يتحدث رئيس المكتب السياسي لحركة حـ ـماس خالد مشعل في حواره مع الإعلامي أحمد منصور، في حلقة من برنامج بلا حدود عن استمرار المقاومة الفلسطينية رغم الضربات الأمنية!
وأوضح مشعل حقيقة التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الذي ساعد في حصار حم..ــاس، مؤكدا أن حماس لن يوقفها إلا زوال الاحتلال.
كما تحدث عن موقف حمـــاس من وقف الأعمال العسكرية والتوجه للنضال السياسي مع السلطة الفلسطينية. مشيراً إلى مستقبل وموقف الدول العربية من الحركة، بالإضافة لموقف الحركة من القدس وتقسيمها.
نص حوار خالد مشعل عن استمرار المقاومة الفلسطينية رغم الضربات الأمنية!
خالد مشعل : حاشا لله أن حماس تتوقف عن جانب ديني الجهاد ذروة سنام الإسلام ربنا سبحانه وتعالى يقول وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم هذا واجب ديني كما هو واجب وطني فحماس لا يمكن أن توقف الجهاد مطلقا بل لا يمكن أن تضع السلاح ربنا يقول رد الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة هذا العدو لا يتم إرهابه إلا ولجمه إلا بالمقاومة وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل فحماس لا يمكن أن توقف المقاومة اطمئن أخي المشاهد وتطمئن الأمة كلها أن حماس ستبقى تقاتل شعبنا الفلسطيني كله مستعد للقتال بشرط أن يفسح له المجال وأن يعان كما أعين إخواننا في لبنان هذا هو المطلوب
تصفية قيادات حماس
أحمد منصور: من الملاحظ أن إسرائيل خلال الفترة الماضية، وأيضا السلطة الفلسطينية نجحا في تصفية معظم قيادات كتائب (عز الدين القسام) منذ (يحيى عياش) مرورا بالأخوين (عوض الله) ومؤخرا قبض على (محمد ضيف) في غزة، من الذي بقي من كتائب عز الدين القسام وقادتها؟
خالد مشعل: لا شك أن التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية والعدو ساعد في زيادة الحصار والملاحقة الشرسة على قادة وكوادر كتائب (عز الدين القسام) وللأسف حين نستعرض عدد الذين استشهدوا من قادة (حماس).. (يحيى عياش) وقبله (كمال كحيل) و (عادل وعماد عوض الله) و (محي الدين الشريف) وأمثالهم من هذه القيادات، نجد أن هؤلاء سقطوا ضحية لهذا التعاون الأمني بصورة أو بأخرى، إما قتلوا بشكل مباشر أو بتعاون مع العدو الصهيوني، هذه حقيقة آن لها أن تتوقف، لكن.. بل أقول (فريح أبو مدين) وزير العدل الفلسطيني قال قبل حوالي ثلاث أسابيع: إنو السلطة أحبطت 115 عملية خلال 18 شهرا، وهل هذا مجال للفخر؟!
استمرار المقاومة الفلسطينية
أحمد منصور: إذن ما هو مستقبل الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ظل الضغوط المزدوجة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية؟
خالد مشعل: أنا أقول: رغم أن وضع الإخوة المجاهدين من حماس، وكل أبناء شعبنا، وضعهم صعب، وهم كمن يسير على حد السيف، أو كما قال أبو الطيب المتنبي لسيف الدولة:
وسوى الروم خلف ظهرك
روم فعلى أي جانبيك تميل؟
ومع ذلك.. فما جرى في (عصيرة الشمالية) قبل أيام هو رد ما هو مستقبل العمل العسكري، العمل العسكري مهما واجه من تحديات وعقبات من القريب والبعيد لا يمكن أن يتوقف، قد يتعطل قليلا، قد تتأثر وتائره، قد يمر في مرحلة من الضيق الشديد، كما جرى في الشهور الماضية.. ولكن روح المقاومة والجهاد ليس عند حماس وحدها عند كل شعبنا الفلسطيني، ما قام به أبناءنا وأهلنا في عصيدة الشمالية هو فعل الشعب هذا هو استفتاء الشعب الفلسطيني الحقيقي حول المقاومة، بالتالي هذه الروح لا تتوقف، لذلك نحن لسنا خائفين من مستقبل العمل العسكري، الذي يوقف المقاومة فقط هو زوال الاحتلال، لذلك الشعب الفلسطيني عندما يجد نفسه أمام معركة حقيقية، أمام أهداف سامية، أمام قيادة تقوده إلى تحقيق إنجازاته الوطنية، يستطيع أن يتغلب على العوائق، ولذلك الجناح العسكري لحركة حماس وإن تضرر في الشهور الماضية بفعل التعاون الأمني الثلاثي. بل دعني أقول: هناك أطراف أمنية مجاورة أخرى ساهمت في ضرب الجناح العسكري..
الضربات الأمنية
أحمد منصور: ما هي هذه الأطراف؟
خالد مشعل: اسمح لي أن أتجاوزها، لكن الناس كل المشاهدين الآن يعلمون من الذين كانوا يبادلون العدو المعلومات حول أناس من حركة حماس يمكن أن يصب ذلك في ملاحقة المجاهدين في الداخل..
أحمد منصور [مقاطعا]: تقصد أطراف عربية أمنية؟
خالد مشعل: نعم، الثلاثي أقصد السلطة الفلسطينية، العدو الصهيوني، الـ C I A الأمريكي، وهناك أطراف أمسك عن ذكرها، فهي تـتحدث عن نفسها بنفسها، وهذا شيء للأسف مدان، ولذلك الذين يتحدثون: أين العمل العسكري؟ وما مستقبله؟ دعونا نطرح الأمر بالطريقة التالية: كيف نصع نموذجا مماثلا لما جرى في لبنان؟ المقاومة الباسلة لإخواننا في حزب الله والمقاومة اللبنانية، استطاعت أن تقهر العدو، ووحدها استطاعت أن..
أحمد منصور [مقاطعا]: الوضع مختلف الآن.
خالد مشعل: دعني بس أكمل هذه.. واستطاعت أن تفرض الانسحاب على العدو، لماذا؟ لأنها وجدت حضنا، ووجدت درعا حاميا لها في ظهرها، الدولة اللبنانية والشعب والقوى سوريا وإيران، حماس عندما تجد الظهر الآمن من السلطة الفلسطينية ومن الدولة العربية مع السند السياسي حماس ستنجز في فلسطين رغم اختلاف الظرف، أنا مدرك أن الظرف مختلف.
أحمد منصور: يعني في ظل الوضع أو الظرف المختلف الآن. أما تفكرون أيضا في. أنتم كنت أعلنتم هدنة قبل فترة. أعلنتم هدنة من طرف واحد مع الإسرائيليين بالنسبة للعمليات العسكرية.
خالد مشعل: لا.. لا، لم يكن هناك هدنة.
أحمد منصور: أعلنت هدنة داخلية من حماس أنه سيتم التوقف عن ضرب المدنيـين، ومعنى ذلك التوقف عن العمليات العسكرية، وهي متوقفة منذ مدة.
خالد مشعل: المبادرة. لم تكن هناك هدنة، حماس منذ عدة سنوات طرحت مبادرة أن حماس يمكن ألا تصيب أو تستهدف المدنيين في عملياتها إذا توقف العدو عن استهداف المدنيين الفلسطينيين، العدو رفض ذلك، وبقي يقتل في شعبنا، مستوطنوه وجنوده يقتلون أهلنا في فلسطين، لذلك حماس أصبحت هذه المبادرة انتهى مفعولها، لكن لم يكن هناك هدنة.
أحمد منصور: في ظل الوضع الآن الصعب الذي يواجهه العمل العسكري، أما تفكرون في إيقاف العمل العسكري ولو إلى حين تغير الظروف ثم إعادته مرة أخرى؟
خالد مشعل: السؤال: ما البديل؟
أحمد منصور: النضال السياسي.
خالد مشعل: وهل أتى بشيء؟ أوسلو مضى لها سبع سنوات..
أحمد منصور [مقاطعا]: دعك من أوسلو.. أنا أتكلم عن حماس الآن.
خالد مشعل: اسمح لي.. مدريد تسع سنوات.
أحمد منصور: في كل يوم يحققون مكاسب على الأرض.
خالد مشعل: أبدا.. ليس هناك مكاسب على الأرض، هناك إعادة انتشار من أجزاء محدودة، ونسب…
أحمد منصور [مقاطعا]: في النهاية ستصل إلى 80% من الضفة الغربية و تصل أيضا في غزة إلى نسبة لا بأس بها.
خالد مشعل: قضية فلسطين أكبر وأسمى من أن تتحول إلى كسور عشرية ينقطع نفسنا ونحن نلهث وراءها.
أحمد منصور: هذا المتاح يا سيدي الآن، الأجيال القادمة تقوم بواجبها، لكن هذا الجيل لن يستطيع أن يفعل أكثر مما تفعله السلطة الآن.
خالد مشعل: الأجيال القادمة تقوم بواجبها، نعم.. ولكن من خلال صمودنا على مواقفنا، عدم تنازلنا عن أرضنا، وليكن الصراع مفتوحا، لكن الذين يريدون حسم الصراع الآن بالمفاوضات، ومن خلال تقديم تنازلات في أرضنا الفلسطينية، أصلا أوسلو شطبت 78% يعني حوالي 80%.. أربعة أخماس فلسطين شطبت من اللحظة الأولى، كل المفاوضات اليوم على الـ 20% من فلسطين، وهذه الـ20% المفاوضات عليها تحولت إلى كسور عشرية، وبدأ عدونا يدخلنا في دهاليز التفاصيل، جرى ذلك في الخليل واليوم يجري في القدس.
السلطة الفلسطينية
أحمد منصور: الآن.. هذا ما هو متاح كما تقول السلطة الفلسطينية، وهم يحققون مكاسب ومرتاحون لما يحققونه من مكاسب كبدائل الآن، أنتم تقومون بعمل مسلح لا تحققون من ورائه نتائج سوى ضرب ما يحققه الفلسطينيون أو السلطة الفلسطينية من مكاسب في الجانب السياسي، أنتم كحركة حماس الآن. لماذا لا تتخلون عن العمل العسكري، حتى تخدموا المفاوض الفلسطيني، وتظلون تناضلون سياسيا كمعارضين أيضا داخل السلطة؟
خالد مشعل: يا أخي الكريم، أعطيك أنا الآن موقف السلطة، السلطة الفلسطينية موقفها المعلن أنها تريد تطبيق قرارات الشرعية الدولية، و خطوط 4 حزيران، الآن كل نضالها السياسي في الفترة الماضية، كل مفاوضاتها التي تذهب بين العواصم الأمريكية والأوروبية لم تستطع إنجاز ذلك، والعدو لن يقبل بذلك حتى السقف..
أحمد منصور [مقاطعا]: ما هم يحتاجون إلى سنوات طويلة.
خالد مشعل: اسمح لي أخ أحمد، حتى السقف الذي وضعته السلطة لا يمكن إنو هذا العدو بالمفاوضات أن يلتزم به، يعني الآن موضوع القدس يستحيل العدو أن يسلمها للسلطة الفلسطينية، والمفاوضات حول القدس واضحة، موضوع المستوطنات موضوع الحدود، الآن طرحوا مسألة تبادل الأراضي، هناك يجري في دهاليز المفاوضات شيء كثير، لم يحسم حتى الآن و لكنه يعني أن هذا العدو يقاتل حتى الرمق الأخير، ولا يسلم حتى بالـ 20% بتاعت فلسطين، ولكن اسمح لي في المقابل أنت تقول الآن ما هو البديل؟
أحمد منصور [مقاطعا]: أنا ما أقول البديل، أنا بطرح بديل واضح جدا.
خالد مشعل: الوقف يزيد الحالة الفلسطينية عجزا يعني الآن المفاوض..
أحمد منصور [مقاطعا]: يعني أنتم ستستمرون في النضال المسلح أو الكفاح المسلح، ولن تتوقفوا عنه حتى مع قلة الأعداد، وقلة العمليات، والضغوط الشديدة عليكم؟
خالد مشعل: أنت يا أخ تقول: ما الذي تفعله المقاومة؟ أنا أعطيك مثل، الانتفاضة المباركة أجبرت رابين وقادة العدو على استعجال التخلص من غزة..
الكفاح المسلح
أحمد منصور [مقاطعا]: أنتم دائما تقومون بالتضحية وغيركم يقطف الثمار.
خالد مشعل: معليش معليش، حماس لا تقاتل من أجل نفسها، حماس تضحي وتستشهد، ومستعدة حماس تموت كلها من أجل أن تبقى القدس، وتبقى فلسطين عربية إسلامية، ويحيا الشعب وتحيا الأمة، نحن لا نقاتل من أجل أنفسنا….
أحمد منصور [مقاطعا]: أنا أريد كلاما محددا الآن فيما يتعلق بالكفاح المسلح، ليس واردا لديكم في هذه الفترة في نقاشاتكم، في أطروحاتكم، في دراساتكم المستقبلية أن يتم إيقاف العمل العسكري ولو مرحليا؟
خالد مشعل: يا أخ أحمد، يا إخواننا الكرام المشاهدين، أيعقل بعد أن ثبت أن التسوية عجزت وفشلت عن استعادة حقنا، ووصلت إلى طريق مسدود في ظل الصلف الصهيوني والتأييد الأمريكي لهم، وبعد نموذج لبنان الذي أثبت النجاح في طرد العدو، وهو وحده الذي أجبر العدو على الانسحاب، فهذه هي اللغة التي يفهمها العدو هل يعقل بعد ذلك أن يجري الحديث اليوم عن وقف المقاومة؟! أنا أقول للسلطة الفلسطينية وللدول العربية: أعطوا حماس،.. لا حماس أعطوا الشعب الفلسطيني فرصة أن يقاتل هذا العدو، فقط احموا ظهره، اسندوه بغطاء سياسي ودعم مالي وشعبي، وخذوا من هذا الشعب الفلسطيني وحماس في المقدمة والطليعة خذوا انتصارا، وخذوا مكسبا، وسيستطيع الشعب الفلسطيني أن ينـتزع السقف الذي تؤمن به الدول العربية والسلطة الفلسطينية وهو الضفة والقطاع، الشعب الفلسطيني وحده قادر أن ينـتزعه من خلال انتفاضة ومقاومة متواصلة ولكن بشرط أعطوا هذا الشعب فرصته، احموا المقاومة، لا تغدروا بها، لا تقتلوها في ظهرها.
الضغوط على العمل الإسلامي
أحمد منصور: الآن هناك ضغوط كثيرة تمارس على العمل الإسلامي بشكل عام وعلى حماس تحديدا، هل تعتقد بأن الدول العربية مستقبلا في ظل الضغوط الأمريكية، وفي ظل توجه هذه الدول لعمل اتفاقات تسوية مع إسرائيل. يمكن أن تسمح لكم بالتحرك بالشكل الذي تتحركون به الآن على الساحة العربية أم أن الجميع سوف يعمل على إنهاء وجود حركة حماس حال توقيع اتفاقات لا سيما بين سوريا وبين إسرائيل؟ وهي الآن قيد التوقيع، مستقبل موقف الدول العربية من حركة حماس؟
خالد مشعل: أولا: الضغوط الأمريكية على الدول العربية ليست جديدة، فهي قديمة، وبالتالي حماس لم ينته وجودها عربيا، الأمر الثاني: الدول العربية جربت العلاقة مع حماس ووجدت أن (حماس) حركة محترمة، لها مصداقية عالية، حصرت معركتها ضد الاحتلال الصهيوني، ولم تنشغل بأية معارك جانبية، ولم تسئ إلى الأمن أو المصالح العربية والإسلامية، الأمر الآخر: الدول العربية ترى أن وسائل التسوية لم تنجز شيئا حتى السقف العربي، وهو خطوط (4) حزيران، حتى في الموضوع الفلسطيني، هذا السقف العربي لا يزال مرفوض إسرائيليا وأمريكيا، فبالتالي لا مصلحة للدول العربية -مهما كانت الضغوط الأمريكية- أن تسئ إلى حماس، ولا يوجد عاقل يأخذ هذا القرار أو..
أحمد منصور [مقاطعا]: هذا الكلام المنطقي، لكن السياسة لها وضع آخر يا سيدي.
خالد مشعل: هناك اسمح لي، هناك واقع قد لا يراه الناس، هناك دول عربية -كما قلت- عديدة قد لا تستطع أن تجهر بهذا الموقف علانية، لكن في لقاءاتنا معهم يقدرون (حماس) ثم دعني أقول لك: أي مسؤول عربي -والأمة لا يزال فيها خير- أي مسؤول عربي حين يرى هذه العنجهية الصهيونية، حين يرى تصريحات باراك هذا الذي كان يعتبر يعني من حزب العمل..
أحمد منصور: يعني لا تحدثنا عن مثاليات، نحن نتحدث عن واقع موجود الآن في السياسة العربية، السياسة العربية وصلت الآن إلى مراحل من التنازل كانت تعد خيانات منذ سنوات عديدة فقط، أصبحت الآن شيئا مقبولا، ويمكن أيضا للأشياء والخطوط الحمراء أن يتم تقريبها شيئا فشيئا، هذا يحدث في السياسة العربية، ولنكن واقعيين، لم يكن أحد يتوقع أن يغلق مكتب حماس في الأردن، وكان الملك حسين إلى آخر لحظة له علاقته الخاصة بكم، تغيرت الأوضاع، السياسة ليس لها ثوابت لاسيما في العالم العربي، أنا أسألك الآن عن تصورك لمستقبلكم في حالة تغير هذه السياسة؟
خالد مشعل: أنا أكلمك أيضا عن واقع وعن مستقبل، أما الواقع فمع الضغوط الأمريكية والتهديدات الصهيونية حماس موجودة في عواصم عربية وإسلامية عديدة على المستوى الرسمي وليس فقط على المستوى الشعبي، وأنا أقول -أيضا- بكل وضوح: هذه الدول تقدر الموقف السياسي عندما ترى أن قادة العدو حتى من يحسب على حزب العمل وعلى الحمائم هذه مواقفه المتشنجة.. مثلا تجاه قضية القدس من (باراك) إلى (بيريز) إلى (شلومو بن عامي) إلى (يوسي بيلين) هؤلاء الذين يسمون بالحمائم، حين ترى تصريحات (باراك) الذي يصف الفلسطينيين بالتماسيح، (عوفاديا يوسف) الذي يصفهم بأنهم أنجاس ومدنسون وأفاعي، وأن الله أسف لخلق العرب!! هذه العقلية العنصرية اليهودية.. أي عاقل عربي سواء كان مسؤولا أو غير مسؤول -مهما كانت الضغوط عليه- لا يملك إلا أن ينظر إلى حماس بتقدير واحترام، لأنه سوف يحتاج لها، و لن تجدي المفاوضات عن الحاجة إلى القوة المجاهدة، لأنها وحدها التي تجعل للعرب كرامة وعزة، وتجعل لهم موقف يمكن أن يسيروا إليه..
المواقف العربية تجاه حماس
أحمد منصور [مقاطعا]: ما طبيعة ما يدور بينكم وبين المسؤولين العرب، طالما لكم علاقات رسمية مع الدول العربية؟ ما طبيعة الموضوعات المطروحة بينكم وبينهم، والعلاقات بينهم وبين السلطة الفلسطينية أقوى منكم مئات المرات، وهناك تواصل معلن، وهناك دعم للتوجه الذي تقوم به السلطة؟ يعني هل هناك ازدواجية في القرار العربي لدى هذه الدول أن تدعمكم وتدعم السلطة، وأنتم تخالفون بعضكم البعض في التوجه؟
خالد مشعل: لا، لا، هناك سياسات عربية رسمية معروفة، تؤيد منظمة التحرير الفلسطينية، تؤيد السلطة الفلسطينية، وكثير من هذه السياسات أصبحت أمرا واقعا، أو مفروضا أو سمه ما شئت، لا أريد أن أحلل ذلك، لكن في ذات الوقت هذه الدول العربية تحترم حركة (حماس) تلتقي مع قياداتها.. مثلا نحن أخرجنا من الأردن، وبعدها التقينا بسمو الأمير عبد الله في السعودية، وزرنا عواصم عربية عديدة، ولا زلنا نلتقي بالمسؤولين، ونحن نتصل بهم. وحديثنا طبعا عن الهم الأساسي وهو دور الأمة العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني اللي بيشكل خطرا على (مصر) رغم (كامب ديفيد) وعلى (الأردن) رغم (وادي عربة) وعلى (سوريا) التي يحاول الصهاينة تأليب العالم ضدها، وعلى كل بلد عربي مستهدف من هذه الأمة، على (الإمارات) مستهدفة في اقتصادها، كما قال قائد شرطة (دبي) من خلال التلاعب بالعملة الإماراتية، كل دولة عربية مستهدفة، لذلك مصلحة الدول العربية أن تكون مع حماس. نحن لا نستجدى أحدا، صحيح في يعني الأصل دعم الأمة معنا قائم على بعد ديني وقومي ووطني وعربي، ولكن فوق ذلك أيضا مصلحة الأمة العربية أن تقف إلى حماس، لأنو لا يفل الحديد إلاَّ الحديد، ولا يضع حدا للعربدة الصهيونية.. أقول لك: هل من مصلحة مصر مثلا أو الأردن، أو سوريا، أو أي بلد عربي أن تنتهي حماس لا سمح الله، ويتفرغ الصهاينة لمد نفوذهم وهيمنتهم ومؤامراتهم على هذه الدول؟ أنا متأكد أن المصلحة السياسية العربية حتى عند الحكام أن تكون حماس، ولكن نحن في الزمن اللي الأمريكان مهيمنين على الدنيا، في قطب واحد يتفرد بالعالم، هناك سياسات عربية لا شك أن سقفها منخفض جدًّا، ولكن (حماس) تبقى رقما مهما في الساحة العربية، ودورها المستقبلي سيكون أعظم من دورها الحالي، وأنا واثق من ذلك لثقتي بالله عز وجل، وبأصالة هذه الأمة كما قال عليه الصلاة والسلام: (الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة). وهذا العدو الصهيوني الجشع العنصري.. اللي القصد نعود إلى القرآن لنتعلم منه عن النفسية اليهودية، هذا العدو يجعل الذين يعيشون في سبات في أمتنا يستيقظون على وقع هذه العبارات العنصرية الحاقدة، وهؤلاء هم اليهود، كذلك الذين عادوا ربهم، وعادوا الملائكة، وعادوا الرسل، وقتلوا الأنبياء، ولا عهد لهم ولا ذمة.
أحمد منصور: لماذا لا تعطوا السلطة الفلسطينية فرصة أخيرة؟
خالد مشعل: يعني أولا من قال إننا نعطل مسيرة المفاوض الفلسطيني؟ وماذا فعلت حماس حتى تعطله؟! بالعكس نحن نتمنى أن يزداد موقف السلطة والأمة العربية تصلبا وثباتا بفعل نضال حركة حماس، وإن كان همنا الأساسي هو أن نحرر فلسطين -كل فلسطين- و هذا تعليق على سؤال الأخ الكريم قبل ذلك، نحن لا نسعى من أجل أن ندخل لعبة سياسية وحسب، لا.. نحن نسعى من أجل تحرير فلسطين، هذا حقنا الكامل في فلسطين، ولكن أن يستفيد المفاوض الفلسطيني أو العربي من نضال وجهاد حركة حماس فعلى العين والرأس، ليفعل ذلك ولتبقى المواقف كلها صلبة، وهذا هو المطلوب أصلا. لكن هنا فقط في النقطة التي أثارها الأخ الكريم، موضوع التدخل في الشؤون العربية، نحن ننصح ونتبادل النصح والحوار مع كل المسؤولين، ولكن لا يعنينا أن نتدخل في الشؤون الأخرى، موقف حماس واضح في هذه القضية، وينبغي أن يكون واضحا لدى الجميع.
الفصل بين السياسي والعسكري
أحمد منصور : ربما السؤال الأساسي الفصل بين العمل العسكري والعمل السياسي.
خالد مشعل: لكن قبلو أريد يعني أن أؤكد… معليش الموضوع مهم حقيقة، لأنو البعض ربما في ظل تباعد العمليات في الفترة الماضية، كأنما ظن البعض أن (حماس) توقفت، وحاشا لله أن (حماس) تتوقف عن جانب ديني. الجهاد ذروة سنام الإسلام، ربنا سبحانه وتعالى يقول “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم”.. هذا واجب ديني كما هو واجب وطني، فحماس لا يمكن أن توقف الجهاد مطلقا، بل لا يمكن أن تضع السلاح، ربنا بيقول “ودَّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة”.. هذا العدو لا يتم إرهابه إلا..ولجمه إلا بالمقاومة.. “وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل”.. فحماس لا يمكن أن توقف المقاومة، اطمئن أخي المشاهد، ولتطمئن الأمة كلها أن حماس ستبقى تقاتل، شعبنا الفلسطيني -كله- مستعد للقتال بشرط أن يفسح له المجال، وأن يعان كما أُعين إخواننا في لبنان، هذا هو المطلوب، أما موضوع الفصل فأعتقد يعني هذه الكثافة الأمنية الشرسة من أعدائنا، وللأسف من أبناء جلدتنا تفرض -طبعا- أن يكون هناك فصل، ليس على سبيل أننا نخشى أو نتبرأ حاشا لله، نحن نشرف بالجهاد، الجهاد على رأسنا، ويعيش في قلوبنا، ولكن الأخ المجاهد من أمثال (أبو هنود) يقاتل بالسلاح على الأرض و إخوانه في العمل السياسي يؤدون واجبهم، وجميع الشعب والأمة تقوم بواجبها بهذه المعركة. فنحن نتكامل في أدوارنا، ولكن الجهاد يبقى مسارنا الأساسي، الجهاد والمقاومة هو رأسمال الحركة، والسياسي خاصة نحن السياسيين.. السياسي أصلا أكثر الناس تقديرا لقيمة الجهاد والمقاومة، لأنو كما ترون اليوم دول بكل ضخامتها لا وزن لها إن لم تملك السلاح، وتملك القوة حتى تضع حدا لعربدات خصومها وأعدائها.
موقف حماس من قضية القدس
أحمد منصور: بالنسبة لقضية القدس التي تعتبر المحور الرئيسي الآن في النقاش، موقف حماس من قضية القدس، وما الذي تملكون فعله وأنتم ليس بيدكم قرار، وإنما القرار الآن تجاه الدول العربية أو تجاه السلطة الفلسطينية التي تتحرك في هذا الإطار؟
خالد مشعل: يعني أولا: القدس هذه المدينة التي في قلب كل عربي ومسلم، بوابة..القدس والأقصى بوابة أرضي إلى السماء، منها عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم، هذه القدس التي تعيش في وجداننا، واللي الله سبحانه وتعالى جعل.. وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واضح في ذلك، بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، الطائفة المنصورة. هذه القدس الآن هي عنوان الصراع، وواجب الأمة أن تتخذ من القدس منطلقا لصراعها مع هذا العدو، حين نجد إنو اللي كنا نراهن عليهم في الكيان الصهيوني زي (يوسف بيلين) و (باراك) وأمثاله يتشبثون، ولا يقبلون إلا أن تكون القدس لهم وخاصة المسجد الأقصى اللي يسموه (جبل الهيكل) والآن يستهدفونه بالهدم وبناء الهيكل، ويريدون أن يدخلوا في أنفاقه، هذا الموقف الصهيوني يفرض على الأمة العربية والإسلامية مسؤولية كبيرة أن تتوحد من أجل القدس، أن ترفع شعار القدس. وأنا لا أطرح شيئا خياليا، شيء واقعي، الآن أمام مسؤولية القدس تستطيع كل الدول العربية والإسلامية، لا تكتفي فقط بلجنة القدس التي عقدت في المغرب، ولا بمجرد لقاءات عابرة، مطلوب من الدول العربية، خاصة بمبادرة سعودية مصرية سورية أن يدعوا إلى لقاء عربي وإسلامي، ويبحثوا كيف نستعيد القدس؟ ويطرحوا أن هذه مسؤولية عربية وإسلامية، وعلى الأقل يطلقون العنان لجهد الشعوب خاصة الشعب الفلسطيني، حركة حماس، القوى المجاهدة، نضالات الشعوب، وأنا واثق أننا مستعدون وقادرون -إن شاء الله- على استعادة القدس. هذا هو شأننا، وبدون ذلك، أمة بدون القدس لا مستقبل لها، أمة لا تستحق الحياة، بكل صراحة أمة تفرط في القدس أمام هؤلاء الصهاينة المجرمين أمة بلا تاريخ.
أحمد منصور: (أبو ديس) جزء من القدس، وهناك تبادل للأراضي سوف يتم، وهذا ما هو متاح الآن، لماذا لا تقبلون بما هو متاح حتى تستعيد الأمة قوتها وتقاتلون فيما بعد وتستردون ما بقي؟
مفاتيح القدس
خالد مشعل: فلسطين والقدس ليست مجرد بضاعة نأخذ جزءا مقابل جزء، هذه أرض، هذه قيم، هذا دين، هذه عقيدة، هذا تاريخ!! يعني تصور أخي أحمد القدس المدينة الوحيدة التي استلم مفاتيحها سيدنا (عمر) عام 15 للهجرة، الوحيدة.. !! وهذه القدس التي ضحى من أجلها الصحابة والتابعون، ثم فتحها (صلاح الدين) وحررها من الصليبيين و(قطز) حررها من (التتار) وشعبنا حررها من الاستعمار الحديث، ثم نأتي بعد ذلك لنفرط في القدس أو نقبل بضعة (أشبار) هنا أو هناك!! لا.. القدس شرقيها، وغربيها. ولعلمك القدس الغربية فيها أحياء عربية عديدة مثل البقعة (التحتة) و(الفوقة) و(الطالبية) وغيرها.. هذه كلها لنا، والأصل أن نتمسك بها، وإذا كنا عاجزين اليوم عن استعادتها، لقد ظلت القدس (89) عاما في يد الصليبين، وذبح من المسلمين (70) ألف في القدس أيام الصليبين، ثم استعادها صلاح الدين، نحن لسنا.. ليس هناك أقول لك لا عربي ولا مسلم، لا مسؤول ولا فرد مخول أن يساوم على القدس. وهذه المشاريع -اسمح لي- المطروحة أمريكيا.. يا رجل طريقة العدو، الآن ليس فقط يقسم القدس إلى (أ، ب، ج) إلى منطقة (البلدة القديمة) ومنطقة (الأحياء) وغيرها.. الآن حتى المبادرة الأمريكية المطروحة الآن، تقسيم منطقة الحرم إلى أربعة مناطق: المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، ثم ساحة الحرم، ثم الجدران، ثم باطن الحرم القدسي، يعني القدس المدينة المقدسة تصبح وكأنها قطعة (كيك) نقبل تجزئتها!! هذه الحقيقة هذه جريمة كبرى إذا ما بادر أي عربي أو مسلم بالتفريط في القدس!! مش قادرين نحلها اليوم غدا تحل بإذن الله، ونستعيدها بعزة وكرامة، والمجاهدون من أمثال (محمود أبو هنود) وهو الحافظ للقرآن وغيره من المجاهدين قادرون أن ينتزعوا القدس رغما عن اليهود، هذه معركتنا المصيرية، وينبغي أن نحشد لها الجهود، وأنا أدعو -كما قلت- وأكرر، أدعو (مصر) و(السعودية) و(سوريا) و(إيران) على المستوى الإسلامي أن يتداعوا إلى بناء استراتيجية تحشد الجهد العربي والرسمي والإسلامي، الرسمي والشعبي من أجل معركة القدس. وإذا كان (بيريز) تصور بيريز -هذا الحمائمي في حزب العمل- يلوم (باراك) لماذا تكلم في القدس في (كامب ديفيد) هذا (بيريز) يقول: إنو (جبل الهيكل) هو هذا يهودي على مر التاريخ!! وظيفتنا كعرب ومسلمين أن نسعى إلى حشد استراتيجي من أجل القدس.