف وجمال عبد الناصر، تخلف عبد المنعم عبد الرؤوف لم يذهب وذهب جمال عبد الناصر فأعطاه محمود لبيب كافة أسماء الضباط الأحرار في كل الأسلحة فاستخدمهم جمال عبد الناصر ليكونوا نواة أساسية في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار.

جمال حماد: هذه الرواية صحيحة 100% لأنه أنا اللي أعرفه أن جمال عبد الناصر نواة التنظيم بتاعته كانت الضباط اللي منضمين للأخوان المسلمين وهم لما انضموا للأخوان المسلمين وكثر عدد الضباط فحسن البنا عمل لهم بقى جناحا مخصوصا في الأخوان المسلمين وخلى اتصالاتهم كلها بالصاغ محمود لبيب، الرجل ده كان ضابطا وكان في ألمانيا ورجع وبتاع، فهو الوحيد اللي كان بيتعامل معهم، ففعلا الضباط الأحرار النواة بتاعتهم كلهم من الأخوان المسلمين.

فريد عبد الخالق : تنظيم حسن البنا في الجيش

أحمد منصور: يقال إن كان هناك تنظيم أسسه حسن البنا في الجيش بيقوده الصاغ محمود لبيب ومحمود لبيب كان القائد الحقيقي لهذا التنظيم وفي سنة 1949 كما ذكر حسين حمودة في مذكراته كان هو بيزور محمود لبيب اللي توفي في يناير 1951 هو وحسين حمودة محمود لبيب كان وكيل جماعة الإخوان وكان نائب المرشد وكان على وشك الموت فقال لحسين حمودة وعبد الناصر سأعطيكم تفصيلات بكافة أسماء الضباط..

فريد عبد الخالق [مقاطعاً]: صحيح ووصلت لجمال عبد الناصر.

أحمد منصور [متابعاً]: كافة أسماء الضباط اللي موجودين في الجيش أخذ عبد الناصر هذه القائمة وأسس منها تنظيم الضباط الأحرار وفق رواية حسين حمودة.

فريد عبد الخالق: صحيحة، صحيح الكلام ده.

أحمد منصور: معلوماتك إيه؟

فريد عبد الخالق: صحيح الكلام ده وهو يعني كمان يعني إضافة بسيطة أوي هو في أثناء المشوار ما بين البدايات المبكرة دية مع الاقتراب من..

أحمد منصور [مقاطعاً]: على فكرة السادات برده قايل نفس الكلام في كتاب البحث عن الذات أو قريب منه.

فريد عبد الخالق [متابعاً]: السادات كان بيقول إن هو صاحب التنظيم وهو..

أحمد منصور [مقاطعاً]: قال إنه أسس 1942-1944 التنظيم.

فريد عبد الخالق: المهم إن هو الفكرة إنه لما اقترب موعد الثورة حصل تغيير في طريقة التفكير وانبنت عليها مواقف تعرف إيه هي؟

أحمد منصور: ما هي؟

فريد عبد الخالق: هو بدأ يفكر إنه هو لو دخل مع الإخوان أو جاب اللي هيتصلوا بالإخوان داخل الجيش معاه ولهم ولاء بالإخوان ده لازم يُغيَر ويجب يكون الولاء غير متعدد وملوش دعوة بأي تيار خارجي ويرتبط الولاء به شخصيا.

حسين الشافعي : اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار

أحمد منصور:

يوم عشرين يوليو كنت تتناول الغداء مع ثروت عكاشة..

حسين الشافعي(مقاطعًا):

فتركنا الأكل،وذهبنا إلى بيت(جمال عبد الناصر)وكان بيته في ذلك الوقت بين ضريحه الآن ومحطة بنـزين في الجانب الثاني من المترو-كان هو في وسط المسافة-كان في الدور الذي فوق الأرضي صعدنا إليه،وأبلغناه الخبر فقال هم بدءوا يتحركون ولا يوجد إلا أن نتغذى بهم قبل ما يتعشوا بنا،ولذلك الثورة تبدأ والتحرك يوم(21)واتفق على يوم(21)الساعة 11 مساء وبلغنا..

أحمد منصور(مقاطعًا):

اتفق معك(جمال عبد الناصر)أنت و(ثروت عكاشة)فقط دون باقي الضباط؟..

حسين الشافعي(مقاطعًا):

لا،بعد هذا أخذ هذا الكلام مع اللجنة التأسيسية،وانتهوا إلى مناقشة الموضوع وأنها تقوم يوم(21)وأبلغنا إن يوم 21 تبدأ الثورة.

أحمد منصور:

هل من الممكن أن تقول لنا مَنْ هم أعضاء اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار بسرعة؟

حسين الشافعي:

هم تسعة أعضاء معروفون(جمال عبد الناصر،عبد الحكيم عامر،كمال الدين حسين،صلاح سالم،جمال سالم،حسن إبراهيم،خالد محيي الدين، لا أعرف من هو الأخير

.أنور السادات

ثورة أم انقلاب

أحمد منصور: ما يعيشه الناس الآن هو امتداد لتلك الأيام لكن أنا أرجع بك إلى يوم 22 يوليو حينما أبلغك عبد الحكيم عامر بالاستعداد للتحرك، كان واضحا أنكم ستقومون بانقلاب عسكري أم حركة أم كانت الصورة ضبابية إلى حد ما؟

جمال حماد: لا كان واضحا جدا أنه إحنا حنعمل انقلابا عسكريا بس كان في مراحل.

أحمد منصور: ما هي مراحل هذا الانقلاب؟

جمال حماد: يعني أولا مثلا المرحلة الأولى أنه إحنا نسيطر على قيادة الجيش، يعني إحنا نسيطر على الجيش في الأول وبعدين نسيطر على الحياة السياسية، اللي الحكومة، الحاجات دي، وبعدين كان لغاية كده بس يعني نحن ما كناش حاطين في مخنا أنه نشيل الملك.

أحمد منصور: على الإطلاق؟

جمال حماد: لا.

أحمد منصور: لم يكن واردا أنكم حتغيروا النظام الملكي بنظام جمهوري؟جمال حماد: لا، يعني ما جاش في دماغنا، أو إحنا ما حدش قال لنا يعني كنا على معرفة أنه في أول مرحلة أنه إحنا حنسيطر على الجيش بس.

عبد الغفار شكر : القضاء على التعددية السياسية

عبد الغفار شكر : أنا اعتقد إن ثورة 23 يوليو لها وجهين ، وجه متعلق بجوانبها الاجتماعية، والاقتصادية والوطنية، وجانب متعلق بموقفها من التتعددية السياسية، الموقف من التعددية السياسية والغاء الأحزاب السياسية، أدى إلى أن ثورة يوليو أخذت مساراً سلطوياً، بمعنى إن فيه حزب واحد يحكم ولا يوجد غيره من الأحزاب.

جيهان السادات : الانحيار للديكتاتورية

أحمد منصور:

في 27 يوليو 1952 اجتمع مجلس قيادة الثورة ليبحث في صورة المستقبل بالنسبة للحكم، هل ستكون للديكتاتورية أم للديمقراطية؟ الرئيس السادات في مذكراته قال أنه انحاز للديكتاتورية ضد الديمقراطية.

جيهان السادات:

نعم، ده هذا حقيقة.

أحمد منصور:

وقال إحنا قُمنا بالثورة دي مش عشان الشعب يحكم وإنما هم عشان الضباط يحكموا قبضتهم على السلطة. مَثَّلت هذه الصورة جزء من شخصية السادات التي استمرت بعد ذلك حتى وهو في وجوده في السلطة، شخصية الديكتاتور الأوحد الحاكم الذي لا يعطي الفرصة للآخرين. هذه الشهادة التي كتبها السادات في كتابه أما تنم عن طبيعة شخصية في داخله؟

جيهان السادات:

هذا غير حقيقي، هأقول لحضرتك ليه، أنور السادات في أول الثورة طبعاً أنت أي قائد أو أي إنسان بيتغير أو أي زعيم بيتغير حسب الأشياء اللي بتدور حوله والمتغيرات اللي بتدور في البلاد اللي حوله وبالتالي في بلده، أنور السادات كان في أول الثورة يعني زي عارف حضرتك ميكيافيللي لما يقول لك: أنا ديكتاتور لكن بالعدالة بأحكم بلدي. فهو عارف إن عبد الناصر عادل، وعارف إن هو يعني ولعلم حضرتك..

أحمد منصور ]مقاطعاً:[

لسه ماظهرش حضرتك حاجة من عدله ولا من..، لسه إحنا في الأيام الأولى.

جيهان السادات:

لا، بس صديق عُمر له وعارفه يعني.

أحمد منصور:

لكن تحدث عنه بأشياء كثيرة بعد ذلك رغم صداقته ورغم علاقته ورغم كذا.

جيهان السادات:

معليش، آه طبعاً، لا كلنا لنا أخطاء، إحنا بشر.

أحمد منصور:

لكن حتى يتحدث عن قربه من عبد الناصر وقرب عبد الناصر من الآخرين يقول: إن عبد الحكيم كان الوحيد اللي بتربطه علاقة خاصة بعبد الناصر.

جيهان السادات:

ده صحيح.

أحمد منصور:

ورغم الصلة الوثيقة اللي ربطت السادات بعبد الناصر لكن يقول السادات أيضاً إنه لم يكن يستطيع أن يفهم ما بداخل عبد الناصر تجاهه.

جيهان السادات:

ساعات، ساعات أيوه، نعم، اللي أنا عايزه أقوله، أنور السادات ما كانش ديكتاتور أبداً، وأنا مش بأدافع عنه، هو مين اللي عمل الأحزاب؟ ما كان ممكن يكتفي بالاتحاد الاشتراكي.

أحمد منصور:

صورة ولا زالت إلى يوم الأحزاب صورة في مصر ليس لها وجود سياسي واقعي.

جيهان السادات:

والله فيه معارضة، ليه صورة؟ فيه معارضة، مش هأقول لك.. وفيه ديمقراطية.

أحمد منصور:

المعارضة كان لها 4 مقاعد في البرلمان.

جيهان السادات:

وفيه ديمقراطية موجودة.

أحمد منصور:

مجرد أشياء شكلية سآتي لها في حينها.

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك يعني الديمقراطية والحاجات دي ما بتجيش في يوم وليلة، كل الحاجات دي بتاخد خطوات، وأنا معاك أنا ما بأقولش إن إحنا قمة الديمقراطية ولا إحنا ديمقراطية زي أمريكا مثلاً أو إنجلترا.

أحمد منصور ]مقاطعاً:[

لكن لو كانت بدأت في يوليو..

جيهان السادات:

لأ، أنا يعني ما أنا مصرية وعارفة.

أحمد منصور:

سيدة جيهان، لو بدأت في يوليو 1952 كان زماننا الآن شعب ديمقراطي كبير جداً.

جيهان السادات:

لا ما هي مابدأتش في يوليو 1952.

أحمد منصور:

ما هم رفضوا وعلى رأسهم الرئيس السادات يعني.

جمال حماد: بدء الديكتاتورية وتزوير الانتخابات

أحمد منصور: بعد التخلص من محمد نجيب كانت هناك فترة انتقالية انتهت في 23 يونيو 1956 حيث توجه الناخبون للاستفتاء على الدستور وحصل الزعيم جمال عبد الناصر في 25 يونيو على 99,9%، لأول مرة في تاريخ مصر تحدث هذه النسبة التي أصبح الزعماء العرب يتخذونها قدوة بعد ذلك، الأنبياء اللي ربنا بيبعتهم ما بيأخذوش 99%.

جمال حماد: الله سبحانه وتعالى لو اتعمل استفتاء مش حيأخذ 99%.

أحمد منصور: سبحانه وتعالى.

جمال حماد: سبحانه وتعالى، لأنه في ناس كافرين.

أحمد منصور: لأن نسبة الكافرين بالله كثير.

جمال حماد: في كافرين، لكن ده أخذ، يعني هم ما كانوش.. يعني لما بيحبوا يعملوا حاجة المفروض أنهم يعملوها بطريقة تكون منطقية لكن واحد يأخذ 99,99% من الأصوات ده مش ممكن، في العالم كله لم يحدث ومع ذلك الأهرام كتبت مقالة بعد هذا قالت إنه هو حصل على كده ودي حاجة ما حصلتش وإن آيزنهاور أخذ حاجة وثلاثين وإن أديناور أخذ حاجة مش عارف وأربعين وأن هذا الرجل أخذ حاجة ما حصلتش وفرحانين جدا، طبعا زيادة في النفاق والنفاق ابتدأ بقى من هنا بطريقة فجة وفاضحة على هذا، كل الناس عاوزة بقى تنافق علشان تأخذ منصبا أو تأخذ حاجة زي دي.

أحمد منصور: ما الذي كان يعنيه تدشين هذا العهد في تاريخ مصر الحديث؟

جمال حماد: هذا العهد ابتدأ بقى فيه موضوع تزوير الانتخابات والنفاق وعدم تمكن إنسان أن يقول رأيه بصراحة أو يقول الحقيقة، كل الناس خضعت وحتى خالد محي الدين لما رجع من سويسرا كان الأول قبل ما يمشي يعني شايف عبد الناصر زملاءه بيعاملوه إزاي على أساس يعني ده زيهم، بيتكلموا معه يا جمال وبتاع، رجل قال لك لقيت منظر ثاني خالص، أول ما يجي جمال عبد الناصر لازم يقفوا كلهم وما حدش يكلمه إلا سيادة الرئيس يعني تغيروا تماما وهو تعمد أن يغيرهم وأنه يضع بينه وبينهم بقى حدا وأن لهم مستوى وهو مستوى، يعني بدأ عهد بقى الديكتاتورية الكاملة في هذا العهد.

مصطفى خليل : خطوات تأسيس الانقلاب العسكري

أحمد منصور:

حتى نبقى في إطار تقييمك للفترة من 52م، وسؤالي كان عن العسكر وبقائهم في السلطة، وعدم عودتهم إلى الثكنات.

د. مصطفى خليل:

لما بتقيم الأمور على أرضية الواقع، مش على أرضية المثل العليا وما يجب أن يكون، وفرضيات بقى ونفضل نقول ده كان أحسن واللا ده، على أرضية الواقع ما بيحصلش، على أرضية الواقع في مصر هنا بندي نموذج لمثل هذا التطور، إنك الأول بتعتمد على مؤسسة لقلب نظام الحكم، بعد كده بتستولي على الحكم، بعد كده بتعمل التنظيمات الشعبية اللي هي تؤيد الحكم.

اللي عايز بقى ينضم من العسكريين يدخل التنظيمات الشعبية، أو التنظيمات السياسية اللي بيعملها النظام، أنت بعد كده بتجد الناس بتتذمر ومش عاجبها، فتبتدي تعمل حياة سياسية معينة، وفيه انتخابات لمجلس الشعب أو مجلس الأمة، وبتنقل بالراحة من النظام العسكري، أو قبضة الحاكم الواحد، أو قبضة المجموعة من الحكام على الحكم، ده اللي إحنا مشينا فيه.

جمال حماد: رفض الضباط الأحرار العودة للثكنات

أحمد منصور: هل كان الأصوب إلى مصر آنذاك أن يعود كل هؤلاء الضباط إلى الثكنات وأن تعود الحياة البرلمانية والديمقراطية إلى مصر رغم كل ما أشاع الثوار عنها من أنها كانت حياة فاسدة؟

“جمال عبد الناصر في اجتماع في أوائل الثورة غضب من زملائه لأنه كان يتبنى مسألة الحرية والديمقراطية، ومعارضا للدكتاتورية”

جمال حماد: اللي عاوز أقوله لك يعني إن مثلا جمال عبد الناصر في اجتماع في أوائل الثورة خالص أنه هو غضب من زملائه لأنه هو كان متبني حكاية أنه لازم حرية وديمقراطية وما فيش دكتاتورية.

أحمد منصور: الكلام ده ذكره عبد اللطيف البغدادي في مذكراته وذكره خالد محي الدين في مذكراته وتكلم عنه كمال الدين حسين في شهادته أيضا لكن كلهم بيقولوا هل ده كان تمثيلا من عبد الناصر لتمرير ما يريده بعد ذلك أم كان ذلك حقيقة؟

جمال حماد: أنا تعرضت لهذا الموضوع في الكتاب بتاعي..

أحمد منصور (مقاطعا): “أسرار ثورة يوليو”.

جمال حماد: أسرار ثورة يوليو”، تعرضت لهذا الموضوع قلت إن جمال عبد الناصر كان واقفا ضد بقية المجلس كله أنه هو عاوز ديمقراطية وعاوز حرية وهم عاوزين ديكتاتورية وبعدين أخذ بعضه وقام أنه هو مستقيل وأخذ بعضه وراح على بيته وثاني يوم الصبح راح له جمال سالم وعبد الحكيم عامر علشان يقولوا له أنت ليه بتعمل كده أنت لازم تخضع لحكم الأغلبية، فإيه السبب أنه هو كده؟ أنا ما بأقولش بقى إنه هو ساعتها كان يعني مش ضروري بقى.. إنه ساعتها كان بيناور والبغدادي بيقول إنه كان بيناور، أنا بأعتقد أنه مش بس بيناور جايز حاجة ثانية..

أحمد منصور: زي إيه؟

جمال حماد: (متابعا): جايز أنه هو في الأول لم يكن أحس بقى بمقدار السلطة والسلطان اللي هم فيه، يعني ما أتاح لهم الفرصة بنجاح الثورة إلى أنهم يصبحوا أسياد مصر بلا منازع واللي كلامهم عبارة عن قانون، طبعا بعد شوي جمال عبد الناصر تمتع بهذا السلطان وهذه السلطة وهذه القوة الجبارة لتجعل كلمته قانونا فخلاص بقى لما شاف السلطة دي وشاف حلاوة هذه السلطة بقى زي زملائه وعاوز يحكم وعاوز يتسلط.

حسين الشافعي: من يصل للسلطة ينحي الآخرين

أحمد منصور:

ألم تكن الانتخابات التي ألغيت وسيلة كفيلة لإبراز من يريده الشعب أيضًا،وأن يكون الخيار للشعب بالدرجة الأولى بدلاً من فرض أي سلطة عليه،أيًّا كانت هذه السلطة؟

حسين الشافعي:

نعود-أيضًا-إلى القضية..الذين ينادون بالديمقراطية قبل أن تنظم بيتك،هم يريدون أن يجدوا منفذًا للوثوب إلى السلطة؛ولذلك هم تجمعوا-جميعًا في عام أربعة وخمسين وتسعمائة وألف-بهدف القضاء على الثورة أولاً،ثم يكون حسابهم فيما بعد،تحت النظام الديمقراطي أو غير الديمقراطي،وأي حزب يسمح لقوة أخرى..؟لأي قوة أخرى لأنه طالما أن الحزب قد وصل للسلطة،فهو يُنَحِّي الآخرين،وهو الذي يتولى..

أحمد منصور(مقاطعًا):

لكن المأخذ هنا كان على الدماء التي سالت،بدءًا من إعدام(خميس البقري)وأيضًا إقصاء كل من يبدي رأيًا،أو معارضةً لمجلس قيادة الثورة،حتى من الذين حموا الثورة،ووقفوا إلى جوارها من أول يوم،وأنا عددت عملية الاستبعاد والإقصاء التي بدأت تحدث مباشرة،ابتداءً من(رشاد مُهَنَّى)؟

حسين الشافعي(مقاطعًا):

عندما تقوم بثورة،أَرِنَا ماذا ستفعل!

مراد غالب : الشعب المصري لم يكن يستحق ذلك

أحمد منصور: الشعب ده يستحق الكثير.

مراد غالب: أو ما عملناش حاجة أو كما يجب أن نعمل حاجة.

أحمد منصور: هل هذا الشعب كان يستحق هؤلاء الذين حكموه؟

مراد غالب: لا، يعني ما كانش، كان يستحق رعاية أكثر بكثير جدا وقيادة تخلي الشعب كله ينهض.

أحمد منصور: أنا أحدثك بهذا ألما، ليس مني وحدي وإنما من كل الذين كتبوا..

مراد غالب: لا، أنا عارف والله..

أحمد منصور: والله أنا في بعض الأحيان يعني من شدة الألم مما أجده في الكتب أبكي.

مراد غالب: أظن أنا مرة بكيت قدامك.

أحمد منصور: صح.

مراد غالببس مش هنا. وليه؟ علشان إيه؟ لأني صعبان علي جدا أننا بعد ده كله وبعد العمر ده أجد نفسي بهذا الشكل، أجد بلدي بالشكل ده. أجد أننا ما ليش، دلوقت المصري إيه قيمته يعني؟ هل ده معقول الكلام ده؟ هل معقول أن أنا الدكاترة بتوعي يمتحنوا في الخليج علشان يتعينوا هناك؟

أحمد منصور: ومش معترفين بالدكتوراه بتاعتهم.

مراد غالب: مش معترفين بالدكتوراه بتاعتهم، هل ده معقول الكلام ده؟ هل مصر تبقى بهذا الشكل؟

أحمد منصور: من الذي أوصلنا؟

مراد غالب: لما إحنا كنا دكاترة وكنا بنتخرج من كلية الطب في القاهرة المصرية كان بيفتح لنا جميع أبواب الكليات والمعاهد العليا في إنجلترا وفي أميركا وفي كل مكان. كان بيحصل ده. بقى أنا أشوف بلدي اللي واخد دكتوراه بيمتحنوه ثاني؟

أحمد منصور: من الذي أوصل مصر إلى ما وصلت إليه؟ من الذي أهان هذا الشعب وأوصله إلى هذا الوضع؟

مراد غالب: ده حنخش في موضوع كبير جدا، وده بده بقى يعني..

أحمد منصور: لكن هزيمة 67 لعبت دورا.

مراد غالب: لا، ما فيش كلام، دي أنا معترف بها. شوف أنا معترف بحاجة، أن 67 دي كارثة وليس لي يعني ولا يمكن أن أبررها بأي شكل من الأشكال.

فهرس موضوعات انقلاب 23 يوليو 1952

00:00 مقدمة

01:45 جمال حماد يشرح كيفية نشأة الضباط الأحرار ودور حسن البنا في ذلك

03:30 نواة الضباط الأحرار بأكملها من جماعة الإخوان المسلمين

04:18 كيف استلم عبدالناصر أسماء أعضاء التنظيم السري الذي أسسه حسن البنا؟

06:09 حسين الشافعي يشرح أهم لحظات بداية الانقلاب

07:22 أعضاء اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار

07:46 اعتراف أحد الضباط الأحرار بأنه كان انقلابا عسكريا وليست ثورة

08:11 أهم مراحل الانقلاب

08:55 القضاء على التعددية السياسية وإقامة الديكتاتورية العسكرية

09:31 اعتراف جيهان السادات زوجة السادات أنه كان من مؤيدي الديكتاتورية ضد الديمقراطية

12:07 مهزلة وتزوير الاستفتاء على الدستور بعد الانقلاب على محمد نجيب

13:43 تنصيب جمال عبدالناصر نفسه في مكانة غير باقي الضباط الأحرار

14:47 ما هو الأفضل لمصر بقاء العسكر في السلطة أم العودة لثكناتهم؟ د.مصطفى خليل يجيب

16:43 تأثير السلطة على عبد الناصر وتحوله من شخص ديمقراطي إلى ديكتاتوري مستبد

19:16 سعي الضباط الأحرار للقضاء على الثورة قبل أي شيء

20:35 شهادة مراد غالب بالتقصير في حق الشعب والتدني بشأن مصر بين المجتماعات

22:17 إنشاء هيئة التحرير لملء الفراغ السياسي بعد حل عبدالناصر للأحزاب السياسية

24:07 انضمام أصحاب المصالح والمنافع لهيئة التحرير

24:36 الخاتمة

Total
0
Shares
السابق
فتح الله غولن

شبح تركيا الغامض فتح الله غولن

التالي
تظاهرات إسرائيل

بقرة أمريكا المقدسة !!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share