المتحكم في إدارة معبر رفح

يناقش عبد الله الأشعل أستاذ وخبير القانون الدولي والعلاقات الدولية  في حواره مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج “بلا حدود”، قضية من المتحكم في إدارة معبر رفح..وذكر الأشعل أن مصر قادرة على وضع القيود اللازمة لحماية أمنها القومي دون الحاجة لإغلاق معبر رفح بشكل كامل، نظرًا لأهميته كممر وحيد بين غزة والعالم الخارجي.
عبد الله الأشعل

يناقش عبد الله الأشعل أستاذ وخبير القانون الدولي والعلاقات الدولية  في حواره مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج “بلا حدود”، قضية من المتحكم في إدارة معبر رفح.

وذكر الأشعل أن مصر قادرة على وضع القيود اللازمة لحماية أمنها القومي دون الحاجة لإغلاق معبر رفح بشكل كامل، نظرًا لأهميته كممر وحيد بين غزة والعالم الخارجي.

وأضاف الأشعل أنه لا توجد التزامات دولية أو عقوبات تلزم مصر بشأن المعبر، مشيرًا إلى أن الإعلاميين يروجون لفكرة أن مصر لديها التزامات لا يمكن تجاهلها، لكنه شدد على أن الوثائق المنشورة لا تظهر أي التزامات ملزمة لمصر بهذا الشأن.

نص حوار عبد الله الأشعل عن من المتحكم في معبر رفح

أحمد منصور: لكن الآن الجديد الذي حضرتك بتقول عليه إن مصر ليست طرفا في اتفاق 2005 وليس عليها أي مسؤولية!

عبد الله الأشعل: ومصر ليست ملتزمة بأي اتفاقية ولا أي التزام قانوني بالعكس أنا أرى أن مصر عليها التزام قانوني مهم وهو أن هناك جريمة إبادة في غزة …

إغلاق معبر رفح

أحمد منصور (مقاطعا): ما الذي يمكن للعرب أن يقوموا به تجاه ما يحدث في غزة؟ ما الذي يمكن أن يقوموا به من أجل رفع الحصار؟

عبد الله الأشعل: على سبيل المثال هناك معبر رفح على سبيل المثال، مصر أغلقت معبر رفح وقالت مصر في ذلك إنها طرف في اتفاق نوفمبر سنة 2005 وهذا ليس صحيحا، مصر أغلقت المعبر وقالت لن..

أحمد منصور (مقاطعا): مصر ليست طرفا في اتفاق نوفمبر؟

عبد الله الأشعل: طبعا..

أحمد منصور: الكل يؤكد أنها طرف وأنها ملزمة بما حدث في اتفاق نوفمبر..

عبد الله الأشعل: إطلاقا..

أحمد منصور: وإنها لا يمكن أن تفتح المعابر إلا في وجود الأطراف الأخرى جميعها.

عبد الله الأشعل: ليس عليها أي التزام، مصر لها السيادة الكاملة على معبر رفح من الجهة المصرية أما الجانب الآخر فلا علاقة لها به، لكن مصر..

أحمد منصور (مقاطعا): هل معنى ذلك أن الجانب الآخر لو فتح الباب لأي أعداد من الناس مصر تستطيع أن تدخلهم بدون أي مسؤولية قانونية أو أي مسؤولية دولية؟

عبد الله الأشعل: تستطيع مصر أن تضع الضوابط اللازمة فقط للدخول كما تفعل مع ليبيا وتفعل مع السودان، ولكن فيما يتعلق بالجانب الآخر أو فلسطين فأنا أعتقد موقف مصر متأثر تماما بموقف إسرائيل. لكن في هذه الحال..

أحمد منصور (مقاطعا): لكن مصر تقول لو رجع المراقبون الأوروبيون وحرس السلطة الفلسطينية يمكن في هذا الإطار أن تفتح المعبر.

عبد الله الأشعل: مصر رفضت هذا الاقتراح، هذا كان اقتراح حماس، اقتراح حماس هو أن يحضر ممثلو السلطة وأن يحضر حرس الرئاسة وأن تحضر حماس ويحضر الأوروبيون ومصر رفضت هذا الاقتراح.

اتفاق 2005

أحمد منصور: لكن الآن الجديد الذي حضرتك بتقول عليه إن مصر ليست طرفا في اتفاق 2005 وليس عليها أي مسؤولية!

عبد الله الأشعل: ومصر ليست ملتزمة بأي اتفاقية ولا أي التزام قانوني بالعكس أنا أرى أن مصر عليها التزام قانوني مهم وهو أن هناك جريمة إبادة في غزة ويجب أن تكسر جميع القيود إن كانت جدلا إفرض مثلا في اتفاقات سرية، حتى الاتفاقات السرية أنا أعتقد ليس هناك ما يمنع مصر مطلقا لأن هناك جريمة ترتكب في غزة وأن إغلاق معبر رفح على طول الخط يسهل لإسرائيل عملية الإبادة لسكان غزة.

أحمد منصور: لكن دكتور أليس أيضا فتح معبر رفح له تأثيره السلبي على الأمن القومي المصري؟

عبد الله الأشعل: تضع مصر ما تشاء من قيود بما يؤمن أمنها القومي ولكنها لا تغلقه إغلاقا مطلقا لأن الإغلاق المطلق يؤدي وهو الوسيلة الوحيدة أو النافذة الوحيدة بين غزة وبين العالم الخارجي بقي بعد ذلك المعابر الإسرائيلية فإذاً المعبر الوحيد هو معبر رفح.

أحمد منصور: لا توجد هناك أي التزامات دولية أو أي عقوبات يمكن أن تفرض على مصر حال قيامها بفتح المعبر؟

عبد الله الأشعل: مطلقا، مطلقا وأنا كمان أتحدى أي واحد يظهر لي وثيقة معلنة ومنشورة تبين أن مصر ملتزمة.

أحمد منصور: حتى كل الإعلاميين يظهرون على الفضائيات، في الكتابات، يقولون إن مصر عليها التزامات ولا تستطيع أن تخالف، المسؤولون المصريون وغيرهم.

عبد الله الأشعل: الناس لا يقرؤون، دي مأساة، الاتفاقية منشورة وموجودة، خليهم يطالعوا بس اسم مصر عليها، مصر ليست ملتزمة مطلقا لا بهذه الاتفاقية ولا بغيرها مما هو منشور على المواقع.

أحمد منصور: يعني كأن هنا مسؤولية إغلاق المعبر من هذه الجهة هي مسؤولية مصرية وليست مسؤولية دولية.

عبد الله الأشعل: 100%، 100%.

أحمد منصور: وفق القوانين؟

عبد الله الأشعل: نعم. فموقف مصر في هذه الزاوية.. لكن مصر تقول بقى مجموعة من التبريرات، تقول إنها لا تستطيع أن تفتح المعبر إلا إذا كان هناك في الجانب الآخر طرفا مسؤولا وهي لا تستطيع أن تعتبر حماس طرفا مسؤولا حتى لا يُعترف بها..

فتح معبر رفخ

أحمد منصور (مقاطعا): يُنظر إلى حماس على أنها مغتصبة للسلطة وليست طرفا مسؤولا، ومعتدية على الشرعية ومن ثم فإن فتح المعبر هو اعتراف بهذا الأمر؟

عبد الله الأشعل: يعتبر اعترافا بأمر واقعي يضاف لهذا أنه سيؤدي إلى تعليق القطيعة بين غزة وبين رام الله، هذا هو الموقف المصري بس هذا موقف خاطئ، لا بد أن نقول علشان نُعرض أمام الله ونحن يعني قد أدينا الشهادة وأدينا..

أحمد منصور: هو حنقول إيه ولا إيه قدام ربنا؟!

عبد الله الأشعل: لا، معلش يعني على الأقل في هذا الجانب. أنا أرى أن مصر تستطيع أن تنقذ أهل غزة، لكن إذا أنقذت أهالي غزة مما هم فيه فماذا بقي لإسرائيل؟ إسرائيل تقوم بحصار غزة الهدف من هذا الحصار في الواقع له هدفان، الهدف الأول هدف يرتبط بالمشروع الصهيوني وهو إبادة الشعب الفلسطيني وقد رأينا سلوك إسرائيل حتى تجاه الجرحى فهي لا تغيثهم تضرب عربيات الإسعاف وتبيد الزرع والضرع، والهدف الثاني في الواقع كما تقول هو الضغط على حماس، ماذا تريد إسرائيل من حماس؟ لماذا تضغط على سكان غزة؟ يعني خلي الأوروبيين اللي قلبهم رقيق جدا يسألوا إسرائيل ماذا تريد؟

أحمد منصور: أنا خليني أسأل ده بس طالما إحنا في موضوع الحصار، أمس “البيان” الإماراتية نشرت تقريرا أن وفدا أميركيا رفيع المستوى تفقد بسرية تامة برفقة قيادات أمنية مصرية المعابر بين مصر وغزة للتأكد من إحكام الحصار وأن المصريين أطلعوا الأميركيين على كثير من المضبوطات التي أمسكوها أثناء محاولة تهريبها إلى داخل غزة. إيه موقع الأميركان من قضية حصار غزة؟

عبد الله الأشعل: ما هي دي المأساة، أن مصر الآن تريد أن تكون صديقا وحليفا للولايات المتحدة على حساب الفلسطينيين..

أحمد منصور (مقاطعا): ما هي صديق وحليف أصلا مش محتاجة يعني.

عبد الله الأشعل: لا ما هو على حساب الفلسطينيين بقى يعني الفلسطينيين علشان غلابة ما لهمش أحد فهم الطرف الأضعف في المعادلة.

أحمد منصور: إيه مصلحة مصر في ده؟

عبد الله الأشعل: لا، ما لهاش أي مصلحة، كالمسألة القومية؟ لا مصلحة لها.

أحمد منصور: لا، أنا الآن بأتكلم على مصر الحكومة، مصر القومية قصة أخرى.

عبد الله الأشعل: مصر الحكومة أنا لا أرى مصلحة لها إلا إذا كانت هناك مصالح يعلمونها، أما..

أحمد منصور (مقاطعا): طيب إيه مصالح مصر في أنها تفتح المعبر؟

عبد الله الأشعل: مصلحتها أنها أولا تخفف الضغط على سكان غزة وثانيا أن ده موقف غير طبيعي أنها تغلق المعبر، لماذا تغلق المعبر وهو قرار مصري خالص؟ ولماذا تطلع الأميركان على تدابير إحكام الحصار على سكان غزة إلا أن يكون ذلك ترضية للأميركان على حساب هؤلاء؟ نمرة ثلاثة، الأنفاق، موضوع الأنفاق يعني عندما ضاقت بهم السبل فتحوا أنفاقا، قالوا إن الأنفاق تؤدي إلى تهريب المخدرات، لا، من حق مصر أن تراقب تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة مع العلم أن تهريب الأسلحة يعتبر حقا لأن دول مقاومة ومن حقهم أن يقاوموا سلطة محتلة مغتصبة يجب أن ترحل، فإذاً الأنفاق، الأنفاق النهاردة أصبح كشفها، إسرائيل تهنئ مصر على كشف الأنفاق!

أنفاق رفح

أحمد منصور: ويتم هدم الأنفاق وغيرها.

عبد الله الأشعل: هي إستراتيجية عامة، إما أن تكون مصر مصر التي عرفناها أو أن تكون مصر مصر التي نعرفها الآن..

أحمد منصور (مقاطعا): أنت الآن تفرق ما بين مصر، في مصرين؟

عبد الله الأشعل: آه طبعا، في مصر اليوم ومصر الأمس.

أحمد منصور: ما مصر اليوم؟

عبد الله الأشعل: مصر اليوم التي نعيشها بكل ترتيب الأنفاق بتاعتها وإغلاقها وإرضاء إسرائيل واستحمال كمان الافتئات على حقوق مصر وسيادتها وقتل المصريين، هذه مصر الحالية.

أحمد منصور: وإيه مصر الأمس؟

عبد الله الأشعل: مصر الأمس، مصر القومية التي كانت تحمي العالم العربي وكانت تدرك أن كل الجسد العربي هو جزء من الأمن القومي المصري وكان العرب يحترمونها وكانت لها كلمة، أما الآن فمصر كما ترى!

أحمد منصور: الآن مصر مصرين أيضا، في تجمعات شعبية كثيرة جدا تخرج من أجل غزة تحاول أن توصل إمدادات وتصد من قبل قوات الأمن..

عبد الله الأشعل (مقاطعا): طيب لماذا تصد؟ عايز أفهم.

أحمد منصور: أنا أسأل حضرتك.

عبد الله الأشعل: أنا والله أنا يعني في كل هذه الرحلات بنشجعها..

أحمد منصور (مقاطعا): هذا اختراق، يعني الأمن يرى أن هذا اختراق للسيادة المصرية وللقرار المصري.

عبد الله الأشعل: أين السيادة المصرية؟ السيادة المصرية في أن تمارس على أرض مصر، السيادة المصرية ليست الانحناء للآخر، يعني هذا مفهوم السيادة غريب جدا يعني باسم السيادة.. زي مثلا حصل في قضية الغاز، الحكومة وبلا خجل تقول أمام القضاء الإداري إن هذه التصرفات المريبة اللي هي صفقة الغاز تعتبر من أعمال السيادة! فرد عليها القاضي الشجاع قال إن هناك نوعين من الأعمال الحكومية، أعمال الحكومة كسلطة إدارة وأعمال الحكومة كسلطة حكم وسيادة، الموارد الطبيعية من سلطة مجلس الشعب ولكن الحكومة تقوم باتخاذ الترتيبات الإدارية الخاصة بتنظيم الانتفاع بهذه الموارد، أما أن الحكومة تعقد جلسة سرية في سبتبمر 2000 حتى تفوض وزير البترول بتصدير الغاز إلى إسرائيل! انتهاك المادة 123 من الدستور ورغم هذا تسألني في الحكومة، الحكم رغم هذه العورات؟ هذه..

أحمد منصور (مقاطعا): في حاجة ما بتنتهكش هنا؟

عبد الله الأشعل: يعني إحنا بنمسك الحاجات المحددة، النهارده في حكم على سبيل المثال صدر هذا الحكم كان يجب أن لا يُستأنف لأنه عار علينا يعني أنت تريد أن تستمر في انتهاك القانون وأن الحكومة تغتصب سلطة مجلس الشعب؟ طيب ما هو مجلس الشعب معظمه من الذين يصفقون، لماذا لم يعرضوها وهم ضامنون؟ خائفون مناقشة لتنكشف أشياء مع العلم أن يعني هذه الصفقة في الواقع هي جزء من كل، أنا لا أفرق مطلقا بين موضوع المعابر وبين الموقف مع الفلسطينيين وغيرهم، مع دور مصر الإقليمي وأيضا موضوع الغاز وأيضا الأشياء الكثيرة التي تحدث.

ماذا تريد إسرائيل من حماس

أحمد منصور: طيب يعني أريد أن أعود لحماس وإسرائيل، ماذا تريد إسرائيل من حماس؟

عبد الله الأشعل: تقول إسرائيل إنها تريد من حماس أن تفوض السلطة لأبي مازن حتى يتمكن من تمثيل كل الشعب الفلسطيني فيوقع على وثيقة استسلام لإسرائيل باسم كل الشعب الفلسطيني، هذا هوالمطلوب وحماس تقول لا، أنا أريد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، إذاً هناك خلاف بين منهجين وليس بين طرفين، منهج يريد الاستسلام ويعيش عليه ومنهج آخر يريد أن يقاوم هذا مع العلم..

أحمد منصور (مقاطعا): كيف يمكن أن يقوم حوار بين هذين الطرفين ذوي المنهجين المختلفين؟

عبد الله الأشعل: أنا لا أظن مطلقا أنه سيحدث أي حوار جدي بين الطرفين ما دام أبو مازن ينكر المقاومة ويعتبر أن إسرائيل هي البديل عن الأطراف الفلسطينية وحماس ترى أنها تتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني، والنهارده أبو مازن عايز يعمل بيهدد حماس بانتخابات مبكرة، انتخابات مبكرة، طيب ما حماس نجحت في الانتخابات، ماذا حدث لها؟ لقد عوقبت وحوصرت واعتقل وزراؤها واعتقل أيضا أعضاء السلطة التشريعية فيها، طيب ما تطالع أولا أعضاء السلطة التشريعية المعتقلين وبعد كده تجري انتخابات! طيب ما إذا جرت انتخابات ونجحت حماس؟ طبعا اللعبة كانت إيه؟ عندما يتم معاقبة سكان غزة بسبب وجود حماس فيها الشعب سوف يكفر بحماس وبالتالي سوف ينصرف إلى الجهة التي تؤمن له الوقود والأكل وغيرها، دي اللعبة بتاعتهم، بعد كده تجري الانتخابات، طبعا أي شعب يريد أن يسد رمقه ولا يريد مطلقا أن يستمر إلى هذا الحد لكن الشعب في غزة الحقيقة صبر صبرا طويلا..

أحمد منصور (مقاطعا): الصبر ده هو لقبول حماس كأمر واقع ولا تمسك بحماس؟

عبد الله الأشعل: لا أنا أعتقد أن يعني هي حماس مش محتلة غزة، حماس لها سلطة في غزة سلطة واقعية وهذه السلطة الواقعية جاءت بسبب مؤامرة عليها ولو سلمنا جدلا أن حماس لم تتقدم للسيطرة على غزة لكانت حماس.. كنت أنا شخصيا أشعر تماما الآن أن هناك مؤامرة على حماس..

أحمد منصور (مقاطعا): ما هي طبيعة هذه المؤامرة؟

عبد الله الأشعل: طبيعة المؤامرة أن إسرائيل تعد الآن لانتزاع حماس من معادلة القوة في فلسطين كما انتزعت منظمة التحرير عام 1982.

أحمد منصور: وما هي الأدوات التي تسخدمها إسرائيل؟

عبد الله الأشعل: الأدوات هي أول حاجة التجويع إلى حد الموت والإبادة التي تقوم بها الآن وتجفيف جميع منابع الحياة من جميع الجهات وقد رأينا كيف أخلصت الدول المجاورة لهذا المنهج بذرائع متعددة، وبعدين نمرة اثنين أنها تعمل هجوما عسكريا على ما تبقى فيه من قوة للقضاء على حماس، لعل مظاهرة تقوم وتقول تسقط حماس أو أن حماس ترضخ وتنسحب وتنسحب تماما من الساحة السياسية والساحة العسكرية.

أحمد منصور: هل هذا السيناريو من الممكن أن يتحقق؟

عبد الله الأشعل: لن يتحقق.

أحمد منصور: لماذا؟

عبد الله الأشعل: لأنهم لما راحوا ضربوا لبنان في 2006 قالوا نحن نريد أن ننتزع حزب الله من أجساد اللبنانيين ولكن حزب الله هزمهم هزيمة ساحقة رغم أنوف الأطراف الإقليمية المختلفة التي تمنت الهزيمة لحزب الله.

أحمد منصور: في أطراف مختلفة في هذه المؤامرة أو الخطة التي تنتهجها إسرائيل؟

عبد الله الأشعل: في أطراف تساعد إسرائيل وأطرافا أخرى يعني مضطرة أن تساعد إسرائيل.

أحمد منصور: ما هي مصلحة هذه الأطراف؟

عبد الله الأشعل: مصلحة الأطراف، هناك اعتقاد بأن إسرائيل قوة طاغية في المنطقة وأنها تستطيع أن تفضح الجميع وأنها تستطيع أن تسقط نظما وأنها قادرة على تأليب أي أحد ضد أي أحد وقالوا إن اليهود أيديهم طايلة في جميع المجالات فبيخافوا منها، هو خوف ولكن ليس هناك مصلحة متبادلة بين الطرفين.

أحمد منصور: أنا شفت الآن وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني في بداية الأسبوع قالت إن المبادرة العربية على شكلها الحالي غير مقبولة، ما معنى أنها على شكلها الحالي غير مقبولة؟

عبد الله الأشعل: إسرائيل عندما صدرت المبادرة العربية فرحت فرحا كبيرا وكان الرد هو عمليات جنين في 29/مارس سنة 2002، وبعد ذلك المبادرة العربية نامت في الرف لأنه طبعا الأوراق العربية معدومة وقدمتها أيد مرتعشة والدول العربية في هذا الوقت كانت تتكلم كانت آخر مرة يتكلموا فيها عن كلمة مقاومة، بعد كده من جميع القمم العربية اتشالت كلمة مقاومة واستسلمت المنطقة العربية جميعا لإسرائيل ولم تعد تنطق بكلمة مقاومة، الوحيد اللي بيقول كلمة مقاومة هي سوريا لكن بقية الدول العربية.. هات لي بس حكومة واحدة في بيان أو في قرار القمة بيقول مقاومة، مع أن..

أحمد منصور (مقاطعا): الدنيا تغيرت، المعطيات تغيرت!

عبد الله الأشعل: الدنيا تغيرت، نعم تغيرت وإسرائيل توحشت وإسرائيل تسيدت فاللي حصل إيه؟ أرادت أن تفصل تماما بين ما يتحقق على الأرض الفلسطينية أو التقدم في المجال الفلسطيني الإسرائيلي وبين العلاقات العربية الإسرائيلية.

أحمد منصور: هل هناك علاقة بين المخطط الإسرائيلي تجاه حماس وبين المغازلة بشأن المبادرة العربية في هذه المرحلة؟

عبد الله الأشعل: إسرائيل لا يمكن أن تنفذ شيئا لأنها لماذا تعطي أطرافا ضعيفة مرتعشة؟ تديها إيه؟ لماذا ترد؟ وترد لمن؟ ترد الأراضي لمن؟ حترد الأراضي لقوة ليست تحت سيطرة أبو مازن ولا حترد الأراضي لسوريا التي تعتبر في نظر المجموعة أو في نظر عدد من الدول الإقليمية الرئيسية أنها دولة متمردة وخارجة عن الصف وتستضيف المقاومات؟ يعني ليس هناك مصلحة عربية عامة الآن.

أحمد منصور: إستراتيجية إسرائيل الآن تجاه التعامل مع حماس في تنفيذ الخطة وتجاه التعامل مع العرب أيضا ربما من أجل تسكيتهم حتى تواصل ما تقوم به في غزة.

عبد الله الأشعل: إسرائيل عندما تقوم بهذا في غزة لم تجد أي رد فعل عربي، لا يمنعها أحد ولا تخشى الله وليس لديها أخلاق فلا تخشى المنطقة العربية، المنطقة العربية استسلمت تماما، شارون كان يردد دائما أنه عايز سلاما مع الفلسطينيين هذا السلام أنا سميته سلام المقابر، سلام المقابر معناه أن يدخل على فلسطين ويجدهم كلهم ويقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين فلا يرد أحد! لأن كلمة السلام اللي هم عايزينه الـ (باكس إنسيريليانا) هو الفرض الكامل للهيمنة الإسرائيلية بشروط إسرائيل، إسرائيل جاي ده مشروع صهيوني، هذا المشروع جاي من يوم ما قامت إسرائيل في 15 مايو سنة 1948 طلعوا حاجة اسمها إعلان الاستقلال، طبعا بيوهموا الناس أنهم استقلوا عن بريطانيا وأنهم كانوا موجودين وبريطانيا محتلاهم وطبعا بريطانيا هي اللي جابتهم وهي اللي جابت الهجرة وهي اللي أقامت دولة إسرائيل. في هذا الإعلان قال اليهود في هذا الإعلان، إن قرار التقسيم الذي صدر في عام 1847 يعني في العام اللي قبله، ده كان نعمة من السماء لأنه أول اعتراف من المجتمع الدولي بأن اليهود كانوا هنا وأنها أمة ساهمت في حضارة الإنسان، فتعود مرة أخرى للمساهمة في حضارة الإنسان وتثقيف هذه المنطقة المتبربرة. وأنا حآخذ كلامهم وحأقول وأتحداهم وأقول لهم اعملوا مؤتمرا دوليا وقولوا لنا ماذا ساهمت إسرائيل في حضارة الإنسان في الستين سنة الماضية في هذه المنطقة؟ ورونا مدى الخراب والدمار وانتهاكات كل أنواع القوانين وتسيد إسرائيل الذي أدى إلى أن المنطقة العربية في الواقع فقدت مورادها.

أحمد منصور: من يملك القوة يستطيع أن يفرض ما يريد في ظل الضعف الموجود من الطرف الآخر.

عبد الله الأشعل: نحن ضعفاء بإرادتنا، لدينا كل أوراق القوة ولكن..

أحمد منصور (مقاطعا): ما هي هذه الأوراق؟ ما هي أوراق القوة؟

عبد الله الأشعل: أنا عايز أقول لحضرتك حاجة إنه في سنة 1979 عندما أبرمت مصر سلاما مع إسرائيل، إسرائيل قالت إن هذا الحادث يوازي قيام إسرائيل وأكبر من قرار التقسيم لأنهم أخرجوا أكبر قوة عربية على الإطلاق من ساحة المواجهة العسكرية، النهارده مصر في ظل اتفاقيات السلام هي مصر تفسر اتفاقيات السلام بأكثر مما يتطلبه الإسرائيليون يعني هناك كرم مصري باذخ بالنسبة لاتفاقيات السلام والطريف بقى أن الحكومة عندما كانت تقدم دفوعا أمام القضاء الإداري في الأسبوع الماضي قالت إن هذا تطبيق لاتفاقيات السلام. يعني هم عاملينها بعبع! لا إحنا إن شاء الله السنة الجاية حنعمله عام اتفاقيات السلام.. إن شاء الله..

أحمد منصور: العام القادم يمثل مرور ثلاثين سنة..

عبد الله الأشعل: ثلاثون سنة، وحنوري الرأي العام ماذا أفادت مصر من اتفاقيات السلام وأين الضرر الذي لحق بمصر، بمزاج مصر يعني مصر ما حدش ضربها على يدها علشان تخسر في اتفاقيات السلام.

أحمد منصور: السياسة العربية إلى أين يمكن أن تقود في اتجاه ما يسمى بالقضية الفلسطينية الآن؟

عبد الله الأشعل: أنا أعتقد أن العالم العربي مل كثيرا وتعب وهو يريد أن يستريح..

أحمد منصور: العالم كشعوب ولا العالم كحكومات؟

عبد الله الأشعل: لا، الحكومات العربية لا تريد أن تكون القضية الفلسطينية عائقا في سبيل تطوير العلاقات الإسرائيلية العربية والأميركية العربية.

أحمد منصور: هل يمكن في الفترة القادمة أن نشهد لقاءات مباشرة بين مسؤولين عرب وبين الإسرائيليين بغض النظر عما يمكن أن يحدث في القضية الفلسطينية؟

عبد الله الأشعل: عملية السلام اللي بدأت دون سلام اللي استفادت منها إسرائيل بالكامل أدت إلى تطبيع نفسي في العالم العربي وأدت إلى أن ما كان محظورا نفسيا وداخليا أصبح مباحا، وبالتالي لا تستبعد أي شيء.

أحمد منصور: يعني هل يمكن أن يكون خطاب ليفني هذا هو مغازلة للسعوديين، تعالوا نقعد مع بعض حتى نشوف إيه اللي يمكن أن إحنا نقبله من هذا؟

عبد الله الأشعل: يعني إذا أسقطنا القضية الفلسطينية لم يعد هناك سبب يدعو للمشكلة يعني أنا فاكر أن للأمير سعود فيصل تصريحا قال، المشكلة بيننا وبين إسرائيل هي القضية الفلسطينية. فإذا سقطت القضية أو أبو مازن وقع اتفاقا أيا كان يبقى انتهت القضية الفلسطينية.

فهرس موضوعات حوار عبد الله الاشعل

00:00 موقف مصر من فتح معبر رفح

01:22 اقتراح حركة حماس لفتح معبر رفح ورفض مصر له

02:16 حقيقة تأثير فتح معبر رفح على أمن مصر القومي

02:41 عبدالله الأشعل: مصر ليست ملزمة قانونيا بأي اتفاق بشأن معبر رفح

03:37 هدف إسرائيل من حصار قطاع غزة

04:47 الموقف الأمريكي من حصار قطاع غزة

05:41 مصلحة مصر من فتح معبر رفح

07:28 مفهوم السيادة المصرية وعلاقتها بصفقة الغاز لإسرائيل

09:16 ماذا تريد إسرائيل من حركة حماس؟

10:32 الهدف من حصار غزة معاقبة الشعب على اختيار حماس

11:15 طبيعة المؤامرة على حركة حماس في غزة وأدواتها

12:06 إمكانية تحقق مخطط إسرائيل لانتزاع حركة حماس

12:33 مصلحة الأطراف التي تساعد إسرائيل للقضاء على حماس

12:54 فرحة إسرائيل بالمبادرة العربية

14:05 استراتيجية إسرائيل تجاه حماس والحكام العرب

16:31 عبدالله الأشعل: نحن العرب ضعفاء بإرادتنا

17:35 السياسة العربية والقضية الفلسطينية

المزيد
Total
0
Shares
السابق
منير شفيق

مصادر قوة حماس

التالي
جمال الخضري

جنود الاحتلال يسرقون الفلسطينيين

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share